مديرية المريجات أحيت مولد سعاده ويوم الأرض بندوة حوارية حاشدة تحدث فيها الفنان دريد لحّام
مديرية المريجات أحيت مولد سعاده ويوم الأرض بندوة حوارية حاشدة في مطعم “الهبر”
لحّام: الحزب القومي يعمل من أجل وحدة سورية والقوميون يتمتعون بالصلابة وبقوة الانتماء
المولى: قرار ترامب عدوان لا يمكن ردّه إلا بالمقاومة
زيتوني: فلسطين لنا والجولان لنا وكلّ أرضنا لنا
بشعلاني: نعمل من أجل النّاس وفي سبيل حماية المجتمع وحريته وتقدّمه وترقيته
أقامت مديرية المريجات التابعة لمنفذية زحلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ندوة حوارية حاشدة للفنان دريد لحّام في مطعم “الهبر” بمناسبة مولد سعاده ويوم الأرض، بحضور عميدة الإذاعة داليدا المولى، وكيل عميدة الإذاعة شادي بركات، منفذ عام منفذية زحلة إيلي جرجس وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من أعضاء المجلس القومي، مدير عام “البناء” د. وليد زيتوني، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة نهلا رياشي، مدير مديرية المريجات ربيع بشعلاني، وأعضاء الهيئة.
كما حضر الندوة رئيس الأركان السابق في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري، رئيس بلدية المريجات جمال بشعلاني ومخاتير البلدة وعدد من مخاتير البلدات المحيطة، وفاعليات اجتماعية وثقافية، وحشد من القوميين والمواطنين من أهالي البلدة.
التعريف
استهلّت الندوة بالنشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، ورحبت عريفة الحفل وفاء صفيّة بالحضور.
كلمة المديرية
ثم ألقى مدير مديرية المريجات ربيع بشعلاني كلمة جاء فيها: أهلا بكم في هذا اللّقاء الثقافيّ تحت راية الزّوبعة من أجل نهضة أمّتنا كما نهضة متّحدنا على السّواء. وهي النهضة التي افتخرنا ونفتخر بالانتماء إليها، وقد علّمتنا أن نعمل من أجل النّاس ومن أجل المجتمع وفي سبيل حمايته وحرّيّته، كما في سبيل تقدّمه وترقيته.
لذلك، وكما في كلّ محفل، كان الحزب السّوريّ القوميّ الاجتماعيّ في متّحد المريجات يحرص على تحصين حضور أبنائه وحياتهم الواحدة، فكنّا عامل الدّفاع الأوّل ضدّ مفاعيل الانقسام والتّدمير على مدى الحرب الأهليّة المشؤومة، ولم نبخل بالدّماء متى توجّب علينا ذلك؛ إذ منعنا يد الحقد الطّائفيّة والمذهبيّة من الامتداد إليها، حتى أصبحت ملجأ ومآلاً لعدد غير قليل من الأطياف الاجتماعيّة، فحضنتهم بكلّ الحبّ بفضل الاستقرار الذي عملنا على ترسيخه، وذلك إثباتاً لقول الزّعيم: “لا يُصان لبنان بعقلية «القومية الدينية» والقضايا الرجعية بل بالنهضة القومية الاجتماعية”.
أضاف: نحن النّهضة التي تعمل من أجل الحياة، والتي تستهدف وحدة الحياة… ولنكون فاعلين في متّحدنا هذا، عملنا بـهدي زعيمنا أنطون سعاده الذي أكد أنه “في الوحدة الاجتماعية تزول الحزبيات الدينية وآثارها السيئة وتضمحلّ الأحقاد وتحلّ المحبة والتسامح القوميان”.
وبعد، فإنّ هذا الحزب الذي عمل لصالح قريتنا في مراحل مختلفة من مسيرته، لم يكتف بذلك، بل حرص على نهضتها الثّقافيّة، لأنّ الوعي سلاح للتطوّر انطلاقاً من الشّعار الذي أطلقه الزعيم: “المجتمع معرفة والمعرفة قوّة”. ومن هنا كانت استضافتنا للمبدع الكبير دريد لحّام، بما فيها من إثراء للفكر وتوعية لسبل التّقدّم، وبما فيها من إصرار على ترسيخ الفكر الحرّ والمسؤول سعياً نحو مجتمع أفضل.
وختم بشعلان متوجهاً إلى لحّام بالقول: أهلاً وسهلاً بك مبدعاً كبيراً من بلادنا. وأهلاً وسهلاً بك مثالاً للالتزام بالقضايا الوطنيّة والقوميّة… ومحمّلا بتاريخ طويل من الفكر والوعي والتّجربة.. ورفيقاً صلباً لم يتزحزح عن مواقفه، لأنّك المؤمن بالحقّ في الحرّيّة والحياة، كما بالحقّ في الصّراع والتّقدّم.
المركز
ثم ألقت كلمة المركز عميدة الإذاعة داليدا المولى وجاء فيها: لقاؤنا اليوم يأتي احتفالاً في ذكرى الأول من آذار، وهي مناسبة نعتبرها في الحزب السوري القومي الاجتماعي أساساً في التعبير عن مفصلية قسم الانتماء في حياتنا ونضالنا، وفيها أيضاً نسلّم لأنطون سعاده بزعامته، ولا شك أنه القدوة لكلّ قومي اجتماعي وهو المعلم والمفكر والفيلسوف، والأهمّ أنه واضع أسس إمكانية خروج المجتمع السوري من تخبّطه إلى رحاب وحدته وقوّته وتأسيس دولة قومية قادرة على الفعل وبسط النفوذ، وأمة باستطاعتها أن تغيّر ما أراده الاحتلال لنا، وتكتب تاريخاً سورياً حقيقياً لأنّ نهضة أصيلة تحمل الحلول العملية لمشاكل بلادنا.
وسورية الأمة كانت دائماً المرافق الأحب والأقرب الى سعاده، رافقته في التأسيس وعندما رفع يمناه كما كلّ واحد منا، زاوية قائمة وأدّى قسم الزعامة.. حبيبته سورية حملها الى مغتربه وعاد إلى الوطن لأجلها، كتب وناضل واعتقل وتحمّل المشاق واستشهد في سبيلها. سورية الأمة، المرسومة في عبقرية سعاده أمة سيدة وقوية ومستقلة وفاعلة في مجرى التاريخ، هي سوريانا التي تسكننا ونسكنها ونفعل لأجلها ليس ما أمكننا بل أكثر ونكون مطمئنّين الى أنّ كلّ تضحياتنا هي في سبيل مستقبل أجود وحياة أفضل لمجتمعنا.
يصادف لقاؤنا اليوم بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، وفي إحيائنا لها كلّ عام نؤكد بأنّ الحق في الأرض يحيا ويتعاظم ويستحيل قوة ستغيّر الأمر المفعول، وفي احتفائنا وتمسّكنا بالأرض نقول بأنّ في بلادنا مقاومين لا يهابون الشهادة لشق سبل الحياة بعزّ وكرامة، ولنشهد بأننا على إسم الأرض نحيا، ولها نعمل وبها سننتصر.. وإنْ كان يوم الأرض هو لكلّ أرض محتلة، إلا أنّ لفلسطين فيه بوصلة، فطوبى لمن ولد فلسطينياً وعاش مقاوماً ورحل شهيداً.
وفي هذا اليوم نؤكد بأنّ الأرض السورية هي ملك الأمة، ولا يمكن تجزئة الحق فيها والسيادة عليها، وإنْ كنا نعيش في زمن العدالة العمياء والعنجهية الأميركية ورئيسها، بلفور عصرنا، لا يمكن أن نسلّم لأعدائنا بحقوقنا، فلسورية وفقط لكلّ سورية الحق في فلسطين والجولان وكلّ شبر في الوطن السوري.
ونرى أنه بات لزاماً بأن تتوحّد القوى والجهود الفلسطينية وتتمسك بكلّ أشكال المقاومة في سبيل تحرير الارض لا سيما المقاومة المسلحة، فعدوّنا لا يفقه إلاّ لغة القوّة، ولا يمكن مواجهته والتشظي الحاصل في الصف الفلسطيني ينهك كلّ شعبنا في فلسطين المحتلة. فلنتوحد لاستعادة حقوقنا لنحصن مستقبلنا.
ومن هنا، فإننا نرى في الحزب السوري الاجتماعي أنّ إعلان ذاك الأخرق المتمترس في البيت الابيض دونالد ترامب، واعترافه بسيادة العدو اليهودي على الجولان، اعتداء حقوقياً وإنسانياً ويناقض كلّ الشرع الدولية والقوانين الطبيعية، ونرى أنّ هذا القرار العدواني لا يمكن ردّه إلا بالمقاومة، وللشعب السوري أن يقاوم بكلّ وسيلة ممكنة لتحرير الأرض والانسان.. فنحن لنا في البطولة تاريخ طويل، فمنا الشهيد خالد علوان في بيروت ورصاصته تدحر الاحتلال، ومنا الاستشهادية سناء محيدلي في جزين تستعيد الكرامة، ومنا خالد أزرق، ومريم ومحمد ومالك ووجدي.. نحن صنّاع التحرير، ونحن من انتصرنا عام 2006 ونحن من حققنا المستحيل ووأدنا الإرهاب في بلادنا من دمشق الى بغداد، وتروي أسماء الشهداء من مشفى الكندي، من باب هود، من السويداء ومن فلسطين المحتلة… ملحمة من عز ومجد. إنّ عدوّنا خبرنا، وسيصله ردّنا وسيكون قاسياً. ولا إعلان في الأرض يمكن أن يسلب صاحب الحق حقه.
وعن الفنان لحّام قالت: فيه من نبوغ أمتنا الكثير، هو علم من أعلامها لا نستطيع إلا أن نقدّر عطاءاته، هو الشرس في وطنيته، والصادق في انتمائه، والناقد البناء في قوله، والفنان الملتزم بسورية الأم والأمة.. عبّر طيلة عقود عن مكنونات المواطن العادي، فكان الصوت الذي لا بدّ له من الوصول.. نحتفل به ولا نستغرب أنه قومي الهوا والانتماء.. فمن كان في وجدانه يحمل سورية الأمة ودمشقها لا بدّ له أن يصرخ عالياً بحياتها وهذا ما فعل.
وختمت متوجهة إلى لحّام: نرحب بك بيننا، في قلوبنا وكلماتنا قبل مجلسنا هذا، رفيقي لقد سكنت حزننا وفرحنا، وعبّرت عن أوجاعنا وطموحاتنا في محطات مفصلية، وكنت خير من يحمل بلاده دائماً جهة القلب. أهلاً وسهلاً بك بين رفقائك في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
كلمة التقديم
وقدّم ناظر الإذاعة في منفذية زحلة د. لؤي زيتوني، الفنان لحّام بكلمة تحدث فيها عن بلدة المريجات، وقال: “في هذا اليوم نقول: لا بلفور، ولا سايكس أو بيكو، ولا ترامب، ولا بومبيو، ولا غيرهم، يملكون حقّ وسلطة تقرير مصيرنا.. الأرض لنا.. فلسطين لنا.. الجولان لنا.
وتابع: أحييكم من بلدتكم المريجات، البلدة العريقة التي نشأت على سفح السّلسلة الغربيّة لجبل ناظرة نحو مشرق الشّمس.. نحو الشّام؛ لتعلّمنا أنّ وعينا ولا وعينا متعلّقان بتاريخنا الواحد وبحياتنا الواحدة وبمصيرنا الواحد، وبهذا الارتباط الذي تولّد فينا بالفطرة إلى “دمشق”، الأرض المروية بالبطولة والدّماء والوفاء، والذي تجسّد بحبّنا لابن الشّام: دريد لحّام…
إنّها المريجات.. التي شكّلت حاضنة للكثير من المحطّات التّاريخيّة والمشاهير الذين ترعرعوا فيها أو مرّوا بها؛ ومنهم فيليكس فارس، وقيصر المعلوف، ومروان محفوظ، ونهى الخطيب… ومنهم نزار قبّاني، وجميل مردم بك، وشحرور الوادي، وغيرهم الكثير.. إضافة إلى تحوّلها ميداناً لأحد أفلام الأخوين رحباني التّاريخيّة، وأعني “سفر برلك”، وغيره من الأعمال التّمثيليّة.. كما أنّها المريجات التي شكّلت منفذاً لجبل لبنان عبر القمح الذي أتى به أبناؤها من حوران أيّام الحصار والمجاعة، والتي شكّلت ممرّاً لإمداد جبل حوران بالسلاح والذّخيرة أيام الثّورة السّوريّة الكبرى.
المريجات هذه، شقيقة مشغرة… البقاعيّة، القرية التي أنجبت والدة فنّاننا القدير، والتي ترعرع فيها وتفتّح وعيه عليها… بلدة الكبير الرّفيق زكي ناصيف، ورياض شرارة، وجورجيت صايغ.. والتي غنّت فيروز لقمرها الطّبيعيّ والرّمزيّ.. وليدة السّهل نفسه الذي ننتمي إليه، وأحد الرّوافد الإبداعيّة لضيفنا الكبير.
المريجات هذه… تفخر باستقبال هذه القامة العظيمة التي تربّينا على فنّها وإبداعها وروحها النّقديّة اللاذعة وفكاهتها الرّاقية.. فنحن إذ نحبّ نردّد: “يضرب الحبّ شو بيذلّ”، وإذا انتقدنا التّخاذل في مواجهة قضايانا الكبرى أعلنّا: “الله وكيلك يا بي، مو ناقصنا إلاّ شويّة كرامة”. وإذا دبّت عواطف الحزن الأسى على الوطن وآلامه قلنا: “إذا الوطن غلطان أنا معو لأنّو فقير ومعتّر متلي، وإذا أردنا أن نسجّل الأخطاء المتراكمة في مجتمعنا همسنا: “كلّو بالتّقرير”.. وإذا ضربتنا الحماسة قلنا: “بدي أربط أحلام ملايين الشّهداء بحبل من شقائق النّعمان وأعمل منها أشرعة وصواريخ”، وخبطنا أرجلنا في الأرض مردّدين معه أغنية فيروز: “خبطة قدمكن عالأرض هدّارة…”
هذا الكبير بأسمائه الكثيرة: غوار الطوشة، عبد الودود، أبو الهنا… وصولاً إلى عيسى عبد الله… المجاز في الكيمياء ومدرّسها؛ فنّان سوريّ نهضويّ، يختزن تاريخاً يقارب الستّين عاماً من الإبداع الفنّي.. سفير اليونيسف السّابق للنّوايا الحسنة، والذي استقال من منصبه بسبب الحرب التي شنّت عام 2006 على لبنان. الحائز على أوسمة من سورية والأردن وليبيا والقاهرة وغيرها الكثير الكثير ممّا يستحقّ دون أن تفيه حقّه. صاحب الأعمال التي شكّلت علامة تاريخيّة فارقة ومؤثرة، في المسرح: غربة وضيعة تشرين وكاسك يا وطن وشقائق النّعمان وصانع المطر… وفي السّينما: صحّ النّوم والحدود وكفرون ودمشق – حلب.. والكثير الكثير من الأعمال المتلفزة والبرامج التي تولّى تقديمها وإعدادها.
هو ابن سورية، كلّ سورية.. صاحب الهمّ الوطنيّ والقوميّ.. خزّان ذاكرتنا، والمعبّر بلساننا، الضّاحك بقهقهاتنا على أحوالنا، والباكي بدموعنا علينا.. ابن النّهضة السّوريّة القوميّة الاجتماعيّة، وحامل مبادئها وقيمها المثلى.. المبدع الرّياديّ المعطاء، دريد لحّام، أهلاً وسهلاً بك.
الفنان لحّام
ثم ألقى الفنان دريد لحام كلمة استذكر في مستهلها فترة إنتمائه إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1953، والأعمال التي كان يقوم بها في الجامعة بدمشق، وسرَد بعدها ما تعرّض له القوميون الاجتماعيون، واعتبر أن “لا حزب في العالم عانى بقدر ما عاناه الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولكنه استطاع الصمود والنمو والتطوّر في المتحدات، ويثبت القوميون الاجتماعيون أنّ في عقيدتهم الخلاص لسورية”.
وأكد لحّام في كلمته على صوابية الفكر القومي الاجتماعي، معتبرا أنّ اغتيال أنطون سعاده، مؤامرة استهدفت تصفية الحزب وتشتيته، خصوصاً بعدما أعلن سعاده رفض حزبه لاتفاقية التابلاين، وحرباً لا هوادة فيها ضدّ العدو الصهيوني.
أضاف: الحزب القومي يعمل من أجل وحدة سورية، وأعضاء الحزب يتمتعون بالصلابة وقوة الانتماء، وهذا ما شكل خطراً مباشراً على كيان العدو، وعلى المشاريع الغربية، وخاصة الأميركية التي عملت مع حسني الزعيم وأركان النظام في لبنان آنذاك. ولكن مع كلّ هذا التآمر على سعاده وحزبه، فإنّ الحزب ازداد صلابة ورسوخاً، والقوميون ازدادوا ثباتاً على مبادئهم ونضالهم الدؤوب لتحقيق وحدة أمتهم.
وأشار إلى أنّ الأمة السورية لا تشبه أية أمة من أمم العالم العربي الأربعة، فلكلّ أمة خصوصيتها الثقافية والتاريخية والتراثية وذاكرة نضالية، وهذا ما يميّز سورية الحضارة والثقافة والحرف والإنسان.
ورأى لحّام أنّ الحزب يعبّر عن طموحات السوريين، لأنه السبيل لبناء مجتمع محصّن وإنسان جديد.
وأشاد في معرض حديثه بدور الحزب في مواجهة العدوان على الشام، لا سيما نسور الزوبعة الذين خاضوا معارك بطولية بمواجهة الإرهاب انطلاقاً من إيمانهم بوحدة الأرض.
وختم متطرّقاً إلى مرويات عن حياته اليومية في العمل الحزبي خلال فترات وأحداث متعدّدة ضمن إطار فكاهي، كما أجاب عن أسئلة حول أعماله الفنية والوضع الحالي.
وتخللت الندوة فقرة غنائية للأشبال في مديرية المريجات قدّموا فيها أغنيتي “يامو” و”بكتب اسمك يا بلادي”، إلى جانب فيلم قصير حول الفنان القدير دريد لحام.