الرئيسةمركزي

الناشف: أحيي كل من حمل السلاح وقاتل الارهاب وقاوم لأجل فلسطين.. وكل أسوار العالم لا تحمي خائناً من غضب شعبه

  نظمت الأحزاب والقوى اعتصاماً أمام مقر الاسكوا في بيروت بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع أبناء شعبنا في فلسطين ودعما للمقاومة ورفضا للتطبيع، وتخلل الاعتصام كلمات عدة.

وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف كلمة جاء فيها:

عجباً لهذه الأنظمة العربية، تلك التي تساوم على فلسطين وتترك الفلسطينيين يتعرضون لأسوأ أنواع الاضطهاد والتنكيل والفتك على يد آلة القتل الصهيوني كل يوم!

عجباً للأنظمة العربية تلك التي رفعت يوماً شعار “لا تفاوض لا صلح لا اعتراف” ونراها اليوم تهرول صاغرة الى الصلح والتطبيع مع العدو الصهيوني؟

سفحت كرامة هذه الأنظمة الفاسدة المتهالكة التي تمرغ وجهها على أعتاب العدو “الاسرائيلي” لتنال رضاه ولتتآمر علناً على فلسطين، ولتجود بالأموال الطائلة التي “تُبيّض” أميركيا لترسل من ثم إلى “اسرائيل” آلات فتك حربية وقنابل ورصاص لقتل الفلسطينيين!

إن هذه الأنظمة، الساقطة اخلاقياً وإنسانياً وقيمياً، وسياسياً لا تمثل بل تخون ارادة الشعوب العربية التي لن تتخلى أبداً عن فلسطين.

إنها لمفارقة حقاً أن تتوسل بعض هذه الأنظمة العربية صداقة وأخوة العدو الصهيوني، في حين نراها تخترع عداوات جديدة لدول صديقة تدعم المقاومة في فلسطين، وذلك طبقاً للوصفة السحرية الأميركية “الاسرائيلية”!

ماذا فعلت بعض السياسات العربية بنا، زينت لنا بداية شعار إعادة اليهود إلى حيث أتوا، ثم تراجعت انحدارياً إلى شعار القبول بتقسيم فلسطين، ثم الى قاع الذل تحت شعار صفقة القرن التي هي بمثابة اذعان كامل لمخطط تصفية المسألة الفلسطينية. وبهذا تحولت عندهم القضية الفلسطينية من قضية شعب وأرض مغتصبة، الى قضية فلسطينيين، ومن قضية حقوقية قومية غير قابلة للتجزئة إلى قضية لاجئين ذوي حقوق ببعض أرض، وببعض دولة، تقع تحت إشراف ورقابة العدو “الاسرائيلي” لتزويدها بالخدمات والمرافق والطاقة والأموال، وليحاصرها بالتقييد والخنق والضغط لغرض تحويلها إلى محمية “اسرائيلية”، ليتكفل قانون الدولة القومية اليهودية لاحقاً بإبادة ما تبقى من الفلسطينيين على أرض فلسطين.

كل المفاوضات التي جرت والتي ستجري أدّت وستؤدي الى إطلاق يد العدو لتثبيت كيانه الاغتصابي على كل أرض فلسطين، والى خسارة حق الفلسطينيين  في السيادة على أرضهم سيادة كاملة غير مجتزأة، وغير محاصرة وغير منزوعة السلاح. ولا نقول ذلك جزافاً، بل نقوله سنداً لما شهدناه ونشاهده على أرض الواقع وفي الميدان. قلنا ولا نزال نقول بأن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود. انه صراع على كل الأرض، التي هي حق لأبناء شعبنا في فلسطين، وهي غير قابلة للتقسيم او للتجزئة أو للتبديل أو للتنازل. وهي لن تسترد بالمفاوضات أو بالتنازلات. فهذا العدو المدجج بالسلاح وبالتكنولوجيا المتقدمة، وبعقدة التفوق المزعومة والمشدود الى خرافة الوعد الالهي لن يخرج من أي جزء من أرض فلسطين إلا بالمقاومة. وحدها القوة هي القادرة على إجبار العدو على التسليم بحقنا.. ووحدها البندقية ستبقى المرجعية، وحده خيار المقاومة سيبقى هو الحل، وإرادة القوة والعمل لها والحصول على مستلزماتها ستبقى هي الحل، هذا ما شهدت به الوقائع على الأرض. لم تتحقق المكاسب الكبرى إلا باعتماد المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة الأرض كل الأرض.

ان العدو “الاسرائيلي” ومن معه يحاولون خلق وقائع جديدة على الأرض، وحرمان الفلسطينيين، بل الشعوب العربية من القدس أيقونة فلسطين وعاصمتها إلى الابد. وتداعيات هذه المحاولات لا تقتصر على شعبنا الفلسطيني وحده، بل تطال المنطقة العربية برمتها، فالأطماع “الاسرائيلية” والأميركية بالسيطرة على الأرض والمياه والطاقة والثروات، أطماع لا تقف بوجهها اتفاقات ومعاهدات وقرارات دولية. ولذلك لا بد من التصدي لهذا العدو، وواجب التصدي لا يقتصر على عاتق الشعب الفلسطيني وحده، بل يلقي عبء التصدي أيضاً على عاتق الشعوب العربية وقواها الحية الحزبية والنقابية والاقتصادية. وهذه القوى الحية في العالم العربي، الواعية والمدركة لحقنا القومي في فلسطين، ولخطر معركة الوجود في فلسطين، مطالبة بأن تتصدى وتواجه بكل قواها، وتحشد كل طاقاتها في التصدي لهذه الهجمة غير المسبوقة لالتهام فلسطين، والسيطرة على كل أرضنا القومية. وما غزو الارهاب وقوى الظلام لأرضنا القومية ولدول الممانعة سوى جزء من هذه الهجمة المتوحشة الممتدة من فلسطين إلى لبنان إلى الشام الى العراق. ان انتصاراتنا التي نشهدها في هذه الحرب الكونية على أمتنا والتي تحمل دون شك بصمات الولايات المتحدة الاميركية والعدو “الاسرائيلي”، ستمهد الطريق الى بداية انتصاراتنا في فلسطين. وهنا نهيب بكل قوى أمتنا للتوحد كقبضة واحدة للمشاركة في محاربة التطبيع وفي معارك المصير. ونهيب بشعبنا الفلسطيني ان يتجه بشكل حاسم الى وحدته الوطنية، ليشكل مظلة سياسية موحدة لحماية الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة الفلسطينية. ونهيب بكل فصائل المقاومة الفلسطينية لتوحيد صفوفها، وإزالة أسباب الفرقة بينها، والخروج سريعاً من اتفاقية اوسلو والتحلل من التزاماتها، ووقف التنسيق الامني مع الاحتلال والانتقال بالمقاومة الفلسطينية الى المربع الأول كحركة تحرر وطني شاملة لشعب تحت الاحتلال، يناضل لأجل استعادة أرضه ولسيادته الكاملة عليها، واستئناف التحرك السريع على المستوى الدولي لتحصين وحماية الحقوق الوطنية الفلسطينية.

نحن هنا لنرفع الصوت عالياً، أن في هذه الأمة، وفي هذا العالم العربي بكل ساحاته، أحراراً لا يرتضون الذل والهوان، ولا يقبلون التخلي عن ذرة تراب من أرض فلسطين، لذلك، نقول للأنظمة العربية السائرة في ركب التطبيع مع العدو، كفى تآمراً على أبناء شعبنا في فلسطين، وكفى هرولة نحو التطبيع، واعلموا أن في هذا العالم العربي، شعوباً حرة تختزن في نفوسها فيض كرامة، ولن تنتظر القدر من أجل الحياة الحرة، بل ستملأ الساحات رفضاً للتطبيع وتمسكاً بالمقاومة خياراً للتحرير.

أختم لأقول: واهمة الأنظمة العربية في ظنها بأن التطبيع مع العدو سيجعل لها سوراً يحميها من غضب شعوبها، ان كل أسوار العالم لا تحمي خائناً من غضب شعبه مهما طال الزمن، فشعبنا وكل الشعوب الحرة في عالمنا العربي والعالم لن تقبل بالأمر المفعول وسترفع من وتائر النضال بكل الأشكال رفضاً للتطبيع وتصدياً لصفقة القرن ودعماً لخيار المقاومة سبيلا وحيداً للتحرير.

 

ومن هنا أحيي كل من حمل السلاح وقاتل الارهاب وقاوم لأجل فلسطين، ولأجل وحدة البندقية ووحدة القرار ووحدة الاتجاه حتى النصر الكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى