بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين ليوم الأرض، نظّمت مديرية بشامون التابعة لمنفذية الغرب في الحزب السوري القومي الاجتماعي لقاء حوارياً مع ناموس المجلس الأعلى في الحزب سماح مهدي، في دارة مدير المديرية كمال الحلبي حضره منفذ عام منفذية الغرب سلطان العريضي وأعضاء من هيئة منفذية الغرب وأعضاء هيئة مديرية بشامون وجمع من القوميين.
تحدّث خلال اللقاء ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي فهنأ الرفقاء بمناسبة رأس السنة السورية 6773 في الأول من نيسان، متمنياً لهم عاماً جديداً مفعماً بالجهاد والنضال في سبيل عزة الأمة السورية وانتصارها.
ثم عرض لمحطات في تاريخ المسألة الفلسطينية ابتدأها بتاريخ 01/08/1882 حين أنشأت حركة “أحباء صهيون” أول مغتصبة يهودية على أرض فلسطين. وتطرّق إلى الخطة النظامية اليهودية التي ابتدأت مع تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية بتاريخ 29/08/1897، وعقدها مؤتمرها الأول في مدينة بازل السويسرية، حيث كانت أبرز مقرراته إقامة “وطن قومي لليهود” على أرضنا في فلسطين.
وعرض مهدي لنشاط الحركة الصهيونية الإجرامي مستفيدة من اندلاع الحرب العالمية الأولى وتوقيع اتفاقية سايكس – بيكو التقسيمية بتاريخ 16/05/1916، لتستحصل بتاريخ 02/11/1917 على ذلك الوعد المشؤوم من وزير خارجية بريطانيا – آنذاك – آرثر بلفور بإقامة الوطن القومي اليهودي المزعوم.
وشرح مهدي لتصدّي أبناء شعبنا في فلسطين للخطة اليهودية المعادية، وعقد المؤتمر الفلسطيني الأول في القدس بتاريخ 27/01/1919. وما تلاه من عقد المؤتمر الشعبي الكبير في فلسطين بتاريخ 05/03/1919 الذي تقرّر فيه رفض الاحتلال البريطاني ووعد بلفور والهجرة اليهودية إلى فلسطين.
كما توقف مهدي عند يوم 27/02/1920 تاريخ خروج أول تظاهرة وطنية فلسطينية احتجاجاً على سلخ فلسطين عن سورية، فأعلن شعبنا الفلسطيني تمسكه بهويته القومية وإصراره على البقاء موحداً مع محيطه الطبيعي، وصولاً إلى إعلان الثورة الشاملة بتاريخ 15/04/1936. تلك الثورة التي اشترك فيها الحزب السوري القومي الاجتماعي فقاتل الرفقاء دفاعاً عن فلسطين ضد العصابات اليهودية. فكان أن ارتقى من مدينة نابلس بتاريخ 23/09/1936 أول شهداء الحزب الرفيق حسين البنا من بلدة شارون وابن منفذية الغرب، وتبعه العديد من الرفقاء أمثال الشهيد سعيد العاص.
وذكّر مهدي بما قامت به لجنة بيل في 07/07/1937 حيث طرحت للمرة الأولى تقسيم فلسطين إلى دولتين تكون الأولى لأهل الأرض الأصليين والثانية لمغتصبيها من اليهود. لافتاً إلى الحركة الصهيوينة وضعت كل ثقلها للاستفادة من نتائج الحرب العالمية في سبيل تحقيق هدف إقامة كيان عصابات الاحتلال، خاصة بعد إنشاء الأمم المتحدة بتاريخ 24/10/1945 لتكون الهيئة الدولية الجديدة التي ترعى مصالح الأمم المنتصرة في الحرب.
وركّز مهدي على ما أورده بتاريخ 02/03/1947 مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده في خطاب العودة من مغتربه القسريّ إلى لبنان عندما قال:
“ولعلكم ستسمعون من سيقول لكم إنّ في إنقاذ فلسطين حيفاً على لبنان واللبنانيين وأمراً لا دخل للبنانيين فيه. إنّ إنقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم، كما هو أمر فلسطيني في الصميم. إنّ الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سورية كلها، هو خطر على جميع هذه الكيانات”.
وفصّل مهدي لاستمرار الخطة المشؤومة في سيرها، وصدور قرار الأمم المتحدة رقم 181 بتاريخ 29/11/1947، والذي قضى بتقسيم فلسطين كما خطّط له أيام عصبة الأمم. ليتبع ذلك إعلان قيام كيان عصابات الاحتلال بتاريخ 15/05/1948.
وتابع مهدي: لم يكن ذلك الإعلان ليمر دون رد، فكان نداء زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي الشهيد أنطون سعاده الذي لبّاه القوميون. فتشكلت الفرق القومية للذود عن جنوب الأمة السورية، فكانت أولاها “فرقة الزوبعة الحمراء” التي تأسست بتاريخ 21/05/1948 لتقاتل بقيادة الأمين الراحل مصطفى سليمان النبالي، وتردّ إلى الأمة وديعتها وتروي أرض فلسطين بالدماء الزكية.
وتابع مهدي: لم يكتفِ المغتصبون اليهود بالاستيلاء عام 1948 على ما يقارب من 78% من أرض فلسطين، حتى استكملوا في حرب العام 1967 احتلال ما تبقى من أرض فلسطين بالإضافة إلى أرضنا القومية في الجولان وسيناء.
وشرح عن تشكيل “جبهة الفداء القومي” بقيادة الأمين الراحل سامي خوري، والتي نفذت عدة عمليات ضد جيش عصابات الاحتلال كان أبرزها العملية البطولية التي نفذت في غور الأردن بتاريخ 17/03/1968 وأُسر فيها الرفيق الدكتور عزمي منصور.
وتطرّق مهدي إلى تحرير أجزاء من أرضنا القومية المحتلة خلال حرب تشرين التحريرية في العام 1973. ثم عرض لتفاصيل مقاومة أبناء شعبنا الفلسطيني لمخططات التهويد ومصادرة الأراضي وما رافقها من عقد اجتماع بتاريخ 29/07/1975 في حيفا المحتلة. ومن ثم بتاريخ 15/08/1975 في الناصرة المحتلة، وصولاً إلى المؤتمر الشعبي العام الذي عُقد فيها بتاريخ 18/10/1975، الذي عُدّ أكبر مؤتمر شعبي يعقد في فلسطين المحتلة عام 1948 حتى ذلك الحين. فتقرّر إعلان الإضراب العام وتنظيم مظاهرات أمام كنيست العدو إذا لم تتراجع حكومة عصابات الاحتلال عن مخططات مصادرة الأراضي الفلسطينية وتهويدها.
وأشار إلى أنه في يوم الثلاثين من آذار من العام 1976، عم الإضراب الشامل مدن وقرى الجليل والمثلث الفلسطينية. وترافق ذلك مع اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال كانت أشدّها ضراوة في قرى سخنين وعرابة ودير حنا ارتقى نتيجتها ستة شهداء فضلاً عن 49 جريحاً ونحو 300 معتقل، فيما أصيب من شرطة الاحتلال 20 شرطياً.
وأكد أن كافة أيام أبناء شعبنا المقاوم داخل فلسطين المحتلة هي أيام للأرض، لكن الثلاثين من آذار شكل الرمزية التاريخية وأحد الدوافع لاستمرار أعمال المقاومة بكافة أشكالها، وصولاً إلى الانتصارات التي تتحقق هذه الأيام. فقد وصل الحال برئيس وزراء الاحتلال المجرم نتنياهو أن يعلن في تشرين الأول من العام 2017 أن أطول مدة لمملكة يهودية في التاريخ كان 80 عاماً مع مملكة الحشمونائيم، وأن جلّ طموحه هو أن يصمد كيان العدو الحالي لأكثر من تلك المدة. وهذا دليل على اقتناع ساسة الاحتلال بأن كيانهم إلى زوال خلال وقت قريب.
وفصّل مهدي للظروف الاستثنائية التي يمر بها أهلنا داخل الأرض المحتلة مع تقطيع أوصال الضفة الغربية بواسطة أكثر من 600 حاجز لقوات العدو، والضغوط غير الطبيعية التي تمارسها سلطات الاحتلال على أبناء شعبنا لتهجيرهم من أرضهم. في المقابل ترتفع وتيرة المقاومة يوماً بعد يوم. فيتمكن مقاوم واحد من إقفال شارع ديزنغوف في مغتصبة تل أبيب كاملاً. ويطهر أبناء اللد كامل المدينة من الاحتلال خلال 24 ساعة أثناء عملية سيف القدس.
وفي نهاية اللقاء طرح الحاضرون مجموعة من الأسئلة تولى ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الإجابة عليها.
4/4/2023 عمدة الإعلام