مديرية الميناء في “القومي” احتفلت بمولد باعث النهضة أنطون سعاده
وكيل عميد الإذاعة شادي بركات: تعاقدنا على قضية تساوي وجودنا.. وبإرادتنا نسير درب أبناء الحياة موحّدي الروح والهدف والاتجاه //// ميساء الأيوبيّ: أنطون سعاده أسّس نهضة عظيمة ووضع عقيدة محيية //// نبيل الجمال: رمزية الأول من آذار بما وضعه سعاده من عقيدة ومؤسسة
أقامت مديرية الميناء التابعة لمنفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة الأول من آذار عيد مولد باعث النهضة أنطون سعاده.
حضر الاحتفال وكيل عميد الإذاعة شادي بركات، منفذ عام طرابلس فادي الشامي، ناموس المنفذية أحمد علي حسن، ناظر العمل والشؤون الاجتماعية في المنفذية ـ مدير مديرية الميناء محمد مهدي الأيوبي، رئيس بلدية النخلة جمال الأيوبي وفاعليّات وجمع من القوميين والمواطنين.
ابتدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني والنشيد الرسميّ للحزب السوري القومي الاجتماعي، وعرّفت الاحتفال مريم الأيوبي.
كلمة المديرية
ألقى نبيل الجمال كلمة مديريّة الميناء وجاء فيها:
آذار ذاك الفجر سارع الوقت حتى يأتي.. لم يكن عادياً.. فهو يشمل بكل ما في الدنيا من خصال ليليق بالحدث الاستثنائيّ الذي حمله صبح بلدة الشوير في الأول من آذار..
كان الصبح زعيماً والحدث فكراً..
الزعيم هو أنطون سعاده..
والفكر هو العقيدة القوميّة الاجتماعيّة.
رمزية الأول من آذار تطالعنا شديدة الوضوح بما وضعه سعاده من عقيدة ومؤسسة تألّفت في القلوب والسواعد وسارت موحّدة الروح والهدف والاتجاه…
هو الذي أكد بذلك أنّه صاحب نهج واضح وصاحب اتجاه تأسيس عقليّتنا المجتمعيّة المبنيّة على إطلاق حركة العقل وتطوّر مداركه ورفضه كل الخرافات المنافية للحقائق العلميّة، وذلك في مسعى لاستعادة شخصية المجتمع السوري والأمة السورية.
آذار آخر يطلّ علينا نحتفل فيه بولادة أنطون سعاده، المفكر والمعلم والمؤسس وصاحب القضية.
نعود في كل آذار مع سعاده إلى مواجهته الأولى وذلك السؤال الأساس الذي ما زال يحثنا على البحث والعمل والجهاد: ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟؟
ونتوصّل مع سعاده بعد بحث، إلى أن “فقدان الهوية والسيادة القوميّة” هي من جلبت وتجلب، وستظل سبباً لكل ويل أصاب الأمة وسيصيبها..
نحتفل اليوم بولادة فكر ونهضة بعثت في الأول من آذار 1904 فكانت منارة أضاءت ظلمة هذه الأمة وولّدت الوعي وما زالت مستمرة في مسيرة من العطاء والنضال على كافة الصعد، مسيرة آذار التي قدّمت آلاف الشهداء والمفكّرين والمثقفين والمبدعين والمؤمنين بخير الشعب وعزّه.
أضاف: منذ اللحظات الأولى كانت الميناء في قلب الحزب… والحزب في قلب الميناء.. نعم هذه المدينة، لؤلؤة المتوسط، احتضنت الحزب منذ لحظات تأسيسه الأولى فزارها سعاده مراراً وأنشأ فيها الوحدات الحزبيّة وكان للحزب في كل عائلة من عائلاتها رفيقٌ او نصير أو صديق ولا يمكن أن ننسى ابنة الميناء التي شكّلت نموذجاً في العمل النضاليّ ودور المرأة في الحزب الأمينة الأولى جولييت المير سعاده.
وتابع: لقد أقسمنا اليمين على العمل لمصلحة شعبنا وخير أمتنا فسرنا نعمل بصدق في كل حيّ من أحياء هذا المتّحد من دون ملل من حارة الجديدة وحي التنك والمساكن الشعبيّة إلى حي الرملة والزراعة وبور سعيد ومار الياس وحي الجمرك وكل زاوية من زواياها التي تعبر فيها روح الأول من آذار من كل خطوة نخطوها فيها، فكلما عزّزنا حضورنا شكلنا صمام أمان واستقرار وتآخٍ في هذه المدنيّة.
كلمة تجمّع النهضة
ثم ألقت ميساء الأيوبيّ كلمة تجمّع النهضة النسائيّ، أشارت فيها إلى أن الأول من آذار 1904، عيد مولد حضرة الزعيم، منح حياتنا قيمة ومعنى، ذلك، أن وليد الأول من آذار، أسّس نهضة عظيمة ووضع عقيدة محيية، وعيّن قضية واضحة، قضية، نحارب ونستشهد من أجل انتصارها، لأنها تساوي وجودنا.
