الرئيسةتقارير

“ربيع أميركي” في فنزويلا… مادورو والجيش يتصدان للإنقلاب

على غرار دعم ما سمي بثورات “الربيع العربي” خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب معلنا دعمه لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غويدو ورئيس البرلمان الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، في خطوة لا شرعية من شأنها فتح البلاد أمام الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بهدف وضع يدها على ثروات ومقدرات البلاد.

ويكشف  الدعم الأميركي للانقلاب على السلطة الشرعية في فنزويلا، حقيقة سياسات واشنطن العدائية تجاه الدول والشعوب الرافض للتسلط والهمينة الأميركية، لا سيما الدول المؤيدة لفلسطين، والرافضة الإعترف بالكيان الصهيوني، حيث تشكل فنزويلا نموذجاً يحتذى به في هذا الخصوص.

من جهته رد مادورو على محاولة الإنقلاب بإعطائه الدبلوماسيين الأميركيين في كراكاس 72 ساعة لمغادرة البلاد، وأمام تظاهرة حاشدة لمؤيديه خارج القصر الرئاسي في كراكاس أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، بعد اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غويدو رئيسا مؤقتاً للبلاد.

وقال مادورو “أعلن أمام الشعب أنني كرئيس دستوري، قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الأميركية”، مضيفاً “فنزويلا لديها الحق في حكم ذاتي سيادي وسأدافع عن حق الشعب في السلام أدعو المواطنين إلى تحقيق أقصى قدر من التفاهم”.

وتابع “لقد خضنا العديد من الاختبارات وأرجو أن نجتاز هذا الاختبار حتى تخرج فنزويلا منتصرة ولينتصر السلام والاستقرار وسيادة شعبنا”.

الجيش يرفض إعلان غويدو نفسه رئيساً بالوكالة

وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أكد أن الجيش يرفض إعلان غويدو نفسه رئيساً بالوكالة.

 

وقال بادرينو إن “اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة”، مؤكداً أن “الجيش لن يقبل برئيس فرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني”.

كما شدد وزير الدفاع الفنزويلي على أن “الجيش الفنزويلي سيدافع عن دستور البلاد وهو ضامن للسيادة الوطنية”.

مواقف دولية وعربية مؤيدة لمادورو المنتخب شرعياً

وفي السياق، أبدت دول عدة وقوفها إلى جانب فنزويلا ودعمها لرئيسها الشرعي مادورو. فقد رأى الكرملين أن أي تدخل عسكري خارجي في أحداث فنزويلا “خطير جداً”.

وأعرب الكرملين عن دعمه للرئيس مادورو الشرعي لفنزويلا”، مديناً في نفس الوقت “اغتصاب السلطة في البلاد”.

في حين أكدت الخارجية الروسية قائلة إن “فنزويلا هي شريك استراتيجي ندعمه وسندعمه، ونحذر الولايات المتحدة من أي تدخل عسكري في فنزويلا”، مشددة أن “أي تدخل عسكري في فنزويلا هو سيناريو كارثي”.

وكررت تأكيدها وقوفها إلى جانب فنزويلا لحمايتها “سنقف إلى جانب فنزويلا لحماية سيادتها والدفاع عن مبدأ عدم التدخل في شؤون الآخرين”، مع استمرار تعاونها الاقتصادي مع فنزويلا على مختلف الصعد.

الخارجية الروسية أسفت “لضلوع منظمة الدول الأميركية في زيادة الضغط على السلطة الشرعية في فنزويلا”.

رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف قال من جهته إن “الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لفنزويلا”.

فيما قال نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي أندريه كليموف إن روسيا تؤكد شرعية رئاسة مادورو لفنزويلا.

من جهته رأى عضو البرلمان الروسي ألكسي بوشكوف أن “خطط الولايات المتحدة لتغيير الأنظمة في العالم أدت إلى الفوضى والانهيار”، محذّراً من أن “فنزويلا أصبحت ضحية جديدة لواشنطن”.

الحكومة الكوبية أعربت عن “دعمها الحازم” للرئيس الفنزويلي مادورو.

الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل كتب في تغريدة له على تويتر أن “كوبا تدعم وتتضامن مع مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها.

بدورها أعلنت المكسيك تأييدها لمادورو كرئيس لفنزويلا.

المتحدث باسم الحكومة المكسيكية أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قال إن بلاده ستعترف بالسلطات المنتخبة، وفقاً للدستور الفنزويلي.

الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى الحوار في فنزويلا من أجل تجنب وقوع “كارثة”.

الاتحاد الأوروبي دعا من جهته إلى الإنصات إلى صوت الشعب الفنزويلي، مطالباً بإجراء انتخابات حرة وذات صدقية.

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني دعت إلى البدء فوراً بعملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفق النظام الدستوري.

واعتبرت المسؤولة الأوروبية أن العنف واللجوء المفرط للقوة من قوات الأمن غير مقبولين تماماً ولا يحلان الأزمة.

المتحدث باسم الرئاسة التركية قال إن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي وقال له “قف صامداً فنحن نقف معك”.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو وردّاً على الإعلان الأميركي بشأن الرئيس الفنزويلي، قال “نرفض سياسة عزل الدول”.

الخارجية الإيرانية رفضت التدخل الأميركي في شؤون فنزويلا الذي اعتبرته “غير مشروع”.

وقالت الخارجية “نقف مع الدولة الفنزويلية وحكومتها ونعارض أي خطوة غير مشروعة وغير قانونية ضد شعبه”.

بدورها دانت الخارجية السورية التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

 

الخارجية السورية نددت بأشد العبارات “التدخل السافر للإدارة الأميركية في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية”.

ورأت أن التدخل الأميركي “انتهاك فاضح للأعراف والقوانين الدولية كافة واعتداء صارخ على سيادة فنزويلا”.

كما رأت أنه “يجب قيام نظام يحترم سيادة واستقلال الدول وخياراتها الوطنية ويلجم النزعات العدوانية الأميركية”.

وأكدت “متضامنون بالكامل مع قيادة وشعب فنزويلا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية الأميركية”.

الخارجية السورية أشارت إلى أن “الولايات المتحدة تعتمد سياسات تخريبية في مختلف بقاع العالم وهي وراء التوترات في عالمنا”.

ورأت أن “تجاهل واشنطن للشرعية الدولية يستوجب قيام نظام دولي جديد يعيد الاعتبار لهذه الشرعية”.

وزارة الخارجية الفلسطينية دانت تدخل بعض الدول في الشؤون الداخلية لفنزويلا وبشكل مباشر، من خلال دعم محاولة انقلاب ضد الرئيس المنتخب شرعياً مادورو.

وأعربت الوزارة عن قلقها إزاء ما تشهده فنزويلا من أحداث. وجددت موقف فلسطين الداعي إلى احترام مبدأ سيادة الدول وأنظمتها الداخلية.

 

الخارجية الفلسطينية أكدت تقديرها لمواقف المناصرة التي يقدمها الرئيس الشرعي مادورو للقضية الفلسطينية.

القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية دعت بدورها إلى وقفة تضامنية مع فنزويلا ورئيسها مادورو مساء اليوم الخميس في رام الله.

الحزب الشيوعي في لبنان دان التدخلات الأميركية في فنزويلا وأعلن تضامنه مع الرئيس مادورو.

ورأى أن المحاولات الأميركية الحثيثة تهدف “لتقويض الأمن والاستقرار في فنزويلا عبر السعي بمختلف الوسائل لتغيير النظام المنتخب ديمقراطياً بتفويض شعبي لا غبار عليه”.

واعتبر الحزب الشيوعي أن اعتراف الولايات المتحدة برئيس انتقالي لم يكن حتى منافساً لمادورو، بعد دعمها لانقلاب عسكري فاشل منذ اشهر، هو “دعوة مفتوحة لتفجير حرب أهلية في البلاد من أجل تقويض النظام البوليفاري وإعادة إمساك السلطة فيها ونهب ثرواتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى