
ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين سماح مهدي:
حتى إذا بلغت البطولة أربعين سنة.. قالت “أنا سناء”
نصت الفقرة الثانية من المادة التاسعة من دستور الحزب السوري القومي الإجتماعي على أنّ المقبل على الانتماء إلى الحزب يجب ألا يكون قد تجاوز الأربعين من عمره، ما لم يستحصل على إذن خاص من رئيس الحزب.
وكأنّ سنّ الأربعين له خصوصيته التي تميّزه عن باقي سنوات عُمر الإنسان كون ذلك السنّ يشكل الحدّ الفاصل بين تكوّن قناعات الشخص واحتمالية تغييرها لسبب من الأسباب.
ومن باب القياس، إذا ما افترضنا أنّ للبطولة سنّاً، فهل يا ترى سيكون لسن الأربعين خصوصيته أيضاً؟
ولدت الاستشهادية الرفيقة سناء يوسف محيدلي في قرية عنقون جنوبي لبنان في 14 آب من العام 1968. وانتمت إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي، لتلتحق خلال فترة قصيرة بجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية حيث تلقّت تدريباتها. فكان أن اتخذت قرارها بأن تكون في طليعة المنخرطين في نهج العمليات الإستشهادية النوعية.
نفذت الرفيقة سناء عمليتها البطولية النوعية صباح التاسع من نيسان عام 1985، مقتحِمة بسيارتها المفخّخة بمئتي كيلوغرام من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار رتلاً لجيش عصابات الاحتلال عند معبر باتر ـ جزين. مما أوقع أكثر من خمسين ضابطاً وجندياً محتلاً بين قتيل وجريح.
شكّلت عملية الشهيدة سناء نقلة نوعية في العمل المقاوم، لا سيما لدى ماجدات أمتنا اللواتي اقتدين بها من رفيقاتها في الحزب السوري القومي الاجتماعي الاستشهاديات ابتسام حرب ومريم خير الدين ونورما إبي حسان وزهر أبو عساف وفدوى غانم، وامتداداً إلى رفيقات السلاح في أحزاب المقاومة من أمثال الإستشهادية وفاء نور الدين من الحزب الشيوعي اللبناني والإستشهادية حميدة الطاهر من حزب البعث العربي الإشتراكي.
وتمدّدت البطولة المؤمنة لتصل إلى جنوبنا السوري ـ فلسطين لتنبت سناء محيدلي الثانية مع الاستشهادية وفاء إدريس التي عبّدت الطريق أمام الاستشهاديات آيات الأخرس من كتائب شهداء الأقصى وهنادي جرادات من سرايا القدس وريم الرياشي من كتائب الشهيد عز الدين القسام.
تحوّلت الشهيدة سناء إلى أيقونة بكلّ ما تحويه الكلمة من معنى. فسُمّيت باسمها شوارع في عاصمة النور ـ ضهور الشوير والعاصمة الأردنية ـ عمّان والعاصمة الليبية ـ طرابلس. كما ارتفع اسمها على أحياء في الشام ومدارس فيها، وعلى مخيم في قطاع غزة وحديقة في عاصمة الإباء ـ صنعاء.
ظلت عصابات الاحتلال تحتجز الرفات الطاهر للشهيدة سناء حتى انتُزعت حريته خلال عملية تبادل. فكان للبطلة ما أرادت بأن زفها الحزب السوري القومي الاجتماعي عروساً للجنوب كما أوْصت أن تُمسى، في عرس عَزّ نظيره أقيم في بلدتها عنقون في 25 تموز 2008 تقدّمه رئيس الحزب الأمين أسعد حردان.
اليوم، وفي ذكرى ارتقاء “عروس الجنوب” شهيدة، تحتاج أمتنا أكثر من أيّ وقت مضى إلى فعل الفداء في مواجهة الاحتلال والإرهاب،
اليوم، بلغت البطولة أربعين سنة، فقالت “أنا سناء”.