الرئيسةمركزي

“القومي” أحيا ذكرى عملية “الويمبي” وبطلها الشهيد خالد علوان بمشاركة فصائل رمزية من النسور والأشبال..  والكلمات تؤكد الثبات على نهج المقاومة لدحر الاحتلال واجتثاث الارهاب

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي في 24 أيلول 2021 ذكرى عملية “الويمبي” وبطلها الشهيد خالد علوان بإحتفال حاشد في مكان تنفيذ العملية ـ شارع الحمرا الرئيس، شاركت فيه فصائل رمزية من النسور والأشبال وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

حضر الاحتفال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية وعدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى، وعضو المجلس الأعلى الأمين العام لمؤتمر الأحزاب العربية قاصم صالح.

كما حضر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور رئيس حزب الوفاء اللبناني د. أحمد علوان، رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، ممثل التيار الوطني الحر في لقاء الأحزاب رمزي دسوم، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، ممثل حزب رزكاري ابراهيم فرحو، محمد السيد قاسم، فؤاد ضاهر وأحمد صبري.

وحضر أيضاً، ممثل حركة الجهاد الاسلامي في في لبنان احسان عطايا، ممثل حركة التحرير الوطني الفلسطين ـ فتح العقيد ناصر أسعد،  ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة سليمان عبد الهادي، ممثل حركة الانتفاضة الفلسطينية أبو جمال وهبي، ووفد من حركة أنصار الله تقدمه مسوؤل العلاقات السياسية حربي خليل.

عرّفت الاحتفال وقدمت المتكلمين الطالبة زينة ابو حيدر ومما قالته:

 

ذات أيلول، أطلق خالد علوان رصاصاته مردياً عددا من ضباط الاحتلال الصهيوني وجنوده،  رصاصات لم تخترق صدور الأعداء بل اخترقت صدر كل عميل وخائن ومتخاذل…

أضافت: هي رصاصات تؤكد عند كل مفصل بأن “الحياة كلها وقفة عز فقط”. (…) فالشرارة التي انطلقت في الحمرا فاضت مقاومة على امتداد الأمة من هذا الحي في بيروت إلى الجبل الجنوب وجرود عرسال والقلمون، إلى حمص وحلب وإدلب والموصل وجنين وغزة والقدس وعلى امتداد الأمة، وكلها قفات عز تتجدد في كل يوم لتؤكد للعالم أن فينا قوة تفعل وتغيّر وجه التاريخ.

 

بشور: خالد علوان كان عنواناً لمرحلة جديدة في حياة لبنان كما في حياة الصراع الوجودي مع العدو ـ

مقاومة الاحتكار والمحتكرين والفساد والفاسدين لا تقل أهمية عن مقاومة الاحتلال والمحتلين

 

وألقى المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية معن بشور كلمة باسم أهالي بيروت، فقال: “لم يكن خالد علوان ورفاقه أبطال عملية الويمبي في 24 أيلول عام 1982، ضد المحتلين الصهاينة في مثل هذا اليوم قبل 39 عاماً، مجرد مقاومين رواد في مسيرة المقاومة الوطنية والإسلامية التي دحرت العدو من عاصمتنا ثم عن كل أرضنا ما عدا القليل القليل.

ولم يكن خالد علوان ورفاقه مجرد مناضلين أبطال في مدرسة النهضة السورية القومية الاجتماعية التي كانت منذ تأسيسها قبل 8 عقود مدرسة للكفاح الميداني والفكري السياسي من أجل فلسطين فقط، بل كان خالد علوان، مع كل أبطال جبهة المقاومة الذين كتبوا بدمائهم وعملياتهم على امتداد العاصمة والوطن، عنواناً لمرحلة جديدة في حياة لبنان، كما في حياة الصراع الوجودي مع العدو”.

وأضاف: “كان أبطال عملية الويمبي وكل أبطال المواجهة مع العدو في الطريق الجديدة، والمتحف، والمصيطبة، وسبيرس، ومار الياس، والبسطة، والخندق الغميق، وعين المريسة، وكورنيش المزرعة، ورأس النبع، والبسطة، والظريف، شارع الأيتام، الزيدانية، وعائشة بكار، عناوين مرحلة بدء الانتصارات التي انطلقت من بيروت وما زالت مستمرة حتى اليوم، وهي انتصارات يسعى أعداء لبنان الصهاينة والمستعمرون وأدواتهم بكل طاقاتهم إلى تجويفها عبر الحروب والفتن والصراعات والحصارات التي تريد الانتقام من أهل بيروت وشعب لبنان عبر التجويع والإذلال وصولاً إلى التركيع والتطبيع والتتبيع”.

وتابع: “لو كان خالد علوان ورفاقه من أبطال مقاومتنا، مهما تعددت راياتهم، وتباينت مشاربهم، موجودين معنا اليوم لأدركوا أن مقاومة الاحتكار والمحتكرين، والفتنة والفتنويين، والفساد والفاسدين، لا تقل أهمية عن مقاومة الاحتلال والمحتلين، والحصار والمحاصرين، ولكانوا أول المنخرطين في هذه المعركة التي نخوضها ضد من يريدون تحويل حياة اللبنانيين والمقيمين في لبنان إلى جحيم حطبه المواطن، وناره تلتهم الطبقات الشعبية.

ولو كان خالد علوان ورفاقه من أبطال ينتمون إلى كافة أحزابنا وقوانا وتجمعاتنا الشعبية والوطنية والإسلامية بيننا اليوم لأدركوا أن معركة تحرير الأرض لا تكتمل إلا باستعادة السيادة الكاملة على بقية أرضنا ومياهنا الإقليمية الممتلئة بخيرات النفط، ولا تكتمل إلاّ بعودة العلاقات بين لبنان وسورية إلى سابق عهدها، علاقات أخّوة وتنسيق وتعاون، ولا تكتمل إلا بانتصار المقاومة في فلسطين وتحرير الأرض المغتصبة وفي قلبها القدس من البحر إلى النهر، ولا تكتمل إلا بانتصار مشروع النهضة في كل البلاد العربية.

لا بل لو كان خالد علوان ورفاقه من كل الأحزاب والقوى الوطنية والقومية والإسلامية بيننا اليوم لأدركوا أن انتصارهم على المحتل لا يكتمل إلا بانتصارهم على كل الحواجز والعوائق والانقسامات القائمة في صفوفنا، ولا يكتمل إلا بقيام جبهة وطنية شعبية قلبها المقاومة وسياجها حركة شعبية ممتدة على طول لبنان وعرضه، تضم جميع الشرفاء الذين ما اجتمعوا يوماً إلا وانتصروا، وما تفرقوا يوماً إلا وذهبت ريحهم”.

وختم: “لقد احتفلنا بالأمس، بعملية انتزاع الحرية في سجن جلبوع التي نفذها الأبطال الستة عبر “نفق الحرية”، ونحتفل اليوم بعملية انتزاع الكرامة والسيادة في كل لبنان من براثن المحتل، مدركين دوماً أن أبطال المقاومة كخالد ورفاقه قد حفروا ولا يزالون أنفاق الحرية لبلادهم منذ عشرات السنين، مدركين أن هذه الأنفاق ستصل يوماً إلى أرضنا الفلسطينية المحتلة وتحررها، بل إلى كل أرض عربية مغتصبة من قوى الفتنة الطائفية والمذهبية والفساد والاحتكار والاستبداد والتبعية.

 

خواجة: خالد علوان ورفقاؤه وإخوته المجاهدون كتبوا ملحمة التاريخ بدمائهم الطاهرة واسقطوا مفاعيل الغزو “الاسرائيلي”

المقاومة أقوى مما كانت عليه وهي تتحدى جبروت واشنطن وتل أبيب وتكسر الحصار على لبنان عنوة لتهزم الأميركي وكل من يتماهى معه من تجار وفاسدين

 

 

وألقى النائب محمد خواجه كلمة لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية، فقال: “شرفني لقاء الأحزاب والقوى الوطنية بإلقاء كلمتهم بمناسبة الاحتفاء بعملية الويمبي البطولية، تلك العملية التي على رغم انقضاء أربعة عقود على حدوثها لا تزال ذكراها متوهجة في قلب وضمير كل وطني حر شريف.

أضاف: عملية الويمبي التي نفذها الشهيد المقاوم خالد علوان ابن الحزب السوري القومي الاجتماعي اتسمت بالكثير من عناصر الجرأة والإقدام والاحتراف، وخالد علوان مثل كل رفقائه القوميين آمن بأن مجرى التاريخ وتغييره وحسم الصراع لا يكون إلا بالتضحية والاستشهاد، في تلك الأيام سرّعت عملية الويمبي ومثيلاتها من العمليات المقاومة البطولية في خروج الجيش الإسرائيلي من مدينة بيروت، ولا تزال مناشدات الجنود المذعورين “يا أهالي بيروت لا تطلقوا النيران علينا إننا راحلون” ترن في مسامع كل من أسهم آنذاك من أبناء جيلنا لبنانيين وفلسطينيين بصمود مدينة بيروت وتحريرها”.

وتابع: “خالد علوان ورفقاؤه وإخوته المجاهدون المقاومون من أبناء الحزب السوري القومي الاجتماعي وحركة أمل وحزب الله والأحزاب الوطنية هم من أسقطوا مفاعيل الغزو الإسرائيلي وهم من كتبوا ملحمة التاريخ بدمائهم الطاهرة وكان التحرير في عام 2000 بفضل تضحياتهم وجهادهم ونضالهم، وكانت المرة الأولى في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي التي ينسحب فيها من أرض احتلها من دون قيد أو شرط أو اتفاقية ذل واستسلام”.

وأردف قائلاً:  أما اليوم فإن المقاومة أصبحت أقوى مما كانت عليه في حينه وهي تتحدى جبروت واشنطن وتل أبيب وتكسر الحصار على لبنان عنوة لتهزم الأميركي وكل من يتماهى معه من تجار وفاسدين، وها هي المقاومة مع جيشنا الوطني تشكل الدرع المتين لحماية لبنان من العدو المتربص على حدودنا والطامع بثرواتنا النفطية، وبالأمس أضاء الرئيس بري على عملية عدائية يقوم بها الإسرائيلي من خلال تلزيم شركة أميركية أعمال التنقيب في المنطقة البحرية المتنازع عليها واعتبر أن هكذا خطوة تؤدي إلى نسف اتفاق الإطار وتهدد الأمن على المستوى الإقليمي والدولي”.

وقال خواجة: “المقاومة اليوم في عز قوتها، رفقاء خالد والجيل الذي اتى بعدهم صنّاع نصرنا وهم اليوم يتحدون الولايات المتحدة من خلال استقدام بواخر المحروقات التي نحن في ازمتنا العصيبة بأمس الحاجة اليها وهنا اسمحوا لي ان اوجه التحية الى ايران الثورة وسورية الصمود والعراق الشقيق.

وختم: نحن في حركة امل والاحزاب الوطنية نعاهدك يا خالد علوان انت وكل رفقائك واخوتك الشهداء بأننا لن نهدأ ولن نستكين حتى تحرير ما تبقى من ارض محتلة واننا كما كنا دوماً سنبقى الى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحرير تراب ارضه من رجس الاحتلال”.

 

عطايا: عملية خالد علوان رسمت معالم طريق التحرير والمقاومة والنصر والعزة

عهدنا أن نبقى على طريق المقاومة حتى التحرير والعودة والوصول إلى قلب القدس وقلب فلسطين وإنهاء المشروع الصهيوني والأميركي

 

أما كلمة الفصائل الفلسطينية ألقاها القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان إحسان عطايا وجاء فيها:

“من هنا، من بيروت المقاومة ومن فلسطين الأبية السلام على أرواحكم أيها الشهداء. إن إحياء ذكرى الشهداء هو إحياءٌ لحضارة هذه الأمة وليس فقط إحياءً لتاريخها، إن هؤلاء الشهداء رسموا معالم النصر بدمائهم الطاهرة الذكية ووضعوا اللبنة الأولى على طريق التحرير وزرعوا شجرة المقاومة الباشقة التي نقطف ثمارها اليوم عزاً وانتصاراً وكرامةً. وعندما نحيي ذكرى هؤلاء الشهداء الأبطال فإننا نقول لكل العالم إنّ مسيرتهم هي التي ستؤدي إلى تحرير الأرض والإنسان والأمة من الاحتلال الصهيوني والأميركي وكل أشكال الاحتلالات التي تغزو منطقتنا بهدف نهب ثرواتها”.

وأضاف: “عندما نستذكر الشهداء والشهيد خالد علوان الذي افتتح بعمليته البطولية عصر المقاومة لكل الأمة وليس فقط في لبنان من أجل تحرير بيروت هذه العاصمة التي احتلها العدو الصهيوني وحاول أن يُذلّ شعبها وشعبنا، لكن هذه العملية جاءت لتقول لا، لا يمكن لهذا العدو ولأي عدو أن يقلل من أهمية ومن كرامة أمتنا وشعبنا.”

وقال: “في الربط بين هذه العملية وما وصلنا إليه من انتصارات اليوم ومن إنجازات على طريق هزيمة المشروع الصهيوني والأميركي في المنطقة فإننا نجد أن الرابط متين وجاء إضاءةً في عصر حاول العدو أن يطمسه بالظلام والظلمة، جاء ليرسم معالم الطريق، طريق التحرير والمقاومة والنصر والعزة والتي باتت قريبة جداً”.

وتابع: “في هذه المناسبة لا يسعنا أيضاً أن نذكر أولئك الأسرى لأن الشهداء هم خيرة المقاومين والأسرى أيضاً هم من خيرة المقاومين الذين ما زالوا يقاومون الاحتلال، والذين رسموا بطولات وخطّوا على صفحات التاريخ تاريخاً مشرقاً لكل الأمة، وبأن هذا العدو عدوُ يمكن هزيمته والانتصار عليه وأرسل عدة رسائل وجملة رسائل متعددة الاتجاهات لا مجال لذكرها في هذه العجالة، ولكن إذا أردنا وأحببنا أن نشير إلى إحداها فإننا نقول بأن الرسالة الأبرز كانت أن جمعت ووحدت الفلسطينيين حول قضية الأسرى كما وحدتهم حول خيار المقاومة في معركة سيف القدس، وهذه الإنجازات بسبب وبفضل إنجازاتها ومقاوميه”.

وأردف: الوحدة هي عنوان انتصارنا المقبل ولذلك نحن كفلسطينيين أثبتنا وحدتنا حول العديد من قضايانا ومن قضايا الأمة، ونقول لكم جميعاً هذه الوحدة مطلوبة لدى الجميع من أجل إكمال المسيرة حتى تحرير فلسطين والاجتماع في باحات القدس وعلى أبواب فلسطين لنقيم هذا الاحتفال هناك حيث كانت عينا الشهيد خالد علوان على فلسطين وعلى القدس، حبذا ونحن نرى ذلك قريباً أن يُقام هذا الاحتفال في القدس وفي فلسطين بعد تحريرها والتخلص من كل هذا الاحتلال بكل أشكاله”.

وختم: “التحية الكبرى لكل داعمي المقاومة ولكل من يسير على طريق المقاومة والعهد للشهداء والأسرى والمقاومين أن نبقى على هذه الطريق حتى التحرير والعودة والوصول إلى قلب القدس وقلب فلسطين وإنهاء المشروع الصهيوني والأميركي واقتلاعه من جذوره كما حاول أن يقتلعنا وأن يغير وعينا ومفاهيمنا وثقافتنا طوبى للشهداء والشكر لكم”.

 

جريج: عملية الويمبي نقطة تحول أشعلت بيارق المقاومة ورسخت فعل الإيمان بالانتصار

على الحكومة الجديدة أن تبادر إلى صيانة مركب الدولة المتصدع في أعاصير حصار اقتصادي فرضته قوى هدفها تقويض معادلة الشعب والجيش والمقاومة واستهداف مقاومتنا

الشكر لسورية التي لم تتخل يوماً عن دعم لبنان واحتضان مقاومته ومساندته في التغلب على المحن والصعاب وفي مواجهة العدوان والاحتلال

نقدّر عالياً مبادرة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله لكسر الحصار الأميركي والتخفيف من أعباء الناس ومعاناتهم

 

 

كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ألقاها عميد العلاقات العامة الدكتور جورج جريج، فقال:

“نجتمع اليوم كما اعتدنا بوقفة رمزية الشكل عميقة المضمون، نحيي معاً ذاكرة النبض من عبق البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.

نجتمع لنعيد تحشيد المواقف وتأكيدها، لنعيد صياغة المعاني على أسس المباني، نلتقي لنستزيد من زخر فعل البطولة عزماً وإباءً لأننا أبناء الحياة، أبناء النهضة، أبناء حركة الحرية والواجب والنظام والقوة، أبناء مدرسة المعلم الشهيد أنطون سعاده.

نجتمع لنحتفل معاً بقيم البطولة المعمدة برصاصات شواهد رسمت اتجاه الأحداث وقوضت مشروع الاستباحة.

نجتمع لنعلي الكرامة مع إرادة التحرير وفعل التحرير وتحديد الاتجاه”.

وأضاف: “ليل مدلهم كانت شوارع بيروت، عدو صهيوني يستبيح بجنوده ودباباته الحجر والبشر، مطمئناً إلى إحكام طوق الاحتلال ويعمل لتثبيت مفاعيله.

جاء رد خالد علوان ورفقائه مدوياً، فمهما طال ليل الاحتلال صبح التحرير آت لا محال

امتشق سلاح العز ومضى فكانت رصاصاته زوابع في صدور الغزاة، وكانت مشاعل نور ترسم طريق التحرير، “بيروت كريمة والحساب علينا” وكان الحساب فاتحة التحرير المقاوم لعاصمة الشرائع بيروت الأبجدية”.

وتابع: “رصاصات خالد علوان البطل والشهيد شاهد على صراع بين إرادتين، إرادة احتلال عنصري غاشم، وإرادة قيامة أمة باحتشاد العز في طلقات قلبت المعادلة وحوّلت الغزاة إلى مندحرين، وأعادت لبيروت صفاء سمائها، بنسمات الحرية، وعزفت أهازيج النصر، وثبتت مسار فعل السيادة، وملأت فضاءات بيروت بصراخ جنود العدو “يا أهل بيروت لا تطلقوا النار إننا راحلون”. فكانوا لبيروت كالعابرين بين الكلمات العابرة، لملموا أشلاء هزيمتهم ومضوا.

وهكذا صارت عملية الويمبي، محطة للاعتبار، بعد أن كاد الاحتلال أن يكون حدثاً مقيماً، وكانت نقطة تحول بعد الكثير من الفواصل.

نعم هي نقطة تحول، أشعلت بيارق المقاومة، ورسخت فعل الإيمان بالانتصار، فكان تحرير العاصمة ثمرة جهود أينعت فأثمرت عزاً وكرامة.

وإننا إذ نحتفل اليوم بتحرير بيروت، نكرم فعل البطولة، فنكون المكرمين برحابها، أبناء مدرسة ربّت النفوس على الإباء، وصنعت منهم رجالاً في مرجل النهضة، وحولتهم من قطعان هائمة إلى رجال قضية، فكنتم أنتم يا أشبال الأمة ونسورها، يا أبطال نسور الزوبعة، أيها السوريون القوميون الاجتماعيون، يا أبناء الحياة، أيها الأصدقاء الأوفياء، ويا رفقاء خالد ووجدي وسناء وكوكبة الشهداء”.

وأضاف: “نجتمع اليوم والمواطن في لبنان خائب الرجاء من نظام طائفي، تتقاذفه طوابير كارتيلات الذل من ضفة إلى أخرى، يئن تحت وطأة احتياجاته، والطموح أصبح ترفاً ليس بمتناول الشاهدين على مشهدية سوريالية لانهيار تراكم الاستشراء والإمعان في الإتيان على ما تبقى من مساحة كرامة، وإرادة تكاد أن تخبو تحت وطأة الأزمات، إذا لم يسارع أصحاب الشأن، إلى الولوج المكثف والعاجل في علاج هذا الوباء المستشري في تمادي الانهيار، حتى مقاربة السقوط الحر إلى قعر درك لا قيامة منه.

والحال كذلك ونحن أمام حكومة جديدة تشكلت بعد فراغ دام ما يقارب العام، مما أسهم بتسريع وتيرة الانهيار، الأمر الذي رفضه حزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي وحذر منه مراراً وتكراراً، ومن مغبة استمرار الفراغ في مؤسسات الدولة، وتجويفها لإسقاطها وإعلانها دولة فاشلة، وخطورة المآل، وطالبنا دوماً بالحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة، وانتظام عملها، وعلى رأسها السلطة التنفيذية أداة الحكم للقيام بموجبات وقف الانهيار، ومواجهة التحديات والتعامل معها”.

وأردف: “من هنا جاء تأييدنا للإسراع في تشكيل الحكومة، والدفع باتجاه نيلها الثقة البرلمانية، تحدونا مشهدية ننتصر لها، كأولوية تتقدم على كل ما عداها، فالأمن الاجتماعي والغذائي والصحي والاستقرار النفسي للمواطن، أصبح في مرحلة شديدة التعقيد والخطورة ومؤشرات الفقر والبطالة وتدني مستوى القدرة الشرائية، وتآكل قيمة الرواتب والأجور، بفعل انهيار سعر صرف العملة الوطنية أمام الدولار، وتسارع وتيرة هجرة الشباب، جميعها وغيرها تضعنا أمام تحديات جسام.

وعليه، نطالب الحكومة الجديدة، وبعد نيلها الثقة، أن تبادر وبعيداً من الحسابات الفئوية والمحاصصات الطائفية والمحسوبيات والزبائنية، إلى صيانة مركب الدولة المتصدع في أعاصير حصار اقتصادي، فرضته إرادة، تريد تطويع المقاومة ونزع سلاحها، وتقويض معادلة الشعب والجيش والمقاومة، وكي الوعي الجمعي، وسلب الإرادة الحرة وتبديل سلم الأولويات.

ندعوها أن تبادر إلى اتخاذ الإجراءات العملية، لمنع انهيار ما تبقى وإيجاد العلاجات المطلوبة، لتعزيز قدرة المواطن على الصمود، خصوصاً أننا على أبواب عام دراسي جديد، الأمر الذي يشكل تحدياً جدياً لقدرة الحكومة على التعامل مع مفاعيله الداهمة في وسط الأزمات، ليكون الانكباب على العمل عنواناً نحكم على أساسه وننتصر دوماً وأبداً لوجع الناس وكرامتهم.

وعلى هذه الحكومة أن تبذل الجهود وتكثّف المساعي وتفعّل المشاورات، مع الحكومة السورية، ليس فقط لإمرار الغاز والكهرباء، بل تفعيلاً لمعاهدة الإخوة والتعاون والتنسيق، وتنفيذاً للاتفاقيات المشتركة، وبحثاً عميقاً في الملفات الحيوية، وتأكيداً للحقيقة العلمية المتمثلة بوحدة الدورة الاقتصادية بين كيانات الأمة”.

وتابع: “نعم، نحن نرى وجود مصلحة للشعب، في هذا التكامل الاقتصادي، ونؤمن بذلك، ونعمل لتحقيقه، وأنطون سعاده مؤسس الحزب، كان واضحاً بالتأكيد أنّ “الرابطة الاقتصادية هي أساس الرابطة الاجتماعية”.

وفي هذا السياق جاءت مبادرة الحزب، في طرح مشروع قيام مجلس تعاون مشرقي، يشكل إطاراً للتعاون والتساند والتآزر على مستوى الأمة.

إن سورية ـ الشام هي رئة لبنان، وإن صمودها شعباً وجيشاً ومقاومة، بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، وتصديها بحزم وبسالة، للحرب الإرهابية الكونية، حمى لبنان من التحول إلى بؤرة فوضى، لا بل إن انتصار سورية على الإرهاب، شكل عنصر قوة لبنان في معركته لدحر الارهاب، ولتثبيت وحدة مركزية الدولة بمواجهة مشاريع الفدرلة والتقسيم.

فكل الشكر لسورية، التي لم تتخل يوماً عن دعم لبنان واحتضان مقاومته، ومساندته في التغلب على المحن والصعاب وفي مواجهة العدوان والاحتلال.

والشكر للعراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولجميع الدول التي أسهمت في الوقوف إلى جانب لبنان ونجدة أبنائه. ونقدّر عالياً مبادرة حزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله لكسر الحصار الأميركي، والتخفيف من أعباء الناس ومعاناتهم.

لفلسطين، قضية الحزب المركزية، كل الوفاء والالتزام، معاً على طريق فلسطين، صراعاً ومقاومة حتى بلوغ النصر والتحرير.

وعهدنا أن نبقى على نهج المقاومة، أوفياء لدماء الشهداء، عاملين بهدي تعاليم سعاده، بعزيمة لا تهدأ وإرادة لا تلين”.

وختتم: “أما موضوع الحياد، ومعزوفة الحياد الملون والمقنع، فإننا نرى فيه دعوة للإنقلاب على ثوابت لبنان وخياراته ودماء شهدائه، وعلى الهوية والدور، وعلى نهج المقاومة، هذه المقاومة التي نستظل اليوم فيء وهج انتصاراتها، نؤكد تمسكنا بها خياراً لا يحتمل المساومة، ونهجاً لا يحتمل أنصاف المواقف، ونؤكد بأننا على هذا النهج ثابتون، ثبات الأرز في لبنان وشامخون كشموخ صنين.

وإليك يا خالد يا من جئناك لنحتفي، عهدنا لك، ولجميع الشهداء، أن تبقى قضية سورية وطناً وشعباً وسيادة، قضية مصير ووجود وشعلة متوقدة تنير النفوس من جيل إلى جيل.. وعلى هذا الطريق وبهذا الإيمان، نحن ما نحن، وما سنكون، أوفياء. لتحي سورية”.

بعد الكلمات وضع الحسنية أكليل زهر على اللوحة التذكارية للشهيد البطل خالد علوان.

 

 

 

25/09/2021                                                       عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى