“من ينتصر في الحروب الكبيرة لن يُهزم بالعقوبات الاقتصادية ولا بالحصار والإرهاب ولا بالورش والرشوات”
عميد الإعلام في “القومي”: هزيمة العدو الصهيوني وداعميه في حرب تموز مهّدت الطريق لإفشال “صفقة القرن”
أصدر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية بيانا بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لعدوان تموز الصهيوني على لبنان، جاء فيه:
في 12 تموز 2006 شنّ العدو الصهيوني واحدة من أعنف حروبه العدوانية على لبنان، مستخدماً فيها ما يسمّى لديه “قوات النخبة”، وكلّ الترسانة الحربية الضخمة التي يمتلكها، وآزرته الولايات المتحدة الأميركية بإقامة جسر جوّي خصّص لتزويد العدو بالسلاح والصواريخ، وذلك لتحقيق هدفين أساسيّين، الأول تصفية المقاومة، والثاني إقامة “شرق أوسط جديد”. وقد اتبع العدو سياسة الأرض المحروقة، فدمّر آلاف المنازل والمؤسسات الخاصة والعامة، واستهدف البنى التحتية، ومواقع الأمم المتحدة، وارتكب عشرات المجازر الوحشية التي أودت بحياة المدنيين، أطفالاً ونساءً وشيوخاً.
ضخامة العدوان الصهيوني على لبنان، والمواكبة والدعم الأميركيّين له، عسكرياً وسياسياً، وتأييده من دول غربية وعربية، كلّ ذلك، كشف عن تخطيط وتحشيد مسبقيْن للعدوان، وبدا واضحاً أنّ “إسرائيل” وأميركا، قدّرتا بأنّ حرب تموز ستكون آخر حروب “إسرائيل” التي تحقق هدف تصفية المقاومة، وقيام “شرق أوسط جديد”، سارعت وزيرة الخارجية الأميركية حينذاك كونداليزا رايس إلى الإعلان عنه.
إنّ الأهداف التي أراد العدو تحقيقها من خلال عدوانه على لبنان في العام 2006، لم تكن تقتصر على تصفية المقاومة وتدمير لبنان وحسب، بل لإخضاعه وعزله عن محيطه القومي، ونقله إلى ضفة العدو في إطار 17 أيار جديد. و”الشرق الأوسط الجديد” الذي أعلنته رايس، هو الذي تكون “إسرائيل” جزءاً مقرّراً فيه، فتفرض شروطها وإملاءاتها. وهذا يدلّ على أنّ “صفقة القرن” لتصفية المسألة الفلسطينية، كانت من ضمن أهداف عدوان تموز على لبنان، وأيضاً من ضمن أهداف الحرب الإرهابية الكونية على سورية.
وعليه، فإنّ هزيمة العدو الصهيوني أمام المقاومة في حرب تموز 2006، ليست هزيمة له وحسب، بل هزيمة لأميركا ولكلّ الدول التي أيّدت “إسرائيل” في عدوانها، وللأهداف التي انطوى عليها العدوان. وأنّ انتصار لبنان بمعادلته الذهبية، “الجيش والشعب والمقاومة”، أفشل فرض صفقة القرن بواسطة الحروب العدوانية، وهذا يؤكد بأنّ كلّ المحاولات لفرض “صفقة القرن” بواسطة الحروب الاقتصادية لن تمرّ، لأنّ شعبنا المقاوم الذي واجه كلّ صنوف العدوان وانتصر لن يبيع فلسطين برشوات اقتصادية.
في الذكرى الثالثة عشرة لعدوان تموز، نتوجه بالتحية إلى الشهداء الذي ارتقوا، في مواجهة العدو وفي المجازر التي ارتكبها هذا العدو، ونؤكد بأنّ دماء الشهداء وتضحيات المقاومين وإرادة الصمود هي التي انتصرت في لبنان على آلة الحرب “الإسرائيلية” ـ الأميركية، وهي التي انتصرت في الشام على الإرهاب ورعاته، ومن ينتصر في الحروب والمواجهات الكبيرة، لن يُهزم بالعقوبات الاقتصادية ولا بالحصار والإرهاب ولا بالورش والرشوات…
في ذكرى عدوان تموز، نؤكد صوابية نهج المقاومة والصراع والتمسك به سبيلاً لتحرير أرضنا والدفاع عن شعبنا، بوجه الاحتلال والإرهاب والاستعمار، وبوجه أنظمة التطبيع التي تآمرت على المقاومة وتتآمر ضدّ فلسطين.
11/7/2019 عمدة الإعلام