مجزرة صبرا وشاتيلا شكلت بداية نهج جديد في ارتكاب المجازر من خلال زرع فيروس الإجرام والإرهاب لدى العملاء والأدوات الذين يعملون لفوز قوات العدو
لتصعيد مسيرات العودة وإطلاق انتفاضة جديدة تزيل الاحتلال وتمسح مفاعيل جرائمه الإرهابية
العدوان المتكرّر على الشام لن يمكن العدو الصهيوني من فرض معادلات أسقطها الجيش السوري في معاركه ضد الإرهاب ورعاته ومموليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الذكرى السادسة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، أصدر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية بياناً، جاء فيه:
ست وثلاثون سنة مرّت على مجزرة صبرا وشاتيلا، وفي كل سنة تُستعاد واقعة المجزرة التي استمرت ثلاثة أيام، من 16 أيلول 1982 حتى 18 منه، وكيف ارتكب العدو الصهيوني بواسطة أدواته وعملائه الانعزاليين التقسيميين مذبحة وحشية قضى فيها ما يزيد على ثلاثة آلاف شهيد من الأطفال والنساء والشيوخ.
مجزرة صبرا وشاتيلا ليست الأولى التي يرتكبها العدو بحق أبناء شعبنا، فهذا العدو ارتكب عشرات المجازر من مجزرة بلدة الشيخ إلى مجازر دير ياسين إلى أبو شوشة والطنطورة وكفرقاسم وخان يونس والقائمة تطول. غير أن مجزرة صبرا وشاتيلا المروّعة شكلت بداية نهج جديد في ارتكاب المجازر، وذلك من خلال زرع فيروس الإجرام والإرهاب لدى العملاء والأدوات الذين يعملون لفوز قوات العدو.
في 16 أيلول 1982 أطبقت قوات الاحتلال الصهيوني الحصار على مخيم صبرا وشاتيلا، مانعة النساء والأطفال من مغادرة المخيم، وأمرت عملاءها وأدواتها بارتكاب مذبحة وحشية، ليس بالرصاص وحسب، بل بالسكاكين والخناجر، وبهذه المجزرة اعتنقت القوى الانعزالية اللبنانية عقيدة الإجرام على شاكلة المنظمات الإرهابية الصهيونية (شتيرن والأرغون والهاغانا).
في أيامنا هذه، ومنذ قرابة العقد من الزمن، اشتهر تنظيم “داعش” الإرهابي ومن ماثله في الإرهاب، بتنفيذ مجازر فظيعة يندى لها جبين الإنسانية، ولكن “داعش” اليوم، هو من رحم المنظمات الإرهابية الصهيونية التي ارتكبت أبشع المجازر على أرض فلسطين في أربعينيات القرن الماضي، و”داعش” اليوم ومعه متفرّعاته، نسخة مطوّرة عن مرتكبي مجزرة صبرا وشاتيلا، وصورة عن مرتكبي مجزرة حلبا.
في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا نؤكد ما يلي:
إن شعبنا الذي واجه المجازر الإبادية، بالصمود والثبات، ثابت على مواقفه وخياراته ومصمم على مواصلة مقاومة الاحتلال الصهيوني والمجموعات الإرهابية المرتبطة به، بنسخها القديمة والجديدة، مهما غلت التضحيات والأثمان.
الانتصار لدماء شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا ولدماء كل شهداء الأمة الذين قضوا في المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني والمجموعات المرتبطة به، لا يكون إلا من خلال القضاء على الإرهاب بكل مسمياته، يهودياً عنصرياً كان أو مجموعات إرهابية متطرفة، وهذه معركة مصمّمون على مواصلتها، مهما امتلك العدو من آلة حربية فتاكة ومهما كان حجم الدعم والمؤازرة التي تقدّم من أميركا وحلفائها لهذا العدو.
لا يستطيع العدو الصهيوني وحلفاؤه وكل المنظومة الإرهابية النيل من إرادة شعبنا وعزمه على انتزاع حقه وبلوغ أهدافه النبيلة، وواهم هذا العدو الصهيوني العنصري إن اعتقد بأن عدوانه المتكرّر على الشام، سيمكنه من فرض معادلات إرهابية اسقطها الجيش السوري في معاركه ضد الإرهاب ورعاته ومموليه. فتصدي الدفاعات السورية للعدوان الصهيوني مساء أمس على مطار دمشق الدولي، يؤكد جاهزية الجيش السوري على صدّ أي عدوان وإفشال أهدافه.
لقد بات واضحاً الارتباط العضوي بين العدو والمجموعات الإرهابية، فكل عمل عدواني تنفذه “اسرائيل” ضد مواقع سورية، هدفه تقديم الدعم للمجموعات الإرهابية، والعدوان الذي استهدف مواقع في محيط مطار دمشق الدولي هو جزء من الحملة المسعورة التي تقودها أميركا مع حلفائها الغربيين والإقليميين والعرب، للضغط على الدولة السورية لوقف عملية تحرير إدلب من الإرهاب، وهي العملية التي قررها الجيش السوري وستنجز.
مجزرة صبرا وشاتيلا هي واحدة من حلقات الإجرام ضد الإنسانية التي تستهدف إفناء شعبنا بواسطة القتل، وشعبنا اليوم يواجه تهديداً يوازي بمفاعيله كل المجازر المرتكبة، فالمسألة الفلسطينية في منعطف خطير، مهددة بالتصفية ليس بعمليات الاستيطان والتهويد والقتل وإعلان يهودية الدولة وحسب، بل من خلال ما تقوم به الإدارة الأميركية، بدءاً من اعترافها بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، وصولاً إلى سعيها الحثيث من أجل شطب حق العودة، عبر إسقاط منظمة الأونروا كشاهد على الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين.
وأمام هذا التهديد الخطر جداً، فإن المواجهة ستستمر قدراً وخياراً، والميدان في كل ساح، لا سيما على أرض فلسطين المحتلة، حيث الواجب يدعونا قوى وفصائل وهيئات تصعيد وتائر النضال من خلال مسيرات العودة وإطلاق انتفاضة جديدة بالجهوزية التامة للرد على جرائم الاحتلال.. إنها مسؤولية تقع على عاتق شعبنا بكل قواه ودوله، من أجل فلسطين محررة، كل فلسطين، وهذا هو الانتصار لدماء شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا وكل الشهداء الذين قضوا على مذبح القضية.