الرئيسةمركزي

رئيس الحزب النائب أسعد حردان في مناسبة عيد التأسيس: لن نحيد مطلقاً عن ثوابتنا القوميّة مهما كانت التحديات والتضحيات

دعا جميع السوريين القوميين الاجتماعيين للالتفاف حول مؤسسات حزبهم وتحصينها لتبقى الضمانة للاستمرار على نهج الصراع والمقاومة

حردان: لن نحيد مطلقاً عن ثوابتنا القوميّة مهما كانت التحديات والتضحيات… ولنا في زعيمنا

خير قدوة ومثال في التضحية والفداء في سبيل القضية التي آمنّا بها وتساوي وجودنا

 

ـ نؤكد أننا أكثر عزماً وإصراراً على السير في طريق تحصين الحزب بتوحيد القوميين الاجتماعيين في إطار مؤسسات حزبهم وهو الحضن الوحيد الذي يتسع لجميع القوميين ويحتاج إلى طاقاتهم وعملهم وجهادهم… وهذه دعوة إلى كلّ قومي اجتماعي لتحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة

ـ لن ندّخر جهداً ونضالاً في سبيل الوصول إلى الشعب وحمل همومه وتأطيره في تيار مدني لا طائفي يحرّره من سطوة الطائفة والمذهب

ـ لن يتوانى حزبنا عن القيام بواجباته تجاه وحدة لبنان واللبنانيين وسيبقى على الدوام مبادراً وداعماً للإصلاح الحقيقي والفعلي

ـ صمود الشام وانتصارها أكد أنّ دول وقوى المقاومة في أمتنا تمتلك كلّ عناصر القوّة لهزيمة المشروع الإرهابي الاستعماري والمخطط الصهيوني العنصري الاستيطاني

ـ فلسطين جوهر القضية القوميّة وهي حاضرة دائماّ في وجدان القوميين الاجتماعيين وأبناء شعبنا يمتلكون العزم والتصميم على مواصلة الكفاح والمقاومة كخيار أوحد لتحرير فلسطين

ـ نرفض ونقاوم مشاريع تقسيم العراق طائفياً ومذهبياً وإثنياً… والمعركة التي يخوضها الجيش العراقي والحشد الشعبي تستهدف وأد الإرهاب والحفاظ على وحدة أرض الفراتين

 

بمناسبة العيد التاسع والثمانين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أصدر رئيس الحزب النائب أسعد حردان البيان التالي:

في السادس عشر من تشرين الثاني 1932 بزغ فجر مشرق جديد في أمتنا السورية، تمثل بتأسيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الذي أراده المؤسس الشهيد أنطون سعاده حزباً نهضوياً بإمتياز، “فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها”، وأداة مُثلى تصون هويتنا وتحقق انتصار القضية القومية.

في السادس عشر من تشرين الثاني هذا العام، يدخل حزبنا عامه التسعين، وقد اختزن خلال مسيرته رصيداً ثميناً، موسوماً بوقفات العز، مقاومة واستشهاداً من أجل انتصار بلادنا، ولأجل تثبيت قيم الحق والخير والجمال. وهو رصيد لم ولن يتبدّد، لا بفعل الأهوال التي واجهها الحزب بمضاء عزيمة القوميين ورسوخ إيمانهم، ولا نتيجة المؤامرات التي تصدّى لها بصلابة الإرادة والثبات على نهج الصراع. وفي كلّ مواجهة مشرفة على امتداد مسيرته، كان الرصيد يكبر ويكبر، حتى صار إعجازاً لأعتى القوى التي تتربّص بحزبنا وتتحيّن الفرص لحرفه عن فكره ومبادئه وعن نهجه وثوابته وخياراته.