وقدّمت ميساء الأيوبي نبذة موجزة عن تجمّع النهضة النسائي، فقالت: إن هدف التجمّع أن نصل الي مجتمع سويٍّ فاعل من خلال المرأة التي نسعى الى تعزيز دورها وتحفيزها في جميع المجالات، لاسيما المجال التربوي وكيفية تعاملها لبناء أسرة ناجحة، لأننا نرى أن أول مؤسسة ناجحة في المجتمع تديرها المرأة هي الأسرة، ومنها ننطلق الى الدائرة الأوسع في المجتمع.
أضافت: يحضرني قول زعيمي “أن النبت الصالح ينمو بالعناية أما الشوك فينمو بالإهمال”، لذلك نشدّد على أهمية دور المرأة في بناء الجيل الجديد، وأيضاً في المجال الصحيّ، حيث أثبتت جدارتها من موقعها طبيبة او ممرضة او مسعفة.
ولفتت إلى أن التجمّع يعمل على تمكين المرأة ومساعدتها، لما لها من دور بنائي في المجتمع، خصوصاً أن زعيمنا قد علمنا: “ليس العمل القوميّ وقفاً على الرجال ولن يكون العمل قوميّاً حتى تشترك فيه المرأة وتكون عضواً عاملاً فيه قد يعجز الرجل أن يدرك بعقله ما تستطيع المرأة أنت تدركه بقلبها”. وهذا كانت عليه الأمينة الأولى التي كانت أول من ساند حضرة الزعيم ووقف بجانبه في معركته النهضوية ونشر عقيدته ومبادئه القومية.
وختمت: إننا نعمل لتوسيع حركتنا في كل أنحاء طرابلس، ضمن مؤسسة منظمة وفاعلة في المجتمع ونرجو أن نصل لأعلى درجة من العمل الاجتماعي بمجالاته كافة لنبني وإياكم مجتمعاً صحيحاً بامرأة قوية، مثقفة، فاعلة ومنتجة وصولاً لنهضة أمتنا من خلال نسائنا.
الكلمة المركزية
وألقى وكيل عميد الإذاعة شادي بركات الكلمة المركزيّة وجاء فيها:
“نجتمع اليوم لنحتفل بالاول من آذار، مولد فتى الربيع، باعث النهضة القومية الاجتماعية، المعلم والزعيم، القائد والقدوة، مولد انطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي.
اجتماعنا اليوم احتفال بلحظة انبعاث الحياة وومضة الضوء في ظلمات هذا الشرق، انه احتفالٌ بروح الأمة وباعثها.
الأول من آذار هو معنى التعاقد وعيد القسم، قسم سعاده والمتعاقدون.
الأول من آذار هو عيد الدستور ومعنى الانعتاق من الأنا الى رحاب الجماعة المدركة الواعية المنظمة.
الأول من اذار هو أن تقف نفسك على أمتك عاملاً لحياتها ورقيها، وعلى أن تكون أميناً للمبادئ والغاية، مقتدياً بالمؤسس وقسمه.
الأول من آذار حيث تجسّدت رؤيا جبران خليل جبران حين خط قائلاً: “وفي حقول الشَّرق، يقف اليوم فتى الرَّبيع مناديًا سُكَّانَ الأجداث ليهبُّوا ويسيروا مع الأيَّام. وإذا ما أنشد الربيعُ أُغنِيَتَه بُعِثَ مَصْرُوعُ الشتاء وخَلَعَ أكفانَه ومشى”.
لاحتفالنا هذا نكهةٌ خاصة، بين رفقائي في مديرية الميناء، هذه المديرية التي تعمل اليوم بجهد مميّز في ظروف استثنائية ضمن نطاق منفذية طرابلس، تعمل من دون توقف لنهضة هذا المتّحد في كل حي من أحيائه وأزقته.. لبعث النهضة ونشر الوعي وتعزيز عوامل الوحدة… وإن معركة الوعي هي اليوم الأخطر والأصعب.
كما تقوم مديرية الميناء بعمل تنمويّ دائم، حيث أخذت على عاتقها الوقوف إلى جانب أبناء الميناء في الظروف كافة، وما كانت سلسلة النشاطات المميّزة والفعالة في مواجهة وباء كورونا الا انعكاساً لما يحمله القوميون الاجتماعيون من خير لأبناء هذه المدينة.
وتطرّق بركات في كلمته إلى الوضع في لبنان مستحضراً ما كتبه سعاده عام 1938:
“في البلد أزمة أخلاق وزارية.
في البلد تناحر حزبي محلي بين جماعة وجماعة
وكل منها يريد التمتع بقرص الحلوى الطيّب.
في البلد نظام برلماني في ظله يتناحر النواب بأساليب دستورية وغير دستورية.
في البلد فئتان تتعاركان… والله يعرف لمن يكون النجاح.
في البلد غلاء فاحش وفقر مدقع وشباب عاطل عن العمل ومتاجر مغلقة.
