عميد الاذاعة: الوحدة بين الشام والعراق مشروع يفرضه الواقع وتؤكده العقيدة
المنفذ العام: هدفنا اليوم بناء إنسان جديد يعي نفسه وحقيقته فتتعيّن مصلحته ويميّز بين عدوّه وصديقه
أحيت منفذية حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب الـ 87، فأقامت احتفالاً في مسرح دار الثقافة بمدينة حمص، حضره عميد الإذاعة داليدا المولى، العميد منفذ عام منفذية حمص نهاد سمعان، عضو المجلس الأعلى بشرى مسوح، وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، عضو الكتلة القومية الاجتماعية في مجلس الشعب طلال حوري، منفذ عام منفذية العاصي، هيئة منفذية حمص ومسؤولو الوحدات. كما حضر الاحتفال عدد من أعضاء مجلس الشعب وممثلون عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدّمية وفاعليات، وحشد من القوميين والمواطنين .وقد تخللت الاحتفال عروض فنية لأشبال المنفذية، وفيلم عن شهداء الحزب وآخر يوثق نشاطات منفذية حمص في الأعوام الثلاثة الماضية. وعرّف الاحتفال علي الأحمد.
كلمة المنفذية
ألقى كلمة منفذية حمص المنفذ العام نهاد سمعان، ورحب في مستهل الكلمة بالعائدين الى الانتظام الحزبي مؤكداً أنّ النصر الذي نبتغيه “هو بالتحديد تحقيقنا لغايتنا، وغايتنا كما حدّدها سعاده للذي لا يعرفنا هي ودون زيادة أو نقصان”.
وأضاف “غاية الحزب هي: “بعث نهضة سورية قومية اجتماعية تكفل تحقيق مبادئه وتعيد للأمة حيويتها وقوّتها وتنظيم حركة تؤدّي الى استقلال الأمة السورية استقلالاً تاماً وتثبيت سيادتها وإقامة نظام جديد يؤمّن مصالحها ويرفع مستوى حياتها والسعي لإنشاء جبهة عربية”.. إذاً يا زعيمي.. نحن على الدرب الذي رسمته لنا مستمرون بالعطاء والتوعية وايقاظ الروح السورية وإعادة ذاكرة السوريين.. فالتعريف ببلدنا يزيدنا حباً له.. ومن أحب داره بقي فيها وصانها وحماها.. وإذا ابتعد عنها افتقدها واشتاق إليها.
إذاً هدفنا اليوم بناء إنسان جديد يعي نفسه وحقيقته فتتعيّن مصلحته ويميّز بين عدوه وصديقه فلا يطلق رصاصة إلا في اتجاه عدوه ولا يمدّ يده إلا لصديق يساهم معه في بعث هذه النهضة”.
وقال المنفذ العام “استعرضنا في الفيلم السابق صوراً للحظات عشناها ومواقف وقفناها ونشاطات وفعاليات متنوعة في السنوات القليلة ماضية.. هذه الصور الوثائق اعتقد أنها كافية للتعبير عن حالنا وحقيقتنا.. وكيف كنا نحقق الانسجام العميق بين إيماننا وقولنا وعملنا.. في كلّ صورة من هذه الصور يمكن أن يكتب عنها صفحات.. لكننا جمعناها هنا لنراها على سبيل الذكرى.. وفي هذه الذكرى بعض من فخر شعر به كلّ من كان فاعلاً في هذه المواقف.. حربية كانت أم غيرها، فكلها مواقف صراعية لا تختلف في الأهمية عن بعضها.. كلها تؤكد أننا على ما رسمه لنا سعادة سائرون”.
وخاطب القوميين قائلاً “بعد أن تعمّدتم بنار المعرفة هذه النار الباردة الحارقة الجميلة وانتم تعرفون أنّ (المعرفة قوة) كما قال سعاده.. فقد أصبحتم أقوياء وشعرتم كم هو جميل أن يكون المرء سورياً قومياً اجتماعياً.. سورياً يحيا في قلب العالم ويفعل فيه.. قومياً فيعشق هذه الأرض ويحيا عليها فيرضى.. اجتماعياً يعي هويته وخصائص مجتمعه الذي ينتمي إليه فيفتخر..
عندما قلت إنّ السوري يحيا في قلب العالم لم أكن أبالغ .. فسورية كملتقى القارات الثلاث ليست طريقا أو معبرا كما يحاولون تصويرها لنا كطريق للحرير والتوابل والرقيق وغيره… انها في الحقيقة قلب العالم… وملتقى كلّ الشرايين. فيها تنتهي الطرق ومنها تنطلق من جديد. وإنّ سورية كانت عبر تاريخها وسيلة الفاتحين إلى العالم والعالمية.. وليست مجرد طريق لهم”.
ورأى “أنّ هذا القلب بخصائصه وخصائص سكانه المجبولين بترابه والنابتين من أرضه كان يتحكّم بهوى العالم وبذوقه بل بفكره ومعتقده وأديانه وأربابه.. والمسيحية ليست أول دين تصدره سورية للعالم، فقبل المسيح أرسلنا عقيدة زينون الرواقي السوري الذي مهّد للمسيحية.. بل وكلّ الآلهة السورية بخصائصها واختصاصاتها انتقلت إليهم كما المسيحية مع تعديل بلفظ أسمائها.. حتى من حمص أرسلنا لهم الحجر الأسود الحمصي فمارسوا طقوس عبادته اربع سنوات.. ألا تكفي هذه الحقائق لنرى أننا في قلب العالم.. فكيف لا نفتخر بأننا سوريون”.
أيها القوميون، ربما تواضعكم ورفضكم مقارنة مشاعركم مع مشاعر غيركم جعلتكم لا تلاحظون كم هي مريحة حياتنا بهذا الوعي العميق لحقيقتنا.. وكيف نحيا متصالحين مع أنفسنا ونسلك سلوكا منسجما مع عقيدتنا ومع مشاعرنا ومع ما أقسمنا عليه فنشعر بالرضى.. وبالتالي السعادة.. وهي غاية كلّ حي.. بعقيدتنا الصحيحة وحسّنا القومي.. وبوصلتنا التي لا تخطئ استطعنا بسرعة التمييز بين الحق والباطل والباطل المغلف بثوب الحق والحق الذي يُراد به الباطل.. فكانت نظرتنا عند كلّ حدث مستجدّ نظرة واحدة موحدة تجاه ما يرميه أعداؤنا بيننا من مفرقعات مثل الحرية والديمقراطية والثورة والتغيير وحقوق الإنسان وحرية التعبير والرأي والحياة واحدة.. اصنعوا السلام لا الحرب.. ومفاهيم جميلة أطلقوها بيننا دون تعاريف محدّدة فجعلوها أهدافاً براقة يتخيّلها الناس كلّ على هواه ويطالب بها كما يراها.. وأطلقوا مفاهيم أخرى مكروهة مثل الحرب الإرهاب ومعاداة السامية والعنصرية ووو… فصنّفوا بها بطولاتنا وأغلب تضحياتنا في صفحتها.. وجعلوا أبطالنا مثل سناء محيدلي ووجدي الصايغ إرهابيّين وصراعنا مع مغتصبي أرضنا معاداة للسامية.. وحربنا مع التنين عملاً غير حميد.. لكننا لم نقع في فخ إعلامهم.. واستمرّ أبطالنا في فعل الفداء”.
وقال “أليس جميلاً أننا أينما كنا من أوستراليا حتى كندا.. ايّ في الوطن وعبر الحدود نتمتع بنظرة واحدة لهذه المفاهيم دون ان نتواصل مع بعضنا ودون صدور بيانات وتفسيرات وتوجيه.. لقد كنا أينما كنا نفهم ما يحصل حولنا فهماً عميقاً ونردّ بردود أفعال فيها من الحكمة ما يكفي ان نفتخر بها ولو بعد حين.. كله كان بفضل سعاده وتعاليم سعاده.. فالحرية وهي إحدى ركائز حزبنا الأربعة هي حرية المجتمع واستقلاله وحرية قراره وليست حرية الأفراد وتفرّدهم.. القانون وجد للحدّ من حريات الأقوياء ونتذكر قول سعاده: “لا تظنّوا انّ حريات الامم تأتي عفواً بل كانت نتيجة حروب سفكت فيها دماء كثيرة”.
وختم متوجهاً الى القوميين: “لقد أثبتت الأحداث صحة عقيدتكم وآمن بها الأعمى من كان به صمم فلم يعدلكم من مهمة إلا جمع المؤمنين وتنظيمهم وترتيبهم ليكونوا رأس حربة الأمة في صدر أعدائها بفعلهم الهجومي ويكونوا الدرع الصلب المدافع عن قلب الأمة بفعلهم الدفاعي المقاوم.. وكما كنت أقول لكم دائماً.. لا تقولوا فعَلنا انّ سعاده قد فعل… أنه الحجة والرابط والمنطق السليم، ولتحي سورية وليحي سعاده”.
كلمة المركز
وألقت عميد الإذاعة داليدا المولى كلمة المركز استهلتها “تعود بنا ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الى السؤال الأساس الذي طرحه المؤسّس أنطون سعاده عند بحثه في أوضاع سورية: “ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟” يورد سعاده في سياق بحثه عن جواب لسؤاله: “منذ وضعت الحربُ أوزارها أخذتُ أبحثُ عن جوابٍ لهذا السؤال وحلّ للمعضلة السياسية المزمنة التي تدفع شعبي من ضيقٍ إلى ضيق، فلا تنقذه من دبّ إلاّ لتوقعه في جبّ”.
وأكدت انّ سعاده عزا حينها “السبب في تدهور حال الأمة السورية هو فقد “السيادة القومية” أيّ سيادة الأمة على قرارها ومقدراتها. فكان من البديهي أن يبحث في كيفية تحقيق هذه السيادة لرفع الويل.. ونحن نسأل لما ما زالت سيادةُ سورية مفقودة بعد حوالي القرن على سؤال سعاده.. وسبعة وثمانون عاماً على جوابه العملي عليه”.
وتابعت “إنّ الجواب الذي توصّل إليه مؤسس الحزب كان نتيجة درسه واقع سورية.. وتتبع تبلور شخصيتها وكيفية استعادة هذه الشخصية من تحت ركام الثقافات المتعاقبة.. أسّس ذلك إلى إعادة إنتاج تعريف واضح للشعب السوري. ما فعله سعاده تحديداً هو الكشف عن الهوية السورية، وربطها بتحقق “سيادة سورية” ونقصد هنا سورية الطبيعية طبعاً.. وإذا كانت الهوية واحدة فالشعب السوري واحد خارج التقسيمات الفسيفسائية الدينية والكيانية والاتنية والقبلية المرسومة أوروبياً، والمستغلة أميركياً والممعنة في تمزيق أوصال المجتمع السوري على قياس الدول الأجنبية المرتبطة بها هذه التقسيمات بشكل طبيعي لأنها منشئتها والمستفيدة منها”.
وأضافت “تمكن سعاده عبر المشروع القومي الاجتماعي القاضي بوحدة سورية من إيجاد خطة طريق للخروج من التخبّط الاجتماعي وفوضى الهويات المرتبطة بالجماعات، ووضع في سبيل ذلك مشروع النهضة السورية القومية الاجتماعية، مشروع الأمة السورية ومستقبلها. فكان تأسيس الحزب لإنهاء الويل، وبدء تاريخ سورية الموحدة. باختصار.. أطلق سعاده دعوته في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 ولكن الشعب السوري لم يدرك مصلحته جيداً وأنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي هو لحظة إعلان استقلال سورية النفسي والمادي وعبره تكمن إمكانية النهوض. وقد سمعنا من كثيرين: “حبّذا لو آمنا بسعاده وعملنا في سبيل توحيد الأمة السورية لاختلفت حالنا”.. نقول للجميع لم يفت الوقت.. إنّ القضية السورية ما زالت حاضرة وإنّ بلادنا في أمسّ الحاجة إليها”.
وقالت عميد الاذاعة “دعونا نتأمّل بهدوء واقع سورية اليوم.. التشتت في خارطة الأمة السياسية، والحضور غير المسبوق للإرادات الدولية والإقليمية.. الإنتصار الشامي ـــ العراقي ـــ اللبناني على “داعش” ومشروعه المستثمر إقليمياً ودولياً.. بدء طور جديد من الصراع سياسياً وعسكرياً.. انتصار محور العراق – الشام وقوى المقاومة المدعومين روسياً وايرانياً، لكنه لم يحصل على كلّ شيء.. هزيمة مشروع الولايات المتحدة ـــ “إسرائيل” ـــ السعودية “داعش” لكنه لم يخسر كلّ شيء.. إذن، لا يزال الصراع مفتوحاً.. يترافق ذلك مع مناخ سياسي متقارب في العراق والشام ولبنان وإمكانية تضامنه أكثر من أيّ وقت مضى في تاريخنا الحديث. رغم ذلك، تواجه الشام الوصول إلى تسوية سياسية وحيدة، والعراق مثلها.. ولبنان في مهب الريح الأميركية – “الإسرئيلية”. إنّ هذه الأسباب المباشرة، مدعومة بفهمنا القومي، تجعل من الدعوة إلى وحدة مباشرة بين الشام والعراق والتعاون المشرقي مشروعاً سياسياً يفرضه الواقع وتؤكده العقيدة”.
ورأت عميد الاذاعة “أنّ هذه الدعوة، يجب أن تشكّل الفكرة المركزية للمشروع السياسي الراهن لكيانات الأمة، وهذا ما سعينا إليه في حزبنا، وليس بالضرورة أن يتمّ إنجاز الوحدة دفعة واحدة، إنما هذه الرؤية مفتاحها الاقتصاد ويجب طرحها على مجتمعنا وشعبنا ودولنا.. هذه الدعوة إلى وحدة الشام والعراق بداية، يفترض أن تشكل أساس استقلال القرار السياسي والإستراتيجي في سورية كلها وتنهي أية تسوية قد تكون على حساب شعبنا”.
وأكدت “أنّ قضيتنا واضحة، إنما كما يبدو واضحاً أنّ شعبنا، في أغلبه، لا زال مقيّداً بالطوائف والمذاهب والعشائر والقبائل.. بعيداً عن ساحات النهضة وحريتها.. وما زالت تجاه هذا الواقع مهمة القوميين الاجتماعيين خطيرة وتتطلب أكتاف جبابرة.. واليوم مهمتنا طارئة.. سورية بين الحياة والموت.. ولا يجب الركون للانقسام.. وبلادنا من أتقنت القيامة واجترحت المستحيل ستكون قيامتها مدوية”.
وأضافت “دعوتنا للجميع اليوم أن انبذوا كلّ ما يقسمكم ويحدّ من تفاعلكم.. نحن لسنا طوائف وشيعاً ومذاهب وكيانات واتنيات تتناحر.. نحن شعب واحد وأمة واحدة.. نحن سوريون.. سوريون سوريون. بهذا اليقين، يمكن مواجهة ما خلفته سايكس – بيكو، وبهذه الوحدة، يمكن مواجهة ما تمّ ويتمّ إنتاجه من إرهاب وخلق طواحين هواء نضالية خارج بيئتها الصحيحة، ترعاها دول أجنبية ضمن المشروع الأميركي – “الإسرائيلي” للسيطرة على مقدّرات الشعب السوري لا سيما ثروته النفطية.. واذا أدركنا هذا الواقع نعي لما كان الدفع بهذه التنظيمات الإرهابية المدعومة دولياً في وجه الدولة المركزية في العراق والشام.. ولما اليوم تتنقل الفوضى الخلاقة بين كيانات الامة..
إنّ وحدتنا ضمانة حياتنا.. وهي الحصن المنيع أمام التدخلات الأجنبية..
لو أننا موحدون هل يستطيع التركي أن يعيث احتلالاً في شمالنا السوري.. وهل كانت لتبقى دولة اليهود في جنوبنا.. هل كنا لنخسر شبراً واحداً من الجولان أو فلسطين..
وإذا كنّا نقول “إنّ تأسيس الحزب هو نقض لمبدأ تقرير مصير سورية من قبل الإرادات الخارجية”، فإنَّ الردّ المباشر اليوم على مشروع إعادة تدوير “سايكس – بيكو” هو في وحدة قوى مقاومة وفي تطوير قدرة المحور المقاوم وتقويته بالتوازي مع إعادة بناء الإنسان – المجتمع وفق الأسس التي تجلعه قادراً على حمل مشروع النهضة والإنتصار”.
وتابعت “عليكم جميعاً أن تلهجوا بتعزيز وحدة الارض والمجتمع لأنّ سورية موحدة المصالح والمصير..
عليكم أن تقفوا في كلّ المنابر وتحذّروا من خطر الانقسام والتشتت.. وتربّص أعدائنا بالشقاق بيننا ليدخلوا الى بنيتنا الاجتماعية ويسيطروا عليها.
عليكم أن تبذلوا جهدكم لإنقاذ سورية.. فأنتم أيها القوميون الاجتماعيون تدركون خطورة الانقسام وتثبتون كلّ يوم أنّ سايكس بيكو وهمٌ وضلال.. وتعملون خارج منطق التقسيم على أشكاله وتقهرون أعداءنا كلّ يوم بوحدتكم”.
واختتمت عميد الإذاعة بالقول “إنّ ما جرى في سورية من العراق الى الشام ولبنان وفلسطين من خرق لكلّ القوانين الدولية والإنسانية سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء.. وسيكون من العار علينا، نحن الشعب السوري، إنْ لم نأخذ دورنا التاريخي في قتل التنين.. فنحن لم نهب يوماً ساحات الصراع وبذلنا بإيمان شهيد الثامن من تموز الدماء.. وهزمنا العدوان تلو العدوان من أجل حياة سورية وسيبقى هتافنا: تحيا سورية.. تحيا سورية”.
27/11/2019 عمدة الإعلام