هو رصيد نعتز به، ولن نسمح بأن تُهدر ذرة واحدة منه، بل سنضاعفه بالعمل الدؤوب لنؤكد بأنّ حزبنا العامل في سبيل نهضة المجتمع وفلاحه، ولصون الحق وتثبيته، هو حزب لا يشيخ، بل هو دائم التجدّد براهنية فكره وصوابية نهجه وصحة خياراته، وبأجياله الجديدة المتعاقبة التي تنذر حياتها لحزب الأمة عزاً وكرامة، وتنخرط في معركة الدفاع عن بلادها تضحية واستشهاداً.

رصيد الحزب، آلاف الشهداء والجرحى الأبطال… ومناضلون مضحّون، جرى التنكيل بهم في السجون والمعتقلات، وعانوا ما عانوه اضطهاداً وتشريداً، عذاباً وآلاماً، لكنهم رغم كلّ ذلك، لم يغادروا ساح الصراع، ظلوا على إيمانهم الذي يزول الكون ولا يزول. لم يتخلفوا عن واجب، فثبتوا في ساح الجهاد، وكانوا على الدوام مقاومين بامتياز. وضعوا حزبهم في أساس كلّ المعادلات، حزباً مفتتحاً لعهد البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة، بدءاً من المشاركة في معارك فلسطين ضدّ العصابات اليهودية، إلى مواجهة المستعمر في لبنان وإطلاق مقاومته ضدّ الإحتلال الصهيوني، إلى عصر الاستشهاديين وعملياتهم البطولية النوعية، وصولاً إلى الوقوف مع جيش تشرين في محاربة الإرهاب والتطرف. وكلّ ذلك، لأننا حزب قضية واضحة وجلية، قضية أمة بأسرها.

للقوميين الإجتماعيين المضحّين المقاومين، لا سيما الشهداء الأبطال الذي ارتقوا في ميادين القتال ضدّ الإستعمار والاحتلال والإرهاب، تحية حزبهم في عيد تأسيسه، وعهد الاستمرار في المسيرة لتحقيق الغاية التي نصبو إليها.

لشهدائنا العهد أن نصون الحزب من أية محاولة تستهدف منعه من القيام بدوره التاريخي وواجبه القومي، وبأننا لن ندّخر جهداً ونضالاً في سبيل الوصول إلى الشعب، وحمل همومه، وتأطيره في نشاط مستمرّ عبر تيار مدني لا طائفي، يحرّره من سطوة الطائفة والمذهب ويعيده إلى رحاب المواطنة الحرّة.

في مناسبة عيد التأسيس، نؤكد بأننا أكثر عزماً وإصراراً على السير في طريق تحصين الحزب بتوحيد القوميين الإجتماعيين في إطار مؤسسات حزبهم. فهو الحضن الوحيد الذي يتسع لجميع القوميين، ويحتاج إلى طاقاتهم وعملهم وجهادهم، وهذه دعوة موجهة إلى كلّ قومي اجتماعي لتحمّل المسؤولية في هذه الظروف الصعبة.

 

بمناسبة عيد التأسيس نؤكد على ما يلي:

إنّ ما يشهده لبنان نتيجة أوضاعه المأزومة، في السياسة والاقتصاد وظروف الناس الحياتية اليومية، هو بسبب النظام الطائفي. فلبنان في ظلّ هذا النظام لن يتقدّم خطوة واحدة نحو الإصلاح، ولذلك نرى ضرورة القيام بخطوات مسؤولة في سبيل الخروج من المآزق، من خلال قيام دولة مدنية قوية وقادرة عبر تشريعات حديثة ومتطورة تسنّ على قاعدة المواطنة والتمسك بالثوابت والخيارات الوطنية، وفي مقدّمها تثبيت معادلة الشعب والجيش والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، وتعزيز خيار المواجهة من خلال التنسيق والتعاون مع الشام بموجب معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق المثبتة في اتفاق الطائف، وكافة الاتفاقات الموقعة بين الدولتين.

