; العطاء فضيلة قومية اجتماعية دافعنا إليه انتماؤنا القومي.. / بقلم: د. إدمون ملحم - SSNP
الرئيسةدراسات/مقالات

العطاء فضيلة قومية اجتماعية دافعنا إليه انتماؤنا القومي.. / بقلم: د. إدمون ملحم

ما نقدّمه بشغف يمتدّ في المجتمع بأكمله

العطاء هو إحدى الفضائل الإنسانيّة العالية التي تعني البَذل والتضحية والتفاني في سبيل خير المجتمع ورقيه. “فالأمّة التي لا تعرف التضحية”، يقول العلامة الدكتور خليل سعاده، “لا تعرف الاستقلال ولا تعرف الحرية”.[1]

وباعث النهضة أنطون سعاده يؤكد على ضرورة العطاء والتضحية في سبيل القضية القوميّة التي تعاقدنا من أجلها وفي سبيل المبادئ القومية الاجتماعية التي تعني حياة الأمة الجيدة. لذلك نحن ننزع من قلوبنا كل حقد ونعطي بحب وإخلاص لتحيا الأمة حياة العز والحرية.

والعطاء الذي نقدّمه بشغف وحماسة، أياً كان نوعه: وقتاً أو مالاً أو مجهوداً، سيعود بالنفع علينا وعلى الآخرين وعلى المجتمع بأكمله، لأنه فعل يعكس المواطنة الصالحة ويقوم على المحبة القومية والإخاء القومي والتعاطف الإنساني والحب الكلي ومن خلاله يمكن أن نحقق المعجزات ونساهم بتغيير المجتمع تغيراً جذرياً وببناء مجتمع أفضل وأجمل وصولاً إلى عالم إنساني أكثر عطفاً وتراحماً وسخاءً وأكثر صحة وتوازناً وسلاماً. فالعطاء هو فضيلة اجتماعية وتجرّد من الأنانية وإحساس بآلام الناس وحاجاتهم وشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والحياة والإنسانية جمعاء، وهو ركيزة أساسية لبناء مجتمع سليم وعالم أجمل.

وعطاؤنا يعكس وعياً اجتماعياً عالياً لأن دافعنا إليه هو هذه “النحن” الكامنة في نفوسنا، هو انتماؤنا الاجتماعي ومحبتنا لأبناء شعبنا وتوقنا لرؤية وطننا مزدهراً نضيراً، أو بكلام آخر، هو الشعور الاجتماعي، أو الوجدان القومي، أي محبة المجتمع والشعور بحاجاته ومصالحه والاهتمام بأبنائه وتمني الخير لهم كما نتمنى الخير لأنفسنا.

* نفوس القوميين الاجتماعيين الخيّرة والكريمة لا تكفّ عن العطاء. فبداخل كل واحد منهم تشتعل رغبة متأججة للبذل والعطاء لقضيتنا المقدسة. فهم يزرعون الأرض حباً وعطاءً ووعياً وقيماً ويعملون بكل عزيمة صادقة ونكران للذات لانتصار مبادئهم ويبذلون نفوسهم في سبيل إحيائها.

والحق نقول، إن العطاء الذي نمنحه بسعادة وتضحية وحب في سبيل قضية مقدسة تساوي وجودنا يشبع مواهبنا الفطريّة ويساعد في إدراك ما نتمتع به من إمكانات وقدرات وفي إطلاق طاقاتنا الكامنة لنجد ذاتنا الحقيقية ونشعر بقيمتها ولنعبّر عن نفسيتنا الجميلة، الخيّرة، وبالتالي فهو سيُضفي على حياتنا سعادة ومعنى أكبر ويجعلنا نشعر بالحرية والقوة والفخر والإنجاز وبأننا نترك بصمة إيجابية قوية في نفوسنا. وكما قال المهاتما غاندي: “أفضل طريقة لتجد نفسك هو أن تفني نفسك في خدمة الآخرين”.[2] وكلما ازداد عطاؤنا، ازداد شعورنا بالمتعة والحيوية والحب والسعادة في حياتنا. فالعطاء هو التمرين الرائع المناسب للروح تماماً كالتمرين البدني الذي يقوّي الجسم. فالعضلات تضعف إذا لم نقم بتمرينها وكذلك الروح ستضعف إذا لم نقم بالتمرين المناسب لها. والعطاء في سبيل المجتمع وقضاياه يقلل من أنانيّاتنا ومحبة ذاتنا ويخفف من عزلتنا ومخاوفنا النفسية ويعزز علاقاتنا وروابطنا الاجتماعيّة. الأمر الذي يمدّنا بشعور عظيم بالأمان والطمأنينة وبإحساس نبيل بجمال الحياة وأهميتها.