في البلد اقتصاديات تموت ومواسم تشلّ
وفي البلد شركات تعمل على هلاك المواسم وموت المزارعين،
وليس في البلد مَن يقول لهذه الشركات “ما أحلى الكحل بعيونك”
لأن من يقوله لها يصبح بين ليلة وضحاها من الهالكين.
في البلد أزمة مالية يثيرها تدهور الفرنك وغلاء المعيشة واحتكار التجار.
في البلد فئات ما وجدت إلا البهورة والمرجلة.
اما العمل المفيد فلا تتعرّف إليه هذه الفئات.
في البلد أزمة، ولكنها ازمة اخلاق ورجال. والامة ينقصها غير هؤلاء.
ينقصها رجال يعملون بأخلاق غير هذه”.
هذا ما كتبه انطون سعاده في 18 آذار 1938 ولم اجد اصدق واقرب منه لوصف الواقع الحالي، وهو اذا كان منذ اكثر من 83 عاماً الا أنه واقع نعيشه اليوم، وهو سيبقى ما دام سبب الأزمة قائماً.
نعم إن أزمتنا هي بتلطي الفاسدين خلف العباءة الطائفية، هي النعرات المذهبية وتفكك الهوية. هي الانعزال عن محيطنا القومي بدافع الجهل والحقد الأعمى بدل التنعم بخيرات التكامل الاقتصادي معه، حتى وصل الانهيار المالي والفقر الى مستويات جعلت الانفجار أمراً لا مفر منه لتصبح الساحات مجهّزة لأي تدخل خارجي ولمستغلي آلام الشعب.
وإن لنا في طرابلس حصة الأسد من هذه الاحتجاجات، وهذا ليس مستغرباً، فطرابلس هُمّشت واستغلت في الاقتتال الداخلي وفقّر أهلها وزرعت الأحقاد بين أبنائها من قبل مزرعة الطوائف التي تدير البلد حتى باتت مؤهلة لأي انفجار، كان آخرها ارتفاع مستوى الاحتجاجات حيث طال التخريب بعض المراكز الحيوية الرسمية في المدينة التي تعمل لخدمة المواطنين وهي ملكهم قبل أي شيء.
أضاف: واذ نشدّد على دور القوى الأمنية بحفظ أمن المدينة والمواطنين ومنع استغلال الاحتجاجات من قبل الأيادي العابثة والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة، نؤكد ضرورة موازاة الحل الأمني بالاجتماعي والاقتصادي وتأمين الدعم الجدّي والفعال للمواطنين وتأمين مقوّمات الحياة لهم، كما نؤكد على حق المواطنين بالتعبير السلمي عن آلامهم ورفضهم للواقع المفروض واللامبالاة واللامسؤولية من قبل الفئة الفاسدة المتحكمة بمصيرهم. كما نرى ان ما تبع الاحداث الاخيرة من تجاذبات أدّت إلى تنازع بين البلدية والمحافظة أمر مرفوض، لذلك ندعو الى أحكام العقل والتزام كل طرف بمهامه الوظيفية وإعلاء المصلحة العامة خاصة في هذه الظروف الصعبة التي لا تزيد المناكفات الضيقة فيها الا مزيداً من الأزمات.
اما وقد وصل الانهيار المالي أوجه، فان الحزب السوري القومي الاجتماعي يعتبر انّ التدهور الحاصل بسعر صرف الليرة اللبنانية هو نتيجة مراهنة بعض الأطراف على التدخل الخارجي في ظل كيدية سياسية وارتفاع منسوب الفساد، وفي وقت تستمر اميركا بممارسة الإرهاب الاقتصادي على بلادنا عبر سياسات التجويع والحصار الاقتصادي.
لذلك، نشدّد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة والترفع عن المصالح الضيقة وتنفيذ خطط إصلاحية اقتصادية وسياسية تبدأ بمحاسبة الفاسدين وإلغاء الأعراف والقوانين التي تحمل معايير طائفية على حساب الكفاءة والنزاهة وبسن قانون انتخابي نسبيّ خارج القيد الطائفيّ ولبنان دائرة واحدة وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة.
وقال: إننا في الحزب نحمّل مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي للأطراف السياسيّة التي تصرّ على عزل لبنان عن محيطه القومي ودعواتها لسياسات الكانتونات والفدرلة تارة وللتدخل الأجنبي تارة أخرى، وندعو للإسراع بإقامة مجلس التعاون المشرقيّ يشكل جبهة لمواجهة الحصار وحرب التجويع التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية.
وختم: “رفيقاتي رفقائي، يا مَن تعاقدنا سوياً على قضية تساوي وجودنا، يا مَن اخترنا بإرادتنا أن نسير درب ابناء الحياة سوياً موحّدي الروح والهدف والاتجاه، بعملكم وجهادكم المنتظم تنتصر الأمة، وبوجودكم اليوم ينبعث الأول من آذار من جديد كالعنقاء… حافظوا على وحدتكم وكونوا عصبة واحدة، إن المستقبل لكم. ولتحي سورية”.
9/3/2021 عمدة الإعلام