الأخلاق القوميّة الجديدة امتياز النهضة القوميّة الاجتماعيّة // د. أدمون ملحم
*الأخلاق القومية الجديدة فهي أخلاق صراعية، غائية، معنية بالتغيير والإصلاح والارتقاء للأفضل والأجمل لأنها أخلاق تعبيرية تسعى دائماً للتعبير عن إرادة الشعب ومصالحه وحقه في الحياة الجيدة الراقية. * الأخلاق الرجعية هي أخلاق الكذب والرياء والنفاق والتضليل والفساد وهي مظاهر متفشية في المجتمع نتيجة غياب التفكير بالهناء العام وبخير المجموع ومصلحته. *حزب سعاده، نشأ للقضاء على المثالب الأخلاقية التي تزِّيفُ حقيقةَ نفسيةِ الأمةِ الأصليةِ والتي تخدعُ الشبابَ وتُغرِّرُ بِهِم فيندفعونَ إلى حضيضِ المُثُل السفلى في خدمةِ القضايا الخسيسةِ والتشكيلاتِ الرجعية. *نحن جماعة أخلاق، لأنه لا يمكن أن يقوم عمل عام، أو فردي ويواجه الصعوبات، إلا إذا كان له أساس من الأخلاق، فنحن جماعة عمل وصراع، لأننا في حقيقتنا جماعة أخلاق.
منذ تأسيسه الحزب السوري القومي الاجتماعي كحركة منظمة “حاملة رسالة التحرير والإنقاذ وانتصار العقل السوري والمثل العليا السورية”[1]، أحدثَ سعاده ثورة فكرية – روحية – أخلاقيّة ووضع أساساً مناقبياً جديداً للأمة السورية الناهضة بالمبادئ الجديدة، معتبراً أن مسألة الأخلاقِ هي “من أهم مسائل النهوض القومي بعد تأسيس فكرة الأمة وبعد تعيين المقاصد الكبرى”.[2] والحق يقال ان الحزب السوري القومي الاجتماعي يقوم على ركيزة أساسية متينة هي الأخلاق الجديدة التي نجدها في صلب العقيدة القومية الاجتماعية، لا بل هي والعقيدة وجهان لحقيقة واحدة هي المبادئ المناقبية السامية. وهذه الحقيقة يؤكدها سعاده بقوله إن “العقلية الأخلاقية الجديدة التي نؤسسها لحياتنا بمبادئنا هي أثمن ما يقدمه الحزب السوري القومي الاجتماعي للأمة، لمقاصدها، ولأعمالها ولاتجاهها”.[3]
الأخلاق القوميّة الجديدة: عقليّة مناقب تحرب المفاسد
وفي مجمل كتاباته، يشدّد سعاده على مسألة الأخلاق الجديدة ويعتبرها قيمةً أساسية في الحياة وشرطاً ضرورياً وأساسياً لنجاح أية مؤسسة او عملية إصلاحية او بنائية او أية خطة سياسية او حربية او إدارية أو اقتصادية. بكلام آخر، إن الأخلاق يجب ان تشمل كل نواحي الحياة الاجتماعية وتؤثّر فيها. ووجودها شرط أساسي لنجاح أي نشاط إنساني-إنتاجي وشرط ضروري لبقاء المجتمع ونهوضه وارتقائه، وبدونها لا يمكن للأمة ان تنهض وتبني عظمتها. “فالأخلاق الضعيفة والمثالب النفسية قلما قدرت على النهوض بأمة، أو تغيير حالة شعب سيئة”[4] لأنها أخلاق مثالبية، تمثيلية، مساومة، لا يهمها تغيير حالة الشعب بل هي مستعدة دائما للقبول بالوجود على ما هو عليه من ضعف وتضعضع وذل وانحطاط. أما الأخلاق القومية الجديدة فهي أخلاق صراعية، غائية، معنية بالتغيير والإصلاح والارتقاء للأفضل والأجمل لأنها أخلاق تعبيرية تسعى دائماً للتعبير عن إرادة الشعب ومصالحه وحقه في الحياة الجيدة، الراقية. وفي شرحه لغاية الحزب يؤكد سعاده على أهمية الأخلاق قائلاً: “في رسالات وخطب ومحاضرات عديدة وجهتها إلى القوميين الاجتماعيين أظهرت كم هو أساسي وضروري فهم العقلية الأخلاقية الجديدة التي تؤسسها تعاليم الحزب السوري القومي الاجتماعي”[5] لأنه إذا لم نتمتع بأخلاقيّة متينة فيها صلابة العزيمة وشدة الإيمان وقوة الإرادة فلا يمكننا أن نحقق غايتنا النبيلة ولن نحصد إلا التشويش والإخفاق وخيبة الأمل.
والأخلاق القومية الصحيحة، في عُرف سعاده، ليست أفكاراً مجرّدة او صوراً شعرية يتغنى بها الشعراء، بل هي قيم مناقبية جميلة تفيض بها النفوس وتنهض بها الأمم والقوميات. ومقياس الأخلاق القومية هو الوجدان القومي: هذا الشعور بالشخصية القومية – شخصية الجماعة الكبرى – الذي يوجّه تفكير الفرد نحو مجتمعه فيحسُّ بحاجاته ويربط مصالحه الشخصية بمصالح قومه ويشعر معهم ويهتمّ بهم ويودّ لهم من الخير ما يودّ لنفسه. هذا الوجدان أو الشعور القومي هو القوة الآمرة الناهية التي تنبعث من أعماق نفوسنا فتأمرنا بالخير وقبول كل ما هو جميل وتَنهانا عن الشر والرذيلة وترشدنا إلى القيام بعمل الواجب القومي. والفرد – الإنسان المتسلّح بالوجدان القومي هو عينه الإنسان – المجتمع الجديد: الإنسان النهضويّ الذي يتمتع بعقل واعٍ سليم وإرادة قوية، خيّرة، فاعلة. الإنسان المشعّ وعياً ونوراً والمتألق علماً ومعرفة والطافح خيراً وحقاً وجمالاً وعزيمة ومناقب. الإنسان الحامل في نفسه مشاعر سليمة وفي قلبه حباً كبيراً لشعبه. هذا الإنسان الواعي المتسلح بعقله الإرادي، والمتنوّر بمعرفته، والمؤمن برسالته هو مقياس الأخلاق وهو الحَكَمُ بين المناقب والمفاسد.
هذا الكلام يقودنا إلى القول بأن غاية الأخلاق القومية هي تحقيق السعادة والمنفعة والخير لكل المجتمع، لكل الوجود القومي جسماً ومكاناً، ولهذا كان المبدأ الأساسي الأخلاقي الثامن من مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي القائل: “مصلحة سورية فوق كل مصلحة”[6] والذي اعتبره سعاده “مقياس الحركات والأعمال القومية كلها”.[7] ومصلحة سورية هي مصلحة الأمة والوطن. لذلك يقول سعاده: إن “المصلحة في الوطن هي للعموم وكل قضية صحيحة يجب أن تكون للوطن بأجمعه وللأمة كلها”.[8] إذاً، إن غاية الأخلاق ومقياسها هما مصلحة الأمة وسعادتها وإقامة الحياة الجميلة، الحرّة، الراقية، والعمل للخير القوميّ العام الذي “هو أجمل المثل العليا للحياة الإنسانية”.[9]
الواجب القومي أهم دعائم العقلية الأخلاقية القومية
ويُعتبر الواجب القومي او الالتزام الأخلاقي في التصرفات والممارسات والأعمال من أهم دعائم الأخلاق القومية الجديدة وشرطاً من شروط تحقيق غاية الفلاح والعز لهذه الأمة. والحق يُقال، إن أية أمة لا تبقى وترتقي إلا بأداء الواجب. فالواجب هو مبدأ أخلاقي بامتياز وهو عمل وطني صادق وصحيح. “وبقدر قيام الأفراد بواجبهم يقاس رقي الأمة”.[10] ونحن، كما أكّدَ سعاده “لم نتلكأ عن واجب لأن الواجب مبدأ أساسيّ من مبادئنا الأخلاقية”.[11] واعتبر سعاده أن تحقيق المثال الأعلى هو “واجب مقدس”[12] على كل واحد منا. وشدّد على: “أنّ أقدس واجبات الشبيبة السورية هو أن تحلّ المصلحة العامة محلّ المصلحة الخاصة، وأن تبتدئ في العمل الإصلاحي الكبير لتنقية حياتنا القومية من الأدران النفسية والصدأ العقلي، فتعود الصحة والنشاط إلينا ويصبح في إمكاننا بذل الجهود الصادقة لتحقيق مطلبنا الأعلى، وإلا فإننا مهما اجتهدنا في تحسين أحوالنا الفردية نظل معروفين بين شعوب العالم بالصفة الملازمة لنا، وهي صفة الخمول والأنانية الخائفة على ذاتها المحبّة للأخذ الكارهة للإعطاء. وليس للآخذ كرامة المعطي”.[13]
الأخلاق القومية الاجتماعية الجديدة هي من الأمور المشهورة عن الحزب السوري القومي الاجتماعي. فهي رأسماله الكبير وسلاحه الأمضى للتغيير والتقدم والسمو. وبدونها لا يمكن لهذا الحزب ان يحقق غايته السامية. لذلك يصف سعاده حزبه بحزب الأخلاق ويعتبره “حركة تجديدية في المناقب والأخلاق، كما في النظريات السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.[14] وكما يقول: “إنّ نهضتنا هي نهضة أخلاق ومناقب في الحياة قبل كل شيء آخر”.[15]
ويرى سعاده أن هناك نوعين من الأخلاق يتصارعان في المجتمع: الأخلاق القومية الجديدة ونقيضها الأخلاق الرجعية الفاسدة، أو سمِّها المثالب الأخلاقية، المتفشية في المجتمع نتيجة خضوعنا لعصور التقهقر والانحطاط بعامل فقد السيادة القومية. يقول سعاده:
“إنّ أعظم بليّة حلَّت بالأمة السورية، نتيجة لعصور التقهقر والانحطاط بعامل فقد السيادة القوميّة، هي بليَّة الأمراض النفسية والانحطاط المناقبي، وقيام المصالح الخصوصية والغايات الفردية مقام مصلحة الأمة والغايات القومية، وتحجّر المصالح الخصوصية والغايات الفردية مقام مصلحة الأمة والغايات القومية، وتحجّر المجتمع السوري في قوالب الحزبيات الدينية المختلفة، فتفشّت في المتحد الاجتماعي المثالب الأخلاقية، وحلّت محل المناقب، فطغت نفسية الرياء والغش والتزييف والنفاق، يساعدها على الانتشار الجهل والفقر والذل التي تعرّض لها الشعب في سقوطه من سيادته وعزِّه”.[16]
- الأخلاق الرجعية هي انحطاط المناقب وإفلاسها وهي الانحدار إلى حضيض المثالب النفسية التي تقتل العزائم الصحيحة والمطامح النبيلة والرغبات السامية في الشعب وتؤدي إلى تلاشي “المناقب السامية والمعاني الجميلة والمرامي الخطيرة”[17]. أما الأخلاق القومية فهي سموّ المناقب وغناها. يقول سعاده: “نحن لنا أخلاقنا ولنا مناقبنا التي ترتفع بنا إلى أعلى درجات السمو”.[18]
سمات الأخلاق الرجعيّة: الذل التفكّك الفردية الانتهازية الضَّعف..
- الأخلاق الرجعيّة هي الضلال وفساد الحقيقة وانتشار القبائح والرذائل والمُثُل المنحطة والمثالب الهدّامة وركوب العار. وأسباب وجود هذه الأخلاق الرجعية تكمن في جهل المجتمع وتفككه وانحلال نظمه وانحطاط مستوى ثقافته وتهذيبه وتفشي الفوضى والنزعة الفردية فيه وذلك نتيجة خضوعه لسيطرة الاستعمار الأجنبي لأزمنة طويلة. أما الأخلاق القوميّة فهي الهدى وانتصار الحقيقة والسمو إلى العُلى بالقيم السامية والفضائل الجميلة. وهذه الأخلاق تنهض بتعاليم الوجدان القومي التي تقوي الارتباط الاجتماعي والإخاء القومي وتوحّد الأفراد وتولّد المحبة والتعاون والتضامن بينهم وتدفعهم للقيام بأعمال يُعبِّرون من خلالها عن مصلحة المجموع وعن حق الأمة وخيرها.
- الأخلاق الرجعية غايتها الإبقاء على حياة القبح والذل والعبودية والخنوع. أما الأخلاق القومية فغايتها الخير العام وتحقيق الحياة الجميلة، حياة العز والحرية والمجد. لذلك يقول سعاده: “إنّ كل مبدأ عام لا يكون الغرض منه خير الشعب وضمان وسائل تقدّمه نحو مثله الأعلى يكون عديم الفائدة”.[19] ويقول أيضاً: “نحن لا نعني بحركتنا لعباً وتسلية. نحن نعني بناءً جديداً” لا نرضى فيه إلا حياة الأحرار وأخلاق الأحرار.[20]
- الأخلاق الرجعية هي أخلاق قوم تعودوا على الخنوع والاستسلام والتسكع والعيش الذليل “وما أكثر العيش في الذل حولنا!”[21]، أما الأخلاق القوميّة الجديدة فهي أخلاق قوم يشعرون بالشرف الحقيقي والكرامة الفعلية ويسيرون على طريق العز والفلاح والمجد للأمة. “ويا لذل قوم لا يعرفون ما هو الشرف وما هو العار!”.[22]
- حَمَلةُ الأخلاق اللاقومية المنافقون والأنانيون والحقيرون في عيشهم يرتدون ثوب الذل ويعيشون في نطاق أنانيّاتهم الصغيرة مستعملين سلاح اللؤم والغدر ليقيموا “عظَمات” حقيرة أنانية. وعن هؤلاء يقول سعاده: “النفوس الميّتة لا تبالي بالحياة وقضاياها، ولا يهمّها غير إشباع شهواتها الحقيرة”.[23] أما نحن، حملة الأخلاق الجديدة، فإننا “نقتل العيش لنقيم الحياة. إننا أردنا حياة لا عيشاً”[24] لأننا آمنا ان “الحياة لا تكون إلا في العز، أما العيش فلا يفرّق بين العز والذل”.[25] و”نحن جماعة تقول إنّ العيش لا قيمة له. إنّ القيمة هي في المبادئ التي تمثّل نفوس الجماعة. إنّ القيمة هي في المبادئ الأخلاقية والمطامح السامية التي تفيض بها النفوس لا في الشؤون المادية من العيش ولا بأية قيمة من الحياة المادية”.[26]
- الأخلاق الرجعية هي أخلاق الكذب والرياء والنفاق والتضليل والفساد وهي مظاهر متفشية في المجتمع نتيجة غياب التفكير بالهناء العام وبخير المجموع ومصلحته. وكما يذكر سعاده: “لقد تعلمنا فيما مضى أن نهتم كثيراً بحياتنا الفردية وأن نحافظ كثيراً على جلودنا، وكانت نتيجة ذلك أننا أهملنا حياتنا العامة حتى دبّ فيها الفساد وملأها غلاً وغشاً وحقداً وبغضاً وحسداً ونميمة ورياء، وأصبح محيطنا كله يعجّ بالفساد ويضج”.[27] أما الأخلاق القومية فهي أخلاق الوضوح والصراحة والصدق والحق والخير والجمال، أخلاق تفكير عملي – إصلاحي اجتماعي يتناول المجموع وينعكس على الأفراد.
- الأخلاق الرجعيّة هي أخلاق البغض والكراهية والتخاذل والإستسلام والغدر والخيانة والحنث باليمين وفسخ العقود. اما الأخلاق القومية الجديدة فهي أخلاق المحبة والإخاء والتسامح والعطاء والمسؤولية الأخلاقية والالتزام المناقبي، أخلاق الصراع والتضحية والفداء.
- الأخلاق الرجعية قاعدتها هي: عدم الشعور بالمسؤولية إلا عن النجاح الخاص، لأن همّها الدائم هو همّ الحالة الفردية الذي يطلب النجاح الفردي وتحقيق الأغراض الخصوصيّة. أما الأخلاق القوميّة فقاعدتها: عدم الشعور بالمسؤولية إلا عن النجاح العام لأن همّها الدائم هو همّ الحالة القومية الذي يطلب تحقيق مطامح الأمة وخيرها.
- الأخلاق الرجعية هي أخلاق النفوس الضعيفة الذليلة التي تهرب من المسؤوليات و”ترتد عن الأمور العالية الصعبة”[28] لأنها أخلاق الوهن والخوف والجبن النفسي وذهاب الرجولة والتراجع وانعدام الثقة بالنفس واليأس الكلي. أما الأخلاق القومية الجديدة فهي أخلاق النفوس الصحيحة التي تعتمد مبدأ العمل الجدي و”تطلب دائماً الأسمى مهما يكن من أمر الصعوبات الحائلة دون بلوغه”[29] لأنها أخلاق الرجولة والبطولة والأمل والعزائم والثقة بالنفس والجرأة والشجاعة والمروءة والإقدام. لذلك يؤكد سعاده أن “العزائم الصحيحة لا توجد في النفوس التي غلبت مثالبُها مناقبَها”.[30]
هذه هي بعض سمات الأخلاق الرجعية التي تعرقل نهوض المجتمع وتقدّمه وتقابلها مزايا الأخلاق القوميّة الجديدة التي نسير بها لتحقيق حياة راقية تَجِدُ فيها الأمة حقيقتها الجميلة وتحقق طموحاتها السامية في الحياة. وحصيلة الصراع بين الأخلاق الجديدة والمثالب السائدة تكون إما بسحق المثالب وانتصار الأخلاق او بسقوط الأخلاق وانتصار المثالب. وعلى هذه النتيجة تتوقف حياة الأمة وتقدّمها. لذلك يقول سعاده: “نحن في حرب دائمة وعراك شديد في كل مكان. وستستمر هذه الحرب حتى يكون النصر الأخير”.[31]
المناقب الجميلة:
رأى سعاده “أن أزمة الأمة وأزمة الإنسانية هي، في العمق، أزمة مناقب”[i][32]، والنهضة القومية الاجتماعية جاءت بالمبادئ الأخلاقية الجديدة لإعادة تأهيل المجتمع السوري بسحق مثالبه الفاسدة وإحياء المناقب الجميلة وتحقيق حياة أجمل للأمة في عالم أجمل تسوده القيم الإنسانية والأخلاقية العليا. لذلك يؤكد سعاده ان “الحركة القومية الاجتماعية لم تنشأ لخدمة الموتى وإحياء المثالب، بل نشأت لإحياء المناقب الجميلة السامية وقتل المثالب لتحيا أمة عظيمة بأجيالها المتجددة بالتعاليم الجديدة المحيية”.[33]
حزب سعاده، إذاً، نشأ للقضاء على المثالب الأخلاقية التي تزِّيفُ حقيقةَ نفسيةِ الأمةِ الأصليةِ والتي تخدعُ الشبابَ وتُغرِّرُ بِهِم فيندفعونَ إلى حضيضِ المُثُل السفلى في خدمةِ القضايا الخسيسةِ والتشكيلاتِ الرجعية. ولأن هذا الحزب نشأ لإحياء المناقب الجميلة الكامنة في صلب عقيدته، فهذه الأخلاق الجديدة لم تبقَ كلمات على الورق، بل تجسّدت قيماً نضالية حية في أفعال القوميين الاجتماعيين وفاضت بها نفوسهم وفرضت حقيقتها على هذا الوجود وأمست روحاً جديدة مشبعة بالإيمان المعقلن والثقة بالنفس ومجبولة بقيم الحرية والواجب والقوة والعطاء ومتوثّبة للصراع ولمواجهة الصعوبات وللتضحية والبطولة المؤمنة والفداء. لذلك يقول سعاده: “في رسالات وخطب ومحاضرات عديدة وجهتها إلى القوميين الاجتماعيين أظهرت كم هو أساسي وضروري فهم العقلية الأخلاقية الجديدة التي تؤسسها تعاليم الحزب السوري القومي الاجتماعي”.[34] ويقول أيضاً:
نحن جماعة أخلاق، لأنه لا يمكن أن يقوم عمل عام، أو فردي ويواجه الصعوبات، إلا إذا كان له أساس من الأخلاق، فنحن جماعة عمل وصراع، لأننا في حقيقتنا جماعة أخلاق. لا تتناولنا الميوعة ولا تخيفنا الصعوبات، ولا تبلبل ضمائرَنا وأفكارَنا الصيحاتُ والزعقات. إن لنا من أخلاقنا قوة فعالة هي التي تدفعنا في هجوم على كل ما يقف في سبيل إرادة الأمة، أمة حية عظيمة لا يمكن أن تصير إلى الاضمحلال او الفناء او إلى القبر.[35]
التربية الصحيحة: الحرية الواجب النظام القوة
في ردّه على خطاب البطريرك الماروني عريضة عام 1938، دعا سعاده إلى “إعادة النظر في الشيء الكثير من أحوالنا الاجتماعية وتعديل شؤوننا الاجتماعية والاقتصادية وإيجاد التربية الصحيحة، خصوصاً التربية القومية التي تغرس الفضائل القومية في النفوس وتهيئ الأسباب الكافية لرفع المجتمع إلى مستوى أفضل من مستواه الحالي من الوجهة الاجتماعية والمناقبية. وهذا من جملة الشؤون الهامة التي تُعنى بمعالجتها الثقافة القومية، التي جاء بها الحزب السوري القومي الاجتماعي”.[36]
والجدير بالذكر، أن مهمة سعاده النهضوية لم تكن بالأمر السهل، بل اعترضتها صعوبات وأضاليل وعراقيل وإشاعات باطلة وتُهم زائفة واختلاقات خسيسة. “وكان الزعيم قد كرّس نفسه لتوحيد شعبه وإنهاضه وتحريره فاندفع في هذا السبيل مدركاً كل الإدراك وعورة المسلك وأن عليه أن يقتحم شباك الجواسيس ومعاقل الرجعيين وفخاخ النفعيين ولدغ السعاة، وألف ألف لون من ألوان الانحطاط المناقبي الذي أصاب الشعب السوريّ في زمن فقده سيادته القومية. فعمل عملاً، إذا قيس بأعمال أبطال الأمم الحية السابقة في الارتقاء عُدَّ معجزة من المعجزات النادرة”.[37]
المربي القومي الاجتماعي قدوة بالضرورة
ونتيجة ما شاهده سعاده في أحوالنا الاجتماعية من انحدار أخلاقي وفوضى في المناقب ومن تهدم نفسي وانعدام للقيم، أنشأ سعاده المؤسسات القومية الصالحة لحمل المبادئ الجديدة وشدّد على دور المؤسسات التربوية وعلى وجوب تربية الأحداث بالثقافة القومية الاجتماعية وعلى الاهتمام بنفسيتهم وتربيتهم في الفضائل السورية القومية الاجتماعية وفي مناقبية النهضة وتلقينهم “أمثلة في الأخلاق التي ترسم خططها تعاليمها وقدوة البطولة والاستقامة والثقة بالنفس واعتماد الحق ومقاومة الباطل وتعزيز الجمال والنبل، وسحق القبح واللؤم”.[38] وبرأي سعاده، لكي ينجح المربي القومي الاجتماعي بمهمّته الأساسية الخطيرة، مهمة التربية والتثقيف، ويقدر أن يكون معلماً الحقائق والفضائل القومية الاجتماعية، “يجب أن يكون هو نفسه عاملاً بمناقبية النهضة وسالكاً سلوكيتها، فيكون قدوة حيّة يرى الأولاد في تصرفه في كل أمر صغير أو كبير مُثُل الحرية والواجب والنظام والقوة ـ مثل كل ما تشتمل عليه هذه المبادئ من خير وحقيقة وجمال وسموّ”ـ[39]
مدرسة الأخلاق: الزعيم معلِّم بالقدوة
في مدرسة سعاده الأخلاقية يلتزم القوميون الاجتماعيون بالمسلكية الأخلاقية والواجب القومي ويتمرّسون بالقيم والمثل والمناقب الجديدة التي تصقل شخصيتهم السورية القومية الاجتماعية وتسيطر على جميع أعمالهم وأفكارهم فتنتزع من صدورهم القلوب الفاسدة وتضع لهم في مكانها “قلوباً جديدة تخفق بالإيمان والثقة والمحبة وفعل الواجب والتضحية”.[40]
والزعيم بصفته المعلّم الأول لمبادئ الحياة الجديدة، غرس في نفوس القوميين الاجتماعيين التعاليم المناقبيةَ والمثل العليا كالحرية والواجب والنظام والقوة وكان خيرَ مدرسةٍ في الإرشاد الأسمى وفي الأخلاق التي فيها جمال الحياة الإنسانية. وعبّرَ سعاده عن تمسكه بالأخلاق القومية الاجتماعية قائلاً: “إني لا أفرح بكثرة إلا إذا كانت صحيحة المناقب والأخلاق القومية الاجتماعية. كما أني لا أحزن لقلة إلا إذا كانت نتيجة فَقْدِ ذوي المناقب والأخلاق القومية الاجتماعية”.[41] لم يطلب من أبناء عقيدته شيئاً إلا فرضَه على نفسه لا بل تقدَّمهم به. فكان مثلاً أخلاقياً يُحتذى وكان معلّماً بالقدوة. وكانت ممارسته الحياتية ترجمة فعلية لما دعا إليه وتعبيراً مثالياً للقيمِ والمناقبِ التي قال بها والتي توّجها في آخرِ لحظة من حياته بقيمة الفداء. والزعيم “إذا كان قد تعرّض، من جراء عمله بتعاليمه، لأخطار مفاسد البيئة وخباثات أبناء النفسية القديمة، فهو قد أعطانا، بذلك، درساً عمليًّا في أنّ تعاليمنا هي حقيقة لا رياء، وأنّ عملنا بها كما علّمنا في محاضرات كثيرة، هو جوهر قضيتنا”.[42]
ومدرسة سعاده لا مكان فيها للشوائب التي يمكن أن تشوّه وجه الأخلاق وقيم الحياة وإيمان الأمة لأن هذه المدرسة عنوانها الأخلاق الصحيحة التي تُمارس في كل شأن من شؤون المجتمع. فهذه الأخلاق ليست عنواناً جذاباً تُكتب عنه المقالات والدراسات والنظريات، بل هي سلوكٌ مناقبيٌّ يُمارس في حياتنا وضرورة ماسة في كل أعمالنا وخططنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والحربية وبدونها لا يمكن لنظامنا، او لأي نظام آخر، أن يكتب له أن يبقى.
المسلكية الأخلاقيّة: قوة النهضة وسر التقدم
من المعروف أن القوميين الاجتماعيين مَدعُوّون إلى التمتع بمسلكية أخلاقية عالية تشددّ عليها تعاليم سعاده المناقبية وتصونها أنظمة الحزب وقوانينه. وهذه المسلكية التي يتربى عليها أعضاء الحزب القومي ويجّسدونها بتصرفاتهم وأعمالهم، أكدَّ عليها سعاده، إذ قال:
نحن قد وجدنا حقيقة الأمّة وأوجدنا فوق ذلك مسلكية أخلاقية جديدة تكفل جعل هذه الأمّة في المستوى من العزّ والشرف الجدير بمن يحمل هذه الأخلاق. نحن قضينا على الميعان وأثبتنا للشعب أنّه ليس بالاحتيال ولا بما يسمّونه دهاء ولا بالمكر ولا بالخديعة تنهض الأمم وتقوم قضايا الأمم، بل أثبتنا أنّه بالأخلاق الصحيحة والصراحة الكلّية وبالإرادة الصراعيّة، بهذه الأمور تقوم الأمم وتنهض القوميات.[43]
وفي كثير من شروحاته وتوجيهاته، كان سعاده يشدّد على القوميين الاجتماعيين بأن يسلكوا في حياتهم بموجب الأخلاق القومية العالية ومزاولة الفضائل الجميلة، وقد قال: “إذا سارَ قومي اجتماعي على الطريقِ فيجب أن يعرف الناسُ بأن سورياً قومياً يسير”. وشنَّ سعاده حرباً عنيفة على رذائل عهد الانحطاط التي تشكل عائقاً كبيراً لنهوض المجتمع وارتقائه وكان شعاره: “حارب الرذيلة حيثما التقيتها، لا تنفك عنها حتى تجهز عليها”.[44] وسعاده حارب الفردية القبيحة والحرية الفوضوية وأخلاق البلبلة والحقد والبغض والغدر والمنافسات والخصومات والمماحكات والخيانات وكل المثالب الاجتماعية ودعا “لمحو الفاسد في جميع القضايا”[45] لكي تقوى الأخلاق وتترسّخ في المجتمع وتدفع به باتجاه الارتقاء لأن ضعفها يؤدي حتماً إلى استفحال قوة المثالب وانتشارها، فيبقى المجتمع في حالة زرية سائراً إلى التقهقر والهزيمة والهلاك. المثالب تؤدي إلى اليأس والهلاك، أما الأخلاق فتؤدي إلى خلود أهل الحياة والاجتماع الإنسانيين. وسعاده يؤكد: “هذا الخلود يكون بالعمل على استمرار الفضائل الباقية في جسم المجتمع، فضائل خير المجتمع ورقيه والاقتراب من مثله العليا بالعمل في جرأة وعزم والتضحية وفعل الواجب القومي والمحافظة على الأخلاق القومية كالإخلاص والصدق والمروءة واحترام النفس والثقة بالنفس”.[46]
غاية التعاليم النهوض بالأمة
والأخلاق القومية الاجتماعية نجدها في كل تعاليم سعاده وأقواله. فهي تعاليم غايتها النهوض بالأمة والسير بها إلى مراتب العز والتقدم. لذلك يؤكد سعاده: ” أنّ نهضتنا ليست نهضة مظاهر رياء بل نهضة مناقب حياة جديدة تريد أن تسير بالأمة على جثث مثالب الحياة العتيقة إلى المجد”.[47]
وإليكم بعضاً مما قال به ودعا إليه في حياته:
سعاده قال بالحرب على الحقد والبغض والغدر وكل الأمراض النفسية والمثالب الاجتماعية داعياً إلى التسامح والإخاء القوميين وإلى العطاء و”التضحية الفردية في سبيل خير المجتمع”.[48]
سعاده القدوةُ دعانا لأن نكون حرباً على النزعة الفرديّة وغاياتها وعلى المآرب الخصوصية ونفسية التسوية بينها وبين القضية القومية والغاية العظمى، كما دعانا إلى محاربة الانحطاط المناقبي المتفشي في أوساط الشعب بعد عصور من الخمول والاستعباد، مشدِّداً علينا العمل بجوهر الأخلاق القومية الجديدة لأن “كل نظام يحتاج إلى الأخلاق، بل إن الأخلاق هي في صميم كل نظام يمكنُ أن يكتبَ له أن يبقى”.[49]
سعاده القدوةُ حارب الخيانةَ وأوصانا بالقضاء عليها أينما وُجِدتْ. وحارب البلبلةَ والأفكارَ الهدامةَ وكلَ أنواعِ الفوضى وعناصر الفسادِ وقال: “لا بأس ان نكون طغاةً على المفاسد”.[50]
سعاده هاجم النفعية الفردية التي تتلاعب بآلام الشعب وتتاجر بأحزانه ورفض سياسة الغايات الخصوصية وتجويع الناس. وقال: “إنّ سياسة الاستهزاء بأماني الشعب وآماله، واحتقار آلامه، ودوْس يقينه ورجائه، والمرور عليهما إلى الغايات الشخصية والمرامي الخصوصية، هي سياسة أحتقرُها”.[51]
وسعاده رفض سياسة الزندقة والثعلبة والنفاق وقال: “إنّ السياسة الواحدة الوحيدة التي أعرفها هي سياسة الحق والصراحة لهذا الشعب، وهي سياسة تعليمه وإفهامه حقيقة وضعه، حقيقة داخليته، وحقيقة القوى الكامنة في نفسه، ليرتقي إلى المجد الذي يستحق الوصول إليه”.[52]
سعاده راهن على أصالة الأمة السورية وحقيقتها ودعانا إلى الإيمان المطلق بهذه الأمة وبمواهبها وقال: “إن فيكم قوةً لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ”.[53]
سعاده دعانا أيضاً إلى ان نثقَ بأنفسنا لأن “الثقةَ بالنفسِ، كما يقولُ، “كانت ولا تزالُ وستظلُ العدّةَ التي لا يقومُ شيء في العالمِ مقامَها في حياة الأمم”.[54]
سعاده لم بأبه للشدائد والأهوال ولا لسقوط الفاشلين وثرثرة المسهتزئين والمشككين بقدرة الأمة وعظمتها، ودعا القوميين الاجتماعيين للتمسك بإيمانهم القومي الاجتماعي الذي هداهم إلى الحق، وللصبر على الشدائد والمكاره وقال لهم: “إنّ طريقنا طويلة لأنها طريق الحياة. إنها الطريق التي لا يثبت عليها إلا الأحياء وطالبو الحياة. أما الأموات وطالبو الموت فيسقطون على جوانبها”.[55]
سعاده واجه الخنوعَ والخوفَ والجبنَ النفسيّ قائلاً للقوميين: “إذا كنتم ضعفاء وقيتُكم بجسدي وإن كنتم جبناءَ أقصيتُكم عني وإن كنتم أقوياءَ سِرتُ بكم إلى النصر”. كم أوصى بعدم التخلي عن طريق البطولة الواعية ولا بالركون إلى طريق المساومة الغرَّارة. وقال: “إن أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على الأمم الحية فلا يكون لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة..”.[56]
في الخلاصة، نؤكد أنه منذ نشوء الحركة السورية القومية الاجتماعية كحركة منظمة للفكر والقول والأعمال، استيقظت النفسية السورية الأصلية وظهرت بمظهر قوة حقيقية مبدعة، قوة فاعلة تعتمد على نفسها ومواهبها وتصبو لتحقيق مقاصدها الكبرى وبلوغ مثل عليا جديدة. منذ ذلك الوقت بدأ الصراع بين عقليتين متناقضتين: عقلية رجعية اتكالية مستسلمة تمثّلُ البيئة اللاقومية المريضة بمثالبها وانحطاط أخلاقها وانعدام مثلها وخطط تفكيرها الانحطاطي في قضايا الحزبيات الدينية والمصالح الخصوصية والسياسية القبلية والعائلية، وترمي إلى قتل الحياة السورية وطموحها، وعقلية أخلاقية جديدة تعبّر عن إرادة الحياة والخير الأسمى للمجتمع، عقلية تعتمد تفكيراً تقدمياً صحيحاً هو تفكير الحياة الجديدة والقضايا الصحيحة وتريد أن تشق للأمة طريقاً إلى قمم الحرية والعز وتثبت حقها في الحياة وأهليتها للتفوق وبلوغ الغايات السامية والمثل العليا التي تصبو إليها.
المعركة دائرة بين هاتين العقليتين وتفكيرهما. وعلى النتيجة التي ستسفر عنها هذه المعركة يتوقف مصير الأمة وأجيالها إلى العز والسعادة أو إلى الذل والعبودية.
[1] “نطاق من الحديد والنار”، منشورة في (أنطون سعاده في مغتربه القسري)، الآثار الكاملة، الجزء 6 (1939)، ص 131.
[2] سعاده، المحاضرات العشر، ص 177.
[3] سعاده، المحاضرات العشر، ص 178.
[4] “إمتطاء العموميات إلى الخصوصيات”، الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 68، 15/10/1943. منشورة في (أنطون سعاده في مغتربه القسري)، الآثار الكاملة، الجزء 11 (1943)، ص 86.
[5] سعاده، المحاضرات العشر، ص 178.
[6]سعاده، المحاضرات العشر، ص 111.
[7] سعاده، المحاضرات العشر، ص 111.
[8] ملحق رقم 1، خطاب الزعيم في عين زحلتا 30/06/1948، صدى الشمال ـ صوت الجيل الجديد، بيروت، العدد 59، 8/7/1959
[9] أنطون سعاده، الآثار الكاملة، الجزء 2 (1932-1936)، ص 18.
[10] أحمد أمين، كتاب الأخلاق، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2011، ص
[11] ملحق رقم 9، خطاب الزعيم في اللاذقية، 23/11/1948.
[12] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – مرحلة ما قبل التأسيس – الجزء الأول، 1921-1932، ص 233.
[13] أنطون سعاده، الآثار الكاملة، الجزء 2 (1932-1936)، ص 19.
[14] سعاده، “الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يقبل المثالب”، الزوبعة، بويُنس آيرس، العدد 79، 12/8/1944. منشورة في أنطون سعاده في مغتربه القسري، الآثار الكاملة، الجزء 12 (1944-1945)، ص 23.
[15] إعلان وإيضاح العلاقة مع جبران مسوح، الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 82، 4/11/1944.
[16] صناعة العقائد المزيّفة (1) مثالب الذل والخداع، الجيل الجديد، بيروت، العدد 16، 27/4/1949
[17] بدء عام جديد، الزوبعة بوينُس آيرس، العدد 80، 4/9/1944
[18] ملحق رقم 2 – خطاب الزعيم في بزبدين، النظام الجديد، دمشق، الحلقة 11، 1/10/1950.
[19] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – مرحلة ما قبل التأسيس – الجزء الأول، 1921-1932، ص 231.
[20]سعاده، المحاضرات العشر، ص 167.
[21] سعاده في أول آذار(1956)، ص 101.
[22] رسالة البابا الأخيرة – نفوذ اليهود في الفاتيكان”، الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 80، 4/9/1944.
[23] الأفعال والحقائق تتكلم، الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 65، 1/9/1943.
[24] سعاده في أول آذار (1956)، ص 101.
[25] المرجع ذاته.
[26] ملحق رقم 9، خطاب الزعيم في اللاذقية، 23/11/1948.
[27] أنطون سعاده، الآثار الكاملة، الجزء 2 (1932-1936)، ص 18.
[28] ضعف الإدراك من نقص العقل، (الزوبعة)، بوينُس آيرس، العدد (26)، 15/8/1941.
[29] المرجع ذاته.
[30] دروس قومية إجتماعية – اليمين، الزوبعة، بيونس آيرس، العدد 65، 1/9/1943.
[31] أنطون سعاده في مغتربه الفسري 1941، الآثار الكاملة، الجزء 8، ص 54.
[32] ربيعة ابي فاضل، أنطون سعاده الناقد والأديب المهجري، مكتب الدراسات العلمية، لبنان، 1992، ص 216.
[33] سعاده، “الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يقبل المثالب”، الزوبعة، بويُنس آيرس، العدد 79، 12/8/1944. مغتربه القسري، الآثار الكاملة، الجزء 12 (1944-1945)، ص 26.
[34] سعاده، المحاضرات العشر، ص 178.
[35] ملحق رقم 8، خطاب الزعيم في حلب، 23/11/1948.
[36] سعاده، مختارات في المسألة اللبنانية 1936-1943، سلسلة النظام الجديد 1، ص 147.
[37] أسباب وأسباب أيضاً وأيضاً، سورية الجديدة، سان باولو، العدد 108، 12/04/1941.
[38] محاضرة الزعيم في مؤتمر المدرسين، النظام الجديد، المجلد 1، العدد 5، يوليو/ تموز ـ أغسطس/ آب 1948
[39] المرجع ذاته.
[40] إلى مديرية خوخوي، صدر عن مكتب الزعيم، 13/2/1946.
[41] سعاده، “الحزب السوري القومي الاجتماعي لا يقبل المثالب”، الزوبعة، بويُنس آيرس، العدد 79، 12/8/1944. مغتربه القسري، الآثار الكاملة، الجزء 12 (1944-1945)، ص 24.
[42] النهضة القومية تدخل سنتها الثالثة عشرة، الزوبعة بوينُس آيرس، العدد 83، 22/1/1945.
[43] ملحق رقم 9، خطاب الزعيم في اللاذقية، 23/11/1948.
[44] سورية الجديدة، سان باولو، العدد 65، 11/5/1940.
[45] سعاده، المحاضرات العشر، ص 23.
[46] كلمة الزعيم – في مأتم والدة الرئيس نعمة ثابت، النهضة، بيروت، العدد 99، 11/02/1938.
[47] النهضة القومية تدخل سنتها الثالثة عشرة، الزوبعة بوينُس آيرس، العدد 83، 22/1/1945.
[48] أنطون سعاده، الإسلام في رسالتيه: المسيحية والمحمدية،الطبعة الرابعة، بيروت، 1977، ص 87.
[49] أنطون سعاده، المحاضرات العشر، ص 177.
[50] المرجع ذاته، ص 24.
[51] خطاب الزعيم في بيت مري، 19/10/1947.
[52] المرجع ذاته.
[53] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – الجزء الثالث 1937، ص 54.
[54] أنطون سعاده، الآثار الكاملة – مرحلة ما قبل التأسيس – الجزء الأول، 1921-1932، ص 233.
[55] خطاب الزعيم إلى القوميين، الزوبعة، بوينس آيرس، العدد 32، 15/11/1941.
[56] أنطون سعاده، المحاضرات العشر، ص 25.