مهنا: ثابتون على القسم متمسكون بالعقيدة مؤمنون بنهج الصراع عاملون من أجل الإصلاح والتقدّم ووحدة الأمة
بمناسبة الثامن تموز، ذكرى استشهاد مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده، قام وفد من قيادة الحزب تقدّمه رئيس الحزب فارس سعد، ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان ونائب رئيس الحزب وائل الحسنية ورئيس هيئة منح رتبة الأمانة كمال الجمل وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين المركزيين والمنفذين العامين وأعضاء الهيئات بزيارة ضريح سعاده في مدافن مار الياس ـ بطينا، حيث تمّ وضع أكاليل زهر باسم رئاسة الحزب ورئاسة المجلس الأعلى، وأداء التحية الحزبية على وقع هتاف يا أبناء الحياة.
كما شاركت في الزيارة فصائل رمزية من النسور والطلبة والأشبال وحشد من القوميين الذين ملأوا الشارع مقايل المدافن.
مهنا
والقى الكلمة المركزية ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا ومما جاء فيها: قليلون من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة. هذا ما قاله لنا سعاده. فيا زعيمي في وقفة الثامن من تموز، يا شهيد الأمة والقضية والنهضة والحزب، أنت حظيت بشرف الموت من أجل عقيدة، لأنك شرّفت حياتنا بنهضة وعقيدة وحزب وبنهج صراع وبقدوة شهادة وريادة حفرت عميقاً في وجدان هذه الأمة وحملها رفقاؤك الذين تعقادوا معك زعيماً ومؤسّساً وباعث نهضة، حملوها في كلّ الظروف والمحن والصعاب.
أضاف: قلت لنا يا زعيمي “انّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن، تأتي على الأمم الحية، فلا يكون لها إنقاذ منها، إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة”، وهذا ما جسّدته، لذا لم تغب عنا ولم نغب عنك ولن تغيب. فأنت حاضر في وجدان كلّ قومي اجتماعي، وكلّ حر، وكلّ مقاوم، ومع كلّ إشراقة فكر نهضوي من أجل وحدة الأمة وعزها وتقدّمها.
وتابع مهنا قائلاً: يا شهيد الثامن من تموز، أنت شهيد الثورة القومية الأولى التي أرادت وابتغت ورمت إلى أن يكون لبنان نطاق ضمان للفكر الحر، وأن يكون قاعدة انطلاق لنهضة تعمّ الأمة والعالم العربي، ومن أجل لبنان جديد يقوم نظامه على مبادئ إصلاحية تغييرية شاملة لحياتنا.
إنّ الثورة التي أعلنتها، واستشهدت من أجلها، هي ثورة مبادئ وقيم، ومبادئ هذه الثورة لا تزال حاجة للبنان ليتحرّر من آفة النظام الطائفي بمؤسّساته وقوانينه الطائفية، ولخلاص اللبنانيين.. هذا النظام الذي قتلك هو الذي يقتل أبناءنا اليوم، بطائفيته وعنصريته. انّ لبنان بحاجة الى فكر إصلاحي يحرّر اللبنانيين من مقولة “العيش المشترك” التي تستبطن انقساماً. فأنت يا زعيمي علّمتنا بأننا أبناء الحياة، نؤمن بوحدة الحياة، لأننا شعب واحد لا يقسّمنا أيّ نظام أو فكر على أساس طائفي أو مذهبي. فنحن لسنا قبائل ولا طوائف ولا مذاهب. إنّ “الفتنة أشدّ من القتل” وهذا النظام الطائفي يمارس الفتنة في كلّ مرحلة وفي كلّ محطة.
وقال مهنا: لبنان لن ينهض إلا بمثل المبادئ التي أرسيت يا زعيمي واستشهدت من أجلها. وفي مقدّمها أهمّ مبدأ إصلاحي في التاريخ، وهو مبدأ فصل الدين عن الدولة. الدين بمفهومنا رسالة لتشريف الحياة، ولكن الطائفيين يستغلون الدين لتغذية النعرات وليحتفظوا بمكاسب حتى لو تحوّل البلد الى ركام ورماد.
