“بلاك ووتر”، شركة أميركية عسكرية خاصة تأسست في عام 1997 وحصلت على ملايين الدولارات من الحكومة الأميركية لقاء الخدمات التي قدمها أفرادها، وقد ذاع صيتها على خلفية ما ارتكبته من جرائم حرب في العراق وأفغانستان، وهي اليوم تقدم نفسها بديلاً محتملاً يحل محل القوات الأميركية التي ستنسحب من مناطق شمال سورية.
وبحسب صجف أميركية، فإنّ مؤسس “بلاك ووتر” إريك برنس إقترح قبل ايام على الرئيس الأميركي دونالد ترامب حلا يتيح منع وقوع ما اسماه “الفراغ الأمني” بشمال سوريا بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة من هناك.
وفي حديث إلى قناة Fox Business، تقدم برنس، بمبادرة نشر عناصر مسلحين مدفوعي الأجر في الشمال السوري محل القوات الأميركية، بزعم “محاربة نفوذ إيران” في البلاد بعد خروج الجيش الأميركي منها.
وقال: “ليس لدى الولايات المتحدة المسؤولية الاستراتيجية طويلة الأمد للبقاء في سوريا، لكنني أعتقد أن ترك حلفائنا ليس أمرا جيدا”، في إشارة إلى الأكراد الذين يواجهون إمكانية التدخل التركي في شمال سوريا وطردهم من هناك.
وأشار برنس، إلى أن اللجوء إلى خدمة شركة أمنية خاصة سيتيح لترامب تنفيذ وعده الانتخابي بشأن “إنهاء الحروب” الخارجية للولايات المتحدة، لكن مع إبقاء ضمانات أمنية لحلفاء واشنطن. لافتاً إلى وجود العديد من الأمثلة في التاريخ الأميركي لإبرام الحكومة صفقات مع القطاع الخاص بغية ملء الفراغ الأمني في بعض المناطق.
وفي هذا السياق أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى وجود صلات بين برنس ومسؤولين في إدارة ترامب، وكشفت بأن برنس استثمر 250 ألف دولار في حملة الرئيس الانتخابية، مضيفة أن أحد المسؤولين في البيت الأبيض اقترح في صيف 2017 استبدال العسكريين الأميركيين في أفغانستان بعناصر شركة “أكاديمي” (تسمية جديدة لـ”بلاك ووتر”)، غير أن ترامب ومستشاريه العسكريين لم يوافقوا على هذه الخطة.