بمناسبة الأول من آذار، مولد باعث النهضة أنطون سعاده، أقامت منفذية حمص للحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في المركز الثقافي العربي في حمص، حضره ممثلا أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي، أمين شعبة المدينة الأولى عبد المؤمن القشلق وأمين شعبة المدينة الثالثة نادر حمدوش، عضوا مجلس الشعب معيوف الدياب وناصر الناصر، أمناء فروع أحزاب الجبهة الوطنية التقدميّة: المهندس عدنان خزام (الشيوعي السوري) المهندس عامر سباعي (العربي الديمقراطي) عبد الباسط الهنداوي (الاتحاد الاشتراكي العربي)، سمير معلا (الوحدوي الاشتراكي) وممثلون عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، ونقيب المهندسين الزراعيين المهندس معين الصالح وعدد من الفعاليات الحزبية والاجتماعية والافتصادية وأصدقاء الحزب.
ألقت عريفة الحفل مذيعة مديرية عكرمة تماضر الخليل كلمة تعريف وترحيب، وتضمن الاحتفال عرضاً لفيلم وثائقي عن سعاده من طفولته وحياته حتى استشهاده، ملحقاً به بعض منجزات منفذية حمص ونشاطاتها خلال الأعوام القليلة الماضية ونشاط الاشبال في المنفذية ومخيماتهم.
ناظر الإذاعة ملهم درويش: أنطون سعاده أعاد لسورية وجهها المشرق تاريخاً وحضارة وإنساناً، وحرّرها من الجهل وثقافة التخلف
وألقى ناظر الإذاعة في منفذية حمص ملهم درويش كلمة قال فيها:
يعود بنا آذار بذكرى ميلاد شعلة من مشاعل الحق والخير والجمال، أنارت بفكرها وفلسفتها حقيقة أمة حيّة، كنا قد أضعنا هويتها حتى الأول من آذار حين بزغ نور العقل الذي شرع لنا ارتباطنا الوجودي مع هذه الأرض، وعرفنا حقنا الشرعيّ في بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تعيد إلى أمتنا السورية هويتها وقوتها.
أضاف: أنطون خليل سعاده أعاد لأمته السورية وجهها المشرق المشعّ، تاريخاً وحضارة وإنساناً، وحرّرها من موروثات الجهل وثقافة التخلف، هذا الفتى الذي أبى أن يرى شعبه متخبّطاً وغارقاً في وحول الطائفيّة، خانعاً لويلات الاحتلال، راضخاً لمصالح الاستعمار، فطرح سؤاله المصيريّ في سنوات ربيعه الأولى: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟ فاجترح المعجزات لإيجاد الحلول التي تخرج هذا الشعب من غياهب الويلات إلى مسار نهضة قائمة بذاتها، منظمة بحركة تؤدي إلى استقلال الأمة السوريّة استقلالاً تاماً، وتثبيت سيادتها بإقامة نظام جديد يؤمن مصالحها ويرفع من مستوى حياتها.
وتابع: في ريعان شبابه أسس سعاده حزباً قائماً على قواعد ومرتكزات عقائديّة وفكريّة وسياسيّة بالتوازي مع ثوابت الصراع والنضال والمقاومة. فكان الثائر الأول، المقاوم الأول، بل وأول شهيد بذل دمه في سبيل انتصار قضيّته.
أضاف: مبارك أنت يا زعيمي، وأنت تقرن يوم ميلادك الواحد والثلاثين بتلاوة قسم الزعامة، الذي شكل نقلة نوعيّة في تركيز مفاهيم وتقاليد جديدة تناقض مفاهيم وتقاليد ما قبل النهضة، قيّدت سلطة الزعامة لمصلحة الأمة وفلاحها. ونذرت نفسك وأنفسنا من بعدك ودائع للأمة متى طلبتها وجدتها، ورأيت فينا قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ، فكان ما رأيت، من خالد علوان الذي غيّر وجه بيروت الخانع للاحتلال “الاسرائيلي” إلى وجه مقاوم مهيب، إلى الحبيب والنبيل اللذين أسقطا رأس الأفعى الصهيونيّة في لبنان، إلى محمد عواد وأدونيس والوطواط وسامي سعادة وغيرهم الكثير من شهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين سطروا إلى جانب شهداء الجيش السوري في الشام ملاحم البطولة في دحر الإرهاب.
وقال: نحن رجال النهضة السورية القومية الاجتماعة نذرنا قرابين الشهداء من زكي الأنفس ونفيس الدماء حتى تطهير آخر شبر من تراب وطننا السوري وإعادة البناء لسوريتنا فكراً وثقافة واقتصاداً، كما توسم فادينا فينا حين قال “وإن سألوكم عـن رفـات شـهـدائـنـا قـولـوا لـهـم إن عـظـاماً فـي أجـسـادنـا تـتـوثّـب لأن تُـمـسـي رفـات شـهـدائنـا”.
وأشار إلى أنّ ما نشهده اليوم على مستوى الوطن والأمة يؤكد صوابية خيارات ورؤى الزعيم، وانطلاقاً من هذه الروحية القومية، نجدد إيماننا بالثالوث المقدس، شعب وجيش وقيادة ممثلة بالرئيس بشار حافظ الأسد. وبهذا اليقين والإيمان نخوض غمار أي استحقاق دستوري على أرض الوطن، يداً بيد، وكتفاً بكتف، مع القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، واثقين بأن خلاص الأمة ونجاتها لا يكون إلا بتكاتفنا على أرضها.
وختم: انطون سعاده، فكرة لا تموت، وحضور لا يغيب، أكاد أجزم أنه لا يحيط به وصف، وليس لقلم أن يفي هذا العملاق حقه.
أمين شعبة حمص الأولى في “البعث” الدكتور عبد المؤمن القشلق: العمل الجبهويّ الممتاز لأحزاب الجبهة الوطنية التقدميّة تحقق بفضله الاستقرار في حمص وانتصار الدولة
وألقى الدكتور عبد المؤمن القشلق كلمة بالمناسبة، فتمنى للحزب السوري القومي الاجتماعي سنوات مقبلة مليئة بالنشاط لخدمة الوطن والمواطن ولما فيه خير الأمة. وتحدّث عن العمل الجبهويّ الممتاز الذي حصل في نطاق محافظة حمص وشاركت فيه كل أحزاب الجبهة الوطنية التقدميّة فكان أداء مميزاً تحقق بفضله الاستقرار في حمص وانتصار الدولة على أعدائها. كما تحدث عن الاستحقاق الرئاسي وأهميته في ظل الظروف الراهنة.
المنفذ العام نهاد سمعان: في الأول من آذار أقسم الزعيم قسم الزعامة على أن يهبنا نفسه راسماً لنا أنجع الطرق لتحقيق نهضتنا
منفذ عام حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ عضو مجلس الشعب نهاد سمعان استهلّ الاحتفال بكلمة أشار فيها إلى معاني وأهمية الاحتفال بمناسبة عيد مولد سعاده وذكرى قسمه، وقال:
نحتفل بالاول من آذار لأنه مناسبة مولدنا نحن، اليست عودة الذاكرة لفاقدها ولادة جديدة، اليست عودة الوعي لفاقده ولادة جديدة؟ فوالله لو كان السوريون يدركون حقيقتهم ويعون مَن هم حقاً، لما حصل ما حصل من آلام، انظروا لبنان، انظروا العراق، السيناريو نفسه بحيثيات مختلفة، ألا يدعوكم هذا للتساؤل؟ ابحثوا عن الجواب.