ولفت مهنا إلى أنّ “بعض الفئات، لا ترى أهمية وفعل قوّتنا واقتدارنا بمواجهة الإرهاب وتخلف قوى الإرهاب، ولا ترى في سلاح المقاومة سلاح عز وفخر وجهاد! وهنا نستحضر نداءك الشهير “لو وجد في سورية رجل فدائي يضحّي بنفسه في سبيل وطنه ويقتل بلفور لكانت تغيّرت القضية السورية من الوجهة الصهيونية تغيراً مدهشاً”.
إنّ لبنان القوي بمقاومته، وبالعلاقة الحياتية الطبيعية القومية مع سورية، وبوحدة المصير القومي. الميثاق اللبناني ينص على أنّ لبنان لن يكون مقراً ولا ممراً للتآمر على سورية. هذا يجب أن يثبت بالقول والممارسة. فالذين راهنوا على إسقاط سورية دولة ومجتمعاً ومؤسسات ووحدة حياة، وراهنوا على قوى الإرهاب وفتحوا ممرات ومعابر لها، هؤلاء لا يريدون لبنان القوي.
لبنان القوي هو الذي ينتصر في معركتنا جميعاً، معركة لبنان والشام والأمة ضدّ الإرهاب. والمطلوب ان نجسّد مبادئ الثامن من تموز تنسيقاً على كلّ المستويات، لما في ذلك مصلحة للبنان ومصلحة قومية بامتياز.
وتابع مهنا قائلاً: انّ العدو اليهودي الصهيوني لم ينتصر علينا بقوّته، بل لأنّ البعض روّج لضعفنا وتفككنا، ولأنّ هناك متخاذلين ومستسلمين ومطبّعين لا يرون في فلسطين إلا عقاراً للبيع، وشعباً يطلب مساعدات. وهؤلاء المتآمرون يتحدثون عن صفقة القرن “السلام مقابل الازدهار” كرشوات لشعبنا. لذلك نقول إنّ شعبنا في فلسطين كما في كلّ مكان من أرض أمتنا وجغرافيتها لن يتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضنا القومية.
وقال: كما يهوذا الذي باع المسيح رسول المحبة والسلام بثلاثين من الفضة لليهود، نرى بعض الحكام العرب وأنظمتهم يجسّدون يهوذوا العصر في صفقة القرن. وما نقوله إنّ المقاومة والحق سينتصران وكلّ العملاء الى مزابل التاريخ.
وتابع: صفقة القرن، تشطب حقنا القومي في فلسطين، وفي الجولان وفي الأراضي اللبنانية المحتلة، ولكن هذه الصفقة لن تمرّ، لأنّ في هذه الأمة، قوّة إنْ فعلت غيّرت وجه التاريخ، قوّة انتصرت على “إسرائيل” الكبرى والوسطى في العام 1982، وأسقطت اتفاق العار في 17 أيار، وانتصرت في حرب تموز وفي صمود الفلسطينيين، وانتصرت في سورية على الإرهاب المتوحش والمتخلف الذي جاء إلينا من مجاهل التاريخ.
إنّ شعبنا في كلّ مكان يقف صفاً واحداً في مواجهة صفقة القرن، التي هي استنساخ لمؤامرات، تأسّس حزبنا العظيم لمواجهتها، من سايكس بيكو الى الشرق الأوسط الكبير والمتوسط الى صفقة القرن.
وأردف مهنا: يا زعيمي قلتها بالفم الملآن: “أنا أموت أما حزبي فباقٍ”، وها هو حزبك باق لأنه أمل الأمة، ومهما واجه من صعوبات، ينتصر عليها ويخرج منها رافعاً رأسه.
اننا يا زعيمي نفخر بك، بمبادئك، بدمك الوضاء الذي ينير لنا طريق الحياة.
وختم: باسم رئيس الحزب ورئيس المجلس الأعلى وقيادة الحزب، أؤكد في هذه اللحظة المفصلية من تاريخنا، أننا ثابتون على القسم، متمسكون بالعقيدة، مؤمنون بنهج الصراع، عاملون من أجل الإصلاح والتقدّم في بلادنا، من أجل وحدة الأمة، أمة الحضارة النوّارة الرائدة التي جئت يا زعيمي لتعيد مجدها وعزها.
7/7/2019 عمدة الإعلام