اعتبرت عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي أنه في هذا الزمن الرديء المارق، زمن انقلاب الصورة وتشويه المفاهيم الإنسانية الحقيقية، زمن طغيان الباطل وتزوير الحق، وطمس القيم في هذه الغابة العالمية التي تسود فيها شريعة الغاب بكل امتداداتها واختراقاتها الأفقية والعمودية لمنظومات قيمية وأخلاقية وحقوقية ناضلت الإنسانية من أجل بنائها قروناً وقروناً، وشهدت فيها الحضارة الإنسانية معارك حقيقية خاضتها شعوب العالم بين الحق والباطل، بين الخير والشر، بين الظلم والعدل، بين الانفتاح والانغلاق، بين الجمود والحركة، بين التعصب المقيت والتفاعل الخلاق، بين التفاعل والعنصريّة.
أضافت العمدة في بيان لها: في هذا الزمن بالذات، تطالعنا أعمال دراميّة ومسلسلات تلفزيونيّة “عربيّة” يتم عرضها على بعض الفضائيات “العربية” تتضمن تشويها متعمدا للتاريخ والحقيقة، وتحاول تمرير مشاريع التطبيع الناعمة مع الكيان الاستيطاني اليهودي الغاصب على أرض فلسطين، وتصويره كأنه واحة من واحات الديمقراطية، وكأنه مجتمع عادي طبيعي في النشأة والاستمرار، في محاولة لغسل أدمغة جيل شبابنا على امتداد دول وطننا السوري وعالمنا العربي الكبير، والإيحاء بأن هذه المحاولات تندرج في سياق العصرنة والانفتاح والتماهي مع العولمة ومفاهيمها وظروفها ومعطياتها، وفي سياق مواكبة روح العصر في التواصل الإنساني وتقنياته.
وتابع البيان: إنّ عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي تؤكد رفضها لهذه الأعمال اللاأخلاقية والمتجرّدة من الموضوعية والالتزام ببديهيات الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تقف على طرف نقيض مع كل ما يمثله هذا الكيان العنصري من عدوانية صارخة ماضياً وراهناً ومستقبلاً، وما يعبّر عنه وجوده من ظلم تاريخي فاضح يرقى الى مرتبة أعظم «جرائم الإنسانية» في التاريخ القديم والوسيط والحديث، حيث يجسّد طغياناً لمفاهيم التوحش والعنصرية والتعصب ورفض الآخر وإلغائه، ومحاولة ترسيخ مفاهيم حق القوة في وجه مفاهيم قوة الحق الإنساني الذي أكدته وتؤكده الشرائع السماوية والقوانين الوضعية سواء المحلية أو الدولية. فهذا الكيان اللقيط هو في حد ذاته اعتداء صارخ على حقنا القومي والإنساني والحضاري، وهو اعتداء مستمر في الزمان والمكان، ويمثل حرب وجود بكل ما لهذه الكلمة من معنى على وجودنا وكينونتنا وحضورنا وقيمنا وإنسانيتنا وهويتنا وعلى أرضنا وتاريخنا وعلى حق شعبنا في أرضه، كل الأرض أي كل فلسطين وهي كانت وستبقى الجزء الجنوبي العزيز المحتل والمغتصب من بلادنا السورية حتى تحريرها بالكامل في مقبل الأيام.
وقال بيان عمدة الثقافة في “القومي” نرفض رفضاً كاملاً هذا الاعتداء الثقافي على إرثنا وعلى ذاكرتنا ومحاولات السطو على وعي أجيالنا الحاضرة والآتية، ونرفض كل محاولات الإيحاء بإمكان التعايش مع كيان عنصري حاقد يحمل كل عقَد العنصرية والحقد الأعمى ليس فقط على شعبنا، بل على الإنسانية جمعاء، وبالتالي يشكل وجوده وامتدادات هذا الوجود من خلال الحركة الصهيونية العالمية خطراً على الإنسانية جمعاء ووبالاً وشراً مستطيراً يهدّد العالم أجمع.
إن العصرنة الحقيقيّة لن تتحقق إلا بتفكيك آخر قلاع العنصرية التي يمثلها كيان المستوطنين العنصريين الجدد في فلسطين المحتلة، وبتفكيك روح التعصّب والتمييز العنصري التي تندرج في عقيدة الاستعلاء والعنصرية التي ترتكز عليها فكرة هذا الكيان منذ قيامه حتى اليوم.
إن التوصيفات الجديدة التي يحاول المطبّعون الجدد استعارتها لهذا الكيان هي تزوير فاضح واغتيال حقيقي للوجدان الوطني والقومي والإنساني والأخلاقي والحضاري ويرقى إلى مستوى الجريمة المنظمة بحق شعبنا الفلسطيني المظلوم والمسلوبة حقوقه.
لذا، ندين بشدّة ما يتمّ عرضه عبر بعض وسائل الإعلام العربية، خاصة قناة (أم.بي.سي) من أعمال درامية «أم هارون» و«مخرج 7»، وندعو إلى ايقاف بث هذه الأعمال فوراً. ونهيب بالجهات المنتجة أن تتوقف عن مسلسل الإنتاج الدرامي لمثل هذه الأعمال الهابطة والفاقدة كل مهنية أخلاقية وموضوعية في عرض الحقائق والتي تستهدف تبييض صورة الاحتلال وشيطنة صورة الفلسطيني المناضل من أجل حقه الوطني والقومي والإنساني والتاريخي في أرضه. كما نهيب بالشعوب العربية وقواها الحية أن تتنبّه لمثل هذه المحاولات التي تندرج في سياقات معادية لفلسطين ولكل أحرار أمتنا وعالمنا العربي.
وفي هذا السياق، نثني على الموقف الرسمي والشعبي في دولة الكويت الرافض لهذه المحاولات والداعم لشعبنا في نضاله من أجل التحرير، تحرير الارض والإنسان.
وختم البيان: نؤكد التمسك بحقنا كاملاً وعلى ضرورة المواجهة الثقافية الشاملة لكل مشاريع التطبيع والتمييع، وعلى المعركة الوجودية التاريخية الشاملة مع كيان الاغتصاب الاستيطاني حتى التحرير الناجز والكامل لكل أرضنا القومية مهما طال الزمن.
30/4/2020 عمدة الإعلام