منفذية ملبورن في “القومي” أحيت عيد مولد الزعيم بندوة تحت عنوان: “صفقة القرن ـ حرب الوجود”
أحيت منفذية ملبورن في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده، فأقامت ندوة بعنوان: “صفقة القرن ـ حرب الوجود” تحدّث فيها الأمين سايد النكت، وقدم لها الأمين حبيب سارة.
حضر الندوة منفذ عام ملبورن سمير الأسمر وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من الأمناء وأعضاء المجلس القوميّ وممثلون عن الأحزاب والقوى والجمعيات ومهتمون وجمع من القوميين وأبناء الجالية.
حبيب سارة: فرادة استشراف الزعيم للأخطار المحدقة بالأمة السورية وجلاء حقها القومي
قدّم للندوة ناموس منفذية ملبورن حبيب سارة، استهلّها بتوجيه التحية للمشاركين والحاضرين في الندوة، وقال: “أن نحيي مناسبة الأول من آذار، عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده، لا بد أن نشير إلى استشرافه الأخطار المحدقة بأمته. فسعاده، وقبل نحو قرن من الزمن حذّر من الخطر الصهيوني على فلسطين وكل أمتنا، ثم حذّر من الأطماع التركية في بلادنا ومن خطر الحركة الوهابية. لقد كان سعاده مدركاً حجم الأخطار التي تتهدّد شعبه وبلاده. وكان حاسماً في الدفاع عن الحق القومي، وهنا أذكّر بردّه على رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج بخصوص “وعد بلفور” المشؤوم، حيث قال: “كما قلتم فإنّ أموراً عظيمة جدّاً ستترتب على هذه المحاولة الأثيمة (وعد بلفور) التي لم يعرف التاريخ محاولة أخرى تضاهيها في الإثم، وإني أطمئنكم بأنّ نتائجها لا تقتصر على فلسطين بل ستتناول العالم أجمع. ومن يعشْ يرَ”.
ولفت سارة إلى أن “صفقة القرن” تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، ونحن معنيّون بمواجهة هذه الصفقة الآثمة، دفاعاً عن أرضنا وحقنا.
محمد موسى: غاية صفقة القرن تأبيد معاناة شعبنا وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل
بعد ذلك تحدث المناضل محمد موسى فقدّم عرضاً عن رحلة التشرّد من بلدته في فلسطين المحتلة، لافتاً إلى أنه كان في الخامسة من عمره عندما استُشهد والده، ولم يجد نفسه إلا مشرداً في خيم مخيم نهر البارد شمال لبنان، معدداً المعاناة التي واجهت وتواجه الفلسطنيين في مخيمات اللجوء، ومعتبراً أن غاية صفقة القرن تأبيد المعاناة التي يتعرض لها شعبنا وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. لذلك ما من خيار إلا مواجهة هذه الصفقة واسقاطها.
فيليب السقّا: شعبنا لم يتخلى عن فلسطين بقوة الاحتلال والعدوان ولن يتخلى عنها بصفقة قرن مشؤومة
أما المناضل فيليب السقا ابن بيت جالا الفلسطينية فتحدث عن تجربته التي تختصر معاناة الفلسطينيين في أرضهم، وقال: إن ممارسات العدو الصهيوني العنصريّة تفوق الوصف بوحشيّتها وإجرامها، فهي كناية عن حرب إبادة تستهدف اقتلاع شعبنا من أرضه، غير أن شعبنا يواجه الاحتلال بالإرادة والتصميم واللحم الحي، ليؤكد للعالم بأسره تمسكه بأرضه وحقه وهويته، وبأنه لم يتخلى عن فلسطين بقوة الاحتلال والعدوان ولن يتخلى عنها بصفقة قرن مشؤومة.
سايد النكت: مواجهة الصفقة العداونيّة على وجودنا بتعزيز وعينا القومي ونشره وتوحيد قوانا في الأمة كلها
وتحدّث الأمين سايد النكت مبيناً ماهية وخصائص الصراع الوجودي بين أمتنا والكيان الصهيوني، وموقع صفقة القرن في هذا الصراع، وموضحاً معالم المكوّن الوجودي السوري الطبيعي المتكوّن تفاعلياً في رحاب البيئة السورية الطبيعية وفق حقائق النشوء الطبيعي لتكوّن المجتمعات والأمم التي أرسى قواعدها سعاده. ومن ناحية أخرى أشار إلى أن قيام الكيان الصهيوني المعادي يعاكس سنّة النشوء الطبيعي للمكوّنات المجتمعية الوجودية، وهو نتيجة مندرجات صفقوية هي بحد ذاتها مندرجات تصفوية لوجودنا.
واعتبر النكت أن وعي سعاده لمكوّننا الوجودي هو حقيقة علمية وطبيعية ومنطقية، أما مَن لا يعي هذه الحقيقية نحيله إلى الشعار الصهيوني “أرضك يا إسرائيل من الفرات الى النيل” وهذا يدلّل على استهداف وجودنا القوميّ برمّته.
وتطرق إلى مندرجات الصفقات لدى االصهاينة التي تجاوزت بمسارها على ثلاثين قرناً، منذ ما يسمّى “صفقة البدء بين “الرب” وأبرام”، والزعم بوعد لاجتثاث وجودنا وكل نسمة من أبناء شعبنا وحرق مدننا، (والرب هنا ليس رب العالمين إنما ربهم الخاص المزعوم)، موضحاً الأساس الايديولوجي للإرهاب المستقى من تلك العقائد.
كما أشار النكت إلى خريطة العالم لبطليموس قبل ألفي عام والتي تدلل على فلسطين وعلى البحر السوريّ وعلى خريطة سورية قبل الإمبراطوريات من الرومانية حتى العثمانية، بما يؤكد الحقيقة السورية التاريخية.
واستعرض النكت صفقات القرن العشرين، ابتداء بالمؤتمر الصهيوني الأول بقيادة أرثر هرتزل، إلى “سايكس بيكو” و”وعد بلفور” ومؤتمر “سان ريمو” وقرار تقسيم فلسطين و”كمب دايفيد” و”أوسلو” و”وادي عربة” وما فيها من صفقات سرية وعلنية، مشيراً وبالخرائط إلى تغير الخريطة السياسية للوجود السوري الطبيعي الذي تناهشته الدول المستعمرة ووزّعته الى كيانات تمهيداً لقضم فلسطين التي تقلّص فيها تواجد الفلسطينيين من مئة بالمئة الى نسبة اثنتي عشرة بالمئة.
ثم تطرق الى صفقة القرن موضحاً ماهيتها وتوصيفاتها على انها: صفقة اللاصفقة لأنها عقدت بين طرفين يكملان بعضهما البعض ولا يملكان ما يتصافقان عليه، وحتى ولو وجد طرف فلسطيني فإنه لا يملك حق التصافق بما تملكه الأجيال بتعاقبها والأمة بتكاملها.
النكت وصف صفقة القرن بأنها صفقة المصالح الانتخابية، صفقة الوعد المزعوم، صفقة تعدٍّ على حقوق الفلسطينيين ودول الجوار، صفقة الصفعة لكل قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين، صفقة إلغاء حق العودة، صفقة البوابة التي تفتح باتجاه واحد، صفقة المسح والتغيير الديمغرافي، صفقة التصفية العرقية، صفقة اللا سلام إنما الحرب أو الاستسلام، صفقة تهويد فلسطين وأسرلة العالم العربي، إنها حرب وجودية ضد شعبنا وأمتنا.
وتحدث النكت عن إدراك سعاده للخطر الصهيوني وتنبّهه لمخاطر الحركة الصهيونية وخطتها النظامية المعدة لتحقيق أهدافها باقتلاعنا من الوجود ومواجهته لهذا الخطر بتأسيس الحركة المعاكسة بخطتها النظامية الأدق للوقوف في وجهها والانتصار عليها، فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي التي أثبتت مسيرته منذ مطلع الثلاثينيات الى اليوم تنكّبه مهام مجابهة الحركة الصهيونية وتمدداتها، ومواجهة كل الارهاب المرتبط بهذا العدو المصيري.
وتطرق النكت لمندرجات الخطة الاستراتيجية لخوض حرب الوجود من منظار سعاده مرسياً قواعدها على وعيه المبكر للخطر الشامل والإنقاذ الشامل، والوعي القومي للمكوّن الوجودي والمحوري في المواجهة الوجودية، مدللا على ان منظومة الوعي تنطلق من وعي حقيقة الأمة ووحدة كمجتمع طبيعي كوحدة إنسانية متكاملة كإنسان واحد، بحيث إن فلسفة الانسان المجتمع التي أعلاها سعاده تسقط فلسفات الكينونات المجزئة كانسان الفرد والطبقة والطائفة والكيانية والعشائرية، يسقط بوعيها وإعلائها الفواصل المجتمعية والتجزئة السياسية لمصلحة قيام المجتمع المقاوم والقوة القومية المجابهة.
وقال النكت: لقد سعى سعاده لإنشاء جبهة عربية تكون سداً أمام المطامع الاستعمارية والصهيونية، غير أن العالم العربي ذهب الى مكان آخر، في حين نهض محور المقاومة القومية بمحورية دمشق والدول الداعمة إقليمياً وعالمياً، ولذلك نرى الاستهداف كما ورد في “صفقة البدء” وهو إحراق دمشق وإزالة المُلك منها، وهذا ما يفسر الحرب الكونية التي شنّت على الشام.
وتابع: إن نهوض محور المجابهة مع نهوض دمشق وانطلاق المقاومة القومية ثم المقاومات الوطنية والإسلامية وانتفاضات فلسطين ومقاومة غزة وما سجل من حروب مجيدة كحرب تشرين وحرب التحرير وحرب تموز وحرب غزة قد شكل قوة مجابهة حقيقية عظيمة يعوّل عليها في مجابهة الخطر المحدق إنما في الجذرية الوجودية يحتاج إلى بعث نهضة قومية اجتماعية تغيّر وجه التاريخ.
وأكد النكت أن قرار اغتيال سعاده تمّ بصفقة تصفوية عقدت بين موشي شاريت وزير خارجية الكيان الغاصب ورياض الصلح وحسني الزعيم بهدف القضاء على المشروع الوحيد الوجودي المعاكس للمشروع الصهيوني المعادي لأمتنا.
ودعا النكت الى التصدي لصفقة القرن بالعمل على:
خلق الوعي القومي لكينونة وجودنا، الوعي الشعبي حول مخاطر الصفقة، وتدعيم محور المقاومة وقواها الحية والرافضة لا سيما في فلسطين، وتوحيد المقاوَمات والجيوش في الهلال الخصيب كسد منيع في وجه الزحف الصهيوني وإجراءاته في فلسطين وفي أرضنا القومية، وخلق التفاف شعبي عام في كيانات الأمة وخارجها حول فلسطين، وإنهاء مفاعيل حدود “سايكس بيكو” لناحية ترابط الجسم المقاوم ودفق شرايين الدورة الحياتية الاقتصادية في رحاب البيئة السورية الطبيعية، وكسر المثلث المعادي الصهيوني التركي الوهابي المسلّط حرابه إلى قلب سورية النابض، وتأسيس مجلس التعاون الاقتصادي المشرقي، وتمتين روابط الحاضرة الإقليمية والعالمية التي تدعم حقنا المشروع في فلسطين، وتدعيم جبهة التحالف العالمية ضد الغطرسة الأميركية الصهيونية، وتحصين المجتمع، وجعله مجتمعاً مقاوماً كل مواطن فيه خفير.
مداخلات وقطع قالب حلوى
بعد مداخلات أجاب المشاركون على أسئلة الحضور، لتختتم الندوة بقطع قالب الحلوى بالمناسبة من قبل المنفذ العام، على وقع هتاف “يا أبناء الحياة”.
3/3/2020 عمدة الإعلام