نحتفل بالأول من آذار بالضوء الذي انبعث في أرجاء الأمة بفعل عقيدة سعادة ومبادئه المحيية
كتب د. جورج جريج/ عميد شؤون العلاقات العامة في الحزب السوري القوميّ الاجتماعيّ
الأول من آذار بالنسبة للسوريين القوميين الاجتماعيين هو لحظة أساسية مفصلية يحتفلون بها أينما وجدوا في كلّ أنحاء العالم، لأنّ الأول من آذار يحمل معه رمزية معينة تتجاوز حدود ولادة شخص اسمه أنطون سعاده إلى ولادة قضية يعبّر عنها بمسار عام أوجده أنطون سعاده.
أسّس أنطون سعاده صاحب الميلاد وفتى الربيع كما يسمّيه القوميون هذا الفكر العظيم وهذه العقيدة العظيمة وهذه النهضة العظيمة، فكانت ولادته تختزن في ذاتها بعث الأمة بتاريخها وحاضرها ومستقبلها. أنطون سعاده هو صانع النهضة، وبالتالي حين يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون بالأول من آذار فذلك لأنهم يعتبرون أنّ هذا التاريخ يحمل معه عنوان الوعي وولادة السيادة والاستقلال ووجدان هذه الأمة، وبالتالي يعايدون بعضهم بعضاً حتى بولادة فتى الربيع أنطون سعاده، شهيد الأمة وفاديها.
إذن… الاحتفال في الأول من آذار ليس احتفالاً بولادة الشخص على أهمية هذا الشخص، بل هو احتفال بذكرى قوميّة، بولادة القضية التي أوجدها، وبالتالي كلّ شعوب العالم تقدّر رجالاتها العظام حتى نحن بفكرنا القومي يُعلّمنا أنطون سعاده أنّ تاريخ الأمة وحضارتها قام على أكتاف رجال الأمة العظام مثل زينون وجبران وغيرهما.
وأحبّ أن ألفت النظر إلى أمر مهمّ هو أنّ السوريين القوميين الاجتماعيين لم يحتفلوا بولادة أنطون سعاده ما قبل تأسيس الحزب أو حتى بعد تأسيسه، بل بدأ الاحتفال بمناسبة ميلاد أنطون سعاده حين أصبح عنوان الاحتفال قومياً، عندما أدّى يمين الزعامة عام 1935 وتحوّل هذا القسم إلى قسم الزعامة، حيث أقسم أنطون سعاده أن يقف نفسه على أمته السورية ووطنه سورية.
هذا الإنسان الذي وهب نفسه وفق قسم الزعامة لهذه الأمة، وتكريماً لشهادته وفدائه يحتفل السوريون القوميون الاجتماعيون بولادته، خاصة أنهم اعتادوا خلال الفترات التي كان خلالها الزعيم في أسر سجون الانتداب الفرنسيّ أن يضيئوا الشموع في بيوتهم وفي قراهم وبلداتهم ومدنهم وأن ينيروا قمم الجبال، تعبيراً عن الضوء الذي انبعث في أرجاء الأمة بفعل عقيدة سعاده ومبادئه المحيية.