أقامت الهيئات والمؤسسات الداعمة للأسرى، اعتصاماً أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في بيروت، انتصاراً للأسرى المضربين عن الطعام في سجون العدو الصهيوني، وتنديداً باستشهاد الأسير البطل سامي العمور، بمشاركة وفد من الحزب السوري القومي الإجتماعي ضمّ ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي والناموس المساعد في عمدة الإذاعة رامي شحرور، وممثلين عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، وشخصيات حقوقية وأسرى محررين.
قدَّم للاعتصام نائب مسؤول لجنة الأسرى في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في لبنان، فتحي أبو علي، فشرح أوضاع الأسرى والأسيرات في سجون العدو «الذي ينتهج سياسة القتل المتعمّد بالإهمال الطبي للأسرى المرضى المعتقلين إدارياً».
وطالب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وعلى رأسها المنظمة الدولية للصليب الأحمر بإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى، لأنهم باتوا بحالة الخطر ومعرّضين للموت الفجائي في أية لحظة، بينما يستمر الاحتلال في ممارسة القتل البطئ بحقهم».
بدوره اعتبر منسق العلاقات العامة في مؤسسة «مهجة القدس للشهداء والأسرى» في لبنان سامر عنبر، «أنّ قضية الأسرى بحاجة إلى وقفة حقيقة قبل فوات الأوان، وإن كان التحرك الشعبي ضرورة ملحة للإحتجاج والتعبير عن الغضب».
من ناحيته، دعا أمين سر «اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الصهيوني»، يحيى المعلم، اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي إلى العمل مع كافة الجمعيات والهيئات والمؤسسات العربية والدولية للإفراج الفوري عن الأسرى والمعتقلين».
ووجه منسق الإعلام في «الحملة الدولية للتضامن مع الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي»، خالد فهد، التحية إلى أبطال الإضراب الستة الذين انتزع أربعة منهم حريتهم بأمعائهم الخاوية وبإرادتهم الحديدية التي تأبى الإنكسار».
فيما ألقى كلمة «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب في سجون الإحتلال الصهيوني»، الأسير المحرر عمر الخالد، فقال: «نجدد دعوة كل الهيئات والمؤسسات للقيام بحملة حقوقية قانونية من النداء العاجل إلى المذكرة والشكاوى لمجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية».
وقالت مديرة «مركز قبة الصخرة للإعلام»، وفاء بهاني، إلى أنه «ينبغي على الكل الفلسطيني في كل مكان، بكل انتماءاتهم وتصنيفاتهم الحزبية والسياسية، أن يوظفوا كل طاقاتهم، وأن يوجهوا جهودهم للتضامن مع الأسرى عموماً، والدفاع عن قضيتهم العادلة».
أما مسؤول لجنة الأسرى في «الجبهة الشعبية» في لبنان، عبد الله الدنان، فقال: «آن الأوان لنفهم الدرس ونستعيد اصطفافنا لا باعتصام هنا أو هناك، بل بالعودة إلى مواقع الإشتباك مع العدو».
مهدي
وكانت كلمة لـ «هيئة التنسيق اللبنانية الفلسطينية للأسرى والمحررين» ألقاها ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي المحامي سماح مهدي الذي قال:
لا يختلف إثنان على أن الأمم الحية تزرع في نفوس أبنائها توقاً دائماً إلى الحرية، ورغبة مستمرة في الصراع من أجل خير بلادها وانتصارها.
وأمتنا بكونها أمة هادية لكل الأمم، أنشأت أجيالها وربتهم على قاعدة أساس مفادها أنّ الحرية قد تكون حملاً ثقيلاً، لكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس العظيمة.
فعلى الرغم من مئات آلاف الأسرى والمعتقلين الذين زجوا في معتقلات كيان عصابات الإحتلال، إلا أن ذلك لم يمنع الشهيد عاطف الدنف من قيادة عملية التحرير الكبرى من معتقل أنصار ـ جنوب لبنان في العام 1983. كما لم يمنع أبناء أمته من انتزاع حريتهم قبل فترة وجيزة من معتقل جلبوع داخل فلسطين المحتلة.
وتابع مهدي: العزيمة لدى كل الأسرى الأبطال من أبناء بلادنا هي ذاتها على اختلاف الظروف، ففي الوقت الذي يخوض فيه عدد منهم مواجهات مباشرة مع السجان، يضرب آخرون عن الطعام كوسيلة من وسائل المقاومة التي تسجل انتصارات من نوع جديد.
فها هم أبناء فلسطين يفرضون على سلطات الإحتلال التعهد بتحريرهم من الأسر بعدما خاضوا معركة الإرادة بكل شموخ، فانتصر كل من الأسرى الأبطال: شادي أبو عكر بعد 69 يوماً، مقداد القواسمي بعد 113 يوماً، كايد الفسفوس بعد 131 يوماً وعياد الهريمي بعد 61 يوماً. فيما يتابع المعركة حتى تحقيق انتصارات جديدة الأسرى الأبطال هشام أبو هواش، لؤي الأشقر، أمين شويكي، حسام القواسمي وعبد العزيز مرعي.
وأضاف مهدي: على الدرب ذاته يرتقي شهيداً الأسير البطل سامي العمور الذي تعمّدت عصابات الإحتلال الصهيوني تأخير تقديم العلاج اللازم له مما أدّى إلى استشهاده ملتحقا بكوكبة من الشهداء الأسرى الذين لم يكتفوا ببذل سنوات أعمارهم في معتقلات العدو، لا بل ختموا حياتم بأزكى الشهادات.
وأردف مهدي قائلاً: يظنّ مخطئاً عدد لا بأس به من الناس أن هكذا نشاطات لا تقدم ولا تؤخر في ملف الأسرى، لكن واقع الحال مغاير لذلك تماماً. فكلّ نشاطاتنا تصل أخبارها إلى الصامدين داخل معتقلات الاحتلال، وهذه النشاطات تشحذ همم المقاومين وتمدهم بمعنويات يعيدون تصديرها إلينا.
فعلى سبيل المثال، عندما أًصدر ما يسمّى بقاضي الإحتلال قراره بسجن الأسير ماهر الهشلمون مدة مئتي سنة، انفجر الأسير البطل ضاحكا. فاستغرب القاضي قائلاً: أوَتضحك ومحكوم بالسجن لمئتي عام؟ فكان جواب المقاوم: وهل أنت مقتنع بأن احتلالك لأرضي سيبقى مئتي سنة؟
لله درّ هؤلاء المقاومين الذين نلتقي اليوم في ذكرى واحدة من انتفاضتهم البطولية التي حصلت في معتقل الخيام عام 1989، والتي نتج عنها استشهاد الأسيرين إبراهيم أبو عزة وبلال السلمان بعد قمع الانتفاضة بالغاز السام من قبل العميلين الخائنين عامر الفاخوري وأنطون الحايك.
من هنا، ومن أمام مركز الصليب الأحمر الدولي في عاصمة المقاومة، ونحن على بعد أمتار من مكان عملية الويمبي التي نفذها الشهيد خالد علوان، فكانت فاتحة تحرير بيروت من دنس الإحتلال، نكرر مطالبتنا للصليب الأحمر الدولي ببذل كل الجهود اللازمة لتحرير ما يقارب من 5000 أسير في معتقلات العدو، يعانون أقسى ظروف اعتقال يمكن أن تكون في العالم كله.
وختم مهدي بتوجيه التحية إلى عميد الأسرى في معتقلات الإحتلال يحيى سكاف، إلى أحمد سعدات ومروان البرغوثي، وإلى كل أسير باسمه، معاهدا إياهم ألا يهدأ لنا بال حتى تحريرهم جميعا، وعودتهم سالمين.
وجرى في ختام الإعتصام تسليم مذكرة احتجاجية إلى مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تدين الإعتقال الإداري والقمع والتنكيل بحق الأسرى الفلسطينيين.
23/11/2021 عمدة الإعلام