أقامت منفذية حلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة تحت عنوان “نهج المقاومة يهزم وعد بلفور” تحدث فيها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، وذلك في مدرج الاستشهادية سناء محيدلي في دار الكتب الوطنية في مدينة حلب.
حضر الندوة وفد من حزب البعث العربي الإشتراكي ضم عضو اللجنة المركزية الدكتور زاهر اليوسفي، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في حلب عماد الدين غضبان، مدير مكتب المتابعة لفرع إدلب طلال القاضي، وأمين سر الجبهة الوطنية التقدمية في حلب حسين الجاسم. وفد من حزب الاتحاد العربي الديموقراطي في سورية برئاسة عضو المكتب السياسي المحامي أحمد رمضان هدله. وفد من الحزب الشيوعي السوري ضم عضو المكتب السياسي جمانا رضوان بكداش وعضو اللجنة المنطقية في حلب أحمد دباس. أمين فرع الحزب الوحدوي الديموقراطي في حلب محمد سعيد نفوس. أمين فرع حزب الوحدويين الاشتراكيين في حلب محمد حسني درويش.
كما حضر: أمين عام حزب التغيير والنهضة مصطفى قلعه جي. وفد من حزب التحالف الوطني الديموقراطي السوري برئاسة الأمين العام أحمد أعرج، وفد من الحزب القومي العربي برئاسة نائب الأمين العام سهيل الأخرس، أمين فرع حزب الشعب بحلب صباح يونس، وأمين فرع حزب التطوير والتحديث في حلب محمد شفيق جلخي.
وحضر أيضاً: وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح الانتفاضة برئاسة أمين سر الحركة في حلب سمير نجي، وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة مسؤول الحركة في حلب هاني برو، وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤول الجبهة في حلب نزار القاضي، وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤول الجبهة في حلب محمد الهواري، أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ فتح في حلب ماجد الحسين، ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في حلب أيهم قنواتي، ممثلة منظمة الصاعقة في حلب أحلام موسى ونائب قائد لواء القدس عدنان السيد.
كما حضر رئيس مجلس إدارة جمعية بيت القصيد الثقافية أمجد بري، أمين فرع حلب للأمانة العامة للثوابت الوطنية المحامي أحمد شيخ سعيد، وفد من المبادرة العالمية لإطلاق سراح المناضل عبد الله أوجلان برئاسة الناطقة الإعلامية للمبادرة آمنة خضرو، وفد من جمعية المعري – تيكيان الثقافية ضم رئيس الجمعية قره بيت شوشانيان ونائبه ليون ناظاريان، رئيس الجمعية الثقافية الأرمنية ليون قهوجيان، وفد من “العتبة الحسينية الهاشمية في النيرب” برئاسة بكري أبو راس، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور فاروق سليم ومدير الثقافة في حلب جابر الساجور.
وحضر ايضاً عدد من مسؤولين الحزب السوري القومي الاجتماعي: عضو المكتب السياسي ـ منفذ عام حلب طلال حوري، وكيل عميد التربية والشباب في الشام براء جلقان، وكيل عميد التنمية الإدارية في الشام عاطف حوري، ناموس منفذية طرطوس بشر حوري، أعضاء هيئة منفذية حلب، وفد من منفذية إدلب ضم أعضاء هيئة المنفذية إلنا عريج وفراس الشيخ علي والدكتورة ريم النص، آمر القوة المركزية لنسور الزوبعة في حلب محمود باكير، ممثل الحزب بفرع الجبهة الوطنية التقدمية بحلب معاوية هنانو، عضو مجلس محافظة حلب عبد الإله جوما، عضو مجلس محافظة إدلب محمد يامن جلقان، عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة إعزاز فداء أحمد عاصي، وعضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة حارم سعاده قشقش، وجمع كبير من القوميين والمواطنين.
استهلت الفعالية بالنشيد الوطني السوري ونشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي، تلاهما الوقوف دقيقة صمت احتراما وإجلالا لأرواح شهداء الحزب والأمة.
بداية، كلمة ترحيبية القاها وكيل عميد التنمية الإدارية في الشام عاطف حوري فقال:
ما بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحلب الشهباء قصة عشق ابتدأت من تاريخ تأسيس الحزب ولا تزال مستمرة، وستبقى .
ليس فقط لأن حلب جزء من بلادنا، أو لأنها عصب الاقتصاد، بل لأنها واحدة من رموز العز في تاريخ أمتنا السورية .تحمل هم الأمة رغم ما لحق بها، وتضطلع بمسؤولياتها على الرغم من عظمتها، وتقوم بواجبها القومي وإن أغضب ذلك أعداء البلاد .
لذلك، اختارت منفذية حلب في الحزب السوري القومي الاجتماعي هذا اليوم بالتحديد لتؤكد أن هذه المدينة السورية الشمالية، معنية بكل مسؤولية بسورية الجنوبية – فلسطين، قبلة الأمة وبوصلة الأحرار .
ثم كلمة لمنفذ عام حلب قدّم فيها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي.
مهدي
سماح مهدي: الردّ على الوعد المشؤوم بالصاروخ والبندقية، بالطعن والدهس، وكلها اساليب متعددة لمقاومة واحدة ظافرة
سعاده استنفر القوميين الاجتماعيين لتأدية واجبهم القومي بمواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين
في 23 شباط 1920 خرجت مظاهرة كبرى في فلسطين جددت التمسك بالثوابت، ورفعت خلالها يافطات كتب عليها “فلسطين جنوب سورية”.
بعد 15 أيار بأسبوع واحد، تشكلت في الحزب القومي فرقة “الزوبعة الحمراء” بقيادة المرحوم الأمين مصطفى سليمان النبالي، وهو من أهالي سورية الجنوبية – فلسطين. حيث قامت بواجبها القومي، وقدمت العديد من الشهداء
استهلّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي كلمته مرحباً بالحضور، وقال:
في اللغة العربية – حتى اليوم – ثلاثة عشر مليون كلمة لا أعتقد أنه سيقدر لإنسان أن يحصيها كلها. ولكن لو قدر لي أن أحصيها لما كانت كافية لأعبر لكم عن سعادتي لوجود اليوم بين أهلي وناسي في حلب.
حلب الشهباء المدينة التي فاق عمرها إثني عشر ألف سنة، فهي المدينة المأهولة الأولى في التاريخ وهذا ثابت من كل الاكتشافات الحاصلة. حلب القلعة والجامع الكبير وكنيسة الأربعين شهيداً وباب النصر وباب الفرج وباب أنطاكية وباب قنسرين وسوق العطارين وخان الحرير وخان الصابون.
عندما تدخل حلب تشعر بدفء وعبق مختلف. فإذا ما سألت عن المناضلين كان أمامك سعد الله الجابري وإبراهيم هنانو. وإذا ما قصدت الأدب والشعر كان البحتري وأبو فراس الحمداني. وإذا ما رغبت في سماع صوت عذب كان صباح فخري وميادة الحناوي. حتى لو دخلنا في التفاصيل أكثر، وذهبنا باتجاه الرياضة كان بيان جمعة وحسين جويد. إلا أن الأجمل في حلب أنها خرجت الاستشهادي خالد أزرق والاستشهادي محمد قناعة .
دُر في شوارعها ستجد العز موزعاً في كل جنباتها. ففي مدن أخرى تجدها للأسف الشديد تحمل أسماء المستعمرين. أما في حلب فالموضوع مختلف. ستجد ساحة المناضل سعد الله الجابري ومدرسة الاستشهادي خالد أزرق ومركز اتصالات السورية باسم الاستشهادية سناء محيدلي كما هي هذه القاعة. فجزيل الشكر والامتنان للقائد الخالد حافظ الأسد ولمن حمل الراية من بعده الرئيس بشار الأسد.
اختارت منفذية حلب هذا اليوم بالتحديد، يوم الثاني من تشرين الثاني الذكرى الخامسة بعد المئة للوعد المشؤوم لوزير خارجية بريطانيا آرثر بلفور الذي وجّهه إلى الحركة الصهيونية متعهداً بإقامة وطن قومي لليهود على أرضنا في سورية الجنوبية – فلسطين.
سأتوقف قليلا عند محطات تاريخية لنرى أن هذا الوعد لم يأت من فراغ. ففي التاريخ الحديث نسبياً نجد في 01/08/1882 تأسيس أول مغتصبة يهودية على أرض فلسطين أقامتها منظمة اسمها “أحباء صهيون”. وفي العام 1897 انعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية، وكان على جدول أعماله هدف إقامة وطن قومي لليهود. تلك الجماعة كانت تفتش عن أرض تجمعهم. فطرح اسم الأرجنتين وأوغندا. لكنهم كانوا يحتاجون إلى عامل محفز لليهود حتى يأتوا إلى الأرض الجامعة. فوقع الاختيار على فلسطين بسبب وعدهم الموهوم التلمودي التوراتي. وكانت الخطة النظامية التي وضعها اليهود في المؤتمر بأن أعطوا الحركة الصهيونية مهلة 50 عاماً من أجل أن تكون هناك دولة اسمها “إسرائيل”. وللحركة مهلة مماثلة لكي تتصالح تلك “الدولة” مع محيطها. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن تلك الجماعة – منذ بداية الطريق – ذاهبة باتجاه إقامة كيان اغتصابي سرطاني احتلالي.
بدأ اليهود تطبيق خطتهم، وبدأت الحرب العالمية الأولى في العام 1914، حيث كانت بريطانيا من الدول التي دخلت الحرب. والكل يعلم بأن للحرب تكلفة سواء على مستوى القتلى والجرحى أو على مستوى الاقتصاد، فما بالك بحرب عالمية على مساحات واسعة. أرهقت الدولة البريطانية نتيجة المصاريف الكبرى للحرب، الأمر الذي أجبرها على أن تستدين من أصحاب رؤوس الأموال الذين كانوا من اليهود. بدأ تسديد الفاتورة عندما حصلت اتفاقية سايكس – بيكو في العام 1916 حيث قسم القطبان الاستعماريان في ذلك الوقت – بريطانيا وفرنسا – بلادنا. وبعد ستة أشهر من تلك الاتفاقية كانت الدفعة الثانية من تسديد الفواتير بأن أصدر وزير خارجية بريطانيا في ذلك الوقت آرثر بلفور الوعد التاريخي المشؤوم بإعطاء وطن قومي لليهود على أرضنا في فلسطين.
طبعا هذا الموضوع كانت له تبعات، فبعد انتهاء الحرب العالمية، قدّمت الحركة الصهيونية في العام 1919 مجموعة من المطالب ليس فقط بإعطاء وطن قومي لليهود في فلسطين، بل توسّعت إلى سورية الطبيعية والعالم العربي. وهذا قابله المؤتمر الفلسطيني الكبير بعد أقل من شهر معلناً رفض الانتداب البريطاني، والتمسك بالهوية الوطنية والقومية.
كما كانت هناك محطة تاريخية حصلت في 23 شباط 1920 حين خرجت مظاهرة كبرى في فلسطين مجددة التمسك بالثوابت، ورفعت خلالها يافطات كتب عليها “فلسطين جنوب سورية”.
في عام 1922 فرضت عصبة الأمم الإنتداب البريطاني على أرضنا في فلسطين، وبدأ الشعب بعمليات المقاومة وصولاً إلى إطلاق الثورة الكبرى في العام 1936. في هذا الوقت، كان الحزب السوري القومي الاجتماعي يبلغ من العمر أربع سنوات، فهو تأسس في العام 1932.
وعلى الرغم من أن تأسيس الحزب كان في ظل ظروف غير سهلة لا سيما أنه حصل بوجود الاحتلال الفرنسي، إلا أن ذلك لم يمنع زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده من اتخاذ القرار بمواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين. لذلك استنفر القوميين الاجتماعيين لتأدية واجبهم القومي. فكان لنا الفخر بأن ارتقى أول شهداء الحزب الرفيق حسين البنا، وهو من قضاء عاليه في جبل لبنان، ارتقى شهيداً من جبل النار – مدينة نابلس في العام 1936. وطبعا لحقه عدد كبير من الشهداء القوميين أذكر منهم على سبيل المثال ابن الشام الرفيق سعيد العاص.
استمرت أعمال المقاومة، وذهب اليهود باتجاه استصدار قرار التقسيم رقم 181 في العام 1947. وهنا نستطيع أن نقارن بين العامين 1897 و1947 لنلاحظ بأنها 50 سنة بالضبط، وهي المهلة الأولى التي أعطيت للحركة الصهيونية خلال مؤتمرها الأول.
هذا الأمر لم يمرّ مرور الكرام واستمرّت عمليات المقاومة بالرغم من حدوث النكبة في عام 1948. فمباشرة بعد 15 أيار بأسبوع واحد، تشكلت في الحزب السوري القومي الاجتماعي فرقة “الزوبعة الحمراء” بقيادة المرحوم الأمين مصطفى سليمان النبالي، وهو من أهالي سورية الجنوبية – فلسطين. حيث قامت الفرقة بواجبها القومي قدر المستطاع، وقدمت العديد من الشهداء.
كان هذا مجرد سرد تاريخيّ لمحطات أساسية سبقت الوعد المشؤوم ورافقته وتلته. ولكن الهدف من هذه الندوة هو التمسك بالمقاومة.
هناك بعض الأشخاص يعتقدون بأن المقاومة هي المقاومة المسلحة فقط، ونحن نقول بأن اليهود لا يخافون من الجعجعة، بل يخافون من الموت، لذا تشكل المقاومة المسلحة بكافة أشكالها من الصاروخ إلى البندقية مروراً بالطعن والدهس، وصولا إلى كل أشكال المقاومة المنتشرة في أرضنا المحتلة، تشكل عصب العمل المقاوم.
ولكن نحن اتخذنا من مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي الشهيد أنطون سعاده قدوة، فهو الذي قال ليس الموقف حكراً على الجنود في الميدان العسكري، ففي النهضة جنود في السياسة والاقتصاد والثقافة والإذاعة والإعلام.
وبداية نهج المقاومة تكون في التربية العائلية. واسمحوا لي بأن أذكر لكم واقعة حصلت معي في العام 1986حينما كنتُ في زيارة إلى منزل جدّي في عمان، إذ تلقينا نبأ ارتقاء اثنين من أقاربنا الشهيدين الشقيقين إياد وجمال اللذين استشهدا سوية.
عل إثر ذلك طلب مني جدي إحضار ورقة وقلم لصياغة النعي، لكني فوجئت به يملي عليّ النص التالي: “بكل فخر واعتزاز تدعوكم عائلة جمعة إلى مشاركتها أفراحها في عرس الشهيدين إياد وجمال. وتتقبل العائلة التهاني والتبريكات باستشهادهما…..”. وأنا هنا تركت القلم، ظننت أن جدي لم يستحمل هول الخبر، فتداخلت لديه الكلمات. وقلت له: جدي إنه عزاء وليس فرحاً. فابتسم تلك الابتسامة التي اعتدت أن يعقبها درس عميق وقال لي: “يا إبني، نحن نزف شهداءنا ولا نشيّعهم، ونحن نتقبّل التبريكات والتهاني بالشهداء ولا نتقبل التعازي”.
كان ذلك من أهم الدروس التي تلقيتها في حياتي في موضوع المقاومة. وبدأت المسألة تكبر وتكبر من مخيمات الحزب أشبالاً ورواداً ونسوراً، وأصبحنا نرى في أي مكان أو موقع فرصة لعمل مقاوم، فكل واحد منا هو مقاوم كيفما سمحت له الظروف.
وقال: ها هي بعض الدول – وللأسف منها عربية – تطبّع أنظمتها مع كيان الاحتلال دون أن يروا في ذلك حرجاً، فيذهب ملحن من تلك الدولة العربية ليلحن أغنية لمطرب من كيان الاحتلال، الأمر الذي يستوجب مقاطعة شاملة لذاك المطبّع.
ولنا في الرياضيين من أبناء أمتنا أو العالم العربي الذين يوقعهم حظهم بالقرعة في مواجهة لاعب من كيان العدو، فيفضلون الانسحاب وخسارة الميدالية والمركز الذي كانوا يطمحون إليه، وذلك كي لا يعطوا الشرعية لهذا المحتل. هذه المواقف كان لها أثرها في أبناء الاحتلال، وأوقعتهم في حرج شديد أمام الدول الأخرى والرأي العام العالمي. فالناس باتت تتساءل عن تلك الجريمة التي ارتكبها الاحتلال ولا يزال.
إن أي انتصار نحققه، إن لم يظهر إلى العالم، فكأنما لم نحدثه. فسعاده خلال شرحه لمبادئ الحزب قال عن الحقيقة إنها وجود ومعرفة. ومن هنا رأينا ما حدث منذ فترة مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي استطاعت من خلال عملها أن توجع هذا المحتل، وتضعه في موقف حرج سواء أمام الدول الكبرى ومنها أميركا، أو الدول الأخرى. ولاحظنا الناس التي خرجت في حفل زفاف الشهيدة شيرين كيف كانت كالموج داخل القدس، وبهذا أرسلنا رسالة أخرى إلى الاحتلال بأنه مهما فعلتم فالمقاومة ستستمر بأشكالها كافة.
قد يتساءل أحدهم: هل أتيت للقول بأن أبسط المسائل قد يكون لها تأثير في العمل المقاوم؟
نعم، هي كذلك، واسمح لنفسي أن أتكلم عن رفقائي القوميين الاجتماعيين الذين يتميزون بتسمية بناتهم بأسماء المدن الفلسطينية، كحيفا ويافا وبيسان وجنين. وهناك من يسأل: لماذا تقوم بتعقيد الابنة حين تسمّيها بهذا الاسم؟ فنجيب لأن مهمتها هي عندما تكبر أن تقول لهم معنى الاسم، وحتى إن أخطأ أحدهم فناداها “جَنين” بفتح الجيم، صحّحت له وقالت “إسمي جِنين” بكسر الجيم تطابقاً مع اسم المدينة الفلسطينية التي أنجبت الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين مصطفى أرشيد، ففلسطين لها بصمتها في الحزب ابتداء من الشهداء وصولاً إلى مقام الرئاسة.
وتتوالى الأسئلة، إذا سميتم البنات بأسماء المدن الفلسطينية، فماذا نفعل بالشباب؟ الجواب حاضر، فمن أخبركم أننا معنيون بفلسطين فقط؟ فالجولان أيضاً هو أرض سورية. ولذلك عمد عدد من القوميين الاجتماعيين إلى إطلاق اسم “جولان” على ابنهم البكر مفاخراً بين الناس عندما ينادونه “يا أبا جولان”. فتحية معطرة بالمسك والعنبر إلى أهلنا الصامدين في الجولان السوري، الرافضين لهوية الاحتلال، والمتمسكين بهويتهم القومية وانتمائهم للدولة السورية. وهذا شكل من أشكال المقاومة الذي بدأ الاحتلال يقرأه بأسلوب مختلف عندما يرى شعبنا في الشام ولبنان والأردن وفلسطين والعراق يزفّ الشهيد بعرس بكل ما تحويه الكلمة من معنى، وعندما تأتي الناس لا تقوم بالتعزية، وإنما تقدم التبريكات. واللافت ما يحصل داخل الأرض المحتلة عندما تشكل أمهات وبنات وشقيقات وأرامل الشهداء الوفود ليباركن لكل ماجدة استشهد ابنها أو زوجها أو أخوها، فتدخل رئيسة الوفد تُعرّف عن نفسها وتقدّم التهاني ثم تدخلن رفيقاتها معرفات عن أنفسهن. في المقابل ترى الشباب يأتون بعراضة كبيرة مردّدين “يا أم الشهيد نيالك، يا ريت إمي بدالك”.
بالله عليكم، شعب يتعاطى بهذا الأسلوب وبهذه النفسية وبهذه الأخلاقية، هل يمكن أن يُهزَم؟
بالتأكيد لا. فالنصر بات قاب قوسين أو أدنى. فها هو كيان عصابات الاحتلال يتخبط على ضوء انتخابات خامسة خلال ثلاث سنوات ونصف، وهذا إن دل على شيء فهو أن هذا الكيان مفكك ومؤمن بقرب زواله. وهذا ما يجب أن يعلمه حلفاء العدو والمطبعين معه.
،
وقال: سأختم بتعبير قد لا يعرفه إلا الكبار في العمر (لو لم يبق من فلسطين تحت الاحتلال إلا “راس عكوب”) لن تتوقف المقاومة حتى تحرير آخر شبر من أرضنا الفلسطينية من أم الرشراش جنوباً حتى رأس الناقورة شمالاً.
بعد انتهاء المحاضرة كانت مجموعة من المداخلات لكل من: مسؤول الجبهة الشعبية نزار القاضي، أمين سر حركة فتح الانتفاضة سمير نجيب، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب الدكتور فاروق سليم، نائب قائد لواء القدس عدنان السيد، عضو اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي أحمد دباس، ممثلة الصاعقة أحلام موسى، عضو اللجنة المركزية لحزب البعث الدكتور زاهر اليوسفي، وأسئلة من الحضور وقد أجاب مهدي عليها.
بعدها قدّم مهدي درع التحالف القومي بين الحزب السوري القومي الإجتماعي وحزب البعث العربي الإشتراكي إلى أمين فرع حلب تسلمه عنه رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام في حلب عماد الدين غضبان الذي تسلم أيضاً من منفذ عام حلب طلال حوري درع الأمل بالعمل تقديراً لدوره النهضوي الفاعل .
ثم قدم ممثل الحزب السوري القومي الإجتماعي بفرع الجبهة الوطنية التقدمية بحلب الرفيق معاوية هنانو درع الأديبة مريانا مراش إلى عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب بسورية الدكتور الأديب والباحث فاروق سليم.
بعدها قدّم عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور زاهر اليوسفي درع الأديبة مريانا مراش إلى مدير الثقافة بحلب جابر الساجور لدوره الثقافي الفاعل في المحافظة.
6/11/2022 عمدة الإعلام