إن المناقب الجديدة التي جاء بها سعاده توجّه النفوس نحو غاية الأمة العظمى وقضيتها وتدفعهم للتضحية والبذل والعطاء ولمحاربة النزعة الفردية المشبعة غروراً والأنانيات الحقيرة “التي تريد أن تأخذ ولا تعطي”[3].. يقول سعاده: “كثيرون هم الذين ‏ينضمون إلى القضية، ولكن قلائل هم الذين يعرفون قدسيّة التضحية بالأنانية وحب‎ ‏الذات في سبيل انتصار هذه القضية التي تتوقف عليها حياة أمة بأسرها”.‎[4] لذلك كان تشديده على المبدأ الثامن الأساسي المناقبي الذي هو معيار العاملين من أجل القضية “مصلحة سورية هي فوق كل مصلحة”. وهذه المصلحة تستوجب العطاء السخي والبذل والتضحية بالرغبات والمنافع الخصوصية والآراء الشخصية وبالوقت والمال والجهد والمهارات والمعرفة وحتى بالدماء الحارة التي تجري في عروقنا والتي هي ليست ملكنا، كما يؤكد سعاده، بل هي وديعة الأمة فينا ومتى طلبتها وجدتها”.[5]

* فعل العطاء يجب ان لا يكون موسمياً بل فعل دائم نمنحه بفرح وإخلاص في أي وقت بلا شروط ودون انتظار المقابل.

والحق نقول، إن القوميّة الاجتماعيّة تزرع في النفوس قيم الواجب والتضحية والبذل وروح العطاء الصادق وتدفعنا لأن “نبذل أنفسنا أفراداً في سبيل تحقيق المبادئ التي في تحقيقها تحقيق لحياة الأمة”.[6] وبدون العطاء وفضيلة التضحية وتأدية الواجب القوميّ لا يمكن أن تتحقق الغاية وتنتصر الدعوة القومية الاجتماعية.

يقول سعاده إن “النفس الكريمة لا تكفّ عن العطاء”.[7] وهكذا فإن نفوس القوميين الاجتماعيين الخيّرة والكريمة لا تكف عن العطاء. فبداخل كل واحد منهم تشتعل رغبة متأججة للبذل والعطاء لقضيتنا المقدسة. فهم يزرعون الأرض حباً وعطاءً ووعياً وقيماً ويعملون بكل عزيمة صادقة ونكران للذات لانتصار مبادئهم ويبذلون نفوسهم في سبيل إحيائها. وعزيمتهم، كما يقول سعاده: “هي عزيمة تطلب الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة”.[8] وعطاؤنا عطاء واعٍ وسخيّ ودائم ومتنوّع من أجل القضيّة التي تساوي وجودنا. فنحن نصارع في المجتمع ونبذل الجهد ونواجه العقبات والشدائد ونتحمّل الآلام والأوجاع ونقدّم المال ونضحّي بأوقاتنا وراحتنا وندافع عن حقوق الناس والمحرومين والضعفاء والمظلومين ونمنح الأمل والحب للنفوس البائسة ونمضي أوقاتنا في محاربة الجهل والظلم والمثالب وفي نشر الثقافة القوميّة والمعرفة النافعة وفي تجسيد القيم والفضائل الجميلة في حياتنا ولا نتردّد لحظة في تقديم الدماء الحارة التي تجري في عروقنا والتي هي وديعة الأمة فينا. ونحن كلما بذلنا وقدّمنا عطاءات وتضحيات، ازداد شعورنا بالسعادة وازداد إيماننا بأننا نصنع فارقاً إيجابياً في حياتنا وفي حياة المجتمع. فالعطاء هو شرف ووسام على صدورنا. هو قوة جميلة تنبع من قلوبنا وتعطي حياتنا مغزىً وتثري نفوسنا غبطة وسعادة لأن عطاءنا هو فعل واعٍ ومقصود يعود مردوده لغاية سامية هي تحقيق الحياة الحرة، الجميلة، لأمتنا والوصول إلى عالم إنساني جديد أفضل من الموجود تسوده أجمل وأسمى القيم الإنسانية والأخلاقية العليا. لذلك يقول سعاده: “سواء أفهمونا أم أساؤوا فهمنا، فإننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها”.[9]

والعطاء الحقيقي الصادق يبدأ بالحب الصادق العميق. فالحب هو أجمل الأشياء وأعظم قوة في العالم وبدونه لا تبنى الأوطان ولا يمكن أن يحيا الإنسان بسعاده. فهو أساس الحياة، وكما يقول سعاده: “متى وجد الإنسان الحبّ فقد وجد أساس الحياة والقوة التي ينتصر بها على كل عدو”.[10]

والحب الصادق الذي يولِّدُ فينا قوة الإرادة والذي نترجمه أفعالاً وممارسات، هو حب واعٍ، وغير مشروط، يبدأ بالاهتمام بأنفسنا وصحتنا وبصقل مهاراتنا ومعلوماتنا ومواهبنا وبالعناية بطاقتنا العاطفية والروحانية والبدنية لكي نعزز قدرتنا على العطاء الفعّال للآخرين وعلى الالتزام بالأفعال الإيجابية. وهو حب يدفعنا للعطاء غير المشروط وبلا حدود:

أولاً، داخل أسرتنا بالتعبير بشكل مستمر عن حبّنا ورعايتنا لها من دون قيد أو شرط، وبجعل روابطها قوية وببناء علاقات راسخة مع أبنائنا وأطفالنا ومنحهم وقتنا واهتمامنا وعنايتنا وتلقينهم القيم والفضائل والمبادئ التي تبني شخصياتهم وتعليمهم معنى العطاء الحقيقي وتشجيعهم إيماناً منا بأن “الحياة الإنسانية بلا مبادئ يتمسك بها الإنسان، ‏ويبني بها شخصه ومعنى وجوده، هي باطلة”.[11]‏ ‏إن حبنا غير المشروط لأبنائنا واهتمامنا بهم يقوي روابطنا معهم ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم أشخاصاً يتمتعون بقلوب قوية مفعمة بالاحترام والمحبة والتعاطف والشجاعة والالتزام الاجتماعي. وبهذا الخصوص، يقول سعاده: “النبت الصالح ينمو بالعناية، أما الشوك فينمو بالإهمال”.

 

*كلما ازداد عطاؤنا ازداد شعورنا بالمتعة والحيوية والحب والسعادة في حياتنا. فالعطاء هو التمرين الرائع المناسب للروح تماماً كالتمرين البدنيّ الذي يقوّي الجسم.

وثانياً، في علاقاتنا الزوجية من خلال تعميق مشاعر الحب وبناء علاقة زوجية مميزة قائمة على الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص وتنمية هذه العلاقة وترسيخها والاحتفاء بها.

وهذا الحب الكامن في قلوبنا والمحرّك للعطاء ينعم بالحرية والجمال، لأنه يحرّر النفوس من عبوديّة “النزعة الفردية” وخصوصياتها المظلمة ومن الانهزام واليأس والاستسلام ويرتقي بها إلى رحاب المجتمع الواسعة حيث تتجلّى جماليات النفس البشرية حباً وتعاطفاً وتعاوناً وتسامحاً وعطاء. وهذا الحب يتغذّى بتعاليم القومية الاجتماعية الصافية وينمو بنظرتها الجديدة إلى الحياة والكون والفن، لذلك فهو “حب أحرار لا حب عبيد”.. إنه بمثابة قوة هائلة تسكن في النفوس وتبتدئ فيها ومنها وتملؤها صدقاً وإخلاصاً ووفاء، هي قوة عزم وإيمان، قوة محرِّكة ودافعة إلى البذل والتضحيات، إلى الوقوف معاً بتصميم وإرادة واعية من أجل تحقيق الغايات السامية بالعطاء والعمل والبناء والإنتاج وبالصراع في سبيل الارتقاء بالأمة وتحسين حياتها بجميع وجوهها.

والعطاء الحقيقي هو الفعل الأسمى الذي يتجلّى فيه الحس الاجتماعي وتتسامى فيه الأخلاق القومية، أخلاق المحبة والتآلف والتسامح والتراحم والتعاطف والتعاون والإخاء القومي. إنه فعل محبة وإيمان يدفعان الواحد منا لأن يكون شمعة تضيء الظلمات وتنير الدرب للآخرين. ألم يقل سعاده: “ها النهضة القومية قد جاءت تحرق وتضيء… تحرق مَن أتى بها، وتحرق مَن يقف في سبيلها، وتضيء لأمة ظنها أعداؤها منقرضة،..”.[12]

وفعل العطاء يجب ان لا يكون موسمياً بل فعل دائم نمنحه بفرح وإخلاص في أي وقت بلا شروط ودون انتظار المقابل. وهو لا يكون بالضرورة عطاءً مادياً ملموساً ولا يقتصر على المشاركة بما لدينا من مهارات او على منح المال او الوقت او الدماء لصالح القضية المقدسة بل يتمثّل في كلماتنا التي تصدر من قلوبنا وقد تشمل تقديم رأي او اقتراح او نصيحة عظيمة او فكرة نافعة تساعد الآخرين على التخلص من مشكلة خطيرة او المشاركة بمعرفتنا أو خبراتنا أو حكمتنا فنساهم بتمكين الآخرين وبإفادة المجتمع بالأفكار المفيدة لأن “المجتمع معرفة والمعرفة قوة”. فنحن نستفيد من خبرات الآخرين ومعارفهم وباستطاعتنا ان نعطي من معارفنا وخبراتنا وأفكارنا الجيدة لكي يستفيد منها الآخرون فيتوسّع منظورهم في الحياة. وعطاء الفكر والمعرفة والعلم والمعلومات يساهم بتعميق الفهم والإدراك ووعي المجتمع وتشخيص مشكلاته وأمراضه وما يعتريه من تقاليد رثّة تعرقل نموه وتقدّمه ويتيح لنا باعتماد الحلول الناجعة للسير في طريق الارتقاء. من هنا نقول إن العطاء المعرفي هو مسؤولية الإنسان – المجتمع الواعي وواجب قومي عليه، وكما يقول سعاده: “ذو الفهم دائماً يعطي والطماع دائماً يأخذ”[13] لأن الطمّاع إنسان أنانيّ لا يهتمّ إلا بمنفعته الشخصية، أما الإنسان الواعي ذو الفهم الصحيح فوجهة اهتمامه هي المنفعة العامة ومعرفته تصل دائماً إلى المجتمع. فعطاء العلم والمعرفة والأخلاق هو العطاء الحقّ الناجم عن محبة واعية والمُسيّر بعقل مستنير. هو عمل بنّاء ونافع ومفيد للمجتمع لأنه ينير الدرب للآخرين وللأجيال ويرشدهم للحقيقة ويساعدهم لتحقيق الغايات السامية. لذلك فهؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالعلم والمعرفة تقع عليهم مسؤولية مشاركة هذه النعم مع الآخرين في المجتمع.

وعطاء الفكر والمعرفة والوعي هو مسؤولية سامية تساهم بخلق الإنسان الجديد والمجتمع السليم. وهذه المسؤولية نراها في مهمة المدرّس او المربّي او المرشد الذي يقوم بمهمة خطيرة تتطلب منه التفاني بالعطاء الدائم من أجل تثقيف الناشئة وتربيتهم تربية صحيحة وتوجيههم وتلقينهم العلم الصحيح وإرشادهم إلى الحقيقة وتعليمهم جمال العطاء والاعتناء بالبيئة والمحافظة عليها. فبدون الشعور بهذه المسؤولية وبهذا الواجب الأخلاقي – المهني لا يمكن لمن يتولى تدريس الأحداث وتدريبهم ان ينجح بمهمته لأن هذه المهمة الخطيرة تتطلب العطاء الدائم بحب وشغف وتدفع بالمربي لبذل عناية فائقة في تدريس الأحداث وإرشادهم وتربيتهم التربية الصالحة وهم في طور التكوين النفسي. هذا النوع من العطاء، تعتبره النهضة القومية الاجتماعية عملاً أساسياً من أعمال الحركة القومية الاجتماعيّة لأنه يجعل من المربي القومي الاجتماعي “جندي خط الهجوم الأول الذي عليه أن يدخل صلب المعركة ويحارب لإنقاذ نفوس الأحداث من العقائد الغريبة أو المتأخرة وإدخال العقيدة القومية الاجتماعية، المحررة، البانية إليها”.[14] يقول سعاده:

إنه لامتياز عظيم أن يكون المرء مربّياً سورياً قومياً اجتماعياً. فالمعلم السوري القومي الاجتماعي الحقيقي هو الذي يشعر أنه يحمل رسالة النهضة السورية القومية الاجتماعية المقدسة إلى النشء الذي تتحرك فيه قوة حياة الأمة الجديدة، وبقدر إيمانه هو بهذه الرسالة وبقدر ما تكون نفسه متقدة بحرارة فاعليتها يكون نشاطه في العمل لها ولعه بتلقينها للأحداث في قصص من تاريخ الأمة القديم ومن تاريخ النهضة القومية الاجتماعية الذي هو تاريخ الأمة السورية الحديث، وفي أمثلة في مناقبية النهضة وفي الأخلاق التي ترسم خططها تعاليمها وقدوة البطولة والاستقامة والثقة بالنفس واعتماد الحق ومقاومة الباطل وتعزيز الجمال والنبل، وسحق القبح واللؤم.[15]

ويضيف سعاده: لكي يقدر أن يكون المدرس معلماً الحقائق والفضائل القومية الاجتماعية يجب أن يكون هو نفسه عاملاً بمناقبية النهضة وسالكاً سلوكيتها، فيكون قدوة حية يرى الأولاد في تصرفه في كل أمر صغير أو كبير مثل الحرية والواجب والنظام والقوة ـ مثل كل ما تشتمل عليه هذه المبادئ من خير وحقيقة وجمال وسموّ ـ فتعشق نفوسهم هذه المبادئ وتستنير بهدى التعاليم والمعرفة الصحيحة فينشأون جيلاً جديداً، قوياً، خالصاً من أدران حياة الذل والقناعة بالباطل، سالكاً في طريق حياة الحرية والواجب والنظام والقوة.[16]

والقوميون الاجتماعيون تعلموا دروس العطاء والتضحية من زعيمهم الخالد الذي أعطى الأمة التعاليم المحيية لتشق طريق الحياة وترتقي إلى قمم المجد. فهو يمثِّلُ لهم القدوة الأولى في البذل والعطاء والمعرفة وفي القيادة والإدارة والمناقب وفي الإباء والتواضع والشجاعة والصراع وهو الذي وقف حياته كلها لقضية أمته ووطنه فأمضاها في خدمة هذه القضية عاملاً لانتصارها ومكرّساً فكره ومعرفته وقيادته الفريدة لفلاح حزبه وإنقاذ أمته وقد جسَّدَ، خلال مهمته الرسوليّة، في سلوكه وأفعاله وفي حركته الصراعية أخلاق المحبة والعطاء والتضحية والبطولة والإيمان متحملاً الشدائد والتضحيات والآلام حتى آخر لحظة من حياته التي ختمها بقيمة الفداء بعد ان قال: “كلنا نموت، ولكنّ قليلين منّا يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة..”.[17]

المراجع:

[1] الدكتور خليل سعاده، الرابطة، ص 132.

[2] https://حكم.net/أقوال-المهاتما-غاندي/

[3] خطاب الزعيم في مأدبة أبناء طرابلس، منشور في أنطون سعاده في مغتربه القسري – 1939، الآثار الكاملة، الجزء 6، ص 76.

[4] تكذيب وتسفيه، الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 80، 04/09/1944.

[5] سعاده في أول آذار، ص 98.

 [6]سعاده، المحاضرات العشر، ص 38.

[7] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – مرحلة ما قبل التأسيس – الجزء الأول، 1921-1932، ص 219.

[8] راجع كلمة الزعيم في ذكرى استشهاد الرفيق ابراهيم منتش، النشرة الرسمية للحركة القومية الاجتماعية، بيروت، المجلد 1، العدد 15/11/1947

[9] خطاب الزعيم في الكورة صيف 1937، النهضة، بيروت، عدد 105، 1/03/1938.

[10] حول الرسائل، رسائل الحب إلى ادفيك جريديني 1937 – 1938.

 [11]أنطون سعاده، المحاضرات العشر 1948، منشورات عمدة الثقافة في الحزب السوري القومي الإجتماعي، ص 177. ‏ ‎

[12] أنطون سعاده في مغتربه الفسري 1939، الآثار الكاملة، الجزء 6، “سورية الجديدة”، ص 24.

[13] سعاده، المحاضرات العشر، ص 38.

[13] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – مرحلة ما قبل التأسيس – الجزء الأول، 1921-1932، ص 219.

[14] محاضرة الزعيم في مؤتمر المدرسين،  النظام الجديد، المجلد 1، العدد 5، يوليو/ تموز ـ أغسطس/ آب 1948

[15]المرجع ذاته.

[16] المرجع ذاته.

[17] راجع مقالة سعيد تقي الدين – حدثني الكاهن الذي عرّفه.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى