تحت شعار: «مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية ـ لبنانية»، وإحياء لذكرى عيد المقاومة والتحرير، نظم الحزب السوري القومي الاجتماعي وجمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية وقوى وفاعليات المنطقة، مسيرة سيارة حاشدة انطلقت من ساحة العين في بلدة راشيا الفخار – قضاء حاصبيا، على وقع الأغاني الثورية للفنانة جوليا بطرس، باتجاه كفرحمام كفرشوبا وصولاً الى محلة بركة النقّار عند بوابة المزارع المحتلة، تأكيداً على أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية، لبنانية، لبنانية…
شارك في المسيرة، رئيسة جمعية نور مارلين أسعد حردان ووفد من أعضاء الجمعية، رئيس بلدية كفرشوبا الحالي د. قاسم القادري، رئيس بلدية راشيا الفخار سليم يوسف، رئيس بلدية الهبارية أيمن شقير، رئيس بلدية كفرشوبا السابق عزت القادري، المختار الشيخ أمين زويهد ممثلاً تجمع مخاتير حاصبيا، مختارة راشيا سوزان متري، مختار كفرشوبا محمد القادري، ممثل قطاع الخيام في حزب الله نابغ القادري، وفاعليات اجتماعية وتربوية.
كما شارك في المسيرة عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، نائب رئيس المؤتمر القومي العام سعيد معلاوي والمنفذون العامون لمنفذيات: حاصبيا لبيب سليقا، راشيا خالد ريدان، البقاع الغربي د. نضال منعم، الساحل الجنوبي غسان حسن، ورئيس لجنة الأسرى المحررين سمير خفاجة وعدد من أعضاء المجلس القومي، وحشد كبير من القوميين والمواطنين والأهالي الذين اصطحبوا أولادهم إلى بوابة المزارع، وذلك وسط مراقبة من جنود العدو من خلف مواقعهم داخل المزارع المحتلة وانتشار للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
حمل المشاركون الأعلام اللبنانية ورايات الحزب القومي وجبهة المقاومة، وتجمّعوا عند بركة النقّار جنوبي بلدة شبعا، شاخصين الى المزارع المحتلة. ومع هتاف أبناء الحياة لسورية، تقدّمت عدة آليات لقوات العدو اليهودي ورابطت في الجانب الآخر من بوابة المزارع على بعد خمسين متراً فقط من المكان تجمع المسيرة.
تعريف
قدّم المتحدثين مدير مديرية حاصبيا حسين أبو دهن، وجاء فيها: بصمت ذهبوا جنوباً إلى الشمس.. بصمت حفروا أقدامهم في الصخور.. رائحة الدماء النقية تملأ المكان… دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء الذين ارتقوا كرمى لهذه الأرض.
أضاف: يا أيتها الأرض التي لا تخضع.. أني أنا لن أرحل، الأرض أرضي، فلسطين قضيتي، المزارع جزء من روحي، سأقاوم بالحجر، بالبشر، بأظافري، بدمائي سأقاوم ولن أخضع…
رئيسة جمعية نور مارلين حردان: هذه أرض الأجداد والآباء والأبناء متجذرة عبر التاريخ ومثبتة بالوثائق ومكرسة في البيانات الوزارية
وألقت رئيسة جمعية نور مارلين حردان كلمة جاء فيها:
هنا، على هذه التلال، كُتبت ملاحم العز والكرامة، بالتضحيات والشهداء.
هنا نستحضر التاريخ، حيث لكلّ بلدة وقرية، حكاية صمود ووقفات بطولة.
هنا، خلف كلّ صخرة وشجرة، استراحة مقاومين.
هنا، صمود الأهل، في مواجهة غطرسة الاحتلال «الاسرائيلي»، صمود أسطوري برغم القصف والعدوان ووسط الركام.
هنا، على هذه التلال، شهداء وجرحى، قاتلوا واستشهدوا دفاعاً عن هذه المنطقة، عن أرضنا وعن حقنا، ومن أجل أنّ تكون سيادة لبنان كاملة، شاملة وناجزة.
من هنا، حيث تلال كفرشوبا ومزارع شبعا ترزح تحت الاحتلال «الإسرائيلي».
من هنا نقول:
هذا شهر أيار، شهر الحرية والكرامة، شهر المقاومة والتحرير، شهر العمل والإنتاج والمنتجين، شهر شهداء السادس من أيار، شهر القديسة مريم، وشهر رمضان المبارك. نعم إنه شهر مبارك مبارك ومبارك، وفيه نحتفل بالتحرير، بكلّ عزّ وشموخ، لأنّ التضحيات الكبيرة التي بُذلت، جعلت من لبناننا، لبنان العزّة والإباء، لبنان الحرية والكرامة والسيادة.
