أكد عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي الدكتور جورج جريج أنّ “فلسطين أكبر من النكبة. هي مرتكز الهوية، وأبجدية الفعل في ساحات الصراع انتصاراً للقضية، والفعل في طيّاته يختزن عناصر الارتقاء في مسار تماهي الانتماء والهوية…
وأشار: أبناء فلسطين، شيبها وشبابها، نساؤها وأطفالها، شهداؤها وأسراها – مقاوموها، حروف من نور على معلقات أناشيد الحق والصراع من أجل السيادة والحرية. إنهم العلامات الفارقة، مشاعل النور، والنسمات العطرة، في زمن لوثته التبعيّة ومسارات التطبيع المناهضة للقضية.
وخلال وقفة انتصار للمقاومة والأسرى، نظمتها هيئة التنسيق اللبنانية ـ الفلسطينية للأسرى والمحرّرين في حديقة جبران خليل جبران، أمام مبنى منظمة الإسكوا في وسط عاصمة المقاومة بيروت، قال جريج:
أسرانا في معتقلات العدو، صامدون، بإيمانهم وثباتهم، بصلابة الإرادة وشدة العزيمة، قلبوا المعادلة، فصارت المعتقلات معاقل، لانتصار الحق على الباطل، إنهم أصحاب قضية جلية: الوطن – والحرية. وهذه سمات النفوس الأبية.
لأحرارنا في معتقلاتهم، لهم، من هنا، من بيروت المقاومة، من هذا الجمع الكريم، منا، من الحزب السوري القومي الإجتماعي، عهد وتحية…
وتابع جريج: أيها الحاضرون، في مساحة الوفاء لفلسطين، تجمعنا، رابطة الولاء للحق، في مسار الصراع، في مسيرة الفصل والوصل، الفصل مع حقيقة الباطل، والوصل مع حقيقة الحق، وهنا يكمن جوهر القضية.
فـ”النكبة” كما شاعت تسميتها، ليست ذكرى نحييها، لإبقاء مفاعيل ارتداداتها حية في النفوس، إنها ذاكرة، تختزن عمق الفعل الهمجي، عدواناً وقتلاً وتدميراً، وتحتشد في مواجهتها جميع جذور منطلقات أسباب القيامة، وعناصر قيم الصراع والتمرد والانتفاضة.
فلسطين لن تكون سبية، لأنها بتجسيد حركة التاريخ، بالفعل المواجه، شاهدة – عصيّة…
وإذ قال: ليست أحداث العام 48 المأساوية، تاريخ بداية النكبة، ولا تُختصر أسبابها ونتائجها فيه. فمنذ خطيئة هرتزل، ومؤتمر بال وتسعير الهجرة الاستيطانية، إلى لعنة بلفور، مروراً بسنوات عجاف، وأحداث كثيرة، تحسب بالثواني والدقائق على وقع النبض في أرض فلسطين، إلى إعلان قيام كيان دولة الاغتصاب الاستيطاني، وما رافقها وتلاها من مآسٍ، وحتى يومنا هذا، الأحداث شواهد، والتاريخ سجل أحداث، وملحمة صراع، بين مدنية فلسطين – القضية، وهمجية عنصرية صهيونية، أكد أن فلسطين ليست أرضاً بلا شعب. فأبناء فلسطين، في ترابها المعمد بدمائهم، منغرسون، يصرخون بملء الحناجر، بالإرادة المصممة، بالسواعد والقبضات، بالحجر، بالعزم الذي لا يفنى ولا يلين: أرضنا حقنا – فلسطين منصة العدالة الاجتماعية، ومعيار الحق والإنسانية.
وأكد عضو المجلس الأعلى في “القومي”: إنها لنا، نحن، حزب أنطون سعاده، حزب حسين البنا وسعيد العاص، حزب وجدي الصايغ وسناء محيدلي، حزب ابتسام حرب وخالد وعلي وكوكبة الاستشهاديين، حزب الأوفياء، الأحياء منهم والشهداء، بوصلة، يتحدّد على أساسها، من هو الصديق، ومن هو العدو، فكل منتصر لفلسطين، صديق، وكل من ليس كذلك وعكس ذلك، عدو. ونقطة على السطر. المعادلة سهلة وبسيطة، معالمها واضحة، ومقاييس معاييرها بيّنة، لا تحتمل التأويل…
ولفت جريج إلى أن يتزامن اليوم مع وقفتنا هذه، التئامُ الشمل بانعقاد قمة عربية مكتملة النصاب، بحضور سورية. سورية الآتية من اقتدار، وفي جعبتها صفحات من محطات دحر الإرهاب. وهذه المشهدية، تحمل بين طياتها وفي مضامينها الكثير. ما يعزز الأمل بآفاق المستقبل الآتي، مستقبلٌ نريد أن نشهد فيه، تضامناً بين دول العالم العربي، وتعاوناً في الاقتصاد والأمن والتنمية، وتكون فلسطين على رأس قائمة الأولويات.
وعرض لما نأمله من مقررات القمة العربية:
– ترسيخ التعاون العربي – العربي، والعربي المشترك.
– وضع خريطة طريق لمساعدة الدول التي عانت من الإرهاب وتداعياته.
– العمل على إنهاء الاقتتال القائم في السودان، وعاصمته الخرطوم، العاصمة التي من رحابها انطلقت معادلة اللاءات الثلاث، انتصاراً لفلسطين وحقها ومقاومتها.
– وضع لبنان في عين الرعاية لتجاوز أزماته السياسية والاقتصادية، والشغور في موقع الرئاسة، لينتظم عمل المؤسسات، والرعاية تعني، تحصين لبنان في هويته وانتمائه، وفي الدور، وفي صون مقاومته، وتقديرها، وفي تثبيت معادلة قوة لبنان، معادلة “الشعب والجيش والمقاومة”.
وختم عضو المجلس الأعلى في “القومي الدكتور جورج جريج: أن تحضر سورية، وأن يلتئم عقد القمة العربية، فمعنى ذلك، أن أموراً كثيرة تغيرت، فلا “صفقة قرن” بعد اليوم، ولا إلهاءات “فوضى خلاقة” – هدامة تشغل الدول العربية وشعوبها عن العمل لصناعة المستقبل والواجبات تجاه فلسطين. فالعالم العربي، وقياداته، أمام تحد مصيريّ وجوديّ من أجل الإمساك بزمام الأمور، والمبادرة في خوض غمار معركة الازدهار والتقدم، المقرونة بتثبيت السيادة الوطنية، والكرامة الإنسانية، حتى يكون لنا الغد، ويعمّ شعاع الأمل من شمال الأمة وحتى جنوب الجنوب.
وألقى عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود القماطي كلمة حيّا فيها الأسرى والشهداء الذين كان آخرهم الشهيد خضر عدنان الذي سجل باستشهاده موقفًا مقاومًا متقدمًا يتجاوز كل الحدود التي رسمه العدو، كما أثبتت المقاومة في معركة ثأر الأحرار بأنها في غرفة مشتركة واحدة في مواجهة العدو”، مؤكدًا “أن المقاومة في لبنان هي امتداد لمحور المقاومة الذي لن يتخلى عن دعم المقاومة الفلسطينية حتى تحرير كل حبة تراب من فلسطين”.
والقى مسؤول العلاقات اللبنانية في “حركة الجهاد الإسلامي” محفوظ منور كلمة باسم فصائل التحالف الوطني الفلسطيني فأكد “التمسك بالمقاومة المسلحة لتحرير فلسطين والأسرى وتحقيق حلم العودة إلى الوطن”، منوهاً بأن “المواجهة الأخيرة التي خاضتها حركة الجهاد الإسلامي في معركة ثأر الأحرار أثبتت أن العدو لا يعرف إلا منطق القوة”.
من جهته، رأى عضو المكتب السياسي في حركة أمل علي عبد الله بأن “المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي حققتا نجاحات مهمة في الانتصار على العدو والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني”، معتبرًا بأن “معركة ثأر الأحرار كشفت ضعف العدو الصهيوني وعدم قدرته على التصدي لصواريخ المقاومة”.
وألقى كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عضو قيادة إقليم لبنان ومسؤول العلاقات السياسية في حركة “فتح” الدكتور سرحان يوسف دعا فيها إلى الوحدة بين فصائل المقاومة من أجل تحقيق حلم العودة إلى فلسطين الذي طال انتظاره”.
بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لجريمة اغتصاب فلسطين، أقامت هيئة التنسيق اللبنانية ـ الفلسطينية للأسرى والمحرّرين وقفة انتصار للمقاومة والأسرى، في حديقة جبران خليل جبران، أمام مبنى منظمة الإسكوا في وسط عاصمة المقاومة بيروت.
قدم الخطباء القيادي في حركة أنصار الله حربي خليل، وشارك في الوقفة وفد مركزي من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضم كلاًّ من نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد الداخلية رامي قمر، عميد الإعلام معن حمية، ناموس المجلس الأعلى المحامي سماح مهدي، عضو المجلس الأعلى الدكتور جورج جريج، وكيل عميد الداخلية – منفذ عام بيروت وليد الشيخ، ناموس عمدة التنمية الإدارية رامي شحرور، وعدداً من المسؤولين والرفقاء.
كما حضرها ممثلون عن أحزاب لبنانية وفصائل التحالف الوطني الفلسطيني وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأعضاء هيئة التنسيق اللبنانية ـ الفلسطينية للأسرى والمحرّرين.
19/5/2023 عمدة الإعلام