سأقول لكم شيئاً عن باعث النهضة لم يسبقني إليه أحد،.. من قبيل الشوق لاستكمال الصورة، قصدت مرة الرفيقة صفية بنت سعاده، وسألتها بعد طقوس الاحترام، هل عمّدك والدك، فتفاجأت وتجهّم وجهها وقالت بنبرة قوية، والدي… والدي لم يثقب أذني من أجل الحلق، لانه كان مقتنعاً أن هذا جسدي وأنا حرة به، تريده أن يفرض عليّ ديناً وإن لم أبلغ سن الرشد. خجلتُ من سؤالي، وكبرتُ روحي في صدري، وزاد فخري بزعيمي الذي أقسمت على طاعته. فكيف لا نحتفل بميلاد هذا العظيم؟
أضاف: نحن نعيّد بمناسبتين في يوم واحد، في الأول من آذار عام 1904 مولد سعاده، وفي الأول من آذار العام 1935 يوم أقسم قسم الزعامة وما أجمله من قسم، لقد أقسم على أن يهبنا نفسه، حين قال:
“انا أنطون سعاده أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي على أن أقف نفسي على امتي السورية ووطني سورية عاملاً لحياتهما ورقيّهما، وعلى ان اكون أميناً للمبادئ التي وضعتها وأصبحت تكوّن قضية الحزب السوري القومي الاجتماعي ولغاية الحزب وأهدافه. وان أتولى زعامة الحزب السوري القومي الاجتماعي واستعمل سلطة الزعامة وقوتها وصلاحيّتها في سبيل فلاح الحزب وتحقيق قضيته وأن لا استعمل سلطة الزعامة إلا من أجل القضية القومية ومصلحة الامة، على كل هذا اقسم انا انطون سعاده”.
وتابع المنفذ العام نهاد سمعان قائلاً: في البداية أبلغنا سعاده من نحن، أبلغ هذا الشعب اليتيم التائه اسم أبيه وأمه، فأنهى حالة الضياع وعدم التعيين، وانتقل بمن رغب في المعرفة من حالة الضبابية إلى حالة الوضوح، وأرشدنا إلى أقصر الطرق التي تحقق نهضتنا.
أبلغنا، “اننا أمّة ليس لأننا نتحدّر من أصل واحد، بل لأننا نشترك في حياة واحدة، في وطن واحد، يحتّم علينا أن نعيش إخواناً قوميين متّحدين في هذه الجامعة الوطنية التي قلّ مثيلها”.
شخّص أمراضنا وحدّدها وسمّاها وعيّنها، بعد تحديدها وصف الدواء بل الأدوية الصحيحة وما زالت وصفته سارية المفعول.
سعاده حدد عدوّنا وعيّنه وسمّاه، حين قال “ما دمنا نقتتل على السماء فلن نربح الأرض، واقتتالنا على السماء قد أفقدنا الأرض. فكلنا مسلمون لرب العالمين، منا من اسلم لله بالانجيل ومنا من اسلم لله بالقرآن، ومنا من اسلم لله بالحكمة، وما من عدو يقاتلنا في ديننا وحقنا ووطننا إلا اليهود”. ومن تحديده للعدو تحدّد معه الصديق، فأصبح لدينا بوصلة نحدّد بواسطتها مَن يريد لنا الخير ومن يتربّص بنا ويريد لنا شراً.
وقال المنفذ العام: بلغني منذ أيام أن كتابين عن الحزب السوري القومي الاجتماعي سيصدران قريباً، الأول في ايار عن جامعة “اسرائيلية”، والثاني عن مؤسسة أميركيّة تعنى بشؤون الدفاع في شهر حزيران. وهذا يستدعي التساؤل عن توقيت هذين الكتابين ومضمونهما،.. فملخص الكتاب الاول يتحدث عن مراحل تطوّر الحزب منذ التأسيس والمرحلة الاولى بوجود سعاده في الوطن من 1932 إلى 1938 ثم مرحلة الاغتراب القسري ونشاط الحزب في الوطن والمغترب ثم مرحلة عودة سعاده إلى اغتياله ثم مرحلة ما بعد سعاده الى اليوم. والكتاب الثاني يصدر عن كاتب يقول إنه مستقل برغم عمله مع جهات قريبة من وزارة الدفاع الأميركية وبأنه استقى معلومانه من خلال مقابلات مع قيادات حاليّة في الحزب ويركز على تاريخ الحزب وسياساته ودوره الحالي في لبنان ودوره المستقبلي المحتمل في الشام!