بوقفتنا هنا، نؤكد بأنّ المقاومة هي عنصر قوّتنا، وسبيلنا لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر، وبأنّ ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، هي معادلة رأينا فيها ولا نزال، صمّام أمان لحماية لبنان من الاعتداءات، وسبيلاً لإستعادة الأرض. وعلى اللبنانيين جميعاً أن يساهموا في عملية التحرير، لتحقيق السيادة.
ومن هنا نجدّد التأكيد، بأنّ اللبنانيين لا يقبلون بأن تكون سيادة بلدهم منتهكة ومنقوصة، وكرامتهم الوطنية، تحتم عليهم، التزام خيار مقاومة الاحتلال الاسرائيلي . وهذه رسالة إلى أدعياء السيادة في لبنان، مفادها، لا يجوز ان تسقطوا السيادة عن أيّ جزء محتلّ من أرضنا، فهذه أرض الأجداد والآباء والأبناء، متجذرة عبر التاريخ ومثبتة بالوثائق ومكرّسة في البيانات الوزارية للحكومات اللبنانية المتعاقبة، والتي تؤكد بأنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أرض لبنانية لبنانية لبنانية.
ولأنها أرض لبنانية، فإنّ كلّ تشكيك بلبنانيتها، هو خروج على مبدأ السيادة الوطنية، وهو مسّ بتضحيات أهل هذه المنطقة الذين بصمودهم عبّروا عن تشبثهم بأرضهم، وهذا خيار سيادي بامتياز.
أهل هذه المنطقة، يعرفون مناطقهم شبراً شبراً، وهي مناطق لبنانية، وهم لبنانيون، وعلى الدولة اللبنانية أن تسارع إلى تكليف مؤسساتها المعنية، القيام بمسؤولياتها تجاه هذه المنطقة، من خلال الاهتمام الكلي بشؤون أهلها ومصالحهم، وبتصريف إنتاجهم، وإعطاء الأولوية للإنماء، ودعم المشاريع الصناعية والزراعية، والاهتمام بالجوانب الصحية والتربوية والبيئية.
ونحن إذ نطالب بالإنماء والخدمات والمشاريع فلتعزيز الصمود في هذه المنطقة، وهذا يجب أن يكون في رأس سلم أولويات الدولة، لأنّ الصمود فعل مقاومة وثبات.
من هنا، من هذه البلدات التي عانت ضيم الاحتلال والعدوان، من كفرشوبا وشبعا وكفرحمام وراشيا الفخار وسائر مناطق الجنوب اللبناني، نتوجه بالتحية إلى الجيش اللبناني قائداً وقيادة، ضباطاً وجنودا.
وإلى المقاومة وشهداء المقاومة وجرحى المقاومة،
ولكلّ شهيد ارتقى في معركة الدفاع عن أرض لبنان ووحدة لبنان وسيادة لبنان، من كفرشوبا حتى الناقورة.
والتحية لأهلنا، أهل هذه المنطقة، في هذا الشهر المبارك والمريمي، الذي يحتضن في الخامس والعشرين منه، عيد المقاومة والتحرير، المقاومة التي أنتم جزء منها، والتحرير الذي أنجز بفضل تضحيات المقاومين، وبفضل صمودكم وثباتكم وصبركم.
يقول الزعيم أنطون سعاده، الحق القومي لا يكون حقاً في معترك الأمم إلا بمقدار ما يدعمه من قوة الأمّة. فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره .
ولأننا أصحاب حق، فلن نتخلى عن حقنا.. هذا وعدنا، هذا عهدنا، هذا دأبنا والموقف الفصل.
رئيس بلدية كفرشوبا
وألقى رئيس بلدية كفرشوبا د. قاسم القادري كلمة قال فيها: «نحن في شهر أيار، شهر التحرير والمقاومة والشهداء من بوابة مزارع شبعا نوجه التحية إلى كلّ مقاوم روى بدمائه هذه الأرض الطيبة، والمقاومة واحدة وطريقها واحد وسوف تبقى وتمتدّ طالما هنالك أرض مغتصبة. وأتوجه بالتحية أيضاً إلى جمعية نور والى السيدة مارلين حردان وإلى منظمي هذه المسيرة التي جاءت لتذكّر الأجيال الجديدة بأرضنا المحتلة، والتي جاءت لتؤكّد على لبنانيتها».
أضاف: «هذه المنطقة التي ارتوت بدماء الأجداد وعرقهم وتعبهم وغرسهم يشهد كما كلّ صخرة وتلة ولا ريب في لبنانيتها ولن يغيّر من هذه الحقيقة لا قرار ترامب ولا نوايا نتنياهو العنصرية والتوسعية».
وتابع: «ونحن نقف معكم اليوم عند بوابة مزارع شبعا لا يسعنا إلا أن نقول إنّ السلطة اللبنانية كباقي السلطات العربية المنخورة بالفساد والإهمال والتي تفرط بحقوقنا وهي التي تنازلت عن سيادة هذه المنطقة منذ قيام دولة لبنان الكبير والتي تغفل العين عن الخرائط، لا بل تضعها خارج الخارطة اللبنانية إنمائياً وخدماتياً».
وأفرد القادري حيّزاً في كلمته عن إهمال الدولة للمنطقة، وعدم قيامها مسؤولياتها الإنمائية والخدمية، وقال: «نحن في منطقة العرقوب نناضل ضدّ العدو الصهيوني ونقدّم التضحيات والشهداء، ولا نقبل إهمال السلطة واستهتارها بحقوقنا، فمياهنا تذهب هدراً وأرزاقنا مهملة في غياب التخطيط الذي هو من مسؤولية الدولة، لذا من هنا، وبين هؤلاء الشبان والشابات الذين يحملون الرايات الحزبية ويهتفون ضدّ المحتلّ نطالب الدولة بتحمّل مسؤولياتها تجاه هذه المنطقة».
منفذ عام حاصبيا
ألقى منفذ عام منفذية حاصبيا لبيب سليقا كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي استهلها بالقول:
»تراب الجنوب أعتاد ع أجسادنا
وأيار عيد انزاد ع أعيادنا
فلسطين والجولان بينادوا النسور
نحن انقضينا مقدّمين ولادنا
وقال: هنا شبعا وهنا صرخة التلال والمزارع، ان أنقذوني، هنا تعبق من حولك، رائحة الوزال والقندول، هنا التماس مع فلسطين والشام. هنا أرضنا في المزارع وتلال كفرشوبا يلفحك نسيم دمشق المثقل بعطر الياسمين».
وتابع: «نصبّح القدس، نقبّل التراب المجبول بدم الشهداء وعرق الفلاحين الصامدين الصابرين. هنا في شبعا، ننظر في عيون الأهل وقلوبهم المشدودة للأرض التي غرسوها تعباً وعرقاً، نتطلعّ للقامات تقتلع الشريط الشائك ومن خلفه، وفي الجهة المقابلة أبطال وعمائم في هضبة الجولان المحتلّ ترفض التطبيع والاحتلال وتأبى الذلّ والانكسار، ولا ترضى عن الهوية القومية بديلاً، وفي غزة تتكسر أحلام الأعداء عند كومة من الحجارة، وإرادة بالمواجهة لتحقيق الانتصار.
هنا خلف هذه الصخور وفي الوديان، وعلى مرّ السنين، تناوبت الفصائل والفرق، واحتشد المناضلون، وارتفع الشهداء دفاعاً عن الحق والكرامة والوجود».
وأضاف: «الأرض هي الهوية، والهوية هي الانتماء، واسترجاع الأرض والحفاظ على الهوية يحتاجان للموقف والإقدام، نلتقي في رحاب أيار، أيار المقاومة والتحرير، لا لنؤكد المؤكد، إنما للتأكيد على خيار المقاومة لاسترجاع الحق، ليس في المزارع والتلال وحسب، إنما الحق كلّ الحق».
وأكد: «نحن من مدرسة تؤمن بأنّ القوة هي القول الفصل في إقرار الحق أو إنكاره، ونؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عزّ، ومن أجل هذا الإيمان نحن في ساحات الصراع والميادين نبذل التضحيات ونقدّم الشهداء. لن نتخلى عن دورنا، لن نتردّد في خيارنا، ثابتين في موقفنا، لأننا أصحاب قضية تساوي وجودنا».
وتابع: «نلتقي في قمم العرقوب تحت خفق الزوابع، معلنين أنّ هذه المنطقة عصية على الاحتلال والخونة، هذه المنطقة الأبية بأهلها الشرفاء الوطنيين، يزيّنون التلال والهضاب، ينعمون بدفء الأرض، التي احتضنت الأبطال والشهداء. هذه المنطقة التي واجهت الاحتلال وإدارته المدنية وتحمّلت الكثير، هي اليوم تتحمّل ظلم ذوي القربى، ودولة غير مسؤولة لا تقوم بالحدّ الأدنى من واجباتها».
