; "الجيش السوري عقيدة وصمود" ندوة نظمتها منفذية السويداء في "القومي" بالتعاون مع رابطة الضباط والمحاربين القدماء - SSNP
الرئيسةالفروع

“الجيش السوري عقيدة وصمود” ندوة نظمتها منفذية السويداء في “القومي” بالتعاون مع رابطة الضباط والمحاربين القدماء

د. أحمد مرعي: الجيش السوري يحمل عقيدة قومية تعتبر فلسطين القضية المركزية لسورية  ولأنه يحمل هذه العقيدة هو في دائرة الاستهداف من قبل العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية

بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الجيش السوري أقامت منفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي بالتعاون مع رابطة الضباط المحاربين القدماء وضحايا الحرب في السويداء، ندوة ثقافية في مقرّ الرابطة تحت عنوان: “الجيش العربي السوري عقيدة وصمود”، شارك فيها عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو مجلس الشعب الدكتور أحمد مرعي والمسؤول الثقافي في الرابطة العميد المتقاعد تيسير حمزة، وأدار الندوة رئيس مجلس الرابطة في السويداء اللواء المتقاعد غازي الاباظة، وبحضور وأعضاء فرع الجبهة الوطنية التقدمية نصر كرباج ومروان الخطيب وهايل القنطار، محافظ الحسكة السابق اللواء معذى سلوم، ضباط متقاعدين، رجال دين وفاعليات شعبية واجتماعية، مالك الشاعر عن تلفزيون الحدث، ربيع الشعار عن موقع الرادار ومراسل الإخبارية السورية.

وحضر إلى جانب منفذ عام السويداء في “القومي” سمير الملحم، عضو المكتب السياسي مسعود ذياب وأعضاء هيئة المنفذية: معين مزهر وعفيف المهنا ونجيب الأطرش ومسؤولي الوحدات الحزبية وجمع من القوميين والمواطين.

العميد حمزة

تحدث العميد تيسير حمزة بشكل مختصر عن تاريخ الجيش ومراحل تطوّره منذ التأسيس الأول بقيادة الوزير يوسف العظمة واستشهاده في معركة ميسلون، ثم مرحلة التأسيس الثانية في 1 آب 1945 وتحدث عن دور الجيش في فترة عدم الاستقرار السياسي منذ بداية الاستقلال حتى قيام الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس حافظ الأسد والإنجازات التي تحققت وكان أهمّها خوض حرب تشرين والانتصارات التي تحققت كما تحدث بإسهاب عن المرحلة الحالية التي يقوم فيها الجيش السوري بمحاربة المجاميع الإرهابية منذ أكثر من ثماني سنوات واستطاع تحقيق الانتصارات وتحرير معظم المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين بفضل القيادة الشجاعة والحكيمة للرئس بشار الأسد، وها هو يستعدّ اليوم لخوض معركة تحرير إدلب والمنطقة الشرقية.

مرعي

وفي الجزء الثاني من الندوة تحدث الدكتور أحمد مرعي عن منظومة القيم في الجيش العربي السوري ومشاركاته القومية تطبيقاً لعقيدته التي تبناها منذ التأسيس ،كما تحدث عن دوره في دعم حركات التحرر الوطني وتصدّيه لمشروع الإرهاب العالمي الذي يشنّ على سورية، كما تحدث عن دور الحزب السوري القومي الاجتماعي ومشاركته الجيش السوري في الحرب ضدّ الإرهاب من خلال إيمانه بعقيدته القومية للدفاع عن سورية.

وقال مرعي في مستهلّ محاضرته: إنّ رقيّ الحياة الإنسانية، وشعور البشر بقيمتها ومعناها يرتبط ارتباطاً وثيقاً برقي القيم التي يحتكم إليها البشر، سواء كان على المستوى الفردي أو على المستوى المجتمعي، أو من خلال علاقة المجتمع بالمجتمعات الأخرى. وهنا يأتي دور القيم في رسم المنحى المثالي للحياة الإنسانية، لكي ترتقي لدرجة التكريم التي أنيطت بها، فرقيّ الحياة رهن بأخلاقيات الإنسان وقيمه، وانحدارها رهن بالانحدار الأخلاقي، وباستقراء التاريخ نعلم ما أدّت إليه الأحقاد والبغض من حروب، وما جرّت إليه من ويلات على الحياة الإنسانية أبيدت فيها شعوب آمنة واستعبدت من خلالها شعوب حرة، وُأهدرت خلالها كلّ معاني الحياة الإنسانية، وفي المقابل كان الارتقاء في سلّم القيم والأخلاق عبر التاريخ هو ارتقاء في معنى الحياة الإنسانية الكريمة. (المبيض 2012).

أضاف: تأتي أهمية القيم – كمبحث من مباحث الفكر الإنساني – في إدراجه ضمن مبحث الأخلاق، حيث يأتي كمبحث أخير في سلم المباحث النظرية الطبيعية، باعتبارها جزءاً من العملية السلوكية ونوعاً من أنواع القواعد الاجتماعية التي ترعى مصالح الناس، وتقوم بمهمة تقويم أعمالهم وسلوكهم وفقاً لها إن كانت عادلة أو ظالمة، صحيحة أو خاطئة.

إنّ القيم هي مثلٌ سامية نسعى إلى ترجمتها عملياً. وهي دوافع محركة لسلوكنا. والقيمة هي كلّ ما يعتبر جديراً باهتمام الفرد وعنايته لاعتبارات اجتماعية أو اقتصادية أو سيكولوجية.

القيم أحكام مكتسبة من الظروف الاجتماعية يتشرّبها الفرد، ويحكم على الأمور من خلالها، وتحدّد مجالات تفكيره، وهي الضابط لسلوكه، وتؤثر في تعلّمه، فالصدق والأمانة والشجاعة والتضحية والفداء والوفاء وتحمّل المسؤولية كلها قيم يكتسبها الفرد من المجتمع الذي يعيش فيه وتختلف القيم باختلاف المجتمعات.

من الضرورة بمكان التذكير بأنه لا يُقصد بالقيم دوماً السامية والنبيلة منها، بل هناك قيم سلبية بل ومنحدرة وفاسدة تدفع أيضاً بسلوك ما وفقاً لهذه القيمة أو تلك؛ فالقيمة قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية كالتمسك بمبدأ من المبادئ، أو بالعكس احتقاره والرغبة في البعد عنه. النازيون كانوا يعتبرون انّ العرق الآري أرقى الأعراق، وهيغل هو من نظر لهذا الأمر… هتلر مثلاً يعتبر الشفقة قيمة دينية بالية… والشعور بالشفقة تجاه الضعفاء هو أمر مؤذ للمجتمع…

من الممكن أن تتضارب القيم وتتصارع ويقصد بذلك التضارب بين قيم الجماعات المختلفة في المجتمع الواحد فقد تتميّز ثقافة فريق من المجتمع بالنزعة المحافظة والثبات والحفاظ على التقاليد فيقاومون كلّ إصلاح، بينما قد تتميّز ثقافة فريق آخر بالتحرر وتقيّم الأفكار والأشياء على أساس نفعي فيستقبلون التغيّرات استقبالاً حسناً.

إنّ وحدة المنظومة القيمية التي يؤمن بها البشر، هي دليل قاطع على وحدة العقل البشري، وقد تشكلت منظومة القيم الأساسية لدى الإنسان الواعي كجزء من المفاهيم العامة، بالتوازي مع تطوّر وعيه واكتمال أسس المعرفة وأدواتها لديه، كضرورات للبقاء كنوع أولاً، ومن ثم لاحقاً للتطور كحضارة.

وبعد المقدّمة، أضاء مرعي على القيم التي يحملها الجيش السوري مشيراً إلى أنّ خروج يوسف العظمة لمواجهة الفرنسي ينمّ عن منظومة قيمية بطولية ومناقبية، رغم أنّ المعركة كانت خاسرة 300 مقابل 3000، ولكن من خلال التصدي رسّخ قاعدة المواجهة والكرامة.

أضاف: العدو الصهيوني يهدّد وجودنا ومصيرنا، ومواجهة هذا العدو أولوية لأنه لن يكتفي باحتلال أرض فلسطين، بل احتلال كلّ سورية، ونستحضر هنا قول سعاده في خطاب 2 آذار 1947 حين أكد على البعد القومي للمسألة الفلسطينية معلناً انّ “إرادة القوميين الاجتماعيين هي إنقاذ فلسطين من المطامع اليهودية واشتراكاتها.. وانّ إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم كما هو أمر فلسطيني في الصميم. والخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها، وهو خطر على جميع هذه الكيانات”.

وتابع: الجيش السوري ومنذ تأسيسه يحمل عقيدة قومية، تقول بأنّ المسألة الفلسطينية هي القضية المركزية لسورية، ولأنه يحمل هذه العقيدة، هو في دائرة الإستهداف من قبل العدو والقوى الاستعمارية.

وأردف: الجيش السوري مستهدف في عقيدته وفي قيمه، لأنه ذهب إلى لبنان فأوقف الحرب الأهلية ومنع التقسيم، ولأنه واجه العدو الصهيوني دفاعاً عن لبنان، ومعركة السلطان يعقوب تشهد على بسالة الجيش السوري وشجاعته، بعد بسالته في حرب تشرين التحريرية.

وقال مرعي: في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي رفع الرئيس حافظ الأسد شعار التوازن الاستراتيجي موضحاً في أحد مؤتمراته الصحافية أنّ المقصود بالتوازن الاستراتيجي ليس دبابة بدبابة وصاروخ بصاروخ ومدفع بمدفع وحسب، بل معادلة بمعادلة ومنظومة بمنظومة..

إنّ ما يتميّز به الجيش السوري وقوفه إلى جانب حركات التحرر والمقاومة. وكلّ من يطلع على بنيته الاجتماعية الثقافية والعقائدية يدرك انتماءه القومي ودفاعه عن فلسطين. ولذلك فإنه بنظر العدو الصهيوني الصخرة التي تتحطم عليها كلّ خططه الهادفة إلى تحقيق حلمه الصهيوني التوراتي التلمودي الذي يقول: “من الفرات إلى النيل حدودك يا إسرائيل”.

 

القيم على الصعيد الداخلي

أو على صعيد الحرب

التي تتعرّض لها سورية

المنظومة القيمية التي يحملها الجيش السوري هي منظومة لم يعد يمتلكها أيّ جيش في المنطقة، ومن ركائز هذه المنظومة:

المجتمع السوري بالنسبة للجيش السوري هو مجتمع واحد. وبالتالي الجيش السوري واجه المؤامرة انطلاقاً من أنّ الخطر يهدّد كلّ المجتمع السوري. فلم يقاتل في منطقة دون أخرى، بل قاتل في دير الزور حتى درعا ومن كسب إلى الباب ومن إدلب إلى البوكمال ومن الحسكة إلى الرقة وعلى كلّ شبر من أرض سورية.

كذلك حارب الإرهاب لحماية كلّ المجتمع، ذلك لأنّ الإرهاب شكل تهديداً للمجتمع السوري وليس لفئة معينة أو منطقة دون الأخرى.. وأنا أقول هذا الكلام لأنّ الماكينات الإعلامية المعادية تعمل ليل نهار على إخراج الجيش السوري من إطاره الموسساتي، في حين أنّ الجيش شكل صمّام آمان للسوريين، وأنقذ الناس من إرهاب النصرة وما يسمّى “الجيش الحر”.

مؤسسة الجيش مؤسسة مستقلة وهي صاحبة القرار في رسم خططها وأهدافها العامة، وهذا ما ثبّته الرئيس الراحل حافظ الأسد، حيث جعل الجيش مؤسسة عصية على الاختراق، بخلاف جيوش أخرى، ما يعني أنّ الجيش السوري هو الوحيد في المنطقة مستقلّ في قراره وفي تسليحه وفي خططه، لذلك رأينا كيف كان التصويب على الجيش السوري تحت عناوين الانشقاق.

 

علاقة الجيش بالشعب…

جيش حماية ثوابت الشعب

الجيش لا يقاتل فقط من أجل القتال… وإنما لينتصر، وليكون انعكاس لوجدان الشعب، وليحمي قيم هذا الشعب وتطلعاته، وليحافظ على وحدة الوطن ومنعه من التقسيم… والمادة 11 من الدستور تقول الجيش والقوات المسلحة مؤسسة وطنية مسؤولة عن: تفصيل المهمة: الدفاع عن سلامة أرض الوطن وسيادته الإقليمية، وهذه المؤسسة هي في خدمة مصالح الشعب وحماية أهدافه وأمنه الوطني. لذلك هو جيش الشعب بما قدّمه من تضحيات للشعب… ولذا بادله الشعب بالثقة ووقف إلى جانب الجيش في خندق الدفاع عن الوطن فكان هذا التفاعل والتلاحم الوطني الذي تعيشه سورية. والرئيس بشار الأسد كقائد عام للجيش والقوات المسلحة هو الضامن لهذه الثوابت…

 

الجيش السوري والحزب السوري القومي الاجتماعي

وتحدث مرعي عن دور الحزب في مواجهة المشروع الصهيوني، وعن وتشكيل جبهة المقاومة الوطنية وتقديم قافلة من الشهداء والإشارة إلى قومية المعركة. مشيراً إلى “انطلاقة المقاومة بالنسبة لنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي كانت في 21 تموز عام 1982. عندما خاض غمارها حزبنا من خلال عملية إسقاط “سلامة الجليل” والتي نفذها البطلان فيصل الحلبي وسمير خفاجة بقرار من قيادة الحزب، وذلك رداً على الاجتياح الصهيوني للبنان.

وقال: هذا الوعي المبكّر والشعور العالي بالمسؤولية القومية أمام الخطر الداهم للحركة الصهيونية كانا من أهمّ الأسباب التي دفعت سعاده إلى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليكون رأس الحربة في الصراع مع اليهود وليس معركة (صراعنا مع اليهود ليس نزاعاً إنما صراع له ارتباطات تاريخية وايديولوجية) ضدّ الحركة الصهيونية التي رآها “تسير على خطة نظامية دقيقة، إذا لم تقم حركة نظامية معاكسة لها كان نصيبها النجاح”.

نحن قاتلنا إلى جانب هذا الجيش.. لأنّ سورية تحمل المشروع القومي ضدّ العدو الصهيوني، ولأنّ حزبنا أدرك منذ اليوم الأول لبدء الحرب على سورية حقيقة ما يُحاك لسورية، كان من الطبيعي أن نكون إلى جانب الجيش السوري في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني وفي التأسيس لتحرير فلسطين والجولان وكيليكيا والإسكندرون. إنّ الجيش السوري بما يحمل من عقيدة دافع عن وحدة سورية، ونحن مع وحدة سورية.

وختم: كان الهدف من هذه الحرب إجراء تحوّل في نظرة المجتمع إلى هذه المنظومة القيمية التي يحملها الجيش، ولم يستطيعوا، حيث بقي الجيش السوري جيش التضحية والفداء والوفاء لقيم الشعب السوري، والعامل الأول لتحقيق الأمن والاستقرار لسورية وأبنائها.

الملحم

وقد داخل في الندوة منفذ عام السويداء الأمين سمير الملحم وجاء في مداخلته:

انّ احتفال السوريين بعيد الجيش ليس لأنه مجرد طقس لمناسبة عادية، بل لأنّ جيشنا هو وجدان هذا الشعب الذي عرف كيف يكون معه من أجل ان يبقى الوطن منيعاً وعصياً على أن ينال منه عدو، فكان الجيش السوري وسيبقى كعهد السوريين فيه حماة للأرض والعرض ورمز للعزة والكرامة وقامات السنديان الذين سطروا عناوين النصر ورسموا بدمائهم طريق الحرية وطريق الاستقرار والأمان، فيحق لنا ان نحتفل ونفتخر بمن جعل من سورية الرقم الصعب ورسم ببندقيته نظاماً عالمياً جديداً ومزق خرائط الذلّ ورفع راية النصر فكان الإنجاز والإعجاز الذي يشهد له بذلك العالم كله.

مداخلات

كما داخل كلّ من عضو مجلس الشعب نضال الشريطي والشيخ عبد الحكيم النمر والعميد المتقاعد جواد الأطرش والد الشهيد القومي فيصل الاطرش والشيخ نجدو العلي رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في السويداء وعضو الحزب الشيوعي شاهر الشوفي، مما أغنى المحاضرة لا سيما أنّ المداخلات ركزت على الدور القومي والوطني للجيش .

8/8/2019                                                                                                 عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى