ناظرة الإذاعة فتون رعد: نرفض تدخل أميركا في شؤوننا وسنواجه مشاريع الفتنة في بلادنا ومخططات التقسيم
القضاء على الفساد يستوجب القضاء على مسبباته الأساسية المتمثلة بالنظام الطائفي
رفقاؤنا في نسور الزوبعة يحملون على أكتافهم أمنَنا ويضعونَ نَصْبَ أعينهم مستقبلنا فلنصفّق امتناناً لتضحياتِهم ولترتفعْ حناجرُنا بالتحية لهم فهم أهلٌ للتحية
أحيت منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد مولد سعاده، فأقامت حفل عشاء حاشد في مطعم الفيصل – القلمون، بحضور إيلي عبيد ممثلاً النائب جان عبيد، عادل الحلو ممثلاً النائب فيصل كرامي، عدد من ممثلي الأحزاب والقوى الوطنية، رئيس الإتحاد العمالي العام في الشمال شعبان بدرة، مدير معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الثالث ـ د. عبد الحكيم غزاوي ووفد من الأساتذة، شخصيات وفاعليات سياسية واجتماعية، رؤساء بلديات وجمعيات وأندية، ومخاتير.
كما حضر الحفل عضو الكتلة القومية الإجتماعية النائب سليم سعادة، عضوا المجلس الأعلى جورج ديب وعصام بيطار، عضوا المكتب السياسي حسّان صقر وزهير حكم، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، عضو هيئة منح رتبة الأمانة الياس عشي، منفذ عام طرابلس فادي الشامي وأعضاء الهيئة، منفذ عام عكار ساسين يوسف، منفذ عام البترون خالد عبد الله، ناموس المندوبية السياسية في ملبورن سايد النكت، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات وحشد من القوميين والمواطنين.
تعريف
عرّفت الحفل لارا عبد الله وجاء في كلمتها: “ها هو الأولُ من آذارَ يطلُ مسطراً مئةَ عام، وأكثرَ، مرّت على ولادةٍ تاريخيةٍ فريدة، انجلت معها حقيقةُ الأمةِ السورية.. ولادةِ النهضةِ الحقيقية، ولادةِ فتى الربيعِ أنطون سعاده… فلتشتعل قممُ الجبالِ بنارِ الحقيقةِ والحياةِ، ولتشرقْ شمسُ الخيرِ والحقِ والجمالِ في سماءِ أمّتِنا.
وأضافت: “نعم، إنه آذار، أساسُ السادسَ عشرَ من تشرينَ الثاني،.. يومَ أمطرتِ السماءُ زوابعَ حمراءَ منذرةً بانبعاثِ نهضةٍ سوريةٍ قوميةٍ اجتماعية.. من هنا بدأت مسيرةُ النضالِ مكلّلةً بأعظمِ الانتصاراتِ، انتصاراتٍ كُتبَت بدماءِ شهدائِها، مخلّدةً فينا إيمانَنا السرمديَّ بأنّ الأجسادَ قد تسقطُ أما النفوسُ فقد فرضَت حقيقتَها على هذا الوجود، ولتضعَنا أمام محطةِ صراعٍ على دروبِ النضالِ القوميِّ كي نكتبَ بدم الفداءِ: تحيَ سورية في ضميرِ القوميينَ، وليحيَ سعادة في قلب السوريين”.
عطية
وألقى الشاعر لطيف عطية قصيدة من وحي المناسبة جاء فيها:
“أنا قومي وشايف حالي
وقفة عز بتحلالي
نهضة فكر وحدة روح
وصرخة تطلع بالعالي
أنا قومي وشايف حالي
أنا قومي وبرقص للريح
وعن خطي ما بقدر زيح
شامي منيح.. كويتي منيح.. فلسطيني أو عمّاني
جبهة جبهة لبناني
بغدادي بحِب بلادي
عروقي دمّات سعاده
بعيوني خِصب هلالي
أنا قومي وشايف حالي
شايف حالي شرق وغرب
درب سعادة أوضح درب
وأقسمنا نحمي هالأرض
نكمّل بعض ونحمي بعض
ما في أوضح من نهجي
وعالسلُّم درجة درجة
بِطلَع ومطمَّن بالي
أنا قومي وشايف حالي
أنا قومي يا رفيقي طِلّ
حزب سعادة حزب الكلّ
وقت الحّزّة بالعزّة
هزّي يا رايتنا هزّي
رفي بالتّل العالي
أنا قومي وشايف حالي
أنا قومي وزوبعتي دم
بالشدة ما عندي هَمّ
وحمرا زوبعتي حمرا
بالحق بتِكوي جمرا
وهيي مالي ورسمالي
أنا قومي وشايف حالي”.
رعد
وألقت ناظر الإذاعة فتون رعد كلمة منفذية طرابلس وجاء فيها: “أبدأ مع واحد من أكثرِ الأقوالِ تأثيراً فيَّ لسعاده: تحت طبقةٍ من الثرثرة والصياح المنتشرة فوق هذه الأمة يقوم السوريون القوميون الاجتماعيون بعملهم بهدوء واطمئنان. إنَّ غبارَ الثرثرةِ الفارغةِ آخذٌ في الانتشار، مُحاولاً إعماءَ بصائرِنا عن الحقيقة، وإنَّ الصياحَ آخذٌ في الارتفاعِ محاولاً تمزيقَ جدارِ صوتِ الضمير فينا”.
وتابعت:”يحاولون ويحاولون ولكنّهم فاشلون. فنحن السوريين القوميين الاجتماعيين قد وعَينا حقيقتَنا وخرجنا من التفسخِ والبلبلةِ والفوضى، فكُنّا نهضةَ الأمةِ السورية. قد تبدو جُرعةُ التفاؤلِ غيرَ واقعيةٍ بالنسبة للبعض. ولكن، وبقراءةٍ لتاريخ حزبِنا والظروفِ المحيطةِ بتأسيسِه ونشأتِه خلال حياة الزعيم، يتّضحُ لنا أنّ الصعوباتِ المريرةَ لطالما كانت حاضرةً ومرافقةً لمسيرة هذا الحزب العظيم. فهذا خَيارُ الأقوياء، وهذا كان خيارَ سعاده.
باكراً جداً، تفتّحَ وعيُ الزعيمِ وبدأ كتاباتِه الجريئةَ والدقيقةَ والصائبة، وهو لم يزل في سنِّ المراهقة. ومنذ ذلك الحين لم يَستَرِح سعاده قط”..
“من الاعتقالِ تلوَ الآخرِ إلى الاغترابِ القسريِّ، حتى الشهادةُ اغتيالاً.. نجحَ سعاده في تطويعِ التجاربِ القاسية والخروجِ منها منتصراً، هكذا أنارَ ظلامَ سِجْنِه عندما خطَّ كتابَه العظيمَ “نشوءُ الأممِ” بين جُدرانِ الاعتقالِ وتحت ألمِ التعذيب”.
وقالت رعد:”بينما نحتفل بالأول من آذار هناك رفقاءٌ لنا على الجبهات يتربّصون بمن يريدون فرضَ سايكس بيكو مُعدَّلٍ ووعدِ بلفورٍ جديد.. رفقاؤنا في نسور الزوبعة الذين يحملون على أكتافهم أمنَنا ويضعونَ نَصْبَ أعينهم مستقبلنا، غيرَ آبهين إن كانوا سيشاركوننا هذا المستقبل أم إذا كانوا سيصبحون في عدادِ الشهداء، فلنصفّق امتناناً لتضحياتِهم ولترتفعْ حناجرُنا بالتحية لهم فهم أهلٌ للتحية الجليلة..
أضافت: يا رفقاءَنا في نسورِ الزوبعة على كل الجبهات.. أيها المقاتلون الأشداء الثابتون على الخطوطِ الأمامية في الشام تحية لكم من طرابلس التي يحاول البعضُ تغييرَ هُويتِها الوطنية وسلخَها عن بُعدِها الحيويِّ القومي الطبيعي.
أضافت: إنّ محاولاتِ تغييرِ هويتنا واحدةٌ وإن اختلفتِ الأدواتُ.. فبعد فلسطين في جنوبنا السوري حيث نصارعُ لاستعادتها، وبعد محاولاتِ التقسيم والاحتلال في الشام حيث نحارب قتالاً إلى جانب الجيش السوري وسياسياً إلى جانب الدولة السورية الوحيدة التي تمثّل ما تبقّى من وجدان قومي في بلادنا، يطالعنا الرئيسُ الأميركيُّ دونالد ترامب بتصريحٍ خطيرٍ مشؤوم أشبه بتصريح بلفور المشروم، يعترف بموجبه بسيادة الكيان الصهيوني على مرتفعات الجولان المحتلة، لذلك، فإن ردنا على ترامب وكل من يقف في صف العدو واضح وصريح، وهو إنَّ الجولانَ سوريٌّ وإنّنا نحن أسيادُ هذه الأرضِ منذ ما قبلِ الزمنِ التاريخيِّ الجليّ، وإنّ نورما وسناءَ وعوادٍ وأدونيس وأيهم وصالح وابراهيم وغيرَهم الكثيرين هم منا..
نقول لترامب الذي يرعى الارهاب ضد بلادنا.. ألم تشاهد بسالةَ عمر أبو ليلى منذُ عدّةِ أيام؟
ألم تصلْك صورُ طعناتِه في صدورِ اليهود المغتصبين؟
ألم يحُنِ الوقتُ لتدركَ مصيرَ من يعتدي على حقوقِنا؟
وبعد، ألم تسمَع ما قالتهُ أم عمر عندما سألوها عن ابنِها الشهيد؟
ألم ترَ كيف لمعت عيناها فخراً بما ربّت.. إنّهن الأمهاتُ السورياتُ الشامخاتُ.. فاقرأِ التاريخَ جيداً أيها الجاهل.. إنّ عزةَ النفسِ وجسارةَ الإيمانِ بأمّتِنا من الصفات البديهية للشعبِ السوري.. فتعلَّمْ واتّعظْ علّكَ تَسلمْ.. فنحن أمّةٌ مؤمنةٌ بأنَّ القوةَ هي القولُ الفصلُ في إثباتِ الحقِ القوميِّ أو إنكارِه.
والقول نفسُه نقوله لوزير خارجيتك مارك بومبيو غيرِ المرحّبِ به على أرضنا فليحمُل رسائلَنا إليك: نحن نرفض تدخلكم في شؤوننا ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام دعواتِكم للحرب في بلادنا ومحاولاتكم تقسيمَنا.
أما في موضوع محاربة الفساد، فلفتت رعد إلى أن الدعواتُ اليومَ إلى محاربةِ الفسادِ في الكيان اللبناني تبدو مجتزأة، لأن القضاء على الفساد يستوجب القضاء على مسبباته الأساسية المتمثلة بالنظام الطائفي، ولذلك لا نرى خلاصَ للبنان إلى من خلال قيام دولة مدنية ديمقراطية عادلة.
وختمت بالقول: نحن في منفذية طرابلس أشبهُ بخليةِ نحلٍ، وفي كافة المجالات، وسنستمر في العمل رغم كل العقبات التي نُدرجُها في إطار الصغائر.. إنّ الوحداتِ الحزبية في المنفذية عاملةٌ بجهودِ الرفيقاتِ والرفقاءِ فيها، وبهم فقط ستكون نهضة جديدة للحزب السوري القومي الاجتماعي في هذا المتّحد.”
فقرة موسيقية
وفي الختام أدّى عماد علم الدين فقرة موسيقية من خلال العزف على آلة الكلارينيت وهي باكورة آلات الفرقة الموسيقية قيد الإنشاء في منفذية طرابلس بمبادرة من مديرية المنية، وعاد رَيعُ الحفل لتجهيز الفرقة وتأسيس فرع لكشافة النهضة في طرابلس.
تصوير: نور الشامي