الرئيسةالفروع

منفذية عكار في “القومي” تحيي ذكرى استشهاد المؤسس أنطون سعاده

منفذية عكار في “القومي” تحيي ذكرى استشهاد المؤسس أنطون سعاده

يوسف: فلسطين معركة وجود لا مساومة.. وهي بوصلتنا الأخلاقية والسياسية والإنسانية

*في زمن التخاذل والتطبيع وبيع الأرض نزداد تمسّكًا بهدي سعاده الذي كشف قضيتنا وشخصية أمتنا وحرّرنا بالوعي القومي

السبسبي: نعاهدك يا زعيمنا في أيّ موقع كنا أن نكون الجند الأوفياء لا قولاً بل فعلاً وممارسة

أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد المؤسس أنطون سعاده، في قاعة المنفذية في حلبا، بحضور العميد ساسين يوسف، الأمين شعلان موسى، الأمين ميشال الأشقر، الأمين سعد سكاف، منفذ عام عكار الأمين أحمد السبسبي وأعضاء هيئة المنفذية، مسؤولي الوحدات الحزبية وحشد من الرفقاء القوميين الاجتماعيين.

كما حضر مسؤول حزب العمل الاشتراكي العربي في عكار رئيس الصندوق التعاضدي الصحي الزراعي في عكار طارق الحسين، رئيس الحركة الشبابية العكارية ثائر ناصر القرحاني، والمخاتير سمير نعوس ومحمود الضناوي والمختار السابق عصام جابر.

ناظر التربية والشباب مجد أحمد هاشم رحّب بالحضور وقدّم الخطباء وعرّف المناسبة ورمزيّتها، فقال:

” في هذا المساء الجليل، لا نقف حدادا بل وقوف الشجعان الذين لا تهيبهم المقاصل ولا ترعبهم الرصاصات بل تشعل فيهم وهج الحياة.. لقد صعد إلى مشنقته واقفاً، شامخ الرأس، متحدياً الخيانة والجبن، صارخاً في وجه الدولة الطائفيّة (كلنا نموت، لكن قليلين منا يظفرون بشرف الشهادة، ويختارون الموت طريقاً للحياة).”

ثم تلى بيان عمدة الإذاعة ناموس المنفذية يونس خلف.

كلمة المنفذية

وألقى منفذ عام عكار أحمد السبسبي كلمة المنفذية وجاء فيها :

“إنّه شهيد الثامن من تموز، الغائب جسداً الحاضر فينا أبداً، في كل فكرة جميلة، وفي كل خاطرة، وفي كل رأي ثاقب وفي كل موقف سليم، إنّه الفكرة الحرة، إنّه الحركة البديعة للنظام، إنه سعاده امتياز الأمة السورية..”.

وتابع: “أنت لم تكن تصعد من قمة إلى قمة، بل كانت تأتي إليك القمم وهي فخورة أن تكون موطئاً لإبداعاتك.. في تلك الليلة تسابقت لحظات المجد والشرف والكرامة إلى احتضان تلك اللحظة، لتسجيل موقف البطولة المشرّفة بصحة العقيدة وأعظم درس في التضحية في سبيل قضية تساوي وجودنا.. فارتقيت إلى أعظم مراتب الخلود”.

وختم بقسم العهد: “نعاهدك في أي موقع كنا أن نكون الجند الأوفياء، لا قولاً بل فعلاً وممارسة .”

كلمة المركز

كلمة المركز ألقاها العميد ساسين يوسف، فقال: “سعاده لم يكن طارئًا على التاريخ، جاء ليُعيد تعريف القوميّة لا كعصبيّة عمياء، بل كنهضة عقل وروح، جاءت لتقول إنّ القوميّة فعل إرادة لا وراثة دم، وإن الأمّة ليست تجمّعاً من طوائف، بل وحدة مصير.

جاء ليعلن أن وحدتنا ليست أمنية، بل ضرورة وجوديّة، وأن تفككنا هو دعوة مفتوحة لكل استعمار ولكل طامع بالأرض والكرامة والوعي.

في زمن يُعاد فيه إنتاج الطائفيّة بأقنعة جديدة، وفي لحظة يُختطف فيها وجدان الناس باسم الهويّات القاتلة، نستعيد كلمته الراسخة: “الانقسام الطائفيّ هو السمّ القاتل لوحدة الأمة.”

ما أشبه الأمس باليوم. إن الذين انقلبوا على مشروع النهضة، هم أنفسهم من أنتجوا حروب الانتماء الزائف، وخرائط الدم، وأوهام الولاء لغير الوطن..”

إن سعاده حذّر من الزبائنية، من استغلال الطوائف، من تسليع الانتماء، ودعا إلى بناء مجتمع متصالح، متماسك، متين، تسوده قيم الحق والخير والجمال. دعا إلى الإنسان الجديد، إلى شعب حيّ لا يُستَخدَم بل ينهض، لا يُخدَع بل يُفكّر، لا يُستَعبَد بل يقرّر.

ثم تطرّق إلى القضية البوصلة فلسطين، فقال :

“لم تَغِب فلسطين عن فكر سعاده، ولا عن قلبه. قال بوضوح لا لبس فيه: “فلسطين هي لنا. هي جزء لا يتجزأ من سورية الطبيعيّة”. وعندما تنبّه مبكرًا للخطر الصهيونيّ، كتب: “الصهيونيّة ليست مشروعًا لشعبٍ مضطهد، بل خطة استعماريّة تهدف إلى السيطرة على الشرق”. فلسطين كانت في عينه معركة وجود لا مساومة، ونحن اليوم، إذ نرى التخاذل والتطبيع وبيع الأرض، نزداد تمسّكًا بأنّ التحرّر من الداخل يبدأ من الوعي لفلسطين، لأن فلسطين ليست قضية الآخرين، بل بوصلتنا الأخلاقية والسياسية والإنسانية.”

وقال يوسف: “في وجه كلّ فكر تكفيري، وكل مشروع تفتيتي، نُجدّد ما آمن به سعاده حين قال: “نحن نبني المجتمع على المحبّة لا على البغضاء، على الوحدة لا على الفُرقة”. إنّ مقاومة الإرهاب ليست فقط بالسلاح، بل بالمعرفة. والمعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل في الوعي، والمنهج، واللغة. بين مَن يريد لأوطاننا أن تبقى رهينة للتطرّف، ومَن يريد لها أن تُبنى على المواطنة، نحن نختار البناء، نختار النهضة.”

وأضاف: “نُحيي هذه الذكرى لا بالبكاء على من مضى، بل بالوفاء لمن فتح لنا طريقًا نحو الحياة. نستذكر، نستلهم، ونتقدّم. نحفظ المجازر، من حلبا إلى فلسطين، ونحذّر من الذين يريدون لهذا الشعب أن يبقى منقسمًا، خائفًا، تائهًا. لا نؤمن بثأر، بل بحق. لا نطلب انتقامًا، بل عدالة. لا نُحرّض، بل نكشف. لا نُكفّر، بل نفكّر”.

وختم: لسعاده القول الفصل: “إنّ الحياة وقفة عزّ فقط.” ونحن هنا، لا لأننا ماضويّون، بل لأننا نعرف تمامًا معنى التقدّم، ونفهم جيدًا أن بناء المستقبل يبدأ من وضوح الرؤية لا من مراوغة الخطاب.

نحن هنا، ضد الطائفية، لأننا نؤمن بوحدة المصير. ضد الزبائنية، لأننا نؤمن بدولة العدالة. ضد التطرف، لأننا نؤمن بإنسانية الإنسان. ضد الاحتلال، لأننا نؤمن بفلسطين. نحن الذين لم ننكسر، لأننا نعرف لماذا قمنا.

16/07/2025                                              عمدة الإعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى