على غرار سياسته المتقلبة والغير مستقرة لم يستغرق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الكثير من الوقت، حتى يكشف عن موقفه المتناقض حيال سحب قوات الإحتلال الأميركي من العراق، لا سيما وأنه سبق وأعلن خلال زيارته السرية في كانون الأول الفائت الى قاعدة عين الأسد الجوية نيته سحب قواته من بلاد الرافدين.
إذاً وخلافاً لمزاعمه السابقة أكد ترامب نيته الإبقاء على قواته المحتلة في العراق، حيث أعلن في تصريح صحافي، تمسّك واشنطن بما وصفه بـ«القاعدة العسكرية الرائعة، وذات التكلفة الغالية»، على اعتبار أنها «مناسبة جداً لمراقبة الوضع في جميع أجزاء منطقة الشرق الأوسط المضطربة».
صالح
علق الرئيس العراقي برهم صالح على تصريحات نظيره الأميركي دونالد ترامب بشأن الوجود الاميركي في العراق.
وقال صالح في تصريح له، اليوم، إن “ترامب لم يطلب إذناً من العراق بتواجد عسكري أميركي لمراقبة إيران”، مضيفاً “سننتظر إيضاحا من واشنطن بشأن أعداد القوات الأميركية ومهمتها”.
ولفت الرئيس العراقي إلى أن “القوات الأميركية في العراق موجودة بموجب اتفاق بين البلدين ومهمتها مكافحة الإرهاب”، وتابع “الحكومة ستنتظر إيضاحا بشأن أعداد القوات الأميركية ومهمتها”.
“ذريعة إيران”
ووصف الرئيس الأميركي البقاء بأنه «أفضل من الانسحاب… لأن الاستمرار في المراقبة سيتيح لنا المعرفة المسبقة بأي حدث، أو خطوة تصنيع أسلحة نووية…»، لأن «إيران مشكلة حقيقية، ودولة شريرة تقتل العديد من الناس». وعلى رغم انتقاده التدخل العسكري في العراق، بوصفه «أحد أكبر الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة على مرّ التاريخ»، إلا أنه أشار إلى أن «بعض العسكريين المنسحبين من سوريا سينضمّون إلى القوات الأميركية الموجودة في العراق»، الأمر الذي سيرفع عديد القوات الأميركية في البلاد إلى أكثر من 20 ألفاً، علماً بأن واشنطن تدّعي أن عديدها في العراق محدود بـ 5 آلاف جندي فقط.
إنهاء العمل بالإتفاقية الأمنية
وفيما لم يصدر عن حكومة عادل عبد المهدي تعليقٌ على التصريحات الأميركية الأخيرة، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان، حسن الكعبي («كتلة سائرون» المدعومة من زعيم «التيار الصدري» بزعامة مقتدى الصدر، أن تلك التصريحات مرفوضة، لافتاً إلى أن «مجلس النواب يعمل على تشريع قانون يتضمن إنهاء العمل بالاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن إنهاء وجود المدربين والمستشارين العسكريين الأميركيين والأجانب». ولفت في بيان إلى أن «ترامب يتجاوز مجدّداً العرف القانوني والدستوري للدولة العراقية بعد زيارته السابقة لقاعدة عين الأسد، حيث طلع علينا اليوم باستفزاز آخر بتصريح يؤكد فيه بقاء القوات الأميركية داخل البلاد للعدوان على بلد جار».
كما دعا جميع القوى إلى «تحمّل المسؤولية والتحرك العاجل لإنهاء الوجود الأميركي، وعدم السماح بأن يكون العراق منطلقاً لشن عدوان أو مراقبة أي دولة».
وأثارت تصريحات ترامب استياءً داخل العراق، وخصوصاً أنها تأتي بعد زيارة خاطفة قام بها الرئيس الأميركي لـ«قاعدة عين الأسد الجوية» في الأنبار في 26 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ولم يلتقِ خلالها أيّاً من المسؤولين العراقيين، ما عُدّ «انتهاكاً» للأعراف الدبلوماسية والسيادة العراقية.
إستهداف قاعدة عين الأسد
وفي سياق متصل أحبطت السلطات العراقية محاولة لقصف قاعدة “عين الأسد” بصواريخ معدة للإطلاق في منطقة الدولات بناحية البغدادي، حيث تمكنت من تعطيلها قبل انطلاقها بفترة وجيزة، ما دفع بواشنطن الى تهديد الحكومة العراقية عبر رسالة، ملوحة باستخدام كل الوسائل المتاحة ضد أي جهة تستهدف قاعدة “عين الأسد”.
وحذرت واشنطن، الحكومة العراقية من عدم تنفيذ المطالب الأميركية الداعية إلى تجميد وسحب سلاح الفصائل العراقية الموالية لإيران، مشيرة إلى أن “مماطلة بغداد لذلك مهد الطريق لمحاولة ضرب قاعدة عين الأسد”.
وأكد المصدر أن “الرسالة الأمريكية حملت تهديدات جادة هي الأولى من نوعها لحكومة بغداد التي طلب رئيسها فرض رقابة على مدار الساعة في محيط قاعدة عين الأسد”.