عقد مجلس العمُد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسة برئاسة رئيس الحزب وائل الحسنية، بحث خلالها شؤوناً حزبية وعامة، وصدر عن الجلسة بيان حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة في لبنان، جاء فيه:
ـ توقف مجلس العمُد عند تفاقم الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية التي يكتوي اللبنانيون بأعبائها وتحدّياتها، بدءاً من فقدان العملة الوطنية قيمتها الشرائية إلى البطالة وانعدام فرص العمل، ناهيك عن الغلاء الفاحش، والأزمات اليومية في قطاعات الصحة والدواء والمحروقات وغيرها، وصولاً إلى الحديث عن رفع الدعم عنها وعن غيرها في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه، ما يسبّب معاناة كبيرة تلقي بثقلها على حياة الناس ومعيشتهم.
ـ إنّ تفاقم هذه الأوضاع من جهة، ونأي المسؤولين بأنفسهم عن إيجاد الحلول المناسبة، مردّه إلى السياسات القاصرة والقاهرة المنتَجة في مطبخ النظام الطائفي في لبنان، فهذا النظام موهوب في استيلاد الأزمات وتعميقها وتأبيدها لأنها ضالته المنشودة لإبقاء اللبنانيين رعايا طوائف لا رعايا دولة المواطنة.
انّ لبنان يواجه تحدّياً صعباً على المستويات كافة، والسواد الأعظم من اللبنانيين صار تحت خط الفقر، والدولة غائبة عن تحمّل مسؤولياتها، وهذا ما يشكل تهديداً للأمن الاجتماعي الذي بفقدانه يفقد لبنان أحد أبرز عوامل استقراره الاجتماعي والأهلي.
وأمام هذه الأوضاع الخطيرة والتحديات الكبيرة التي تهدّد اللبنانيين في حياتهم ولقمة عيشهم، يدعو الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى:
ـ الإسراع في تشكيل حكومة سياسية جامعة حسب الأصول الدستورية، تأخذ على عاتقها الشروع في معالجة الأزمات وإجراء الإصلاحات المطلوبة للخروج من النفق المظلم. ونرى ضرورة وطنية بأن تتوفر إرادة لبنانية جامعة للخروج من الواقع المزري على الصعد كافة.
ـ يرفض الحزب رفضاً قاطعاً، التلويح برفع الدعم عن الدواء والمحروقات والمواد والسلع الأساسية لأنّ خطوة بهذا الحجم، ستؤدّي الى انفجار اجتماعي لا تحمد عقباه. فاللبنانوين باتوا تحت خط الفقر، ولم يعد بمقدروهم التحمّل، وليس من مصلحة الناس وقواه كافة أن يصل البلد الى الانفجار الاجتماعي.
ـ يعتبر الحزب أنّ تحصين الاستقرار وحماية السلم الأهلي، يحتاج الى تحصين الأمن الاجتماعي والاقتصادي والبيئي إلخ…، وانّ اللبنانيين مطالبون بالدفاع عن حقهم في الحياة والعيش الكريم، بدافع الخروج من المعاناة، وليس وفقاً لأجندات سياسية لهذا الفريق أو ذاك، أو لهذه السفارة أو تلك.
وإننا ندعم الاتحاد العمالي العام، بكلّ ما يمثل من اتحادات وقطاعات، ونقف الى جانبه في تنظيم وقيادة التحركات المطلبية الضاغطة حتى إنتاج حلول لكلّ الأزمات الاقتصادية الاجتماعية الراهنة، فهذه معركة كلّ اللبنانيين.
ـ يرى الحزب أنّ الخروج من المأزق الحالي، يتطلب جهوداً جبارة، وإرادات صادقة، وليس بالمناكفات والمحاصصات والأهواء والرهانات الخاسرة. إنّ لبنان في مرمى الاستهداف، وما التدخلات الأميركية في شؤون لبنان الداخلية، وممارسة الضغوط الاقتصادية بالحصار والعقوبات سوى الدليل على هذا الاستهداف الذي يرمي الى النيل من ثوابت لبنان وخياراته الوطنية في مواجهة الاحتلال والإرهاب والعدوان.
يؤكد الحزب، أنّ ما وصل اليه لبنان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، يحتم إضافة أولوية جديدة، إلى جانب أولويات التحصين الوطني ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهي ضمان حصول الناس على الدواء والغذاء والأساسيات لكي يتمكنوا من الاستمرار في الحياة، فمن يسرق لقمة عيشهم إنما يحكم عليهم بالقهر والجوع والموت.
ـ يحذر الحزب من الخضوع لوصفات البنك وصندوق النقد الدوليين، ويرى أنّ مساعدة لبنان يجب أن تكون مشروطة برفض كلّ أشكال المسّ بسيادته وحرية قراره، وأن لا تفرض عليه أجندات خارجية توصل إلى خصخصة مرافق الدولة العامة المنتجة والمربحة، ولا تفرض عليه خيارات سياسية بالذهاب الى تقسيم مقنّع بعناوين اللامركزية التي جرى تشويه مضمونها الإنمائي والاجتماعي.
انّ المهمة الأساس، هي الدفاع عن مصالح الناس واستقرارهم الاجتماعي وتحقيق مطالبهم المحقة، وانّ هذه المهمة تنجز، حين تتوفر ارادة عامة توصل الى دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقوية.