الرئيسةتقارير

إبراهيم مصطفى: سناء محيدلي.. حين تحوّل الفجرُ إلى انفجارٍ من الأمل والمقاومة

 

لم تكن تنقصنا القصائد، كانت تنقصنا سناء…
لم تكن ترتّب الحروف في دفاترها، بل رتّبت موعداً مع الخلود…
كانت في السابعة عشرة، والموت أمامها لم يكن نهاية، بل ولادةً جديدة في حضن الوطن.
عنقون أنجبتها، وجزّين احتضنت وصيّتها الأخيرة…
في التاسع من نيسان 1985، لم تهتف بالشعر، بل كتبت بدمها نشيداً لا يزال يتردّد:
“أنا لستُ أقلّ من أيّ رجل… الوطن لي كما له، والكرامة لا جنس لها.”
سناء لم تقاتل بندقية ببندقية، بل قاتلت بعقيدة أصيلة…
حملت جسدها المفخّخ بالإيمان، واقتحمت قافلة العدو، لا لتُقتل، بل لتُقيم فينا…
في الجنوب، كلّ الطرق تؤدّي إلى الشمس… وسناء كانت أول من مشى نحوها دون أن يرمش لها جفنٌ.
وصيّتها ليست ورقة، بل راية،
صورتها ليست ذكرى، بل وجه جنوبٍ لا ينسى، لا يخاف، لا يساوم، بل يقاوم…
في عينيها كان الوطن، وفي ابتسامتها وعدٌ بأنّ المقاومة لا تموت.
نكتب عن سناء، لا لنمدحها… بل لنُدين تقصيرنا أمام عظمتها…
نكتب لنعتذر، لأننا ما زلنا نظنّ أن الشهادة خبر… لا قرار.
نكتب لنُذكّر من نسي، أن بيننا من سبقنا إلى المجد، بصمت، ببساطة، بثقة.
سلام عليكِ يا من فجّرتِ الصمت،
سلام على زهرة قاومت بملح الأرض لا بمنابرها،
سلام على من قالت: “الحرية لا تحتاج إلى عمر، بل إلى موقف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى