
الوزير السابق وديع الخازن لـ “البناء”:
نهج سناء يتجدّد وشهادتها أكثر راهنيّة
رأى الوزير السابق وديع الخازن أن سناء محيدلي كتبت بدمها صفحة مجد في سجل المقاومة.
وقال الخازن لـ “البناء”:
“في التاسع من نيسان 1985، ارتقت سناء محيدلي شهيدة، لتكتب بدمها صفحة مجد لا تُنسى في سجل المقاومة، وتُدخل الوجدان العربي والوطني إلى عصر جديد من الكرامة. كانت ابنة الجنوب، ابنة الأرض التي خبرت الاحتلال وعرفت معنى الذلّ والحرمان، فقرّرت أن تمضي على طريق العزّ، وأن تجعل من جسدها جسراً نحو الحريّة. بعمر لم يتجاوز السابعة عشرة، حملت سناء وجع الوطن، وصعدت إلى معبر باتر ـ جزين بسيارتها المفخّخة، مستهدفة تجمّعاً لجنود الاحتلال، في عمليةٍ هزّت كيان العدو وأربكت حساباته، وأعادت إلى الجنوب معاني الكبرياء”.
أضاف: “لم تكن عمليّتها مجرد فعل مقاوم مسلّح، بل كانت فعلاً وجودياً، صرخة من جيلٍ رفض أن يُقتل كلّ يوم بصمت، وقرّر أن يواجه بالموقف والدم، وأن يجعل من الشهادة أسلوباً للحياة. بعد أربعين عاماً على استشهادها، لا تزال سناء محيدلي حاضرة، لا كذكرى فقط، بل كنهجٍ متجدّد في مواجهة الاحتلال، وفي رفض مشاريع التطبيع والأسرلة، وفي التمسك بخيار المقاومة باعتباره خيار الحق والحرية والدفاع عن السيادة والكرامة”.
وأردف: “لقد جاء فعلها ليقول لنا إنّ الكيان الصهيوني ليس قدراً، وإنّ كلّ من يحاول أن يروّج له كشريك إنما يطعن تضحيات شعبنا وشهدائنا. واليوم، في ظلّ الضغوط المتصاعدة على المقاومة، والترويج الممنهج لنزع سلاحها وتجريم فعلها، تبدو شهادة سناء أكثر راهنية، وتغدو رسالتها أوضح من أيّ وقت مضى: لا حياة بلا كرامة، ولا كرامة من دون مقاومة، ولا مقاومة من دون تضحية.
لقد قدّمت سناء الجواب الحاسم عن سؤال الوجود، ورسمت بخطى واثقة خريطة طريق لكلّ من أراد أن يبقى حرّاً: أن نواجه، لا أن نساوم؛ أن نتمسك بسلاحنا، لا أن نرميه؛ أن نصون دماء شهدائنا، لا أن نبرّر التفريط بها”.
وختم: “إنّ الوفاء لسناء هو موقف لا شعار، مقاومة لا حياد، وعي لا ارتباك. وبهذا الوفاء وحده، نحفظ الوطن، ونستمرّ في الصراع دفاعاً عن الأرض والكرامة، حتى النصر الكامل وزوال الاحتلال”.