في الذكرى الـ 25 لمجزرة سحمر التي ارتكبها العدو الصهيونيّ في نيسان 1996، نظمت منفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي مسيرة رمزية لفصائل رمزية من “نسور الزوبعة” جابت شوارع بلدة سحمر وصولاً إلى أضرحة شهداء المجزرة، حيث تم وضع أكاليل زهر على اضرحة الشهداء وأدت الفصائل المشاركة التحية الحزبية.
شارك في المسيرة عضو المكتب السياسيّ في “حركة أمل” الشيخ حسن فرحات، ومسؤول الحركة في البقاع الغربي هادي الحرشي ومسؤول شعبة سحمر أحمد كريّم، عضو قيادة “حزب الله” في البقاع الغربي محمد أبوطالب ومسؤول شعبة سحمر محمد شعشوع، وفد من التيار الوطني الحر ضمّ طوني حداد وحسين اسماعيل، ممثل حزب الاتحاد عماد رقيّة، أمين سر لقاء الأحزاب في البقاع مفيد سرحال، وفاعليّات تربويّة واجتماعيّة وبلدية واختياريّة.
وشارك في المسيرة، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، وأعضاء المجلس الأعلى أحمد سيف الدين، سماح مهدي وعبدالله وهاب، منفذ عام البقاع الغربي الدكتور نضال منعم، وأعضاء هيئة المنفذيّة أنطون سلوان، حسن شموري، عمر الجراح، هشام توما وريكاردو غسطين. ومديرو مديريات المرج نور غازي، عمّيق جورج توما، مشغرة وسام غزالي، سحمر غسان الحرشي، لبّايا فهد فضة. ومفوّضو مفوّضيات جب جنين حسن وهاب، القرعون محمد زغلوط، وعين زبدة مارون غنام، ووفود من منفذية حاصبيّا ومديريتي كفرمشكي ومجدل بلهيص.
منعم: عهدنا للشهداء بأنّ نبقى في كل ساح.. مقاومة وجهاد ضد الاحتلال والارهاب
أبوطالب: تحيّة للمقاومين القوميين الواقفين وقفة عز في زمن الانبطاح والانهزام والخيانة
الشيخ فرحات: دماء الشهداء أثمرت للبنان تاريخاً مجيداً فاضلاً عزيزاً قوياً
الاعلامية غوى أسعد: نحن أمّةٌ حوّلت جراحها إلى قوّة وآلامها إلى دوافع لاستمرار المقاومة
الاعلامية غوى أسعد
بعد نشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقت غوى أسعد كلمة تعريف فقالت: أننا أمّةٌ اعتادت على تحويل جراحها إلى قوّة، وآلامها إلى دوافع لاستمرار المقاومة، وذكرى شهدائها إلى مناسبات عزٍّ وافتخار.
في الثاني عشر من نيسان ارتُكبت مجزرة سحمر، فكانت أولى مجازر حرب “عناقيد الغضب” كما سمّتها حكومة الاحتلال، وارتقى جرّاءها كلّ من الشهداء حسين منعم، عبسة شعشوع، واجب منعم، ابتسام وريما ورنا ولارا اليوسف وغفران كريّم، ثمّ تبعتها في اليوم التالي مجزرة المنصوري، ومن ثمّ المجزرة الأفظع في قانا – الجليل في جنوب لبنان.
لم تكن هذه المجزرة الأولى في بلدة سحمر، بل كانت الثالثة بعد مجزرتين، وسحمر كما كثيرٍ من قرى أمتنا، كتبت بدماء شهدائها تاريخاً طويلاً من النضال. وإذا استمرّينا بذكر الحروب والمجازر لبقينا أيّاماً شامخي الرّؤوس نعتز بشهدائنا اسماً اسماً وعدداً أيضاً،… فكلّما ارتقى لنا شهيد، أو نزف جريح، إزددنا فخراً وإصراراً على المقاومة حتّى الرّمق الأخير.
لا يمكن أن يمرّ نيسان من دون ذكر أعظم البطولات، لا يمكن أن يأتي نيسان من دون عَبقِ زهرته، “عروس الجنوب”، التي نفّذت عمليّتها الفدائية الاستشهادية في التاسع من نيسان عام 1985 مردّدةً في وصيتها “أنا من جنوب الشّهداء”، طالبةً أن لا يحزنوا عليها بل أن يزفّوها عروساً.
واليوم، من هنا، من جانب تراب شهداء مجزرة سحمر إلى تراب سناء، إلى تراب أنطون سعاده، إلى تراب كلّ شهيدٍ كانت روحه فداءً لهذه الأمّة. نحن هنا على دربكم ومسيرتكم نمضي، فكما قال سعاده: “إنّ فيكم قوّةً، لو فعلت لغيّرت وجه التّاريخ”، فكانت شهادته أوّل قوّةٍ فعلت وغيّرت، ومن بعده مئات الشهادات فعلت، وهنا اليوم، آلاف النّفوس التي فعلت وستفعل لنغّير وجه التّاريخ.
الشيخ فرحات
ثم ألقى عضو المكتب السياسيّ في حركة أمل الشيخ حسن فرحات كلمة فقال: “إن هؤلاء الشهداء قدّموا أفضل وأعزّ ما لديهم وهي الروح والدم، الذي يُوقد ويُوقّد من خلاله هذا النور. وهذا الدم أعطانا العزّة والكرامة والشرف والتضحية التي تنبعث في قلوبنا جميعاً. فالدماء التي سالت ذات نيسان من العام 1996، وهذه المجزرة النكراء التي نحيي ذكراها التي حلّت بهذه البلدة ما هي إلا جريمة قتلٍ لا توصف ارتكبها العدو الصهيونيّ المغتصب الذي لا يعرف الا القتل والمجازر”.
أضاف: “هذه الدماء من الشهيدة سناء محيدلي عروس الجنوب، الى بلال فحص وأحمد قصير والقائمة تطول، فهذه الدماء حرّرت لبنان وأعزته وحفظته، وإن كل المشاريع الأخرى من ثورات واهية ومن عبارات زائفة لن تؤثر عليه شيئاً”.
وقال: “دماء الشهداء حفظت لبنان بتاريخه وحاضره ومستقبله، وهي دماء زكية لا توصف ولا توصم بالإرهاب،… إن هذه الدماء الشريفة لا تساويها دماء أخرى على وجه الأرض إلا من كان بشرفها وبمستواها وبعزّتها”.
وختم الشيخ فرحات، “في هذه الأيام من شهر نيسان حيث تتفتح الزهور والأوراق ويثمر الشجر، فإن هذه الدماء ستثمر للبنان تاريخاً مجيداً فاضلاً عزيزاً قوياً رغم كل ما يُراد له من انحدارٍ ومن اقتصادٍ ميّت ومن كل ما يُقام من أجل ما يُقام عليه لبنان سينتصر وسيُحيى كما تحيا في قلوبنا وعقولنا دماء الشهداء”.
أبو طالب
وألقى عضو قيادة “حزب الله” في البقاع الغربي محمد أبوطالب كلمة أكد فيها على “أن فلسطين لا زالت هي بوصلة المقاومة والتحرير”.
وأضاف: “في محضر الدماء والشهداء أي كلام وأي حديث لا يفي الشهداء حقهم، فوحدها حفظ الوصية وحفظ المقاومة والدفاع عن قضيتهم يمكن ان يفي بعض حقّهم ولا أي شيء آخر يمكن أن يسترد جميل دمائهم”.
وقال، “نحن في محضر حزبٍ (الحزب السوري القومي الاجتماعي) كان ولا زال، والأهم أنه لا زال، لأن كثيرين تنازلوا، باعوا واشتروا، لا زال يقاوم، يدافع عن قضاياه وأمته وتاريخه وشهدائه، لا يزال مؤمناً إيماناً عميقاً بقول ورؤية زعيمه الخالدة: “إن الصهيونية هي العدو الأكبر والأخطر”، وللإنصاف والتاريخ، لقد كان الزعيم أنطون سعادة أول من رأى ونظّر ونظر إلى خطورة العدو الإسرائيلي، وللإنصاف ايضاً، كان أول من نظّر لأطماع تركيا في أمتنا وأرضنا، فكان صاحب فكرٍ فذٍّ استراتيجيّ عميق، استطاع أن يصنع منه حزباً مقاوماً ولا زال واقفاً، رغم كل القرارات وعمليات البيع والشراء والتطبيع والتخوين وكل ما عرضوا عليه، لا زال صامداً واقفاً مدافعاً عن قضيته وعن تاريخه ونضاله، ومؤمناً بفلسطين التي هي بوصلة المقاومة والتحرير”.
وختم أبوطالب، امام تضحيات الشهداء ودمائهم، تحية لأرواحهم التي صنعت لنا النصر، فلولا دماؤهم لما كان لنا النصر ولما أشرقت شمس أيامنا العزيزة والكريمة. فتحية لدمائهم وتحية للمقاومين القوميين الواقفين وقفة عزّ في زمن الانبطاح والانهزام والخيانة، تحية لوقفتهم العزيزة والقوية والسلام لأرواح الشهداء”.
منعم
وألقى منفذ عام البقاع الغربيّ في “القومي” الدكتور نضال منعم كلمةً بدأها بقول لمؤسس الحزب أنطون سعاده، “نحن جماعة تقول إنّ العيش لا قيمة له. إنّ القيمة هي في المبادئ الأخلاقيّة والمطامح السامية التي تفيض بها النفوس. لذلك نحن جماعة لم تفضّل يوماً أن تترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتنقذ جسداً بالياً لا قيمة له”.
أضاف، “عبر تاريخنا، واجهتنا الكثير من المصاعب والعقبات فما تراجعنا ولا وهنّا ولا بدلنا مواقفنا ولا قناعاتنا مهما ارتفعت الأثمان ومهما غلت التضحيات”.
وقال، “في نيسان 1996، تعرّض لبنان لعدوان غاشم من عدو حاقد ظنّ أنه بقتل شيوخنا ونسائنا وأطفالنا في المنصوري وقانا وسحمر وغيرها من القرى والبلدات، يستطيع أن يدفعنا الى الاستسلام والتراجع عن المطالبة بحقنا وبأرضنا والتخلّي عن مقاومتنا، ولكن فات العدوّ بأننا جماعة تؤمن بأن الحياة وقفة عز، نحياها كما يجب أن نحياها، بالعز وبالكرامة وإلا فإن الموت هو الطريق إلى الحياة”.
وتابع، “اليوم، بعد خمسة وعشرين عاماً على “مجزرة سحمر” التي سقط فيها شهداء أعزاء على قلوبنا، نستذكرهم بقلوب ملؤها الحزن على رحيلهم وملؤها الفخر والاعتزاز لأن هذه الدماء الزكيّة العزيزة الغالية، عبّدت الطريق نحو التحرير ونحو انتصار عامي 2000 و2006″.
وقال، “شهداؤنا الأعزاء، عهداً منا لكم، سنواصل طريق الجهاد والصراع بمواجهة العدو الذي اغتالكم غدراً، وعهداً منا لشهداء جبهة المقاومة الوطنية وشهداء المقاومة الإسلامية، ولكل حركات المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق والشام، وعهداً منّا لكل الشهداء الذين ارتقوا في ساحات الجهاد ضد العدو، بأننا سنستمر في المقاومة في كل ساح، في لبنان وفي الشام وفي العراق وفلسطين، يدنا بيد كل الأحرار والمقاومين، لن نستكين حتى نثأر لدمائكم، سنواصل الجهاد والمقاومة الى أن تعود فلسطين وكل أرضٍ محتلة حرة من رجس المحتلين ويزول الخطر الذي يتهدّد أمتنا بأشكاله المختلفة والمتعددة”.
زتطرّق منعم في كلمته في ما يتعلق بالموضوع الحزبي الداخلي فقال: “نحن مصمّمون على تحصين الحزب بوحدته وتعزيز عناصر قوته عبر انعقاد مؤتمر جامع لجميع القوميين. ومن هنا كل الشكر للحلفاء والأصدقاء وبالدرجة الأولى القيادة السورية برئاسة الدكتور بشار الأسد التي أثبتت حرصها على وحدة الحزب الذي يمثل نهج المقاومة”.
واضاف، “إن حزبنا مرّ بمحطات تاريخية صعبة وفي كل محطة أثبت القوميون إيمانهم الراسخ بقضية حزبهم وأمتهم من خلال صمودهم وتضحياتهم، لقد مرّ الكثير علينا، لكننا لم نتراجع عن خيارنا في المقاومة، فهو نهجنا وحياتنا، وأن الحزب بأفعاله ومواقفه حاضر في الحياة السياسية كما في كل مواقع الدفاع عن أمتنا بالمقاومة والجهاد وبالسعي لتأسيس اتحاد اقتصاديّ مشرقيّ. وهذا الحضور سنحميه ونعزّزه وسيبقى نهجنا نهج الوفاء لنهج سعاده وسنبقى حزباً مقاوماً لا يهادن ولا يساوم”.
قال سعاده، “لو قضوا على مئات منا لما تمكنوا من القضاء على الحقيقة التي تخلد بها نفوسنا ولما تمكنوا من القضاء على بقية منا تُقيم الحق وتسحق الباطل، فيكون انتصارنا أكيداً في حياتنا وبعد موتنا لذلك نحن جماعة لا نخاف ولا نأبه للموت”.
وختم منعم بالقول: شهداؤنا الأعزاء سوف تبقون أحياء في وجدان الشرفاء، البقاء للأمة، ولتحي سورية وليحي سعاده.
12/4/2021 عمدة الإعلام
