ترددت عمدة الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي قبل أن تصدر تعليقاً بشأن ما كتبه الصحافي حسن صبرا في “الشراع”، العدد 1904 تاريخ 14 حزيران 2019. وسبب التردّد أنّ للكاتب سوابق في نشر مقالات عن الحزب القومي ممتلئة بالأضاليل، تمّ الردّ عليها في حينه وامتنعت “الشراع” عن نشرها.
أمّا وقد قدّم السيد صبرا لمقالته الأخيرة على “ذمة كتاب عن الماسونية”، باتخاذ موقع العداء لـ “اسرائيل” حقيقة مطلقة، فإن أول ما يتبادر الى الذهن، هو هل من حقيقة مطلقة، تفوق حقيقة أن الحزب السوري القومي الاجتماعي، ترجم العداء للعدو اليهودي وكل الحركات المرتبطة به، في ميادين القتال، صراعاً ومقاومة، وبأنه قدم آلاف الشهداء دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة.!
وبمعزل عما سبق من مقالات انطوت على أكاذيب وكراهية تجاه أحزاب مقاومة، انبرت لقتال العدو اليهودي وعملائه وفي طليعتها الحزب السوري القومي الاجتماعي، فإن ما أوجب الردّ، هو دق ناقوس الخطر، تحذيراً وتنبيها من ظهور “طبعة” جديدة للماسونية تتمثل بـ “ماسونيين جدد”، يحاولون من خلال مؤلفاتهم وكتاباتهم تشويه الحقائق، تارة من خلال اقحام اسماء عظماء في قائمة الماسونية، وتارة اخرى من خلال طرح السؤال، عما إذا كانت الماسونية تحمل أهدافا وطنية أم تتبع للصهيونية، وهذا ما انطوى عليه كتاب “شرق الجامع الأموي” لمؤلفه سامي مبيض الذي استند الأستاذ صبرا إلى “ذمته”!
وحيث أن “ذمة” مبيّض آثرت عدم التمحيص والتدقيق واستعصت على وقائع ومحطات مثبتة، ومارست التبسيط حيال مسألة غاية في الخطورة، يهمنا التأكيد بأن هذا النوع من “الذمم” يخفي مقاصداً خبيثة، إذ لا يخفى على أحد أنه في عشرينيات القرن الماضي، شكلت الحركات الماسونية عامل جذب للكثير من الشباب، خصوصاً المغتربين منهم، على خلفية أنها تعمل لمصالح وطنية، لكن الأمر لم يدم طويلاً، حيث بدأت تتكشف اهداف الماسونية، وكان أول المحذرين منها الزعيم أنطون سعاده.
ما هو ثابت وراسخ بالنسبة لنا، أن “الماسونية جمعية انترناسيونية لها أهداف مستترة غامضة تحت شعار حرية أخاء مساواة”، وهذا بالتحديد ما جاء في بلاغ أنطون سعاده إلى القوميين الاجتماعيين في 10 أيار 1949 وفيه يحذرهم من الانتساب إلى الماسونية، وهو الذي كان انخرط في جمعية البنائين الأحرار الماسونية، ومن ثم اعلن على الملأ استقالته منها مبيناً في كتاب الاستقالة ما انطوى عليه تحذيره منها. وهذه حقائق دامغة يعرفها القاصي والداني، خصوصاً أن سعاده تميّز بمواقفه ونضاله وفكره، وقد أسس حزباً سورياً قومياً اجتماعياً، على فكرة الصراع ضد اليهود، وهذا الحزب اطلق المقاومة في العام 1936 بوجه العصابات اليهودية العنصرية.
ولذلك، فإن ما كتبه الأستاذ حسن صبرا على “ذمة” سامي مبيض، يخرج عن سياق “حقيقة المطلقة”، ليصب في سياق محاولات التعمية على الأهداف المستترة للماسونية وتضليل الرأي العام حول أهدافها التي حذّر منها أنطون سعاده. وكنا نأمل أن لا تغيب الحقيقة عن السيد صبرا، خصوصاً أن “ذمة” مبيض التي عكسها في مؤلفه وذمم غيره ممن يمتهنون التضليل، لا تلغي الحقيقة الساطعة المرصعة بدماء الشهداء.
أما السؤال الذي يستوجب الطرح، لماذا تركيز البعض على طرح تساؤلات عما اذا كانت الماسونية لخدمة الصهيونية أم لتحقيق مصالح “وطنية”! علماً أنه ثبت بأنها حركة تتبع للصيهونية.
وهل هذا التضليل مرتبط بدور للماسونيين الجدد في مرحلة التطبيع بين عدد من الأنظمة العربية والكيان الصهيوني، طبقاً للأهداف المستترة للماسونية؟
ختاماً: يجب أن لا يغيب عن أحد، أن هناك خطر مصيري يتهدد بلادنا يتمثل بـ “صفقة القرن” لتصفية المسألة الفلسطينية وبأن عدداً من الأنظمة العربية متواطئة مع العدو الصهيوني لتمرير هذه الصفقة، وقد ظهر هذا التواطؤ للعلن في علاقات التطبيع بين انظمة عربية معروفة والعدو الصهيوني ووقوف هؤلاء مجتمعين وراء الارهاب، دعماً وتمويلاً ومؤازرة.
لذلك، نضع أن كل مقالة أو مؤلف تتعمد تجهيل الحقيقة وتضليل الرأي العام، خدمة لمشروع خبيث وهدّام يقرع طبوله “الماسونيون الجدد” بالأكاذيب.
لذا، اقتضى الرد.
20/6/2019 عمدة الإعلام