كما نؤكد على ضرورة صون السلم الأهلي والتصدّي لكلّ مشاريع التقسيم والفدرلة حتى وإنْ حملت أسماء وتصنيفات مختلفة، التي تحاول بعض الجهات أخذ لبنان إليها. إنّ حزبنا، لن يتوانى عن القيام بواجباته تجاه وحدة لبنان واللبنانيين، وسيبقى على الدوام مبادراً وداعماً للإصلاح الحقيقي والفعلي، والذي يبدأ بقانون جديد للإنتخابات النيابية على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية خارج القيد الطائفي، فضلا عن قانون أحزاب عصري يفتح المجال لقيام الأحزاب الموحّدة الجامعة، وقانون أحوال شخصية مدني اختياري.

تعدّ فلسطين جوهر القضية القوميّة، فهي الحاضرة دائماّ في وجدان القوميين الإجتماعيين. وإنّ أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة يمتلكون العزم والتصميم على مواصلة الكفاح. فالمقاومة حق مشروع لشعبنا، وهي خياره الأوحد وطريقه الأقصر لتحرير فلسطين الذي لا يمكن أن يحصل بدون وحدة أبناء شعبنا بمختلف فصائلهم وقواهم، خاصة في مواجهة مخطط تصفية المسألة الفلسطينية وصفقة القرن.

لقد أثبت أبناء شعبنا داخل الأرض المحتلة مدى عمق تجذرهم في أرض سورية الجنوبية ـ فلسطين، فواجهوا بكلّ السبل مخططات التهجير. وحققوا انتصارات عدة على المحتلّ واكبهم فيها شعبنا المرابط على حدود فلسطين بخوضه معركة التصدي لتصفية وكالة الأونروا بكونها الشاهد العالمي الوحيد على الجريمة المرتكبة بحق أهلنا في فلسطين.

إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي إذ يرفض كلّ المحاولات الحاقدة التي تستهدف النيل من كرامة أبناء شعبنا الفلسطيني عبر ما سُمّي “إتفاق الإطار” الذي يصبو إلى ابتزاز أهلنا عن طريق تأمين تمويل مشروط لوكالة الأونروا في مقابل شطب حق العودة ومحو فلسطين من وجدان وذاكرة كلّ فلسطيني وكلّ قومي.

لقد شكل صمود الشام وانتصارها على الإرهاب ورعاته الدوليين والإقليميين والصهاينة وبعض العرب، تأكيداً على أنّ دول وقوى المقاومة في أمتنا تمتلك كلّ عناصر القوّة التي تمكّنها من هزيمة المشروع الإرهابي الاستعماري التفتيتي والمخطط الصهيوني العنصري الإستيطاني التوسّعي.

فهذا الصمود، غير مسبوق رغم كلفته العالية وما ترتب عليه من تضحيات ودماء، وبهذا الصمود أثبتت الشام للعالم أجمع بأنها عصية على الإرهاب وأنّ الإرادة السورية لا تنكسر.

إننا ومن موقع الالتزام بخيار المقاومة، نصمد في خندق مقاومة الإرهاب كتفنا إلى جيشنا القومي ـ جيش تشرين الباسل، وكلنا ثقة بخيارات دمشق وحكمة وصلابة الرئيس الدكتور بشار الأسد، الذي قاد بلاده والشعب الى برّ الانتصار.

وإلى موقفنا المبدئي الحاسم بمقاومة الإرهاب والاحتلال، ورفضنا العقوبات وسياسات الحصار الجائر، نؤكد بأنّ الدول التي تسير في ركب هذه السياسة الإجراميّة، ولا تزال تضع العراقيل أمام عودة النازحين من أبناء شعبنا إلى قراهم ومناطقهم، هي دول تشارك في إبقاء هؤلاء ورقة للاستثمار السياسي.

يتمسك الحزب السوري القومي الاجتماعي برفض ومقاومة مشاريع تقسيم العراق طائفياً ومذهبياً وإثنياً، ويرى أنّ التحديات الانفصالية التي تواجه أرض الرافدين ومحاولات زرع الشقاق بين مكوناته السياسية، ترمي إلى إضعاف دوره وقوته وتأثيره، وهذا يشكل خدمة للعدو الصهيوني وقوى الإستعمار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

إنّ المعركة التي يخوضها الجيش العراقي والحشد الشعبي تستهدف وأد الإرهاب، ومن أجل الحفاظ على وحدة أرض الفراتين وشعبنا فيها، مما يحتم التفاف كلّ أبناء شعبنا العراقي حول جيشهم.

وإننا نسجل لأبناء أمتنا في العراق وقفتهم القومية إلى جانب لبنان في محنته، بمدّهم يد العون إلى اللبنانيين لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان، والتي ما كانت لتتمّ لولا التسهيلات التي قدّمتها دمشق.

كما يرى الحزب ضرورة في اتخاذ الخطوات التحصينية المطلوبة للأردن وفي مقدّمها الخروج من اتفاق وادي عربة، ومتابعة السير في المسيرة الصحيحة المتمثلة بالانفتاح على الشام، وإعادة الأوضاع بين الدولتين إلى شكلها الطبيعي. فهذا التكامل فتح المجال لحلّ جزئي لمشكلة الكهرباء في لبنان عبر مدّه بالتيار الكهربائي من الشبكة الأردنية عبر الأراضي الشامية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الوضع في لبنان والشام.

ويثني الحزب على الجهد الاستثنائي الذي يبذله شعبنا في الأردن بمواجهة اتفاقية الغاز مع كيان الاحتلال الصهيوني، والسعي الدؤوب لأبناء شعبنا الأردني نحو إلغاء تلك الإتفاقية بعدما تمكن من تحرير أرضنا في الباقورة والغمر من دنس الاحتلال واستعادتها إلى السيادة الأردنية.

إنّ هذه الحالات التكاملية تؤكد صوابية الدعوة التي وجهها الحزب السوري القومي الاجتماعي لتشكيل مجلس التعاون المشرقي بين دول الأمة السورية التي ستظهر قوّتها بشكل أكبر وأفعل بانضمام الكويت إلى هذا المجلس بما تمثله من قوة اقتصادية في أمتنا تثبت كلّ يوم تمسكها بثوابتها القومية خاصة لجهة المسألة الفلسطينية ورفض كلّ شكل من أشكال التطبيع.

في مواجهة التحدّيات، سيكون الحزب السوري القومي الاجتماعي ـ كما هو دائما ـ على أتمّ الاستعداد لخوض مواجهات كبرى جديدة، ضدّ الاحتلالات من إرهابية وتركية وأميركية، التي ما هي إلا نسخ طبق الأصل عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وهو يؤكد على تحالفاته الوطنية والقومية، ومع الدول الصديقة من روسيا والصين، إلى إيران وفنزويلا وكوبا، وكلّ الدول التي تدعم قضيتنا القومية، وتقف إلى جانب حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان، وفي مواجهة السياسات الأميركية الغاشمة الراعية للصهيونية العنصرية وقوى الإرهاب في المنطقة والعالم.

ختاماً… في العيد التاسع والثمانين لتأسيس حزبنا العظيم نؤكد على ثوابتنا القوميّة التي نتمسّك بها ولن نحيد عنها مطلقاً مهما كانت التحديات والتضحيات. وفي هذه المناسبة، ندعو جميع السوريين القوميين الاجتماعيين في الوطن وعبر الحدود إلى الالتفاف حول مؤسسات حزبهم وصونها وتحصينها لتبقى هي الضمانة لاستمرار الحزب على نهج الصراع والمقاومة، وهذا يحتاج إلى المزيد من الفعل والبذل والعطاء، ولنا في زعيمنا الذي سار على دربه الآلاف من الشهداء خير قدوة ومثال في التضحية والفداء في سبيل القضية التي آمنّا بها والتي تساوي وجودنا.

15/11/2021                                                            عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى