منفذية بعلبك في “القومي” تحيي عيد مولد مؤسس الحزب
عرار: سعاده لم يكتفِ بالتحذير من الأخطار بل واجهها.. ونحن جند في ميادين القتال دفاعاً عن أرضنا وعن حقنا
الطفيلي: سعاده انتصر بالاستشهاد.. وظلّ حياً بفكره وعقيدته في نفوس تلامذته ومريديه والأجيال الجديدة
زينة أبو حيدر: لنقوِّ عزمنا ونثابر على العمل لنهضة أمتنا فالتاريخ لا يخلّد سوى الأعمال
ميسلون الطفيلي: سمعنا نداءك ونسير بهديك يا زعيمي لنربح معركة المصير القومي
أحيت منفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأول من آذار عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده، فأقامت احتفالاً في قاعة مطعم الليديا ديانا ـ السفري، بحضور وكيل عميد القضاء اياد معلوف، عضو المكتب السياسي ـ منفذ عام بعلبك علي عرار وأعضاء هيئة المنفذية، الأمناء: حسّان عرار، عباس الدبس، وفداء حمية، عدد من مسؤولي الوجدات الحزبية وجمع من القوميين والمواطنين. واستهل الاحتفال بعرض قدمته ثلاثة فصائل رمزية.
تعريف وتقديم
أولى كلمات التعريف كانت لميسلون الطفيلي ومما جاء فيها:
الأول من آذار يوم ميلاد رجل بحجم أمة، إنه يومك يا زعيمي وقدوتي، الذي لولاه لما أدركنا حقيقتنا وهويتنا، والذي خاطب أجيالاً لم تولد بعد. وها نحن هذه الأجيال، سمعنا النداء، نسير بهديك، لنربح معركة المصير القومي.
الأول من آذار ميلاد رجل بذل حياته كلها في سبيل نهضة الأمة والارتقاء فيها إلى حياة مجيدة متقدّمة تحت عناوين الحرية والواجب والنظام والقوة لتشكّل دورة حياتية فيها كل حق وخير وجمال.
إنّ ميلاد الزعيم في الأول من آذار، هو ميلاد قضية تساوي وجودنا. وفي هذا اليوم، أخاطبك يا زعيمي وأنت الحي في نفوسنا لأقول:
“يا ريت فيك تزورنا شي نهار
وتشوف وضع بلادنا كيف صار
أوجاعنا كتيرة وما الها دوا
إلا نور المبادئ وشعلة الأفكار
يا ريت ترجع يا فتى آذار.”
كلمة المنفذية
وألقى علي الطفيلي كلمة منفذية بعلبك ومما جاء فيها:
في الأول من آذار تشرق الشمس على امتداد خيوطها وتسير الرياح مسرعة ويسبح الموج ليضع حبات من تراب، هو الإنسان حي وحين تكون أمتنا تكون الروح.
أكثر من مئة عام وما زلنا نسأل عن هذا السر العظيم الذي يكمن في تلك الولادة التاريخيّة الفريدة التي تمخضت عنها هذه الأمة السورية.
في الأول من آذار عام 1904 بزغ فجر جديد بمولد المعلم انطون سعاده، الذي ضخّ في شرايين الأمة نهضة الحياة لتأخذ المكان الذي يليق بها تحت الشمس.
أضاف: إن سعاده رجل عظيم بحجم أمة، والتاريخ لم يعرف رجالاً ينذرون حياتهم من أجل قضية مثلما نذر سعاده حياته لأجل قضية حزبه وأمته. فأنطون سعاده لم يؤسس فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها وحسب، بل أطلق نظرة جديدة للحياة والكون والفن تمثلت بالإنسان الجديد ـ الإنسان المجتمع.
وتابع الطفيلي قائلاً: أنطون سعاده، حذّر من الخطر الصهيوني ومن مطامع الاستعمار في بلادنا، وأطلق حركة صراع دفاعاً عن الحق القومي ولتثبيت سيادة أمتنا على نفسها، وعمل من أجل بناء مجتمع محصّن بوجه الإرادات الأجنبية، ولدفع الويل عن شعبنا وتخليص أمتنا من الغزاة والمحتلين، لذلك، اغتالوه، وأرادوا باغتياله اغتيال القضية التي آمن بها وآمنّا بها، لكن سعاده انتصر بالاستشهاد ووقفة العز على الأعداء والمتآمرين والعملاء الصغار. لقد ظلّ سعاده مشعّاً بالحضور، حياً بفكره وعقيدته في نفوس تلامذته ومريديه والأجيال الجديدة وتلك التي لم تولد بعد.
وأردف: إن الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسّسه سعاده، ارتكز على عقيدة محيية، وعلى مبادئ سامية تمثل قيم الحق والخير والجمال، وعلى نهج واضح راسخ تجسّد بمسيرة صراعية حافلة بالنضال والتضحيات والشهداء.
وقال الطفيلي: صحيح أن أمتنا تتعرّض لأقسى الضغوط وأصعب التحديات وتتعرّض للمؤامرات من كل حدب وصوب، ولكن، نحن أمة تواجه وتقاوم، وها هم أبطالنا في نسور الزوبعة يسطّرون ملاحم من العز والبطولة في ميادين القتال دفاعاً عن أرضنا وحقنا، فتحية لنسورنا وشهدائنا، وتحية للجيش السوري المقاومين وكل شهداء الأمة.
وختم بالقول: إن أمّة ولدت في آذار وسجلت هويتها في تشرين وختمت رسالتها بدم الشهادة في تموز هي أمة حرة منتصرة، ولن تجد لها مفراً من النصر. ولذلك نحن مدعوون جميعاً إلى أن نعمل لخير أمتنا وفلاحها وانتصارها، ولتحي سورية وليحي سعاده.
تعريف
كلمة التعريف الثانية ألقتها زينة أبو حيدر ومما قالته:
“إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ”؛ قالها زعيمي وما زال صداها يتردّد على مسامعنا حتى اليوم. لذا رفقائي، قوّوا من عزمكم وثابروا على العمل الدؤوب في سبيل نهضة أمتنا السورية، يداً بيد، تكاتفاً سنمضي سوياً فإما أن ننهض معاً وإما أن نسقط معاً، أمّا عملنا القومي فيجب أن يخلد في التاريخ من الأعمال الصغرى وحتى الكبرى.
حزبنا حزب مؤسسات وكل منا لديه واجبات فنسورنا على الجبهات ومسؤولونا في المؤسسات وشبابنا على الطرقات يُظهرون نظامية وانضباطية حزبنا كما فعلت مفوضية الشباب مسلّطة الضوء على روحية القومي الاجتماعي.
نحن نؤمن بقضيتنا السامية منذ الأزل ولا يمكن أن نتخلّى عن حقنا في الصراع “فمن تخلّى عن حقّه في الصراع تخلّى عن حقه في الوجود” وحتى لو كان هذا القتال على حساب حياتنا “فالدماء التي تجري في عروقنا عينها ليست ملكنا، بل هي وديعة الأمّة متى طلبتها وجدتها”.
كلمة المنفذ العام
ثم ألقى عضو المكتب السياسي ـ منفذ عام بعلبك علي عرار كلمة جاء فيها:
ميلاد سعاده حافل بالمعاني، ومن المعاني السامية أن الزعيم أحيا في نفوسنا قيم الحق والحرية والبذل والتضحية، حدّد لنا هويتنا وقضيتنا وقرر أن يسير بنا إلى النصر، بحزب مقاوم بوصلته الصراع، وسعاده هو الذي قال: “لو لم نكن حركة صراع لما كنا حركة على الإطلاق،.. لا تكون الحياة بلا صراع”.
هذه هي مدرسة سعاده، مدرسة حق وعزّ وصراع. ونحن أبناء هذه المدرسة، فيها تعلمنا أن نكون أحراراً من أمة حرة، وأن تكون كل وقفاتنا وقفة عز فقط.
وقال عرال: نحن نحيي مولد سعاده لنؤكد راهنية فكره وتعاليمه وصحة عقيدته وسلامة مبادئه، لان كل ما حذر منه منذ عشرينيات القرن الماضي واعتبره خطراً على شعبنا وامتنا ثبت أنه خطر، ونحن اليوم في عين عاصفة الأخطار التي حذر منها سعاده ودعا إلى مواجهتها.
لقد حذّر سعاده من الخطر اليهوديّ، قبل قيام كيان الاغتصاب العنصري على أرض فلسطين، وفعل ما يمكن فعله لمواجهة هذا الخطر حيث خاض القوميون المعارك بمواجهة العصابات اليهودية المدعومة من الاستعمار ومن الرجعيات العربية. والخطر الذي حذّر منه يكبر وما صفقة القرن المشؤومة لتصفية المسألة الفلسطينية سوى ترجمة لهذا الخطر الكبير.
أضاف: لقد حذّر سعاده من الخطر التركي، وها نحن نرى هذا الخطر حيث العثمانيون الجدد يشكلون رأس حربة لدعم الإرهاب والتطرّف وفي الحرب على الشام، بعد أن سلبوا كيليكيا ولواء الاسكندرون.
سعاده حذّر من خطر الاستعمار وأطماعه في بلادنا، الاستعمار الذي جزأ بلادنا باتفاقية “سايكس بيكو” واعتدى على حقنا بـ “وعد بلفور” المشؤوم وبـ “صفقة القرن” اللعينة.
وسعاده هو الذي حذّر من خطر الطائفية والمذهبية والانعزالية وكلها آفات وعلل ابتلى بها بعض اللبنانيين فجلبوا الحروب على لبنان والازمات.
وختم عرار بالقول: المهم أن سعاده لم يكتف بالتحذير من الأخطار بل وضع خطة للمواجهة، فكان الحزب السوري القومي الاجتماعي هو الخطة وهو النهج وحركة الصراع، فتحية لكل شهداء حزبنا الذين ارتقوا على هذه الطريق، طريق الحق بامتياز. وعلى هذا أساس نحن نحيي مولد سعاده، ولنؤكد على الثوابت التي نؤمن بها وهي:
- أن نبقى على النهج الذي اخطته سعاده وسار عليه الشهداء.
- أن نتمسك بعقيدتنا ومبادئنا، لأنها السبيل الوحيد لإنقاذ مجتمعنا من الأمراض وتحصينه في مواجهة الأعداء.
- أن نبقى مقاومة بالنار لا مساومة ندافع عن أرضنا وعن حقنا وعن هويتنا وحضارتها وعن قيمنا وتاريخنا، على خطى وجدي وسناء وخالد وزهر ونورما وكل الاستشهاديين، وعلى خطى أدونيس نصر ومحمد عواد ورعد المسلماني وكل شهداء نسور الزوبعة الأبطال.
- أن نبقى على ما نحن عليه، حزب المنتجين فكراً وغلالاً وصناعة، ندافع عن قضايا شعبنا في وجه الظلم والفساد، من خلال مواجهة منشأ الفساد المتمثل بالنظام الطائفي المقيت.
- أن نبقى على إيماننا القومي، إيمان يزول الكون ولا يزول.
- أن نبقى جنداً نتحمل مشاق النضال لنجعل من لبنان دولة مدنية ونطاق ضمان للفكر الحر، وأن نبقى في ميادين القتال دفاعاً عن الشام، ودائماً في الميدان حتى تحرير فلسطين كل فلسطين وكل جزء محتل من شبعا إلى الجولان إلى اللواء السليب.
- وأن نبقى أولاً وأخيراً جنداً فتحيا سوريا ويحيا سعاده.
9/3/2020 عمدة الإعلام