وختم: «إنّ تحرير الأرض هو واجب وطني وأخلاقي، ونحن نفتخر ونعتزّ بحزبنا الذي أطلق الشرارة الأولى للمقاومة في الجنوب وبيروت وجبل لبنان، وهنا في حضن تراب شبعا تنتصب قامات أبطالنا الشهداء، كنج ونظام ماضي، جمال دله وشكري خيرالله، نحن منهم نستمدّ القوة والعزيمة. تحية من حزبنا لأهلنا في هذه المنطقة، آملين أن نحتفل معاً وقريباً في المزارع والتلال والجولان وكلّ فلسطين، شكراً لوجودكم معنا والى اللقاء في محطات حافلة بالانتصارات، ولتحيي سورية.»
رئيس لجنة الأسرى والمحررين
وألقى رئيس لجنة الأسرى والمحررين سمير خفاجة فأكد أنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي أرض لبنانية والجولان سوري والقدس لنا وكلّ فلسطين.
ووجه خفاجة تحية إلى الأسرى والمعتقلين في سجون العدو مؤكداً أنّ صبح تحريرهم آت لا محال، وقال: تحية إلى أسرانا، وبإسم أسرانا جميعاً على مساحة الوطن وفي العالم العربي نقول إننا على الوعد باقون مقاومة مقاومة بالنار لا مساومة».
رئيس بلدية شبعا
وألقى رئيس بلدية شبعا محمد أحمد صعب كلمة جاء فيها: «يسعدني ويشرفني أن أقف بينكم اليوم وخصوصاً مع اقتراب عيد التحرير، هذه المناسبة الوطنية والغالية على قلوبنا جميعاً، وأبدأ بالترحيب بالأمينة مارلين أسعد حردان، أهلاً وسهلاً بك في شبعا، ونحن فخورون بالدور الذي تؤدّيه جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية».
وتابع: «بإسمي وإسم أعضاء المجلس البلدي نرحب بكم وبالوفد المرافق، وننقل تحياتنا عبركم إلى سعادة النائب الأمين أسعد حردان الذي ما زال مستمراً بدعم صمود الأهالي وهذا فعل وطني يُشكر عليه».
أضاف: «إنّ هذه المسيرة اليوم متزامنة مع قرب عيد التحرير، وهو عيد وطني بامتياز يؤكد على لبنانية مزارع شبعا من خلال ما قدّمته المقاومة من شهداء في سبيل الحفاظ على هذه الأرض فحرّرت وما زالت تعمل على التحرير، نعم لقد أثبتت السنوات الماضية مناعة الساحة الوطنية في مواجهة الاعتداءات ولا شك في أنّ التضامن الوطني الواسع الذي تجلى مؤخراً هو خير دليل».
وحول هوية مزارع شبعا، قال: «إنّ ما يدور اليوم من جدل حول إثبات ملكية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا نردّ عليه بالفم الملآن إنّ مزارعنا لبنانية، ولا نستغرب الموقف الأميركي الداعم للمحتلّ وهو قديم جديد منذ حرب العام 1967 وقت إعلان إسرائيل ضمّ الجولان ومزارع شبعا والادّعاء إنها جزء من دولتها المزعومة».
وتابع: «إنّ ما يجب فعله هو التمسك والتأكيد على لبنانية مزارع شبعا من خلال تقديم الخرائط والوثائق الرسمية في المحافل الدولية ولا بدّ للحكومة اللبنانية أن تصرّ على موقفها للحفاظ على سيادة لبنان على هذه الأراضي، وما وقفتنا اليوم وبمناسبة قرب عيد التحرير إلا حافزاً لترسيخ الأولويات الوطنية انطلاقاً من التوصل إلى ترسيم الحدود بما يحفظ حقوقنا الوطنية واستدعاء جميع اللبنانيين بكلّ انتماءاتهم للوقوف بوجه كلّ من يحاول الاعتداء على أرضنا».
وختم: «إنّ هذا الواقع المقلق يستدعي من جميع القوى تحمّل مسؤولياتها تجاه حفظ السلام الأهلي في لبنان، ونشكر حضوركم جميعاً على هذه الوقفة الوطنية التضامنية وعلى أمل اللقاء قريباً عند استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».