إحياء الذكرى الـ61 لمجزرة صندلة بالداخل الفلسطينيّ
استشهاد 15 طفلاً عائدين من المدرسة بانفجار لغمٍ زُرِع في طريقهم عمدًا
“رأي اليوم” – من زهير أندراوس
أحيت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وهي أعلى هيئةٍ تمثيليّةٍ لفلسطينيي الداخل، ولجنة الحريّات المنبثقة عنها، واللجنة الشعبية لقرية صندلة، الذكرى الـ 61 لمجزرة صندلة، التي راح ضحيتها 15 طفلاً عائدين من المدرسة بانفجار لغم زرع في طريقهم قصدًا، وقال رئيس المتابعة محمد بركة، إنّ قانون القومية هو الترجمة الدستوريّة لمجزرة صندلة، وكلّ المجازر بحقّ شعبنا، ليقول إنّ قتل الفلسطيني شرعيّ ومقبول.
وقد انطلقت المسيرة بمشاركة العشرات من أبناء القرية وأعضاء لجنة المتابعة، من مسجد القرية نحو المقبرة حيث أضرحة الشهداء الـ 15، وألقيت كلمات تولّى عرافتها وائل عمري، فيما رحب الحاج مصطفى عمري ابن القرية بالحضور داعيا لإحياء الذكرى سنويًا.
وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في كلمته، إنّ هذه المجزرة مرّت من دون محاسبة المجرمين، تمامًا كما جرى مع مجزرة كفر قاسم التي وقعت في العام 1956، وراح ضحيتها 49 شهيدًا، إذْ تمّ الحكم على المجرم شدمي بدفع غرامة قرش واحد، وتاليًا وقعت مجزرة يوم الأرض في العام 1976، حين سقط 6 شهداء، ثم مجزرة هبة القدس والأقصى التي راح ضحيتها 13 شهيدًا، وبين مجزرة ومجزرة سقط عشرات الشهداء من جماهيرنا العربية الصامدة في وطنها، على حدّ قوله.
وتابع بركة، أنّ هذا يعني أنّ هذه الدولة تتعامل مع قتلنا كأمرٍ شرعيٍّ ومقبولٍ عليها، ففي 19 تموز 2018 سنّ الكنيست الإسرائيلي قانون القومية، هو الترجمة الدستورية لمجزرة صندلة، ومجزرة كفر قاسم ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى، ولتبرير قتل كل شهدائنا. فهذا القانون، شدّدّ بركة، جاء ليقول إنّه لا مكان ولا مكانة لشعبنا الفلسطيني في وطنه، وأنّ المواطنة لليهود فقط، والإقامة لليهود فقط، بينما العرب هو خارج الكيان والكينونة وخارج المكان والتاريخ والحقوق.
ودعا بركة إلى أوسع مشاركة وتجند تام للإضراب العام الذي سيكون في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ويشمل الكلّ الفلسطيني، ضدّ قانون القومية، وهو إضراب يشمل كلّ شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده في الوطن وخارجه، ليشهر قامته ووجوده وحقه وثباته على موقفه وعلى حقوقه.
وقال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا الشيخ كمال خطيب، إنّ ذكرى مجزرة صندلة الـ 61 تصادف الذكرى الـ 36 لمجزرة صبرا وشاتيلا، التي حصدت أرواح آلاف الشهداء، واستمرت أيامًا، وقع فيها قتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، وجرى محاصرتهم حتى تعفنت أجسادهم، مضيفًا في الوقت عينه: نذكر جيّدًا تلك المشاهد، فكما تمّ دفن شهداء من أطفال صندلة بأكياس لأنّ أجسادهم تشوهت، كان أيضًا الحال في صبرا وشاتيلا.
وقال خطيب، إنّ عقلية المجزرة منغرسة في الصهيونية، وعقول الصهاينة الذين يلاحقون شعبنا أينما وجد، كما يجري أسبوعيًا في الأشهر الأخيرة في قطاع غزة، في مسيرات العودة، فقبل أيام قليلة قتلوا طفلاً ابن 12 عامًا، وأمثاله في عمر الزهور يلهون.
وخلُص خطيب إلى القول إنّ “عقلية الصهيونيّة الإجراميّة لا تميز بين طفل وشيخ وامرأة ورجل، ولكن هم يعلمون أننّا لا يمكن أنْ ننسى، فهؤلاء الأطفال الذي يلهون حولنا الآن، غرست في أذهانهم قصة استشهاد أطفال صندلة، وهذا أكبر إثبات على أننا لن ننسى، وفي العام 1948، كنا 153 ألفًا، واليوم نزيد عن مليون ونصف المليون، وهذا إثبات صمود”.