تقاريرمركزي

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان تقيم الإفطار السنوي لعوائل شهدائها في مخيم برج البراجنة ـ بيروت بمشاركة “القومي”

 

مروان عبد العال: فلسطين أمام مرحلة جديدة يحفزّها التفاؤل الثوريّ ونحن محكومون بالمقاومة لأنها الطريق الأقصر للنصر

أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان الإفطار السنوي لعوائل شهدائها (18 نيسان)، في ملعب روضة أبناء القسام في مخيم برج البراجنة ـ بيروت، بحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي سماح مهدي، إلى جانب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، ومسؤول الجبهة في لبنان هيثم عبده، وقيادتها في لبنان وبيروت، وممثل عن سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ونائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، وكاهن رعية مار إلياس بطينا الأب جراسي عطايا، وقادة فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية في لبنان وبيروت، وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية وشخصيات فلسطينية ولبنانية، وفعاليات ووجهاء مخيم البرج والجوار، وإعلاميين وأسرى محرّرين، وعوائل شهداء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأصدقاء وأنصار الجبهة.

بداية، كانت كلمة ترحيبية بالحضور، قدّمها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان فتحي أبو علي، ثم كانت كلمة عضو المكتب السياسي للجبهة مروان عبد العال، استهلّها بتوجيه التحية للشهداء، ومشيراً إلى أن للجبهة حوالي خمسة آلاف شهيد، في لبنان يصل عددهم إلى 500. فكل الشهداء هم شهداء فلسطين، وجميعهم في العقل والوجدان والذاكرة، هم أصل البطولة التي كُتبت بالدم من أجل بزوغ شمس فلسطين، وصفحة مجد من تاريخ العرب.

وحيّا القدس في يومها العالمي، القدس التي تجاوزت بأبطالها وشعبها وصمودها ذاتها، منذ تحوّلت إلى عنوان للهويّة الفلسطينيّة الجديدة والجامعة، إلى سواعد أبنائها وروحهم المقاتلة، التي وحّدت فلسطين التاريخيّة حولها، وأعادت صياغة الهدف الوطنيّ الجامع إلى أصله، تحرير فلسطين كلها من النهر إلى البحر، بل وجعلها عابرة للمكان والزمان والحدود إلى أحرار العالم.

كما وجّه عبد العال التحية للأسرى قائلاً: “في يوم الأسير الذي أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، يوم التضامن مع الأسير، في وجه الجلاد ووحشيته التي يخترق فيها كل القوانين والمواثيق الدولية التي ترعى حقوق الإنسان، وأدّت إلى استشهاد أكثر من 227 أسيراً داخل السجون، منذ العام 1967. كل يوم بالنسبة لنا هو يوم الأسير، فهم عنوان كرامتنا، لتأكيد استراتيجية مسؤوليتنا مع أبناء شعبنا وأحرار العالم، بتصعيد الحملة الوطنية، والحراك الوطني لإطلاق سراح الأسرى الأبطال، خاصة الأسير المثقف الحر وليد دقة وأحمد سعدات ومروان البرغوثيّ وخضر عدنان وآلاف الأسرى، وهم جميعهم فخرنا وعزّتنا، وصمود شعبنا الصلب ورموز مقاومتنا وحريتنا ونصرنا الآتي.

وأضاف عبد العال: إن شعبنا في أيام مجيدة، مرحلة جديدة يحدوها الأمل ويحفزّها التفاؤل الثوريّ، لأننا محكومون بالمقاومة، وإنها الطريق الأقصر للنصر، التي يعود لها الإسهام في تدمير مفهوم “الاحتلال المريح” وهو ناتج عن التالي:

أولاً: سقوط فكرة أمركة العالم، وبداية تشكل نظام عالمي جديد، لا نستهين بالمتغيرات الدولية والحديث عنها ليس ترفًا، هناك تغيير في ميزان القوى، من نظام القطبين أعلى من التوازن النسبيّ، عكس نفسه على الحركات التحررية واستقلالها في العالم الثالث، انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت القطبية الأحادية وأمركة العالم. انعكس علينا وأصابنا في الصميم، وإن الحل والربط بيد أميركا حصرًا، لقد بتنا اليوم نشهد عالمياً ظهور قوى عالمية جديدة وإقليمية وتحولات جديدة، نلمس بداية تشكل نظام عالميّ جديد، بوادرها بالمصالحات العربية – العربية والعربية – الإيرانية، وبرعاية أقطاب جديدة مثل الصين وروسيا.

ثانيًا: سقوط فكرة صهينة المنطقة ومنطق “إسرائيل” الكبرى، بانكشاف أكبر لحقيقة الصهيونية، كتكوين هجين، وكيان بُني على زيف مطلق، وما تفاقم التناقضات إلا أنه كيان غير طبيعي وفشل في أن يكون طبيعياً، وكلما حاول الهروب للأمام بالمزيد من العنصرية والعدائية، لأنه لا يمكن أن يكون طبيعياً بل هو مشروع استعماري استئصالي، ولا سلام ولا استقلال ولا سيادة ولا تنمية ولا حرية حقيقية في المنطقة بوجود هذا الكيان، بل بالتصادم والمواجهة معه. سقوط فكرة الصهينة للمنطقة العربية والنظام الشرق أوسطي المبني على حلف الناتو والسلام الإبراهيمي.

ثالثًا: سقوط الوهم، الفلسطينيّون ليسوا هنوداً حمراً، وأرضاً بلا شعب، كما روّج المحتل، فعدد الفلسطينيين الآن في الوطن المحتل كاملاً يساوي عدد اليهود، وفي المخيمات وخارج فلسطين، أكبر من عدد اليهود في العالم كله، ومع فارق لا يُخفى، هو أن اليهود أمام ظاهرة «انقراض الشعب اليهوديّ»، وهذا أمام تنامي الحقيقة النضالية الفلسطينية، تضحيات ومقاومة وبطولات خارقة شباب وشابات نساء ورجال هبّات شعبية، تضحية بكبرياء وشموخ وفعل مقاوم ووحدة ميدانيّة مبنيّة على أعمدة المشروع الوطني الفلسطيني المقاوم “سيف القدس” تكامل بين الداخل والخارج والضفة وغزة والجليل والنقب وصمود وثبات على الأرض، أضحت حقيقة عربيّة إقليميّة لا يمكن تجاوزها، نشهد تآكل قوة الردع الصهيونيّ كما لم يحدث أبداً من قبل، وأصابها الشلل والخرس الجبريّ عن الرد حتى إشعار آخر.

وجدّد عبد العال الدعوة لتعزيز وحدة الشعب، وقواه الوطنية والإرادة، والمقاومة ووحدة الهوية، وذلك من خلال قيام جبهة مقاومة فلسطينية، تجمع الكل، تكون مفتوحة لمن يريد الانخراط في استراتيجية عمل تحرري وطني، تقود عملية الاشتباك الشامل، وتوحّد الفعل المقاوم في المواقع والساحات والجبهات، بأشكال وخطط وأنساق متعددة. والمقاومة بأدوات وأسلحة مختلفة، تؤسس لاحقاً لرؤية سياسية وطنية جامعة، وجديدة تستعيد الوطنية الفلسطينية المستهدفة على يد الفاشيين الصهاينة.

وأشار عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال الى أن الحديث اليوم عن نظام عربي جديد، الجديد معياره بالنسبة لنا هو التكامل المحسوس مع المقاومة ومع فلسطين وتجديد قداسة فلسطين في ضمير ووجدان العرب بعامة.

وقال: “نحن ندفع ثمن الغباء والسياسات المتشدّدة إزاء شعبنا في لبنان، التي أسست لسيرورة من التهميش القسريّ الاجتماعيّ والاقتصاديّ، وكل أزمة تضرب البلد، أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية، يزداد البؤس الفلسطيني ويتضاعف هو نتاج لسياسة قاصرة دولية وعربية ومحلية”.

وتابع: نجدّد مسؤوليتنا إزاء مخيماتنا، والقيام بالواجب الوطني كأولية وطنية حتى في السياسة الفلسطينية، وإن تخلينا عن حياة وكرامة وحقوق شعبنا يكون تخلياً مجانياً عن وجودنا. وأكد للحضور، أن الجبهة ستفعل ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، بمشاركة الكل الوطني، الحريص والمسؤول، ومتابعتها مع الجهات المحلية والدولية كافة.

وختاماً، جدّد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال الشكر لكل من أنجح هذا الحفل، ودعم فريق الشبيبة والمرأة في منطقة بيروت، واللجنة الاجتماعية وفرع لبنان، ولأنه الإفطار السنوي العاشر الذي تقيمه الجبهة في لبنان وفي مخيم برج البراجنة تحديدًا، وعاهد أبناء الصبر والصمود والمقاومة في كل المخيمات، إنها معكم ولكم على درب الجلجلة حتى ينبعث الفينيق من رماده من جديد، وتعود الطيور المشرّدة إلى بيوتها، وكما قال محمود درويش:

وأَنتَ تُعِدُّ فطورك فكِّرْ بغيركَ/ لا تَنْسَ قُوتَ الحمامْ

وأَنتَ تعودُ إلى البيت، بيِتكَ، فكِّرْ بغيركَ/ لا تنسَ شعب الخيامْ.

 

20/4/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى