الفروع

منفذية حمص في مولد سعاده: افتتاح مكتب لمديرية باب السباع

 أحيت منفذية حمص مناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده، بافتتاح مكتب مديرية باب السباع،  بحضور عميد الإذاعة داليدا المولى، العميد منفذ عام حمص نهاد سمعان، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات وأعضاء هيئة المنفذية إلى جانب عدد من مدراء المديريات والقوميين والمواطنين.

بدأ الاحتفال بالنشيدين الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي والشامي. بعدها عرّف الاحتفال فراس الفارس بكلمة من وحي المناسبة.

   

كلمة المنفذية: استراتيجيتنا نشر الوعي وروح المواطنة بين الناس

 

ثم ألقى منفذ عام حمص نهاد سمعان كلمة المنفذية وجاء فيها:

لا تقل فعلنا إنّ سعاده قد فعل.. نعم إنّ سعاده قد فعل..

نجتمع اليوم لنفتتح المكتب السابع عشر في هذه المنفذية.. افتتحه اليوم باسم سورية وسعاده.. في ذكرى مولد سعاده وأدائه لقسمه.. نفتتحه ليكون لكم منبراً ومنارة ومصدر إشعاع ووعي وخدمة لأهل هذا الحي الكرام.. إنه مكان يجتمع فيه أبناء الحياة ليبحثوا في أمر تحقيق وتعميق محبة الوطن.. وترسيخ روح المواطنة والانتماء لسوريا الحبيبة.. لأنه لو كان جميع السوريين يعون حقيقتهم مثلكم ويعون هويتهم وينتمون بصدق إلى وطنهم مثلكم، لما حصل في بلدنا ما حصل من ضرر لأنّ مشكلة سورية في العمق هي مشكلة المواطنة والانتماء. أليس هذا ما ذكرنا به السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير؟

اليوم أيها الرفقاء وبعد أن صمتت المدافع في مدينتنا، صارت مهمتنا أصعب وأشق. ففي الفترة السابقة قاتلنا “الدواعش” متجسّدين بأشباه البشر. لقد كانوا مرئيين هنا متغلغلين في كلّ هذه الأزقة والشوارع، ووفقنا في طردهم من مدينتنا. (كانوا يكتبون شعاراتهم على الجدران وعلى هذا الطريق)، أما اليوم فصارت مهمتنا محاربة هذا الفكر “الداعشي” الغير مرئي وطرده من عقول الناس. هذا الفكر الذي يصيب العقول فيتحول الإنسان من بشري حرّ إلى وحش ناطق. قاتلنا بالبندقية دفاعاً عن النفس والدولة، ومن الآن فصاعداً سنتحول إلى الهجوم على هذا الفكر “الداعشي” المتحجّر وطرده من عقول الأطفال قبل الكبار.

استراتيجيتنا هي هي منذ أن خطها لنا سعاده، لن أقول إنها نشر الفكر القومي الاجتماعي بل هي نشر الوعي وروح المواطنة بين الناس وتوجيههم وإقناعهم باعتناق الفكر المستمد من شرعنا الأعلى وهو العقل كما حدّده سعاده. نشر فضيلة قيمنا أخلاقنا وإقناع الناس بها ومقارنتها بكل جرأة مع القيم والأخلاق البالية التي انتشرت وسادت خلال عصور الانحطاط والتخلف ووصلت إلينا تلك الأخلاق الطائفية والعشائرية البالية المفتتة للأمة لمكونات الأمة وللروح القومية.

وكما كنتم في ساحات القتال مثالاً جيداً وجميلاً رآه الناس فاقتدوا بكم وأحبوكم واحترموكم ستكونون أيضاً في هذه المرحلة مثالاً جيداً وجميلاً لمن يريد لبلدنا خيراً. وستكونون العدو اللدود لمن يريد بنا شراً.

لقد رسم سعاده لنا الخطوط العريضة التي حفظناها عن ظهر قلب ورسم لنا حدود أمتنا التي آمنّا بها وصارت محفورة في ذاكرتنا وقلبنا كالنقش على الحجر وبعد أن آمنا بها، صار لزاماً علينا تنفيذ ما أقسمنا عليه.

مبادؤنا لم يعد من الصعب إقناع الناس بها لقد سمع بها الأصم ورآها الأعمى وتيقن من صحتها كل السوريين بل حتى الأجانب، إنما الصعب والذي يحتاج منا كلّ جهد وتعب هو بناء الإنسان الجديد الذي يتحلى بأخلاقنا وقيمنا ويرى الجمال كما نراه نحن والفضيلة كما نراها نحن والخير كما نراه نحن.. هذا الإنسان هو الذي نسعى إلى بنائه وتجهيزه ليفعل إيجاباً في بعث نهضة الأمة…

فكونوا كما أرادنا سعاده… قوميين اجتماعيين سوريين أصيلين قادرين على العطاء المفيد المثمر لما فيه خير الأمة لتحيا سورية ويحيا سعاده.

 

كلمة المركز: نحن حزب الإصلاح في المجتمع ودعاة الوحدة الحقيقية

 

 

وألقت عميد الإذاعة داليدا المولى كلمة مركز الحزب وجاء فيها:

آذار نبض الأرض في أمتنا.

آذار لحظة بعث قيم النهضة والحياة لإعادة الروح إلى بلادنا… هو وحدتنا وتوحّدنا في سبيل قضية تساوي وجودنا…

آذار سعاده القائد والمعلم والفادي والزعيم والقدوة والنهج…

آذار هو نحن نجدّد التزامنا على ما أقسمنا ونعمل من أجل حياة سورية سيدة ومستقلة وأمة هادية بين الأمم.

يعودُ تاريخُ الأول من آذار، ذكرى مولد أنطون سعاده، مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي وزعيمه، مشكلاً مساحة للمنتمين إلى حزبنا العظيم للتأكيد على مجموعة ثوابتٍ في مسار الصراع ومسار القضية القومية الأساس ألا وهي وحدة سورية شعباً وأرضاً.

فهنا مُحالٌ فصلُ الذاكرة عن المجتمع والجغرافيا حين يتصل الأمر بالقضية المصيرية التي تحدّد هويتنا وترسخ قناعتنا بأننا أهلُ هذه الأرض المتسربلة بالفكر والحق والخير والجمال.

سورية الأمة، التي تفرضها الجغرافيا ويؤكدها التاريخ… وللقوميين الاجتماعيين مسيرة رؤية ومبادئ وفكر وعقيدة ونضال في سبيل تثبيت هوية أمتهم وربط هذه الهوية بالوطن وبمصالح المجتمع ومصيره وفلاحه.

لقاؤنا اليوم في حمص لا ينفصل عن البعد العقائدي والفكري والهوياتي للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي عمل الزعيم على تأكيده عبر مسيرته النضالية، فعلى مقربة من مكاننا هذا أسقطَ نسورُ الزوبعة، أبطالُ الحزبِ، حدودَ الوهم ووهمَ التقسيم.

حمص التي شهدت مواجهات شرسة أثبتت أنّ المعركة واحدة بوجه الإرهاب من لبنان إلى الشام، على امتداد متحداتها، رسمَ رفقاءٌ لنا وحلفاءُ خطنا المقاوم إلى جانب الجيش السوري، أروعَ صورِ التضحية في سبيل ردّ التطرف عن شعبنا. هنا التحم الدمُ وقُوّضَت اتفاقية سايكس بيكو، وكل مشاريع التقسيم.

الأحداث التي عانت منها الأمة السورية بدءاً من احتلال فلسطين، ومحاولة أخذ لبنان إلى التسويات، والعدوان على الشام، من دون أن ننسى تفتيت العراق، هذا السياق زادنا قناعة بأنّ الفكر القومي الاجتماعي هو الطريق نحو الارتقاء واستعادة مكانة سورية بين الأمم. وبات يقيناً أنه حيث يكون القوميون الاجتماعيون تكون مساحة التفاعل والوحدة الحقيقية.

ولا بدّ من القول إنّ لهذا الفكر جنوداً ومناضلين بالقول والفعل والبندقية ما هابوا القتال وما تركوا حقاً وما تخاذلوا أمام واجبهم عندما ناداهم على امتداد سورية.

واليوم ورغم التحدّيات أمام بلادنا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها، ورغم الجحافل التي مرت والإرهاب الدولي على الشام والعراق ولبنان استطاع شعبنا على امتداد الوطن السوري الصمود بوجه نيران الحقد والتفتيت وحقق مكاسب مهمة في معركته الوجودية بوجه اليهود والإرهاب ومن خلفهم من دول استعمارية. وها هي غزة بعد الشام، تكسر العدو رغم الحصار والدمار. إلا أنّ المعركة لم تنتهِ ها هنا…

وما أشبه اليوم بالأمس، وما أشبه الظروف التي نحياها اليوم بالظروف التي بدأ فيها سعاده سعيه إلى إيجاد سبل ناجعة لتتمكن الأمة من تحقيق قوتها.

مشاريع التقسيم النفسي والسياسي في تنام… المشاريع الأجنبية تدخل من شقوق الجدران وتسعى إلى السيطرة على كلّ ما تستطيع الوصول إليه… التطبيع يزداد عبر معابر الدول العربية… هويتنا مشتتة بين ثقافات وموروثات دينية وإتنية شتتت القوى الكامنة في أمتنا وحرفت غايتها، حولتنا إلى شيع وطوائف ونحن شعب واحد عظيم بمداركه ومقاصده.

في الأول من آذار لا نحتفل بسنوات مضت على مولد الزعيم، ولا نقيم طقوساً جامدة. في هذه المناسبة نحتفل بالوعي والإدراك والرؤية الحقة التي دفعت أنطون سعاده إلى وضع العقيدة ومن ثم المؤسّسات الضامنة لتحقق الفكر في المجتمع.

نؤكد على أنّ المبادئ نحياها لخدمة المواطن وليس الشعب في خدمة المبادئ وكلّ مبدأ يخرج عن هذه القاعدة هو مبدأ ساقط. من هنا يعتبر كلّ قومي اجتماعي أنّ احتفاله في الأول من آذار هو تأكيدٌ حقّ على راهنية فكر سعاده، راهنيته العقائدية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوجودية والإنسانية والحقوقية والصراعية.

وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأميركية وكيان العدو تمرير صفقات تسووية بمسميات مختلفة بموافقة وتعاون عربيين مخزيين وتطبيع علني مع اليهود، نرى أنّ أمتنا في أمس الحاجة إلى التحصُّن بالفكر القومي الاجتماعي، أما نحن وبقناعة تامة نقول: أن ليس لنا عدو يقاتلنا في حقنا وديننا ووطننا سوى اليهود.. وأن لا خيار لنا إلا بأن نعمّق إيماننا بهويتنا السورية وقوميتنا وألا خيارات أمام هذه الأمة للخروج من مأزقها إلا بالفكر القومي الاجتماعي.

ولكلّ من يسألنا عن عملنا وتضحياتنا وعطاءاتنا نقول:

نحن حزب المناضلين، من أضاؤوا سنيهم في سبيل مجد بلادهم وفخرها ورقيها بقدوة زعيمهم وصراعه في سبيل حياة سورية وعزها…

نحن حزب المقاومين الذين افتتحوا عهد البطولة من سعيد العاص في فلسطين إلى خالد علوان وعاطف الدنف في لبنان، إلى عواد وأيهم وأدونيس في الشام…

نحن حزب الشهداء والاستشهاديين، منا سناء ونورما وابتسام وزهر وخالد أزرق ومحمد قناعة وغيرهم ممن يكرمون في كلّ يوم وجه بلادنا… زعيمنا شهيد وبه نقتدي…

نحن حزب الإصلاح الحقيقي في المجتمع ودعاة الوحدة الحقيقية خارج القيد الإتني والعرقي والطائفي…

نحن أصحاب مبدأ فصل الدين عن الدولة وإنصاف العمل وبناء جيش قوي.

نحن من ننادي بحياة سورية وإعلاء مصلحتها فوق كل مصلحة.

دعونا نعبّر في كلّ لحظة عن فخرنا بما نحمله وما نحن قادرون على فعله، وندعو أبناء شعبنا إلى التوحّد من أجل سورية ومن أجل إنسانها وحاضرها ومستقبلها…

دعونا نكون صوت العقل في زمن الجهل والتجهيل لهويتنا وتاريخنا وثقافنا، لنعمل على إظهار حقيقة النفس السورية وقدرتها على الحياة ونبذ التباغض والأحقاد للمضي بثقة نحو بناء المجتمع والعمران…

دعونا نشكل الفهم الحقيقي للهوية السورية وللعروبة الحقيقية، وليكن كلّ منا كما أرادنا زعيمنا، فعل نهضة وإرادة لا تهزمها شدة وعنفوان لا ينفك يؤجج فينا جذوة الصراع…

فالنهضة رفقائي، لا تقاس بعدد السنوات إنما هي متجذرة في القلب والوجدان والممارسة اليومية لما تجسّده حضارة الأمة السورية العريقة بعيداً عن فرضيات التقسيم والحدود المصطنعة والإملاءات المستوردة التي لا تؤدي إلا إلى تدمير المجتمع.

آذار هو انبثاق لفهمنا لمعنى وجودنا ولفضاء فكرنا الحر في ترسيخ حضوره بما يضم من قيم ومبدأ ثابت بأهمية البناء على أساس صلب بعيداً عن المحاصصة والطائفية، بعيداً عن رذيلة الفردية القاتلة، وفي ظلّ فهم واضح للانتماء والهوية الجامعة لكلّ الشعب السوري…

في فهمنا لمصلحة الوطن والمواطن، يكفي أن تكون إنساناً فاعلاً في بناء المجتمع والحفاظ على مصلحته لتدرك أنك قومي الهوى…

ويكفي أنك تعرف عدوك وتدرك حقك لتحمل مشعل العزّ وترفع راية وجودك في بلادك، فكيف إذا كانت إرادة البناء سورية قومية اجتماعية، تختزن مبادئ وقيماً ومُثلاً تنهض بالمجتمع وتعيد إدراكه لذاته ومكانته… تغدو حينها هذه الإرادة نسوراً في ميادين الوغى، وأبطالاً في ساحات الصراع ومناضلين بالفكر والعقيدة وما زالوا يتعطشون إلى المزيد في سبيل عزّ أمتهم ومجدها…

نبارك لمنفذية حمص افتتاح مكتبها السابع عشر في المدينة وننظر بالكثير من الفخر والأمل والاعتزاز إلى نشاط رفقائنا في حمص وكلّ الشام والأمة.

واذكروا دائماً أنّ الأول من آذار يعني حفظ القسم، وأننا على خطى ابن آذار وقفنا نفسنا على أمتنا، أن نعتنق المبادئ ونسير بهديها، أن نصون الحزب ونظامه ودستوره، أن نسير على درب الصراع في معترك الحياة وما الحياة إلا لأبنائها.

وسيبقى هتافنا ملء الدنيا يدوي: تحيا سورية ويحيا سعاده.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى