أصدر عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الإجتماعي د. هاشم حسين بياناً جاء فيه:
إنّ تاريخ سورية الثقافي الحضاري هو تاريخ لا يمكن أن يتجاهله عاقل في هذا الوجود، فكما كانت سورية مهد الحضارة الإنسانية والعلوم، كذلك هي مهد الصناعات الأولى والهندسة والفنون على أشكالها وأنواعها.
ورغم كل المحاولات عبر التاريخ، من أعداء الأمة السورية، في محاولاتهم لطمس تاريخها الثقافي-الحضاري-الإنساني الطويل، إلا أنها بقيت عصية على كل المحاولات مثبتة وجودها الفاعل.
وها هي اليوم تقف بشموخ ومن على منصة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والتي أعلنت ببيانها الصادر يوم الأربعاء بتاريخ 15/12/2021، والذي تضمن إدراج عدة فنون من الأمة السورية على قائمة اليونسكو للتراث العالمي غير المادي. وهو دليل اعتراف على أصالة الفنون في بلادنا كجزء لا يتجزأ من ثقافتها وتاريخها الطويل الذي يعود إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي.
وكانت اليونسكو قد أدرجت على قائمتها، إضافة إلى فن الخط العربي، فن التطريز الفلسطيني، وفن نواعير العراق وفن القدود الحلبية.
كما في كافة المجالات العلمية والمعرفية وفي العدد والحرف الذي أصبح بأبجديته أساس كل ثقافة وجودية عبر تاريخها، ها هي اليوم، ومن على منصة اليونسكو، تمكنت الفنون القومية في الأمة السورية من جديد من فرض نفسها على قائمة التراث العالمي وذلك من خلال اجتماعات الدورة السادسة عشرة للّجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، والتي تعقد أعمالها في العاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 18 كانون الأول 2021.
ويأتي إدراج فن التطريز الفلسطيني على قائمة اليونسكو كحلقة جديدة في انتصارات الأمة السورية في صراع الوجود بمواجهة عدوها الوجودي – العدو الصهيوني الذي حاول جاهداً سرقة هذا الفن السوري-الفلسطيني التاريخي لينسبه زوراً وبهتاناً إلى نفسه الخسيسة الدنيئة التي اعتادت السرقة منذ سبي بابل وحتى يومنا هذا وسرقاته التي طالت كل شيء حتى الفنون .
وفي نفس السياق جاء أيضاً إدراج نواعير العراق، وهي عبارة عن آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية وتوجد على شواطئ نهر الفرات، حيث تشكل جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الصناعية والفنية لأرض الرافدين، مما جعل أبناء شعبنا في العراق يتوارثونها جيلاً بعد جيل.
وفي السياق عينه، جاء إعلان القدود الحلبية أيضاً. لكن، على الرغم من فرحتنا بشمول قرار اليونسكو فن القدود الحلبية، إلا أنه آلمنا أن سيد هذا الفن العظيم الراحل صباح فخري لم يكن بيننا عند صدور ذلك القرار.
سورية بلد الحضارة والإنسان، بلد العطاء الذي لا ينتهي، بلد الوجود بكل معانيه الإنسانية، كان وسيبقى مشعال العلوم والمعارف والثقافة، وليست قرارات اليونسكو إلا مجرد شهادة اعتراف تعطيه بعض حق من حقه الضائع بين الأمم التي حاولت طمس تاريخ هذا البلد العظيم خدمة للمشاريع العالمية المشبوهة ولتنفيذ مخططات الصهيونية العالمية الخطيرة.
إلا أن وعي شعبنا سيبقى حاضراً ليدافع عن ثقافته وحضارته وتاريخه، يرفع مشعالها بين الأمم ويكافح لإثبات وجودها.
إنّ القاصي والداني يعلم أن الأمة السورية صاحبة إنتاج ثقافي غزير ولا يقتصر على ناحية واحدة من نواحي الحياة بل هو إنتاج يشمل كافة المناحي من دون استثناء، وهي ملأى بالكثير من الفنون التي انتشرت في كل أنحاء العالم لما تتمتع به من إرث حضاري تمكن من أن يفرض نفسه على مستوى الإنسانية جمعاء.
لنكن على قدر آمال هذه الأمة ولنصُن تاريخها بتوحيد إرادة أبنائها في وحدة الاتجاه من أجل صيانة وجودها أمة فاعل بين الأمم .
السمو والمجد للأمة وتاريخها الإنساني-الحضاري-الثقافي الطويل.
16/12/2021 عمدة الإعلام