أصدر وكيل عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الاجتماعي شادي بركات بياناً بمناسبة 16 تشرين الثاني – عيد تأسيس الحزب جاء فيه:
كُلّما اشتدّ القتَامُ تتجلى العقيدةُ القومية الاجتماعية حُصناً منيعاً يُلاذُ بها من شؤم الظلمات إلى بهاء النور، ومن دياجير الجهل والشّك إلى سطوع المعرفة واليقين. ومن أوفى حارساً وأصدق عهداً عند الشدائد منها وهي التي اتخذت من السّادس عشر من تشرين الثاني من عام 1932 بدايةً لانطلاقتها المجيدة. راسمةً فيه انعكاساً أصيلاً لإرادة أمّة حيّةٍ عظيمة نفضت عنها غبار الضعف والخنوع، مُفسحةً للشمس شروقاً يُضيءُ بأنوار الحريّة والواجب والنظام والقوّة أرجاء الوطن السوريّ بأكمله ويبعث للعالم نهضةً انسانية جمعاء.
إنّ حادثاً عظيماً وتطوراً خطيراً كنشأة الحزب السّوري القومي الاجتماعي ابتدأ معركةً “بين حياةٍ جديدة وحياةٍ قديمة، معركةً بين سموٍّ وانحطاط، بين قوّةٍ جديدةٍ ناهضة وقوى قديمة متمكنة من الشؤون المادية في هذا الوطن” .. وما برحت المعركة قائمةً مستمرة، تزداد عنفاً وضراوة، وتشعّبت ساحات الصّراع واتسعت، وكثُرت رؤوس الأفاعي التي تتربّصُ بجسد الأمة لتطويقه. فتضاعفت مسؤولياتنا وواجباتنا وأعمالنا في سيرنا وجهادنا المنتظم في صفوف الحركة السورية القومية الاجتماعية مدركين أنّ عظمة الفكر تتناسبُ طرداً مع عظيم الفعل وتكاملهُ فيصبحُ الفعلُ عصيّاً على إنكار أثره أو تهميش وجوده.
لو اقتصر عمل أنطون سعاده على وضع فلسفته القوميّة الاجتماعية ونظرته الجديدة للحياة والكون والفن، وانكفأ فكرهُ بين دفّات الكتب، لما شهد كُلّ تلك التآمرات لاغتياله. لكنّ عظمة المشهد التاريخي لمارد الثامن من تموز من عام 1949 وفّيضُ الشهداء مِدادا تسعون عاماً هو نتاجُ فعل التأسيس المجيد لحزبٍ عظيم!
التأسيسُ نهضةٌ تعلو على آفات الخمول وصيحةٌ تقضُّ راحةَ السكون.. هو مُطلقُ العزم والإيمان بأنّ فينا قوّةً فاعلةً لا حدودَ لإمكاناتِها وقدراتِها واستطاعتِها
ولم يكتف سعاده بنفسه في العمل القومي بل أيقن أنّ نهضة الأمة تستلزمُ أَخْيَر أبنائها أنفعهم، أولئك الجنود العقائديين، ممن تَجشّموا عناء الملاحقات والاعتقالات ومشقّة السجون والأغلال، وحاربوا الغايات الخصوصية والخيانات والتجسّس وصبروا على الشتائم والاضطهادات، فجسّدوا العقيدة أسمى تجسيد، منهم من ردّ الوديعة شهيداً ومنهم مناراتٌ النهضة نحتذي بهم ونقتدي بمجيد أعمالهم.
لذلك كفل تأسيس الحزب وحدة الهدف، وحدة الاتجاه، وحدة العمل، وحدة العقيدة، وحدة القيادة، وحدة النظام، ووحدة الشعب. وأضحى رابطة وثيقة تصهر المنتمين إليه وتَجبل وحدتهم، وتزيدهم يقيناً بقدرتهم وإيماناً بقوتهم وثباتاً على نهجهم.
هو التأسيسُ نهضةٌ تعلو على آفات الخمول، وصيحةٌ تقضُّ راحة السكون، هو مُطلقُ العزم والإيمان بأن فينا قوّة فاعلة لا حدود لإمكاناتها وقدراتها واستطاعتها، لو أرادت تغيير وجه التاريخ فلن يقعدها عجزٌ أو استسلامٌ للأمر المفعول، فلا عائق يقفُ أمام قوّةٍ أساسها الحقُّ والثقة واليقين.
ساء فال من ظنّ أنه بجذع الشعب عن خبزه يسقطه في غياهب التطبيع والتسليم ووليدُ تشرين تمتدّ ظلاله من كيليكيا الى سيناء
أيّها السوريون القوميون الاجتماعيون:
اذكروا في عيدنا القوميّ هذا، في يوم الواجب وذكرى التأسيس الخالدة، أنّ ديمومة العمل ووحدته هو الضامن لاستمرار حزبكم وانتصاره. وأن ساحة الجهاد تستدعي كُل واحدٍ منكم. فلا تفسحوا المجال للمرتدّين والمتخاذلين والمتقاعسين من إضعاف ثقتكم بأنفسكم وإيمانكم بحزبكم. لأننا “نثق أن جميع المتردّدين والمنحازين عنا سوف يكونون معنا والذين ضلّوا سيعودون إلينا، لأنّ قضيتنا هي قضيّة أمةٍ واحدة، هي قضيّة الجميع، والجميع سيدركون شيئاً فشيئاً أنهم يجب أن يكونوا للقضيّة إذا كانوا يريدون أن تكون القضيّة لهم.”
– عظمة المشهد التاريخي لمارد الثامن من تموز من عام 1949 وفّيضُ الشهداء مِداداً تسعون عاماً هو نتاجُ فعل التأسيس المجيد لحزبٍ عظيم!
– ديمومةُ العملِ ووحدتِه هو الضامن لاستمرار حزبكم وانتصاره. وأنّ ساحة الجهاد تستدعي كُلّ واحدٍ منكم. فلا تفسحوا المجال للمرتدّين والمتخاذلين والمتقاعسين من إضعاف ثقتكم بأنفسكم وإيمانكم بحزبكم
إنّ أمتنا في أمسّ الحاجة لكم اليوم، والأعداء يتربصون بنا من كلّ حدبٍ وصوب، في الشام والعراق وفلسطين ولبنان وعلى امتداد وطننا السوري، والشّعب متخبطٌ في فكره، منكفئُ على ذاته، يتجه تارةً نحو الغرب متماهياً بأغلاله واهياً فيه طوقاً للنجاة، او تراه منعزلاً في آتون الثقافات الحضارية البائدة والانقسامات الملّية تارة أخرى. التقسيم النفسي والصّراع الثقافيُّ يشتدُّ استعاراً، فطوبى في هذا الزمن لمن تمسّك بهويّة أمتّه الواحدة الموحدة الجامعة وتجلّى بروحيتها. ولا يقلّ الضغط الاقتصاديُّ خطراً، فالشعبُ يستجدي رغيف الخبز ويكافح من أجل البقاء، منصرفاً بفكره عن قضاياه القومية الخطيرة التي تستوجب وعيها وإدراك حقيقتها والعمل من أجلها، ولكن ساء فال من ظنّ انه بجذع الشعب عن خبزه يسقطه في غياهب التطبيع والتسليم ووليدُ تشرين تمتد ظلاله من كيليكيا الى سيناء.
– صونوا عقيدتكم ومؤسستكم التي هي منكم ولكم. واعملوا فما نصرُ الأمّة إلا بسواعدكم المهيبة
أيها السوريون القوميون الاجتماعيون:
أدرك زعيمكم أنكم أمل هذه الأمة الوحيد وآمن بكم منقذين وهاديين لها، فأنتم برُّ الأمان للشعب أمام عوامل الرجعة والفوضى والتخبّط، وحافظي الأمة من التضعضع والانهيار. إن مبادئ حزبكم وغايته تكفلُ حياةً أجود في عالم أجمل وقيم أعلى. وتضمنُ سيادة الأمّة واستقلالها ورقيّها، فأنتم حركة تعبّر عن غاية عظمى للشعب بأسره وقضيتكم قضية الشعب بكامله.
فسيروا ضمن صفوف حزبكم واثقين أن النهر لا ينضبُ ومجراهُ لن يتقهقر بل يسيرُ إلى الأمام باندفاعٍ وثبات. صونوا عقيدتكم ومؤسستكم التي هي منكم ولكم. واعملوا فما نصرُ الأمّة إلا بسواعدكم المهيبة!
15/11/2022 عمدة الإعلام