أضاف: كتابان دفعة واحدة، في شهرين،… دليل على خطورة وأهمية ما يرونه فينا، وما يمكن أن نسببه لعدوّنا من تهديد، فهم لا يهتمون إلا بمن يشكل رقماً في المعادلة، لاحظوا هذا التعبير (ودوره المستقبلي المحتمل في الشام، المحتمل، يعني إذا بقي قائماً أو إذا سمحنا له).
وتابع مخاطباً القوميين: من يظنّ أن حزبنا ليس مستهدفاً يكون واهماً، فما يحصل لنا كحزب، أراه واضحاً من نتائج هذا الاستهداف. إن ما لفت نظر العالم إلينا هو حضورنا اللافت في الساحات ونمونا الصحيح والسريع، وسمعتنا وأخلاقنا وانتشار أفكارنا وقبولها من الجميع، وقد تم هذا بفضل حسن أداء إدارتنا وحسن أدائكم في التنفيذ وحجم تضحياتكم وصلابتكم أمام الصعاب في الأعوام العشرة الماضية.
إن أداء إدارتنا الممتاز في العمل الجبهويّ والتنسيق الكامل مع إدارات الدولة ما كان ليكون بهذا المردود لو لم يكن مبنياً على الثقة المطلقة، فكنا مثالاً للإخلاص، وأثبتنا أن القومي لا يغدر ولا يخون، وقد أقسم أعضاء حزبنا على الطاعة، فكنتم مثالاً للمواطن المحبّ لوطنه يعطي بلا حساب وبلا مقابل.
وأكد المنفذ العام نهاد سمعان أنّ العمل الحزبي في أي حزب مبنيّ على الثقة، فلا فعل يجدي نفعاً ولا نجاح ولا انتصار إلا إذا كان مبنياً على الثقة، ثقة بين الأعضاء وثقة بالإدارة أو القيادة، وطبعاً ثقة بالنفس، ولا ولاء ولا طاعة إلا بالثقة، ولا اطمئنان إلا بالثقة، وكما العمل الحزبيّ كذلك العمل الجبهويّ، فكنا جميعاً إدارة وأعضاء على ثقة تامة ومن دون أي تردد بأن السيد الرئيس بشار الاسد لا بد سيصل بنا إلى بر الأمان وسنتجاوز الصعاب، فقاتلنا بكل ما أوتينا من قوة، وصبرنا وقدمنا التضحيات من دون اي قلق أو شك في حتمية الانتصار. وكنا على ثقة بأن الذي أوصلنا إلى ما كنا عليه من بحبوحة في 2011 قادر على تجاوز هذه المحنة، وإعادة تلك الايام الجميلة.
وأضاف: عندما كانت وسائل الاعلام المعادية تزرع الشكوك، وتحدد المواعيد لهزيمتنا، كنا نزداد قناعة بكذبهم وبضعفهم أمام إيماننا. وكنا على يقين بأن الدولة لن تهزم وسيبقى السيد الرئيس بشار الأسد على رأسها، ونحن نحيّيه حامياً لها، مدافعاً عنها، ثابتاً في موقفه من قضيتنا القومية، فلا تفريط بحقوق ولا تنازل عن سيادة.
وختم قائلاً: اليوم، كما ثبات الرئيس على مواقفه النبيلة، نحن ثابتون في إخلاصنا له، ونحن معروفون بأننا نفعل ما نقول. لذلك، ومع اقتراب الاستحقاق الرئاسيّ نؤكد على ثقتنا به على رأس هرم دولتنا ولنا الفخر.
14/3/2021 عمدة الإعلام