الرئيسةمركزي

“القومي” رحب بزيارة قداسة البابا لاوُن الرّابع عشر إلى لبنان: تؤكد حرص الكرسي الرسولي على سيادة لبنان الرسالة وأهميّة وحدة اللبنانيين استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه المتمادية استهداف لنهضة لبنان وسيادته وحدة أبنائه وخرق لكل القوانين الدولية والمعاهدات الإنسانية السلام الحق بعودة الحقوق كاملة ولا يُستكمل إلا بالحفاظ على كرامتنا وسيادتنا وحقنا في الحياة الحرّة فوق أرضنا دون هيمنة محتل أو سطوة غاصب

“بمناسبة زيارة قداسة البابا لاوُن الرّابع عشر إلى لبنان، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي البيان التالي:

يرحّب الحزب السوري القومي الاجتماعي بزيارة قداسة الحبر الأعظم البابا لاوُن الرابع عشر إلى لبنان، ويثمّن عالياً هذه المبادرة التي تعكس اهتمام قداسته بلبنان وحرصه على أبنائه، في لحظة حرجة تمرّ بها بلادنا، حيث تتفاقم المعاناة بفعل العدوانية الصهيونية المستمرة والجرائم المتصاعدة التي تُرتكب بحق شعبنا.

إننا نرى في هذه الزيارة امتداداً لنهج راسخ في مواقف حاضرة الفاتيكان تجاه لبنان. فخلال زيارة سابقة أكد البابا يوحنا بولس الثاني أن: “لبنان أكثر من وطن، إنّه رسالة”، وفي زيارة مماثلة شدّد البابا بنديكتوس السادس عشر على أن جمال لبنان يكمن في وحدة أبنائه، كل أبنائه. وهذه دعوات أشدّ ما تلتقي بوضوح مع ما أكده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده بأن: “لبنان نطاق ضمان للفكر الحر”، وأنه “يحيا بالإخاء القومي ويفنى بالطائفيّة”.

من هنا، فإن زيارة قداسة البابا إلى لبنان في هذا التوقيت، لا تحمل فقط بُعداً روحياً وأخلاقياً، بل تعبّر عن حرص الكرسي الرسولي على أهميّة صون وحدة اللبنانيين وترسيخ معنى لبنان الرسالة، كمقدّمة ضرورية لنهضة وطنية حقيقية، تُحقق العدالة الاجتماعية وتؤسس لدولة مدنية ديمقراطية، تضمن المساواة بين المواطنين على قاعدة الوحدة الروحية والانتماء القومي الواحد.

إن نهضة لبنان ووحدة أبنائه لطالما شكلتا هدفاً للعدو الصهيوني، الذي ما انفكّ يمعن في اعتداءاته على السيادة اللبنانية، عبر استمرار احتلاله لأجزاء من الأرض، واستهدافه اليومي للمدنيين، في خرق فاضح لكل القوانين الدولية والمعاهدات الإنسانية.

وإن العدوان “الإسرائيلي” لا يقف عند حدود لبنان، بل يتمدد في مشروعه الإلغائي ليطال شعبنا في فلسطين، حيث يوغل في المجازر، ويهوّد القدس، ويُمعن في تدنيس مقدساتها ومعالمها، في محاولة لطمس الهوية، واقتلاع الوجود، واستهداف كل ما هو أصيل ومتسامح ومتجذّر في هذه الأرض. إنّه عدوان يتغذّى من ثقافة القتل والدمار، تلك الثقافة التي جعلت السيد المسيح يصرخ في وجه تجار الهيكل، قبل أن يُساق إلى الجلجلة ظلماً وعدواناً.

وها هو هذا العدوان يتمدّد اليوم حتى أسوار دمشق، أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، وموطن بولس الرسول، ما يشير بوضوح إلى اتساع رقعة الخطر الصهيوني وسعيه لتقويض كل حضارة تمتدّ جذورها في التاريخ.

ولذلك، نعوّل على زيارة الحبر الأعظم إلى لبنان، لما تمثله من صوت للحق في وجه الباطل، ولأن قداسته، نصير للعدالة، وسيتلمس حجم معاناة أصحاب الحق نتيجة همجية وإجرام الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف الأرض التي استضافت “عرس قانا” حيث تجلّت معجزات يسوع الناصري – إبن هذه البلاد وثمرة حضارتها وعراقتها وسموّها.

إننا، في الحزب السوري القومي الاجتماعي، نُجدّد الترحيب بقداسة البابا لاوُن الرابع عشر في لبنان، محمّلاً برسالة السلام الحق، لا السلام الزائف، السلام الذي لا يقوم إلا بعودة الحقوق كاملة، ولا يُستكمل إلا بالحفاظ على كرامتنا وسيادتنا وحقنا في الحياة الحرّة فوق أرضنا، دون هيمنة محتل أو سطوة غاصب.

28/11/2025                                              عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى