سعاده انتصر بإرادة الحياة وبوقفة العز والعنفوان
كتب أ. ربيع مصطفى / مسؤول الشباب في الحزب العربي الديمقراطي.
في الأول من آذار 1904، كان مولد الزعيم انطون سعاده، الذي أسّس نهضة قومية تحمل هوية وقضية وأرسى نهجاً صراعياً مقاوماً تسير عليه الأجيال المتعاقبة بعز وشموخ.
أنطون سعاده، رجل فكر ونهضة، كرس حياته وكل عطائه لخير أمته وسيادتها وحريتها وكرامة شعبه، وهذا لم يرق لقوى الاستعمار والاحتلال، فدفعوا بأدواتهم لاغتيال انطون سعاده، فاغتالوه جسداً، لكنهم فشلوا في اغتيال فكره وحزبه. لقد بقي سعاده حياً في نفوس مريديه. لقد انتصر سعاده على الموت بإرادة الحياة وبوقفة العز والعنفوان، انتصر بدمه ونهجه وفلسفته، أما قاتلوه فذهبوا إلى مزابل التاريخ.
بقي سعاده حياً، فكراً ونهجاً وصراعا ومقاومة في سبيل الحق والحرية والحياة، وهو القائل: “إننا نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة. ونحبّ الموت متى كان الموت طريقا إلى الحياة”.
الزعيم سعاده، حذر من خطر يهود الخارج والداخل،.. واجه الطغاة وقاومهم،.. نبذ المذهبية والطائفية وكل الآفات، وعمل من أجل نهوض المجتمع، ليكون مجتمعاً موحداً قوياً، لا مكان فيه للخانعين المستسلمين، مجتمعاً محصناً بمقاومته وبكل عناصر القوة لتثبيت وحدة الأمة وحقها في الحياة، وسعاده هو الذي قال: “إن كنتم ضعفاء وقيتكم بجسدي وان كنتم جبناء اقصيتكم عني وإن كنتم أقوياء سرت بكم الى النصر”.
سعاده لم يفتد أمته بدمه وحسب، بل أطلق فكراً نيراً وحركة صراع ومقاومة، ذخيرة للأمة بأسرها كي تصل إلى بر الأمان والخلاص.
إن أمة سعاده، أمة لا تموت مهما اشتدّت الصعاب، بل هي أمة منتصرة لا محال.