دراسات/مقالات

أنطون سعاده في عقول وقلوب الأجيال المتعاقبة وشرفاء الأمة وأحرارها

كتب أ. شهدي عطية/ عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وممثلها في لبنان.

لا يُسعف الكلام وتخوننا التعابير عند الحديث عن شخصيّات فذة وتاريخية وقادة عظام، تاريخهم مضيء ومشعّ، ومن المنارات التي تنير دروب المناضلين، وناضلوا وقدموا الصور الناصعة في النضال الحقيقي من أجل أمتهم وقضايا شعوبهم المصيرية، كيف إذا كان هذا القائد والشخصيّة الفذة هو الزعيم والمؤسس انطون سعاده، الزعيم الخالد في عقول وقلوب الأجيال المتتالية كما في عقول الأحرار وشرفاء الأمة، الذي ما زالت آثار فكره وتاريخه النضالي المقاوم عميقة ومتجذرة حتى يومنا هذا وسوف تستمرّ.

إن الوفاء للمؤسس والزعيم انطون سعاده في ذكرى ميلاده، هو ليس إحياء لذكرى عابرة لأنه ليس المؤسس للحزب السوري القومي الاجتماعي وحسب، وليس لأنه لعب الدور الكبير في معارك الدفاع عن قضية الأمة والحفاظ على وحدتها ومصيرها وحسب، بل لأنه ما زال حياً وتاريخه وفعله وفكره وأقواله ما زالت موجودة ومؤثرة في مجرى النضال التحرريّ.

إن الاحتفال بميلاد المؤسس أنطون سعاده هو خطوة هامة لتكريم رجالات الزمن الكبار وتخليد العظماء وإعادة دراسة فكر المؤسس انطون سعاده والاستفادة منها في ممارسة النضال التحرريّ ومواجهة الاستعمار وتقسيم البلاد والتعدّي على وحدتها.

المؤسس أنطون سعاده هو الأديب والمفكر الذي لعب دوراً ريادياً في الإعلام بين لبنان وسورية وكانت له مؤلفاته الأدبية، كما هو المفكر والمناضل والذي كان لفكره الأثر الكبير في تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بالحفاظ على الفكر القوميّ الاجتماعيّ وحمايته وتحقيقه، إضافة الى تحديد مواقفه من كل القضايا والأفكار والعقائد كما حدد نظرته الى العلاقات مع العالم العربي والعالم.

في الذكرى الـ 117 لميلاد القائد المؤسس والمفكّر الزعيم انطون سعاده مناسبة لإعادة التأمّل في تراثه الفكري والنضالي وهو الذي كان متقدّماً في تصدّيه للمشروع الاستعماريّ القائم على التجزئة منذ “سايكس بيكو” مروراً بـ “وعد بلفور” وانتهاءً بالوجود الاستعماريّ الاستيطانيّ الصهيونيّ على أرض فلسطين، وأكد دائماً على خطورة المشروع الصهيونيّ والذي يشمل كل المنطقة العربيّة وليس فلسطين فقط، وكان يرى في المشروع الصهيوني مشروع هيمنة وسيطرة على كل المنطقة العربيّة وعلى الأصعدة كافة، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً، إضافة الى خطر التقسيم والتجزئة.

كما وصاغ المؤسس فكرة الهوية الوطنية للأمة ووحدتها واستقلالها الوطنيّ وبيّن التهديد الجدي لها من قبل الاستعمار ومشاريع التقسيم والتجزئة وتدمير حضارة بلادنا.

لفكر الزعيم والقائد انطون سعاده الأثر الكبير والفعلي في نضالات الشعب الفلسطينيّ ضد العدو الصهيوني وفي مقاومة المحتل الغاشم وكيفية استنباط أشكال النضال كافة، مستنيرة بفكره وتجربة نضاله ونظرته الاستراتيجية للمواجهة، وما فتئ حزبه “الحزب السوري القومي الاجتماعي” يقف وبكل قوة وعزيمة الى جانب نضالات الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة الفلسطينية في مواجهة التحديات والمخاطر التي تتهدد أمتنا وقضاياه العادلة ومواجهة العدو الصهيوني المغتصب للأرض.

كان لنا في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني شرف تنفيذ عمليات قتاليّة مشتركة ضد العدو الصهيوني مع الرفقاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي وتوحّد الدم وجسّدت العلاقة النضالية المشتركة في مواقع النضال والقتال وفي الدفاع عن حقوق الأمة ومواجهة المحتل ونعتز بالعلاقة التاريخية الطويلة التي ربطتنا والتي ما زالت قائمة وستستمرّ وتتطوّر.

لا تستطيع في مقالة وفي عجالة الحديث عن جوانب القائد الزعيم وفكره المنير، ويبقى الأهم ان يبقى فكره ونهجه منارة ومرجعاً للقوى الحية والمقاومة في صياغة المشروع الوطني التحرري والحفاظ على وحدة الامة ومكتسباتها وتقدّمها وتطوّرها، وفي مواجهة المشروع الاستعماري الإمبريالي الرجعي والحفاظ على الهوية الوطنية، وأن نبقى معاً وسوياً في صفوف المقاومة حتى التحرير والعودة والاستقلال والسيادة.

أمثال المؤسس الزعيم أنطون سعاده يرحلون جسداً وتبقى أرواحهم وأفكارهم تنير لنا درب الانتصار، والثوار والقادة العظماء لا يرحلون بل يخلدهم التاريخ، هذا هو القائد والزعيم والمؤسس انطون سعاده القائل: إن الحياة وقفة عز فقط… نقفها أو نموت دونها.

تحية الى روح القائد “مؤسس ولادة الوعي القومي المقاوم” (ميلاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي) 117.

تحية الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزباً مناضلاً عريقاً من أجل الحرية ومكافحاً ضد الاستعمار والصهيونية وأعداء الأمة.

المجد والخلود للقائد المؤسس انطون سعاده.

المجد والخلود للشهداء الأبرار.

 

 لفكر الزعيم أنطون سعاده الأثر الكبير والفعلي في نضالات الشعب الفلسطينيّ ضدّ العدو الصهيوني وفي مقاومة المحتلّ الغاشم وكيفية استنباط أشكال النضال كافة، مستنيرة بفكره وتجربة نضاله ونظرته الاستراتيجية للمواجهة…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى