بمناسبة يوم القدس، وبدعوة من “اللجنة الشبابية والطلابية لنصرة القضية الفلسطينية”، أقيم احتفال في عين المريسة ـ بيروت حضره وفد مركزي من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، عميد الخارجية غسان غصن، عميد التربية والشباب إيهاب المقداد والعميد مسؤول الملف الفلسطيني وهيب وهبي إضافة إلى حشد من القوميين والطلبة. كما حضر مسؤولو المنظمات الشبابية في الأحزاب اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية.
كلمة التقديم
استهلّ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ثم ألقى الطالب القومي موسى شيباني كلمة التقديم، وفيها قال: عند بحر بيروت التي ظنّ العدو أنها ستكون لقمة سائغة، نلتقي اليوم بمناسبة يوم القدس لنؤكد تمسكنا بعقيدة المقاومة.
المقاومة التي تمكنت وحدها من تطهير هذه العاصمة من دنس الاحتلال في العام 1982، هي ذاتها التي ستحرر القدس وتعيدها موحدة إلى سيادة الأمة عاصمة لفلسطين كما كانت تاريخيا وكما ستبقى أبدياً.
أضاف: ليس لفلسطين سوى مفتاح واحد يأتي على شكل بندقية. فالصراع فيها لم يكن يوماً صراع حدود، بل هو صراع وجود بكلّ ما تحويه الكلمة من معنى، صراع لا يثبت فيه إلا كلّ مؤمن بحق هذه الأمة التاريخي في فلسطين.
المنظمات الشبابية اللبنانية
وألقى كلمة المنظمات الشبابية اللبنانية القيادي في التعبئة التربوية في حزب الله الدكتور قاسم حيدر الذي قال: تداعينا اليوم في اللجنة الشبابية لدعم فلسطين لنحيي يوم القدس العالمي الذي أطلقه الإمام الخميني يوم اجتماع كلمة الأمة والأحرار في العالم نصرةً للقدس وفلسطين.
أضاف: من هنا من بيروت، بيروت العروبة، بيروت المقاومة، بيروت التي لم تبخل يوماً في نصرة فلسطين والقدس. أتينا اليوم لنعاهد القدس أننا كشباب لبناني وفلسطيني سنكون في صلب المعادلة التي أطلقها قائد المقاومة السيد حسن نصرلله أنّ المساس بالقدس سيشعل حرباً إقليمية، وهذا ما أكد عليه قادة فصائل المقاومة بالأمس، ونحن سنكون ضمن قوافل المجاهدين اللذين سيعبرون الحدود ويدوسون على جثث جيش كيانهم المؤقت، نعم سنعبر وسنصلي في القدس باذن الله.
وتابع: نقول لكلّ المهرولين للتطبيع مع الكيان الزائل وأصحاب الصفقات على حساب القدس، سيكون هنالك شرق أوسط جديد خالٍ من الكيان الصهيوني وستكون الكلمة العليا فيه لأحرار هذه الأمة.
وتوجّه حيدر باسم المنظمات الشبابية اللبنانية والفلسطينية في اللجنة الشبابية لدعم فلسطين بتحية إجلال وإكبار للشباب الفدائيين الاستشهاديين في فلسطين أبطال عمليات بئر السبع، والخضيرة ولن تكون آخرها تل أبيب، هؤلاء الشباب أثبتوا أنّ هذا الكيان كيانٌ هش وأوهن من بيت العنكبوت، كما أكدوا أنّ شباب فلسطين من البحر إلى النهر خيارهم مقاومة وقرارهم طرد المحتلّ وتحرير كلّ تراب فلسطين.
كما نتوجه بالتحية لأبطال جنين والضفة والمرابطين في المسجد الأقصى والتحية كلّ التحية للأسرى الصابرين الصامدين. وسلام الله على المجاهدين المرابطين على الثغور على امتداد فلسطين المحتلة.
المنظمات الشبابية الفلسطينية
وألقى كلمة المنظمات الشبابية الفلسطينية نائب رئيس رابطة بيت المقدس لطلبة فلسطين محمد الحاج موسى الذي قال: عندما تحدث د. فتحي الشقاقي رحمه الله عن يوم القدس العالمي قال: في التوقيت الذي ألهمه الله للخميني العظيم، يلتقي الزمان بالمكان. الزمان واحد من أيام الله العظيمة. واحد من ليالي القدر وفتح مكة وانتصار بدر الخالد.. الزمان سبب من أسباب النصر والمكان بيت المقدس الأرض التي باركها الله. ولكنها تصرخ اليوم من وجع الهزيمة والتفريط والتخاذل.
أضاف: هكذا يلتقي الزمان وهو يحمل سبباً من أسباب النصر. بالمكان الموجوع، المقهور والمتألم ولكنه أيضاً يتهيأ للوعد. وعد الله للمؤمنين بدخول بيت المقدس ظافرين منتصرين. حتى تكون القدس لا «أورشليم»، وحتى يكتمل مشهد النصر الإلهي، سيبقى يوم القدس العالمي فاصلاً بين نهجين…
الأول يوجّه بوصلته نحو القدس، ويصوّب بندقيته نحو الكيان الغاصب للقدس، ويريد أن تكون كلّ البلاد فلسطين، وكلّ الأيام للقدس، ويتوق إلى رؤية كلّ الأمة عزيزة، ويزرع كلّ الأرض مقاومة.
والثاني يوجّه بوصلته إلى كلّ الاتجاهات ما عدا القدس، ويصوّب بندقيته إلى كلّ الأماكن، ما عدا الكيان الغاصب، ويُريد أن تُحذف فلسطين من الجغرافيا، ويُحذف يوم القدس من التاريخ، ويتوق إلى رؤية كلّ الأمة ذليلة، ويزرع كلّ الأرض مساومة.
قبل أيام كان يوم الأسير الفلسطيني:
فـ يا ابن أُمي
الأسرى ليسوا إحصائيةَ مصنعِ كبريتْ
لا تحفَظْ رَقماً
غُص في قاعِ الزنزانة
اِسألْ كل أسير عن قصتهِ
وابحثْ عمّا لم يُحكَ
اِقرأ وحشةَ غُرفتِهِ
بَرْدَ سريرهِ،
اِقرأ هزل الجَسد
برود الأطَراف
العنفوان
ثبات الرجال
اِسمع دموع الأمهات
لا تحفظ رقماً
غُص في القَاع
وأبحث عن طريقة…
ختاماً صوّبوا قلوبكم شطر الشهداء وانظروا الطريق فهناك الأجوبة، ولنعلم بأن معادلة الدم هي الأكثر وضوحاً في بيان الحق وشحذ الهمم وتثبيت الأقدام في ميادين المواجهة…
معادلة الدّم هي أنقى ما تُسقى به الروح التي تقاتل «فينا»، هي سرّنا المُعلن منذ آلاف السنين حتى قيام الحقّ، واعلموا، وليعلم العالم، نحن ابناء الأرض المقدسة، اللاجئون العائدون حتماً، ننتمي لدماء الشهداء، ونحمل الجرح والملح والأمل، نؤمن بالبندقية حلاً وحيداً، وسنقاتل حتماً قريباً كتفاً الى كتف مع اخواننا في غزة النموذج العظيم، وجنين البطولة، وكلّ اخواننا على امتداد الأرض المقدسة.
كلمة «القومي»
وألقى كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي عميد الخارجية غسان غصن، ومما جاء فيها:
يخطئ من يظنّ أننا اليوم في حضرة يوم القدس، لأننا نؤمن بأن للقدس كلّ أيام السنة بل كلّ أيام العمر.
والقدس في عقيدتنا لا تعني فقط العاصمة التاريخية والأبدية لفلسطين، إنما هي حيفا ونابلس وغزة، هي يافا ورام الله وخان يونس، هي الجليل وجنين ورفح، هي أمّ الفحم والخليل ودير البلح.
باختصار قدسنا هي كلّ فلسطين من رأس الناقورة شمالاً إلى أم الرشراش جنوباً، ومن البحر السوري غرباً إلى نهر الذي تعمّد فيه الفدائي الأول شرقاً.
أضاف غصن: بدعوة من الحملة الشبابية والطلابية، نقف اليوم في بيروت عاصمة المقاومة التي أهدت ابنها الشهيد خليل الجمل إلى المقاومة الفلسطينية عربون انتماء وفداء،
في بيروت التي كانت رصاصات فلذة كبدها الشهيد خالد علوان عند مقهى الويمبي في شارع الحمراء كفيلة بإنهاء الإحتلال اليهودي للمدينة في العام 1982.
رصاصات من مسدس أهداه الأمين عبد الله سعاده إلى الشهيد علوان كانت كفيلة بأن تجعل من قوات الاحتلال الصهيوني يصرخون عبر مكبرات الصوت «يا أهل بيروت لا تطلقوا النار، إننا منسحبون».
وتابع: نقف انتصاراً لعاصمة الأرض وقبلة المقاومين، للقدس التي أثبتت على مدار السنين والعقود والقرون أنها بوصلة الحق بكل تفاصيله.
ولأنها كذلك، فنحن هنا نجدّد ما قاله مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده في خطاب العودة بتاريخ 02/03/1947 عندما قال:
«لعلكم ستسمعون من سيقول لكم إنّ في إنقاذ فلسطين حيفاً على لبنان واللبنانيين وأمراً لا دخل للبنانيين فيه. إنّ انقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم، كما هو أمر فلسطيني في الصميم. إنّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها، هو خطر على جميع هذه الكيانات».
القدس التي يخوض أبناؤها مثلهم مثل كلّ أبناء شعبنا الفلسطيني حرب الوجود في مواجهة عصابات الإحتلال. يقاومون بكلّ الوسائل طعناً ودهساً، قتالاً واستشهاداً، ينقذون شرف الأمة جمعاء، يردّون إلى الأرض وديعة الدم، ويعبّدون الطريق لتحقيق انتصار تاريخي طال انتظاره.
قدسنا اليوم بكلّ تفاصيلها تؤكد أنها لا تقبل القسمة إلا على واحد، فهي لا تحتمل هويتين بل واحدة، هوية هذه الأمة بتعاقب أجيالها السابقة والحالية والقادمة.
قدسنا لا تقبل لها أهلاً سوانا،
قدسنا توقن حق اليقين أننا شعبها وفدائيّوها وحُماتها، لذلك فهي عندما تنام قريرة العين لأنها تعلم حق العلم أننا لن نخذلها مهما بلغت التضحيات.
ما بين بيروت قاهرة الاحتلال، والقدس التي في ساحاتها ستكون النهاية الأبدية لكيان العدو، قصة مقاومة وجهاد ستستمرّ حتى نرفع فوق أسوار بيت المقدس علم فلسطين بألوانه الأربعة. عندها سترتاح نفوس تسامت فوق آماد المنون، سبقتنا إلى الإستشهاد، وستطلّ علينا من عليائها لتحتفل معنا بعيد النصر الذي بات قاب قوسين أو أدنى.
بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبها الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظلّ هتافنا من بيروت يدوّي لتحي فلسطين.
27/4/2022