أحيا حزب الله ذكرى شهدائه القادة باحتفال كبير في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث ألقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله كلمة شاملة ومفصلية، وقد شارك في الاحتفال وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ رئيس المجلس القومي عاطف بزي ممثلاً قيادة الحزب على رأس وفد مؤلف من منفذ عام المتن الجنوبي هشام المصري وعضوي هيئة المنفذية فارس غندور وحسن رشيد وعضو المجلس القومي ديب يزبك.
كلمة السيد نصرالله
أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «العام 1982 بالنسبة لنا كان عام القرار، التأسيس، الولادة، الانطلاقة، والاستمرار الذي ما زال قائماً حتى الآن»، مشيراً إلى أن دماء الشهداء عمَّدت هذه المسيرة وأعطتها كل ما هي عليه الآن. وأكد استعداد حزب الله للانتخابات النيابية المقبلة وقال «ذاهبون إلى انتخابات مصيرية واضحة»، مشيراً إلى «أن المطلوب أن تستمع الناس بوعي ومنطق وأن تُحاسب بوعي ومنطق».
وأشار السيد نصرالله في مستهلّ كلمته إلى أنّ «اجتياح 1982 شكل تهديداً رئيسياً واستثنائياً للبنان والمنطقة والقضية الفلسطينية وسورية لكن التهديد الأكبر كان للبنان.
وأوضح أنّ «هوية لبنان كانت مهدّدة وكان لبنان سينتمي إلى العصر الإسرائيلي ويجب أن نسجل أن المقاومة بكلّ فصائلها ومن ضمنها حزب الله هي التي حافظت على هوية لبنان»، لافتاً إلى أننا «لا ندّعي ولا نصادر المقاومة ولا نقول إننا نحن من أسّس المقاومة وإنّ قادتنا الشهداء هم من فعلوا ذلك».
وشدَّد على «أنّ المقاومة هي التي تحفظ هذه الهوية بالدم والتضحيات والجهاد وهي التي ستبقى تحفظ هذه الهوية»، مؤكداً أن «مواجهة المشروع الصهيوني كانت تحتاج إلى مستوى عال وكبير ومتقدم وضخم كمّاً ونوعاً في مواجهة هذا المشروع ولذلك ولدت المقاومة الإسلامية في لبنان».
وأضاف «وُلدت المقاومة لتعمل إلى جانب بقية الفصائل وأصحاب السيادة الحقيقيين لكي تواجه هذا المشروع وهنا يبرز الشيخ راغب حرب القوي الصريح الصلب الحاضر في الميدان ويصرخ صرخة الحق»، مشيراً إلى أن حرب «مثَّل لمسيرتنا عنوان الانطلاق الكبير بالمقاومة للنهاية حتى الشهادة أو النصر وهو القرار الذي مضى فيه إخواننا وأخواتنا والذي سنمضي فيه».
وأكد أن «السيد عباس الموسوي مع الشيخ راغب وعلى خطى الشيخ راغب مشى في طريق ذات الشوكة هذا ومنذ ساعة الاجتياح الأولى مشينا سوياً وأصبح السيد عباس المقاتل الذي كان وقته على الجبهات والتدريب وتجهيز السلاح وصنع بيئة المقاومة». وأوضح أن «مع الحاج عماد مغنية وإخوانه كان موعد المقاومة التي انطلقت كنفسٍ، كخيار، كطريق، وكان موعد المقاومة مع الفعل والعمل والحضور والميدان والسلاح والدم والانتصارات وسحق عظام العدو وصورة الجيش الذي لا يُقهر»، واصفاً مغنية بـ»عنوان التطور الكمّي والنوعي في هذه المقاومة».
وشدَّد على أن «هذه المقاومة على خطى قادتها الشهداء وكل القادة الشهداء الذين أتوا فيما بعد مصطفى بدر الدين وحسان اللقيس وغيرهم تواجه أطماع هذا العدو وتحمي لبنان وتناصر شعب فلسطين وعينها على القدس والمقدسات».
وقال «البعض يتصور في المنطقة وفي لبنان أيضاً أن مستقبل المنطقة مرتبط بعنصر ثابت اسمه إسرائيل وكيان إسرائيل ولا يتصورون مستقبلاً للمنطقة بمعزل عن هذا ولذلك البعض يتجه إلى التطبيع والاعتراف بالعدو»، مؤكداً أن «فصائل المقاومة وحزب الله منها يعتبرون أن هذا الكيان موقت وأن هذا الكيان بدأ يتراجع».
وأشار إلى «أن القوس النزولي لإسرائيل بدأ عام 1985 عندما فرضت المقاومة في لبنان على العدو الإسرائيلي أن ينسحب من جبل لبنان وبيروت والضواحي وصيدا وصور والنبطية ليختبئ وراء الشريط الأمني»، معتبراً أن «الجيش الإسرائيلي الذي لا يستطيع أن يبقى في لبنان فهذا مؤشر في القوس النزولي ومن ثم الانسحاب من لبنان ومن غزة والهزيمة عام 2006».
أضاف «نحن معنيون أن نتابع يومياً كيان العدو ونحن أمام كيان مأزوم ويسير بالانحدار وأمام جيش مأزوم وبمعزل عن الجيش الإسرائيلي لا يمكن للكيان أن يستمر لأنه كيان مصطنع ومصيره مرتبط بمصير جيشه»، موضحاً «أن الدول المطبِّعة التي ترسل أموالها إلى كيان العدو تخدم إسرائيل وتحاول أن تضخ الحياة فيها».
كما أوضح أن «هناك عدم تحمّل لدى الإسرائيليين وتراجع ثقتهم بالجيش الإسرائيلي، و40% منهم يفكرون بترك فلسطين والعودة إلى حيث أتوا، وهناك مؤشرات كثيرة في القوس النزولي الانحداري لإسرائيل والتطبيع ما هو إلاّ طلب للمساعدة في إعطاء وقت للكيان الإسرائيلي».
وشدّد السيد نصرالله على «أنَّ في المقاومة هناك صبر وعدم استسلام وعدم يأس لأن التسوية السياسية والمفاوضات اليوم لا أفق لها والأفق الوحيد الجدي والواعد هو أفق المقاومة»، مؤكداً أننا «لا نستهين بهذا العدو لكن هو في حالة هبوط وانحدار ولذلك هو مردوع».
ولفت إلى «أن أحد أسباب الردع اليوم ليس فقط القوة والمعادلة لكن أيضاً واقع العدو ووهنه» وقال «البعض يتصور أنه من خلال ما يقوم به من هجمات على المقاومة يعني أن المقاومة مستفزة ومستنفرة وملبكة وليس لديها ما تفعله»، معلناً «أن هناك أناساً في هذه المقاومة شغلهم هو العمل على بناء هذه المقاومة وقدراتها الكمية والنوعية»، مؤكداً أن «المقاومة في حالة مواجهة دائمة مع العدو وهناك ما يحصل في الخفاء لا يتم الحديث عنه».
وتابع «من جملة أهداف المعركة بين الحروب الذي عنوانه القصف في سورية هو وقف انتقال السلاح النوعي إلى لبنان، والعدو يعرف أنَّه يصل إلى المقاومة سلاح نوعي من إيران لذلك هو يحاول إيقاف ذلك من خلال القصف في سورية»، مشيراً إلى أن «مدرسة هذه المقاومة مدرسة عماد مغنية وقاسم سليماني وهي تحويل التهديد إلى فرصة».
وكشف أن «لدى حزب الله قدرة على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة وقد بدأ ذلك منذ سنوات وقد جرى تحويل الكثير من صورايخه إلى صواريخ دقيقة»، لافتاً إلى «أن الإسرائيلي يبحث عن أماكن الصواريخ لكن ليعرف أننا لا نضع صواريخنا في مكان واحد بل تنتشر وهو يقوم بتشغيل العملاء».
وأضاف «نحن ننتظر العدو وقد نكون أمام عملية أنصارية 2 لأنّ العدو لا يثق بالعملاء بل سيرسل ضباطه وجنوده ونحن ننتظره وعلى أمل انصارية 2».
وأردف «نحن منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات ولا يوجد أي قيمة لذلك في المعركة بين الحروب وأمام الحاجة والتهديد نحن نبحث عن كل الفرص وإذا مضى الإسرائيلي على ما هو عليه لا نعرف إلى أين سنصل»، مشيراً إلى أن «الإسرائيلي دخل في مرحلة المسيّرات بين العمليات كما فعل في منطقة حي ماضي».
وتابع «نحن أخذنا قراراً بتحويل التهديد إلى فرصة من خلال تفعيل الدفاع الجوّي كحدّ أدنى في مواجهة المسيّرات أمّا في مواجهة الطيران الحربي فذلك بحث أخر وهناك تراجع كبير في وجود المسيّرات في السماء، والإسرائيلي يعمل اليوم على تجنيد العملاء بعد أن فشل عمل المسيّرات بتفعيل سلاح الدفاع الجوّي لدى المقاومة».
وأكد أن «المقاومة في حالة تقدم وتطور والربيع والصيف الماضيان كانا من أكثر مواسم التدريب في لبنان منذ عشرات السنين»، مشدّداً على أن المقاومة تقوم بواجبها اتجاه بلدها وأهلها.
وفي الشأن الداخلي، رأى السيد نصر الله «أن كل يوم هناك من يقوم بالحديث عن تأجيل الانتخابات ويتم التركيز في ذلك على حزب الله والتيار الوطني الحرّ»، معتبرًا أن «لا حاجة لكي نعيد ونؤكد أننا مع إجراء الانتخابات في مواعيدها لكن يبدو أن البعض الذي يتحدث هو من يريد تأجيل الانتخابات».
وأكَّد أن «حزب الله ذاهب إلى انتخابات مصيرية واضحة»، مُعلناً شعار الحزب في الانتخابات بشكل رسمي هو «باقون نحمي ونبني».
وأضاف «سنقول للجميع أننا «باقون نحمي ونبني»، نحمي من خلال المعادلة الذهبية ونصرُّ على دور الجيش اللبناني وحمايته ونصرّ على ضرورة دعمه وأن يتم فتح الباب لبقية دول العالم التي تريد أن تساعده».
وأوضح أنّ «الجزء الثالث من هذه المعادلة والمهم هو الشعب لأن المقاومة إذا لم تستند إلى بيئة تحتضنها وتخلّت عنها وحاصرتها لن تستطيع أن تدافع عنهم ولا عن كرامتهم وأعراضهم وحاضرهم ومستقبلهم»، معتبراً أنه «يكفي لهذه البيئة ان تحمي المقاومة وأن لا تتخلى عنها وتحتضنها لتكون شريكة في كل الانتصارات التي حصلت حتى اليوم».
وتابع «يريدون اليوم أن يتخلى الناس عن المقاومة ويعملون من أجل أن تترك هذه البيئة المقاومة»، لافتاً إلى أنَّ «الشتائم والاتهامات والتسقيط لا تجعل بيئة المقاومة تتركها بل إنها ستزداد تمسّكاً بها ودفاعاً عنها».
وأردف «وجدوا أن الضغط الاقتصادي والخنق الاقتصادي والرواتب أنسب فيقومون بالضغط الاقتصادي ويتم لصق ذلك بالمقاومة ونسوا كل من قام بالفساد والسياسات المالية الفاسدة ونهب الدولة بالملايين والمليارات».
وقال «هناك فريق ذاهب إلى الانتخابات وشعاره استهداف المقاومة ونزع سلاحها مع استغلال الوضع الاقتصادي»، مضيفاً «نحن أيضاً نحمي هوية لبنان بلد الحريات وبلد حرية التعبير لأنّ جزءاً من المعركة أن هناك من يتهمنا بتغيير هوية لبنان لكن هو من يغيّر هويته».
وشدَّد على «أن هوية لبنان هي هوية الحريات والذين اجتمعوا في قاعة رسالات منذ أيام هم من يحمون هوية لبنان»، مؤكداً «أن من حق شعب البحرين أن يكون في لبنان ويجتمع ومن حق شعب اليمن أن يُعبّر عن رأيه من خلال لبنان ويحق للمعارضات أن تأتي إلى لبنان وتُعبّر عن رأيها».
وتابع «نعم نحن نبني ونخدم ونعمل في خدمة شعبنا وفي كل الأماكن التي عملنا فيها كنا نقوم بذلك»، مشيراً إلى «أن المطلوب أن تستمع الناس بوعي ومنطق وأن تحاسب بوعي ومنطق وأن لا تتخذ بتشويه الحقائق إنما تبحث عن خلاصها ومستقبلها الذي يجب أن تصنعه بنفسها».
16/2/2022 الموقع (ssnp.online ) الرسمي