لقاء للأحزاب والفصائل رفضا لصفقة القرن والكلمات أكدت انّ المقاومة وحدها قادرة على إعادة الحقوق المهدورة
نظمت الأحزاب والقوى والوطنية اللبنانية والفصائل والقوى الفلسطينية لقاء موسعاً في فندق «رامادا بلازا» – الروشة، رفضاً لصفقة القرن، واستنكاراً «للقرارات الأميركية المنحازة إلى العدو الصهيوني». وحضر اللقاء رؤساء وقيادات في الأحزاب والقوى والوطنية اللبنانية والفلسطينية ورجال دين.
الراسي
بداية، النشيدان الوطني اللبناني والفلسطيني، ثم تحدث ممثل تيار «المردة» منسق لقاء الأحزاب النائب السابق كريم الراسي، فأكد أنّ «فلسطين كانت وستبقى البوصلة الأساسية»، معتبرا أنّ «صفقة القرن هي الوجه الجديد لوعد بلفور، بحيث يخلق هذا الإعلان الجديد خارطة طريق للمشاريع الأميركية في المنطقة وتدفع الى المزيد من الإنقسام بين الشعوب العربية».
قبلان
بدوره، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أنّ «فلسطين أمانة في أعناق الجميع ولا يحق لأحد أن يفرّط بها»، مشيراً الى أنّ «تاريخ المقاومة كسر هيبة المستعمر المتصهين»، مؤكدا أنّ «المعادلة اليوم هي المواجهة والمقاومة من دون تردّد». وأكد أنّ «دماء الشهداء التي بذلت في سبيل فلسطين، ستنتصر في النهاية لتعود القدس منبراً للأبرار والشرفاء».
زاسيبكين
ولفت السفير الروسي ألكسندر زاسيبكين، الى أنّ «إعلان صفقة القرن يتطلب الكثير من الدراسة والمراقبة، خاصة في ظلّ محاولات الولايات المتحدة تقويض الشرعية الدولية»، مؤكداً وقوف بلاده الى جانب الشرعية الدولية والقرارات والدولية التي تؤكد على الحقوق الفلسطينية في فلسطين».
سركيس
وشدّد ممثل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الأب فادي سركيس على وقوف البطريركية الى جانب الشعب الفلسطيني.
غونزاليس
من جهته، حيا سفير فنزويلا خيسوس غونزاليس باسم الرئيس مادورو الحضور، وتلا بياناً أصدرته بلاده وأكدت رفضها «حكومة وشعباً لصفقة القرن لأنها تضرّ بحقوق الشعب الفلسطيني الشجاع»، مشدّدة على أنها «كانت ولا تزال تدافع عن الحقوق الفلسطينية وفقاً للقرارات الدولية التي تؤكد على الحق الفلسطيني في أرض فلسطين والقدس». واعتبرت أنّ «صفقة القرن تهدف الى الإعتراف بتهويد الأراضي الفلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية»، مناشدة المجتمع الدولي «الوقوف في وجه الغطرسة الأميركية».
طرابلسي
ولفت ممثل جمعية «المشاريع الخيرية الإسلامية» النائب د. عدنان طرابلسي الى أنه «منذ المؤتمر الأول الذي صادر الأراضي الفلسطينية ومهّد لاغتصاب الأراضي الفلسطينية، لا تزال المؤامرة مستمرة وجديدها اليوم إعلان صفقة القرن»، داعياً الى «التوحد وعدم التخلي عن القدس وعودة اللاجئين».
الحسيني
وأكد ممثل السفير الإيراني القائم بأعمال السفارة في بيروت أحمد الحسيني أنّ «فلسطين كانت وستبقى في وجدان الأمة العربية والإسلامية». معرباً عن «رفضه لما يسمّى بصفقة القرن»، مؤكداً «موقف إيران الثابت الداعم لفلسطين والتصدي للعدو الصهيوني». ورأى أنّ «الموقف الإيراني كان وسيبقى منحازاً الى الشعب الفلسطيني والى حقوقه، لأنّ العدو الصهيوني محتلّ ووجوده الى زوال مهما طال الزمان».
بزي
كلمة حركة أمل ألقاها عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي بزي، مؤكداً أنّه «بالوحدة وبالمقاومة تسقط “صفقة القرن” وكلّ الصفقات».
واستذكر “خطاب الإمام المغيب السيد موسى الصدر بالحضور في قصر “الأونيسكو”، عندما قال “إعلم يا أبا عمار ان شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على أيدي المؤمنين”.
وقال: إن شهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل وشهداء جبهة المقاومة الوطنية وشهداء المقاومة الاسلامية وشهداء الحزب السوري القومي الاجتماعي وشهداء الثورة الفلسطينية بكافة فصائلها، رسخوا حقيقة أنّ “الأرض لن تكون إلّا لِمن مدّد دمه في تربتها فأينعت انتصارًا وعزّة وحريّة وسيادة وكرامة”.
دبور
وشكر سفير فلسطين أشرف دبور الحضور على «التفافهم بمختلف أطيافهم السياسية حول القضية الفلسطينية»، موجهاً التحية الى أرواح الشهداء الذين سقطوا البارحة في المواجهات مع العدو الصهيوني».
وتلا أجزاء مما جاء في كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع جامعة الدول العربية والتي قال فيها إنّ «إسرائيل نقضت جميع المواثيق والأعراف بإعلانها صفقة القرن، معلناً انّ القيادة الفلسطينية في حلّ من أيّ إتفاقات أمنية وسياسية بما فيها التنسيق الأمني مع الجانب الإسرائيلي وإتفاق أوسلو».
وهاب
وكانت كلمة لرئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب رأى فيها أنّ «فلسطين كانت وستبقى في وجدان الأمة»، معرباً عن «خشيته من خيانة البعض لفلسطين».
واعتبر وهاب أن «لا خيار لتحرير فلسطين إلا من خلال المقاومة»، مطالباً «بالعودة الى القضية المركزية فلسطين».
عبد الهادي
واعتبر مسؤول حركة «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي باسم قوى التحالف الفلسطيني، أنّ «العودة حق للشعب الفلسطيني ولن يقبل الشعب الفلسطيني وطناً بديلاً عن فلسطين مهما بلغت المؤمرات»، رافضاً «الإعتراف بما يسمّى دولة إسرائيل والتخلي عن سلاح المقاومة»، مشدّداً على أنّ «خيار المقاومة كان وسيبقى الأساس لتحرير الأراضي الفلسطينية من الإحتلال الصهيوني»، مؤكداً انّ «صفقة القرن ستسقط بأيدي الفلسطينيين رغم أنف المطبعين».
هاشم
ورأى ممثل حزب البعث العربي الاشتراكي النائب قاسم هاشم أنّ «فلسطين لم تغب عن وجدان الشرفاء في الأمة العربية»، مؤكداً انّ «فلسطين ستبقى البوصلة الأساسية لشرفاء الأمة»، معتبراً انّ «صفقة القرن هي وعد بلفور جديد، لكنها ستسقط لأنّ القضية الفلسطينية لا يمكن فصلها عن وجدان الأمة، ولأنّ الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع وجود».
قماطي
كلمة «حزب الله» ألقاها نائب رئيس المجلس السياسي الوزير محمود قماطي، فاستغرب «تنصيب أميركا لنفسها قاضياً دولياً رغماً عن الشعوب التي ترفض هذا الإستكبار العالمي»، رافضاً «هذا التسلط»، واصفاً «صفقة القرن بالحقارة والنذالة». وأكد انّ «موقف المقاومة محلياً ودولياً يهدف الى إسقاط صفقة القرن وإسقاط الهيمنة والسيطرة الأميركية»، مشدّداً على انّ «محور المقاومة ليس بالضعيف».
أبو العردات
أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات حيا «الشهداء الذين سقطوا في سبيل القدس»، مشدّداً على أنّ «موقف منظمة التحرير الفلسطينية الثابت هو المقاومة بكافة أشكالها»، مؤكداً أنّ «الخيار اليوم هو للمقاومة المتدرّجة حتى تحرير الأراضي الفلسطينية من الإحتلال الصهيوني».
ورفض «ما يسمّى صفقة القرن، وهو ما عبّر عنه الرئيس الفلسطيني والشعب الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية»، مؤكداً أنّ «أيّ صفقة بحاجة الى طرفين وهو ما ليس متوفراً»، مشدّداً على أنّ «فلسطين كانت وستبقى عربية وستبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية».
سعد
وكانت كلمة لرئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد استهلها بالقول:
نلتقي اليوم تنديداً بـصفقة القرن ورفضاً لها، وهذا لقاء في سياق سلسلة كبيرة من الفعاليات والمظاهرات الحزبية والشعبية، والتي نتطلع إلى أن تكبر وتتصاعد في أمتنا وفي كلّ الساحات العربية وعلى امتداد العالم الحر. ذلك لأنّ صفقة القرن هي خطة أميركية ـ صهيونية لتصفية قضية فلسطين.. إنها خطة لتهويد القدس وكلّ فلسطين، ولاقتلاع آخر فلسطيني من بيته وأرضه وحقه. وهذا هو التوصيف الحقيقي للصفقة المشؤومة.
في الموقف من صفقة القرن، نؤكد أنها مدانة ومرفوضة، لأنّ فلسطين هي أرضنا وحقنا، أمّا اليهود الصهاينة فهم قوة غزو واحتلال وبطش وإرهاب.
هذا موقفنا، ثابت وراسخ، مرتكزه الإنتماء إلى قضية تساوي وجودنا، وفلسطين بالنسبة لنا هي جوهر القضية التي نؤمن بها ونعمل من أجل انتصارها.
إنّ مخطط تصفية المسألة الفلسطينية هو تحدّ وجودي خطير يستهدف بلادناً دولاً وأحزاباً وحركات وفصائل وقوى شعبية، والمطلوب منا جميعاً أن نخوض مواجهة فاعلة وقوية وبكلّ الوسائل لإسقاط هذا المخطط المعادي الصهيوني ـ الأميركي.
المواجهة الفاعلة، بنشر وتعميم ثقافة المقاومة، والتمسك بخيار المقاومة، والتصدي لكلّ محاولات ومشاريع تشويه صورة المقاومة.
أضاف سعد: لا أخفي عليكم، أنّ ما شهدته أمتنا وعالمنا العربي خلال السنوات الماضية من فوضى هدّامة بتسميات متعدّدة، ومن حروب إرهابية كونية استهدفت سورية على وجه الخصوص، كلّ ذلك من أجل استبدال ثقافة المقاومة بعناوين تبدو في الشكل خلاقة لكنها في المضمون هدامة، وتستهدف إسقاط قوى المقاومة ودولها، وإنزال المسألة الفلسطينية من أولويات واهتمامات شعبنا والشعوب العربية.
لقد رأينا ورأيتم نحو مئة دولة تشارك في الحرب على سورية، ومعها عدد من الدول والممالك والإمارات العربية التي صرفت أموالاً طائلة على هذه الحرب… فقط لأنّ سورية مع فلسطين وتدعم المقاومة في فلسطين.
لقد رأينا ورأيتم، هرولة العديد من الأنظمة العربية للتطبيع مع العدو الصهيوني وعقد اللقاءات السرية والعلنية معه، ورأيتم مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي مهّد لصفقة القرن بوصفة ابتزاز للفلسطينيين عنوانها «الازدهار مقابل السلام».
إننا نقول لهؤلاء، لو أنّ الأموال التي صرفتموها على الحرب ضدّ سورية وضدّ غير ساحة عربية، لو أنّ هذه الأموال سُخّرت لدعم شعبنا ومقاومتنا في فلسطين، لتحققت العودة وتحرّرت فلسطين.
وتابع رئيس «القومي» قائلاً: أمام كلّ هذا، فإننا نؤكد التمسك بخيار المقاومة، وجعل الموقف الرافض للصفقة المشؤومة منصة للفعل، والفعل بحاجة إلى إرادة، ونحن لا تنقصنا الإرادة.
إنّ عملية القدس البطولية بالأمس، والمواجهات التي يخوضها أبناء شعبنا بمواجهة قوات الاحتلال الصهيوني، إنما هي تعبير عن الإرادة الفاعلة المصمّمة التي تقول:
لا لتهويد القدس وجعلها عاصمة لكيان العدو.
لا للمستوطنات
لا للاحتلال
لا لاتفاقات الإذعان
لا لصفقة القرن.
نعم، إنّ إسقاط صفقة القرن يتطلب تصعيد المواجهة والمقاومة على كلّ الصعد. فالعدو الصهيوني بإرهابه وغطرسته ضرب عرض الحائط بكلّ القوانين والمواثيق والقرارات الدولية، وهذه فرصة لكي نعود جميعاً إلى مربع المواجهة الأول ضدّ العصابات الصهيونية، وإلى ميثاق الرصاصات الأولى للمقاومة الفلسطينية، وأن نلعن كلّ المسارات التسووية بما فيها القرارين 242 و338، لأنّ ما يسمّى المجتمع الدولي تتحكّم به أميركا الراعية الحصرية للكيان الإرهابي الصهيوني الغاصب.
انّ المسار الجدي لإسقاط صفقة القرن هو نهج المقاومة، وهناك خطوات مطلوبة لا بدّ منها، إسقاط اتفاق اوسلو وملحقاته الذي في ظله تعاظم الاستيطان والتهويد والإجرام الصهيوني، وتحقيق الوحدة الفلسطينية ـ الفلسطنية ووحدة كلّ قوى المقاومة في الأمة، وبرنامج وطني فلسطيني، على أساس الحق وثوابت النضال ومشروعية الكفاح المسلح سبيلاً وحيدا للتحرير والعودة والانتصار.
نعم للمقاومة.. لا لصفقة القرن… هذا موقفنا.. هذا قرارنا… هذا خيارنا…