الرئيسةالفروعمركزي

“القومي” أحيا ذكرى عمليّة الاستشهاديّة سناء محيدلي باحتفال في جل الديب

 

 

عميد الخارجيّة غسان غصن: الوفاءُ لسناء وكل الشهداء نهجٌ ثابت راسخ نجسّده مقاومة ولن نحيد عن نهج الفداء المعمّد بالدماء

ـ الذين يصوّبون سهام حقدِهم على المقاومة وسلاحِها ينفذون أجندات قوى خارجية إما متحالفة مع العدو الصهيوني أو مطبّعة معه،

ـ الحواصل الانتخابية، ليست هدفاً بذاته بل هي جزء من معركة نخوضها

وليعلم كل من افتأت على حواصلنا في هذه الانتخابات بأننا حزب يعتزّ بحاصله المقاوم

 

النائب السابق بشارة مرهج: استشهدت سناء من أجل تحرّر وطنها فلا يبقى في حبوس الإقطاع والمصارف والطوائف والسماسرة

 

المنفذ العام رضوان رزق: وحدة الإيمان بالعقيدة القوميّة الاجتماعية المستمدة روحها من تاريخ الأمة هي استمرار خط سيرها الحضاريّ والثقافيّ والأخلاقيّ

 

احيت منفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الـ (37) لعملية الاستشهادية سناء محيدلي (عروس الجنوب)، باحتفال في قاعة مسرح الأوديون ـ جل الديب حضره رئيس المجلس الأعلى في الحزب سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعدد من أعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمسؤولين.

كما حضر الاحتفال الوزير السابق د. بشارة مرهج وممثل حركة أمل سامر عز الدين ورئيس التجمّع اللبناني العربي عصام طنانة وفاعليات.

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي.

زينة أبو حيدر

تولّت التعريف والتقديم الطالبة زينة أبو حيدر وجاء في كلمتها:

“نجتمع اليوم لنحيي ذكرى العملية البطولية للشهيدة سناء محيدلي الراسخة في وجدان شعبنا، ولاجتماعنا معنى مفاده أن هذه الذكرى لم تزل تُضيء عزاً ومجداً، وما انفكت رمزاً للبطولة والفداء.

سناؤنا ربيع يزهر في خريف أمتنا.

سناؤنا غيث قانٍ وصواعق متفجرة حباً وغضباً.

هي وفيّ الروح أجمله.. من ألبس التاريخ وجهاً أبهى كبهاء محياها وأنقى كنقاء روحها المعطاء؟

نقيم هذه الذكرى الخالدة لنؤكد أننا نسير على نهج شهدائنا ركيزتنا حقيقة لا تضمحل وحق غير منقوص، تؤازرنا قوة وحيها روح أمتنا ومآثر قادتها وعظمائها وشهدائها، نسير درب العزّ وفي مسيرنا يسقط المتوهمون بفنائنا، فنحن من يفنى الكون ولا نفنى، نحن أبناء عقيدة رفعت شعار أن الحياة كلها وقفة عزَّ فقط، وهذه الوقفة ستنتصر على مطبّع وفاسد وعميل، وسنقضي على كل من يتوهم إن باستطاعته إنهاء هذه القضية وتطويع حامليها.

رفقائي، أنتم جنود النهضة في كل ساحات الجهاد، وفي هذا الزمن المتداعي نعود الى عروس الجنوب وبقية أبطال وطننا لنثبت اليقين بأن النصر لا يمكن أن يكون إلا بأسمى أفعال البطولة وبالتضحيات المجيدة والدماء العزيزة…

إن النصر أيّها الرفقاء يبدأ خياراً وقراراً… فلنمض في أعمالنا واثقين مؤمنين بأننا نسير إلى نصر عظيم.

المجد للشهداء ولتحيا سورية”.

رزق

وألقى كلمة منفذية المتن الشمالي المنفذ العام رضوان رزق، فقال:

في “الندوة التي دعت إليها مجلة “فكر” تحت عنوان: “العمليات الاستشهادية بواعثها ومدلولاتها” يستشهد الأمين الراحل منير خوري في تحليل نظرة عالم الاجتماع دوركهايم حول ظاهرة الانتحار، والذي يخلص إلى أن الانتحار أنواع. وما يهمنا نحن في هذه المناسبة العظيمة هو ما يسميه دوركهايم الانتحار الغيري، أي أن يضحّي إنسان بنفسه من أجل غيره أكان هذا الغير فرداً أم مجموعة من الأفراد أو قضية آمن بها أم وطنه الذي أحبّه حتى الموت.

إذا كان قد تخبّط علماء النفس وعلماء الاجتماع حول تفسير هذه الظاهرة باعتقادي أن مدرسة الاستشهاد في الحركة السورية القومية الاجتماعية سوف تزيد من تخبّط علماء الاجتماع والنفس معاً إذ ما يدفع فرد ما لكي يذهب الى الاستشهاد بكل إرادة وتصميم ووعي وإدراك غير ممنٍ النفس بملكوت السماء ولا أنهار من الخمر والعسل، ولا كعوب أتراب بانتظاره في جنة الخلد.

وأضاف: “وحدة الإيمان بالعقيدة القومية الاجتماعية المستمدة روحها من تاريخ الأمة الطويل لا تزال تمثل استمراراً لخط سيرها الفكري الحضاري والثقافي والأخلاقي.. هذا الإيمان الذي يدفع بأبناء النهضة القومية الاجتماعية إلى قطع خط سير حياتهم الشخصيّة من أجل حياة أمتهم الأبدية”.

وتابع: “أتت العمليات الاستشهادية في الحزب، حزب “سعاده” لتؤكد على قوة الشخصية وصفاء الروح السورية رغم النكبات وطغيان الغزاة، فنحن لسنا تحولّاً في تاريخ سورية بل امتدادٌ له، نحن نعبّر التعبير الكلي عن نفسية سورية عظيمة، تعبر عن إرادة أمة ترفض أن يكون التاريخ قبراً مكاناً لها تحت الشمس..

أما أسطورة الخلق البابلية “اينوما ايليش” فيرمز الإله مردوك الى النظام والقوة الفاعلة الإيجابية، وتهامة ترمز إلى الفوضى، وفي سياق الأسطورة نرى الإله مردوك يصارع قوى الفوضى المتمثلة في التنانين والأفاعي وينتصر عليها”.

واستطرد: “تقول الكاتبة جانيت هاوغينز في كتابها “موسيقى العظام القديمة.. إيزابيل عبر العصور” والذي تتحدث فيه عن “ايزوبعل” أميرة صيدا في القرن التاسع قبل الميلاد، هذه الأميرة الفينيقيّة التي قاتلت اليهود الغزاة حتى الرمق الأخير وحين حوصرت وأيقنت أن الموت قادم لا محالة تبرّجت كما تتبرّج الأميرات ورمت بنفسها من نافذة قصرها لتستشهد بكل فخامة وكبرياء، وهنا أيضاً تكرّرت إيزوبعل بسناء. وهكذا تبرجت سناء وتزيّنت بثوب عرسها الأبيض لتزفّ إلى تموز في عرس العطاء على مذبح الفداء”.

وأضاف: “إن أساطير سومر وأشور وبابل تزخر بتضحيات أفراد بحياتهم فداء لمجتمعهم، لقد رأينا عبر التاريخ كيف صارعت سورية قوى الشر من أجل الخير، في المثولوجيا السورية ليس من أجل سورية، وليس الخير سورياَ فقط، لا بل هو إنساني بامتياز، فأسطورة أدونيس او دموزي في الأصل السومري. وعشتار إلهة الخصب والحب قد سقطا صريعَيْ الدفاع عن القيم الإنسانية بأنياب الشر الخنزيريّة. ألا يجب علينا أن نتوقف عند ظاهرة تموز الفداء لتعود الأسطورة، أسطورة البعث، بعث أدونيس، متجسداً بسعاده، حتى يستمرّ الصراع ويسقط سعاده شهيداً، بأنياب الخنازير الطائفية؟”.

وتابع: “في الثالث والعشرين من شهر نيسان يصادف عيد مار جريس الخضر، واسم الخضر كما ورد في دراسة للرفيق حسني حداد مكتسب من قدرته على بسط الاخضرار على الأرض وإكساء الشجر باللون الأخضر، حسبما وصلنا في نصوص الأساطير الأوغاريتية عن شخصية الخضر التي تتفق كثيراً مع شخصية البعل “هداد” أو “هدد” إله الريّ والعواصف، فالبعل المحارب يصبح الخضر الذي يصارع التنين ويصرعه في معركة الخير مع الشر، وعندما سقط شهيداً، قُطّع إرباً ووزّعت أشلاؤه في جميع أنحاء البلاد، هذه الناحية التي تربطه بفكرة الفداء وبطقوس البعل وتموز وأدونيس”.

وقال: “الاستشهاد في تاريخنا ثقافة حياة، ولنا في أليسار وهنيبعل ويسوع ويوسف العظمة في ميسلون ونازك العابد وجول جمال أمثلة ومحطات مشرقة ومشرّفة في بذل النفس والموت من أجل الحياة، والدفاع عن قيمنا وثقافتنا وأرضنا. فنحن شعب عملنا ونعمل من أجل الوجود كي نكفل الحياة المثلى الحرّة لأرضنا وشعبنا، فعطاءاتنا لن تنضب وإرادتنا لن تردّ. ففتى آذار سلّ سيفاً مسلطاً في وجه أعداء الأمة مفجّراً بركان نهضة لن يستكن معبراً عن إرادة شعبه سائراً على خطى زينون الرواقيّ في إشعاع سورية الفكري والحضاري والفلسفي على العالم أجمع.

وحده سعاده حوّل الأقوال الى أفعال وجعل لعقيدته جسداً تحيا في داخله وهو الحزب، ولوّن حروف مبادئه بدمائه ودماء شهداء النهضة أجمعين، فتلازم مسار الفكر والنهج ليكوّنا مسار حياة يقود الأمة إلى مراتب المجد العليا، ويزرع مبادئه في أجيال لم تكن قد ولدت بعد لتسير على خطاه في بذل النفس من أجل قضيّة تساوي كل وجودنا.

وختم: “تحية إلى كل المقاومين في كل شبر محتلّ من أرض سورية وإلى كل شهيد سقط على أرض سورية وإلى كل المؤمنين المناضلين الصامتين العاملين بهدى سعاده من أجل سورية وعزها ومجدها”.

مرهج

وألقى النائب والوزير السابق بشارة مرهج كلمة وجاء فيها: “استشهدت المناضلة سناء محيدلي بقرار ذاتيّ كما بقرار حزبيّ يهدف الى مواجهة العدو الصهيوني الذي كان يحتل الأرض ويسوم الناس العذاب، ويأسر المناضلين والمناضلات في معتقلات رهيبة لا زالت حتى اليوم تنضح بوحشية السجان وتنبض بأنفاس الأسرى الذين لم يستسلموا قطّ وإنما قاتلوا للتحرير وهم داخل الزنزانات”.

وأضاف: “لقد تأثرت سناء بفكر سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه الرافض للذل والاحتلال المتطلع للحرية والنهضة فكان تأثرها أول خطوة على طريق المواجهة والشهادة ثم تدرّبت سناء على يد رفقائها ورفيقاتها وانتصرت في سبيل أن يحيا لبنان ويتحرّر جنوبه الرائد وبقاعه الصامد وكل حبة تراب من أرضه التي تستصرخنا اليوم للدفاع عن كرامتها وكرامة أهلها الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحريّة والتحرير لا من أجل أن تتحكّم بنا منظومات الإقطاع وعصابات المال، ولا من أجل أن تتسلط علينا كارتيلات المصارف واحتكارات الدواء”.

وتابع: “لقد استشهدت سناء من أجل أن يتحرّر وطنها لا من أجل إذلال شعبها على أبواب المدارس والجامعات والمصارف والمستشفيات، لقد أعلنتها سناء وبدمائها الطاهرة وإرادتها الحديدية صرخة مدويّة سمعها العالم العربي والعالم كله: من حق أرضي أن تتحرّر، ومن حق شعبي أن يعيش حراً يقرّر مصيره بيده، ولن نسمح باسم المناضلين والشهداء أن يتحوّل الانتصار إلى انتكاسة والانجاز إلى هزيمة ولن نسمح لأرضنا أن تتحوّل الى مملكة فساد متهالكة متخلّفة يحكمها التحاصص والتقاسم وهي الأرض التي روتها الدماء الزكية تلة تلة وأكمة أكمة..

لقد استشهدت سناء تأكيداً على الإنسان وقدرته الكامنة التي تستطيع تغيير الوقائع ورفع المظالم ودحر الغزاة عندما تسير مع حركة التاريخ وتتجاوب مع تطلّعات الجماهير وتتحد مع قيم الحق والبطولة والفداء”.

وأردف: “لقد استشهدت سناء من أجل أن نرفع رؤوسنا وقبضاتنا بوجه من يصادر اليوم ـ كما بالأمس ـ أموالنا وتعبنا وخيراتنا مستفيداً من دعم الأجنبي الذي لم يتعلم من الدروس التي تلقاها من أجدادنا وآبائنا ورفاقنا عندما كسروا هيبته وشلوا قدرته واعتقلوا عملاءه وكسروا قواته… والانتخابات النيابيّة التي يسعى البعض لجعلها ستارة تُخفي المحنة التي يعيشها شعبنا بسبب الفئة الضالة لن تتمكن من تزييف المعركة وتحويل المحتكر الى محسن والقاتل الى بريء والطاغية الى منقذ. فالصراع قائم ما زال الاستغلال قائماً، ولن يقبل شعبنا مهما كانت التضحيات أن يرضخ لمنظومات تمثل الانحطاط في مجتمع يعتزّ بتراثه المجيد ويتمسك بقيمه السامية”.

وختم: “وإذ يواصل شعبنا مقاومته لكل أشكال التسلط والاحتكار التي تمارسها وتصر عليها منظومات الاستعلاء والتجبر والغطرسة فإنه في الوقت نفسه ينظر نظرة التقدير والاعتزاز للشعب الفلسطينيّ المحاصر الذي يكاد يقف وحده بوجه الكيان الصهيوني الغاصب وحلفائه المعروفين والمستترين.

إن أبطال فلسطين فتية وفتيات رجالاً ونساءً إذ يتصدون اليوم للغزاة وما يمثلونه من فكر عنصريّ ونهج بدائيّ وأسلوب دمويّ إنما يتصدّون باسم أحرار العالم كله لمن استهان بالحقوق واحتقر المقدسات وازدرى الشرائع وامتهن العدوان. إن مقاومة الشعب الفلسطيني كما مقاومة الشعب اللبناني ليست حركة عارضة أو عابرة إنما هي حركة متجذّرة في هذه الأرض الطيّبة، متجذّرة في وجدان كل مواطن يأبى الخضوع للأجنبيّ وينشد الحرية والاستقلال.

عاشت سناء محيدلي شعلة مضيئة في سماء الأمة.

عاشت المقاومة حصناً منيعاً يحمي لبنان وفلسطين ويسجل كل خطوة على طريق التحرير الكامل الذي لا نرضى عنه بديلا”.

    غصن

كلمة المركز الحزب، ألقاها عميد الخارجية غسان غصن وجاء فيها:

التاسع من نيسان سنة 1985، تاريخ حُفر عميقاً في الذاكرة، فتوقف الزمن متهيّباً أمام عظمة الفداء، إنه يوم سناء، يوم للبطولة المؤيدة بصحة العقيدة، يوم للمقاومة التي بالدماء والتضحيات ترسم خريطة الوطن وتصنع الانتصارات.

إيمانُ سناء عقيدة محييَة، وزادُ سناء بطولة وكرامة، وميزة سناء أنها برّت بالقسم، فردّت إلى الأمة وديعة الدم معلنة على رؤوس الأشهاد، أننا نحب الحياة ونحبّ الموت متى كان طريقاً للحياة.

على طريق الشهادة عزاً، مشت عروس الجنوب، أيقونة المقاومة، اقتحمت تجمّعاً لجنود الاحتلال الصهيوني عند معبر باتر ـ جزين فحوّلتهم إلى أشلاء، وأسقطت أكذوبة الجيش الذي لا يُقهر، وكتبت حكاية نصر لا يعرف النهايات.

فعلُ سناء، ضياءٌ شعّ نصراً، رسم خيوط الفجر لتسطعَ شمسُ التحرير في الخامس والعشرين من أيار عام ألفين، وليندحر الاحتلال الصهيونيّ عن معظم مناطق الجنوب اللبناني مهزوماً خائباً ذليلاً.

فعلُ سناء، هو ذاتُه فعلُ خالد علوان الذي شكلت رصاصاته فاتحة تحرير بيروت، وهو ذاته فعلُ الأبطال الذين أطلقوا صواريخ الكاتيوشا في 21 تموز على مغتصَبة “كريات شمونة” مسقطين شعار “سلامة الجليل” الذي رفعه الاحتلال شعاراً لعدوانه واجتياح لبنان عام 1982.

وفعلُ سناء، هو ذاته فعلُ كلّ مقاوم قاتل العدو، وإننا في هذه المناسبة نحيّي كلّ المقاومين على مختلف انتماءاتهم، ونحيّي المقاومة الفلسطينة بكلّ فصائلها، ونحيّي صمود وبسالة شعبنا في فلسطين الذي يواجه ويستشهد دفاعاً عن أرضه ويلقن الاحتلال دروساً عند بوابات بيت المقدس وساحات الأقصى وفي الشيخ جراح وفي مدن فلسطين المحتلة في الضفة وفي عمق الأرض السليبة عام 48. وها هي صواريخ المقاومة الفلسطينية تجبر المستوطنين على التأقلم مع عتم الملاجئ. وفعل المقاومة يطارد الغزاة في كلّ ساح ويتربّص بهم عند كلّ ناصية طعناً ودهساً ورمياً بالرصاص وليس آخرها العملية البطوليّة في مدينة يافا التي كشفت هشاشة الكيان الصهيوني وأربكت قياداته.

هو يوم لسناء، وكلّ أيامنا سناء محيدلي ووجدي الصايغ، ابتسام حرب وخالد أزرق، نورما أبي حسان وعلي غازي طالب، مريم خير الدين ومالك وهبي، فدوى غانم وعمار الأعسر، زهر أبو عساف ومحمد قناعة، ولكلّ الشهداء. فتحيّة الوفاء لهم جميعاً.

وتابع عميد الخارجيّة: الوفاءُ للشهداء ليس مجرّد شعار يُرفع، هو نهجٌ ثابت راسخ، ملتزمون به ومستمرون عليه، نجسّده مقاومة مقاومة بالنار لا مساومة، هذا عهدُنا وهذا دأبُنا، ولن نحيد عن نهج الفداء المعمّد بالدماء.

أما الذين يتنكّرون لتضحيات المقاومين ويحاولون تشويه صورة المقاومة، نقول لهم: لولا المقاومة لما اندحر الاحتلال الصهيونيّ عن العاصمة بيروت، ولولا المقاومة لما تحرّرت معظم الأرض اللبنانيّة، ولما ترسّخت معادلات الردع التي تحمي.

ونقول أيضاً إنّ التضحية والاستشهاد في سبيل تحرير الأرض شرف وكرامة، فكفى البعض رهانات خاسرة على عناوين الضعف والحياد. إنّ لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته أسقط كلّ هذه العناوين، وصار بلداً قوياً بثلاثيته الذهبية التي نتمسك بها لتحرير ما تبقى من أرض محتلة، ولحماية السيادة والكرامة والثروات.

إنّ الذين يصوّبون سهام حقدِهم على المقاومة وسلاحِها، يتخذون من الطائفية والمذهبية منصّات لهم، وينفذون أجندات قوى خارجية معروفة، إما متحالفة مع العدو الصهيوني أو مطبّعة معه، وهذا العدو لا يزال يحتلّ أرضنا ويعيث إجراماً وعنصرية في بلادنا.

المقاومة أيها الحضور، هي كلّ لا يتجزّأ، قوة موحدة الإرادة تحمي لبنان وتدافع عن كلّ اللبنانيين.

ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب أنطون سعاده، حزب خالد ووجدي وسناء ندرك جيداً بأنّ الهجوم على المقاومة يستهدف عناصر قوة لبنان، ويستهدف إعادة لبنان الى مربع الضعف والهوان، كي يستبيحه العدو الصهيوني ساعة يشاء. ولكن اطمأنّوا، لا عودة الى مربع الضعف، لأنّ المقاومة وضعت لبنان في مربع القوة والقدرة.

ثم أضاف: في موازاة التشديد على نهج المقاومة، نرى أنّ ترسيخ هذا النهج، يتطلب الوصول سريعاً إلى دولة مدنية ديمقراطية قادرة وعادلة، دولة تقطع نهائياً مع النظام الطائفي المقيت الذي لم يقدّم للبنان سوى الويل والخراب.

إنّ النظام الطائفي ولّادة حروب، وما نشهده راهناً من أزمات معيشية واقتصادية واجتماعية ونقدية، ما هو إلا نتاج للمحاصصة الطائفية، ونتاج السياسات الاقتصادية التي أهملت الزراعة والصناعة وكلّ عناصر اقتصاد الإنتاج، وذهبت باتجاه سياسات الاستدانة والارتهان تحت مسمّى “الاقتصاد الرّيعي” الذي لا يمتّ بصلة الى الواقع الاقتصادي في لبنان.

هذا النظام وهذه السياسات أوصلت بلدنا الى شفير انهيار اقتصادي، مفاعيله ترتبط بمشاريع الهيمنة الاستعمارية المستهدفة وحدتنا ومكامن قوّتنا، وفرض الارتهان لصندوق النقد والبنك الدوليين.

لاحظوا معنا، كيف أنّ الأوضاع الاقتصادية تفاقمت بسرعة مذهلة وكيف تمّ استخدام ما سُمّي “ثورة” للتغطية على تسريع تفاقم الوضع الاقتصاديّ. وهذا إنْ دلّ على شيء إنما يدلّ على أننا نتعرّض لحرب اقتصادية ممنهجة وظالمة، وبالتالي فإنّ المواجهة تفرض جراحة عاجلة وإجراءات سريعة للحدّ من تفاقم الأوضاع الاقتصادية ووضع الخطط المطلوبة للتعافي الاقتصادي والوطني العام.

المطلوب أن تقوم الدولة بدورها في الرعاية الاجتماعية وأن تتحمّل مسؤولياتها في الحماية الاقتصادية، وأولى الخطوات على طريق المعالجات، هي إدارة المرافق الحيوية الاستراتيجية، بما يضع حداً لتحكم وجشع كارتلات مستوردي النفط ومافيات احتكار القمح والطحين والدواء.

وعلى الدولة أن تعتق حقوق المواطنين من سطو المصارف على مالها وجنى العمر. وتؤمّن لأبنائها حقوقهم في العلم والعمل والسكن والطبابة والاستشفاء. ذلك لأنّ تحقيق العدالة الاجتماعية وصون الكرامة أولوية الأولويات.

وقال غصن: إنّ حماية البلد ومصالح الناس، ليست فقط بتجميع الحواصل الإنتخابية على أهمية هذا الأمر. بل انّ المطلوب أيضاً الوقوف مع القوى اللاطائفية التي هي ضمانة وحدة لبنان. والحزب السوري القومي الاجتماعي في مقدّمة هذه القوى وقد دفع أثماناً باهظة في مواجهة مشاريع التقسيم والتفتيت، وسيظلّ رأس حربة في هذه المواجهة شاء من شاء وأبى من أبى.

كلمتنا إلى الذين يحرصون على لبنان، بأن تعالوا وانخرطوا بصدق في معركة القضاء على النظام الطائفي ومحميّاته، ومحاربة الطائفية والفساد والسمسرات، ومواجهة الاحتلال والعدوان والإرهاب، وفي مواجهة الذين لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار.

تعالوا أيها الحرصاء وكونوا جزءاً من معركة حزبنا للوصول الى الدولة المدنية والى قانون انتخابات عصريّ على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية والانتخاب من خارج القيد الطائفي، والى قانون جديد للأحزاب يمنع تشكل الأحزاب الطائفية والمذهبية وإلى قانون للأحوال الشخصية يحقق المساواة بين المواطنين.

تعالوا وكونوا جزءاً من معركتنا في سبيل اقتصاد الإنتاج، ومن أجل قيام مجلس تعاون مشرقيّ يحقق التساند والتآزر بين دول المشرق، ويعود بالخير على أبناء المجتمع.

تعالوا لكي نعيد سوياً الاعتبار لعلاقات لبنان المميّزة مع سورية ـ الشام، والتي تصبّ في مصلحة لبنان، فسورية وقفت دائماً مع لبنان وقدّمت تضحيات جساماً في سبيل وحدته ومنع تقسيمه، ودعمت مقاومته التي هزمت الاحتلال الصهيوني.

إنّ الحواصل الانتخابية، ليست هدفاً بذاته، بل هي جزء من معركة نخوضها، وليعلم كل من افتأت على حواصلنا في هذه الانتخابات، بأننا حزب يعتزّ بحاصله المقاوم منذ الشهيد حسين البنا على أرض فلسطين 1936، إلى سناء وكوكبة الاستشهاديين الى شهداء نسور الزوبعة على أرض الشام في مواجهة الإرهاب.

أنّ الذين وضعوا مقاعدنا النيابية نصب جشعهم الانتخابي، لا يستطيعون أخذ مقاعدنا الوطنية لأنها عصية على أصحاب الخطاب الغرائزي.

ورأى أن في ذكرى سناء، نستذكر كلّ الشهداء الذي ردّوا للأمة وديعة الدم ونحيّيهم، لا سيما الشهيد مالك وهبي الذي تصادف ذكرى عمليته الاستشهادية في العشرين من الشهر الحالي.

والتحية لشهداء مجزرة قانا التي تصادف ذكراها في 18 نيسان، وهي مجزرة مروّعة معظم شهدائها من الأطفال.

وختم: على درب الجهاد مشت سناء، ومشى آلاف الشهداء والمقاومون. بوصلتهم باتجاه الجنوب وجنوب الجنوب، ومعركتهم دحر الاحتلال الصهيوني عن أرضنا وصون حقنا القومي.

ويوم سناء، هو تمجيد لكلّ الشهداء، للشهادة الموقعة بالدماء.

هو العهد لفادينا ومعلمنا وزعيمنا أنطون سعاده، أن نبقى على ما أقسمنا، أبناء عقيدة التضحية والجهاد، جنوداً أوفياء، عنواناً للعطاء،

التحية لكم يا أبناء الحياة،

وأنتم المؤتمنون على صون دماء الشهداء

ولتحي سورية وليحي سعاده..

 

أبو الزور

تخللت الاحتفال قصيدة لسناء ألقاها الشاعر نزيه أبو الزور وجاء فيها:

يا شرق لا تلبس عباية وقبعة

ولا تنحني قدام دولة مقنّعة

نحن الشرق

نحن الزوايا الأربعة

من دمنا أرض الكرامة مشبعة

نحن الثقافة والوعي والمطبعة

وجمرة الحمرا فينا مطبّعة

نحن سعاده وضحكة هلال الخصيب

وصرخة وطن حامل ع صدرو زوبعة

يا شرق ما تنسى سناء محيدلي

ال وقعت على راس الأعادي محدلة

هي بنت عنا بوطنها مكللة

بدم الرجولة والكرامة مرسملة

هي بنت وقفت تحت نيحا تعتلي

صرخت ع المحتل ضرسك ما حلي

جاي تا قلك كيف بنت الزوبعة

بتطرح جسدها ع طريقك قنبلي

يا سناء محيدلي

صار الفدا بذمة وطن مجروح

عايش ع الهدا

فلوا العدا

واليوم واجهنا عدا جيوش الدراهم

وإنت الي طعمت الأرض لحمك ع المدى

والبلبل الغرّيد ع قبرك شدا

وتجار بلبنان عملوا مقبرة

تا يركعونا ع طول المدى

لو كان حكيي فج

حكيي بينصرف

صرنا عبيد بيوتنا بين الغرف

لا تهدّدونا بالدولار وبالدرف

ولا تشمتوا في شعب دمعاتو ذرف

يا رفيقتي

صرنا بزمن كلو قرف

ولو ما الضمير شوي عن دربه انحرف

المفروض نعمل جعبتك مخزن حبوب

وبوط الي بإجرك مصرف بيقرض شرف

لا تزعلي

ولا تفكري نجمك هرب

عنا قناعة موعد النصر اقترب

مزبوط نحن شعب بالنار انضرب

لكن بغزة طفل منا ما هرب

ويلي اشتروهم بالدولار

ما عاد يشفوا من مسامير الجرب

انت العروس ال كللت ارض الجنوب

وانت الكرامة ال كرّمت كل العرب.

 

18/04/2022                                                      عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى