استقبل نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي القائم دستورياً بمهام رئيس الحزب وائل الحسنية، وفداً من تجمع العلماء المسلمين برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ د. حسان عبدالله، وكان في استقبال الوفد إلى جانب الحسنيّة العمُد: علي عسيران، مأمون ملاعب، بطرس سعادة وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح.
وقال بيان صادر عن تجمع العلماء المسلمين في لبنان:
قام وفد من تجمّع العلماء المسلمين برئاسة رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله، بزيارة الإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي حيث كان في استقبالهم نائب رئيس الحزب الأستاذ وائل الحسنِّية والإخوة في القيادة، وكان اللقاء مناسبة لطرح أمور عديدة لها علاقة بالوضع في لبنان.
وفي نهاية اللقاء صرّح الشيخ الدكتور حسان عبد الله بما يلي: تشرّفنا بلقاء الإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الأستاذ وائل الٍحسنِّية والإخوة في القيادة، وكان اللقاء مناسبة للحديث في القضايا التي تهمّ اللبنانيين عامة وبالأخصّ الموضوع الاقتصادي الذي أصبح سيئاً إلى درجة أنه لم تعد هناك طبقة وسطى في لبنان، أصبح الجميع فقراء، والفقراء أصبحوا معدومين، وصحيح أنه بقناعتنا وتحليلنا ناتج عن الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة الأميركية في حصار لبنان ومنع وصول المساعدات والأموال إليه، ولكن في الوقت نفسه هناك تقصير من قبل الحكومة في أداء مهامها التي تسعى إلى تسكين اللوعة والتقليل من الأوجاع التي يعاني منها المواطن، وبالتالي هناك إجراءات كثيرة يمكن أن تتخذها الحكومة ليس فقط بضمان ودائع المواطنين في المصارف بل بالسماح لهم بالتصرف بهذه الأموال.
الأمر الثاني، موضوع المحاسبة المالية لكلّ الذين تجرأوا وامتدّت أيديهم إلى المال العام، واعتماد هيئة قضائية تسعى لمحاسبة الفاسدين ورفع الحصانة عن كلّ المشتغلين بالمال العام، والتوجه نحو الشرق كبديل عن الحصار الغربي لنا، سورية، إيران، العراق، الصين. ونتساءل هنا لماذا لا تقوم الدولة اللبنانية كحكومة لبنانية بالحوار مع الحكومة السورية من أجل مواضيع عدة، الأمر الأول موضوع تجارة الترانزيت، والأمر الثاني التجارة البينية بيننا وبين سورية، الأمر الثالث استجرار الطاقة مع حاجتنا الماسة إليها ونحن نعاني قطعاً كبيراً منها، الأمر الرابع، ترتيب عودة النازحين السوريين الذين أصبحت مناطقهم آمنة وتمنع الولايات المتحدة الأميركية عودتهم. كلّ هذه الأمور يمكن حلها بالحوار مع الإخوة في الحكومة السورية.
الأمر الآخر والذي طُرح اليوم في الساحة اللبنانية موضوع الحياد، نحن لا نفهم حياداً والكيان الصهيوني يحتلّ جزءاً من أرضنا، ينتهك أجواءنا، يحاول السيطرة على حدودنا البحرية من أجل الاستيلاء على نفطنا. فبالتالي نحن اليوم بحاجة ماسة إلى أن نفهم ماذا يريد من طرح مسألة الحياد بموضوع الحياد؟ الحياد نحن لا نفهمه إلا خدمة للكيان الصهيوني، كل ما يحصل وما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية هدفه حماية الكيان الصهيوني، بالتالي فإنّ موضوع الحياد لا يمكن أن يكون وهناك خطر عودة التكفيريين، لا يمكن أن يكون هناك حياد وأرضنا محتلة، لا يمكن أن يكون هناك حياد ويرفضون عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأماكن التي هجّروا منها، مما يعني أنهم يسعون لتوطينهم في لبنان، لا يمكن أن يكون هناك حياد وتعمل الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية للتدخل في شؤوننا الداخلية. نحن اللبنانيين الشرفاء معنيون بقضايا الأمة، مرتبطون بقضايا هذه الأمة وندافع عن حقنا في استرجاع فلسطين كلّ فلسطين إلى أمتنا التي سُلبت منها، وبالتالي نحن لا نوافق على مبدأ الحياد وإذا كان لديهم كلام آخر فليقولوه لنا.
في النهاية شكرنا الإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي على حُسن استقبالهم وتمنينا للأستاذ وائل الحسنِّية أن يوفقه الله لقيادة الحزب في هذه المرحلة لتأمين الاستقرار الداخلي وإعادة تركيبة الحزب وملء كلّ الفراغات والشواغر، والحمد لله رب العالمين.
الحسنية
ومن ثم صرّح نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنِّية بما يلي: تشرّفنا بلقاء وفد تجمع العلماء المسلمين، رئيس الهيئة الإدارية الشيخ حسان العبد الله والمشايخ الأجلاء، وتداولنا في الأزمة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، والدور الأميركي الضاغط على اقتصادنا وعلى عملتنا الوطنية وسعر صرف الدولار، وكانت وجهات النظر متطابقة على ضرورة تفعيل العمل الإنتاجي الصناعي والزراعي والاقتصادي، سبيلاً لإدخال العملة الصعبة إلى بلادنا وتحسين ظروف شعبنا المعيشية الذي تحاول أميركا وأتباعها تجويعه.
تناولنا موضوع الحياد الذي يطرحه البعض وأكدنا بأننا لا نستطيع أن نكون محايدين بين الأميركي الذي يقضّ مضاجع اللبنانيين وبين قضايانا الوطنية، لا يمكن أن نقبل بالحياد والعدو “الاسرائيلي” يعربد في أرضنا وسمائنا وبحرنا، لا يمكن أن يكون هناك حياد والإرهاب الذي يرسل إلينا كلّ يوم يدقّ أبوابنا ويهدّد مواطنينا، وبالتالي فإنّ الحياد والتحييد عن كلّ قضية لا تعنينا، أن نحيد عن قضايانا الوطنية كمن يحاول أن يحيد عن أزمة في بيته.
أكدنا أنّ المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير الأرض وأنّ المقاومة هي السبيل الوحيد من أجل حرية الإنسان وكرامته. وأنّ المقاومة ليست هي المسؤولة عن هذا الوضع الاقتصادي المتردّي، بل السياسات الاقتصادية التي فرضت علينا والتي أوصلت البلد إلى هذا المستوى المعيشي الاقتصادي السيّئ.
وتابع: البعض يدّعي أو يحاول إيهام اللبنانيين بأنّ المقاومة هي السبب الرئيسي لهذا الوضع الاقتصادي السيّئ، لذلك نقول لكلّ اللبنانيين لا يمكن أن تستخرجوا نقطة نفط واحدة من الأراضي اللبنانية إلا بفعل المقاومة، وبفعل هذا التوازن الاستراتيجي الذي رسّخته المقاومة، وإنْ لم يكن هناك من مقاومة لن يكون لكم هناك أيّ سبيل في المرحلة المقبلة لكي يخرج اللبنانيين من أوضاعهم الاقتصادية الصعبة.
إنّ القوة هي القول الفصل في إحقاق الحق القومي، والقوة التي تشكلها المقاومة هي التي يجب أن تُصان وتُحمى فهي الخيار الصائب والطريق السليم.
وختم: إننا مع التجمع ومع كلّ الوطنيّين نؤكد على ضرورة وحدة المجتمع وتحصين التلازم بين عناصر قوة لبنان حتى نصل إلى بر الأمان وعزة بلدنا ونصرته.