مؤسسة رعاية أسر الشهداء في “القومي” تقيم عشاءها السنوي بحضور سعد وحردان وشخصيات
ننبّه المتطاولين على الحزب إلى أنّ الجهات التي تستخدمهم أبواقاً للشتم والإسفاف وإطلاق الاتهامات قد تستخدم آخرين ضدّهم فحذار من الوقوع في فخ ما يخطط له العدو وعملاؤه
عميد العمل بطرس سعادة: لم نحد ولن نحيد عن طريق الشهداء… لأنها طريقنا إلى العز والنصر
ـ شهر أيلول كان حاسماً بالأفعال ورسم المعادلات وبين أيلول 1982 وأيلول 2019 تكامل أدوار وأفعال وترسيخ معادلات… فتحية لصانعي المعادلات الكبرى باسم الشعب والحق والحرية
ـ ننبّه المتطاولين على الحزب إلى أنّ الجهات التي تستخدمهم أبواقاً للشتم والإسفاف وإطلاق الاتهامات قد تستخدم آخرين ضدّهم فحذار من الوقوع في فخ ما يخطط له العدو وعملاؤه
الفنان دريد لحام: أنطون سعاده أخرجنا من ظلام أمم السماء واللغة والقبائل لنزهو بأمتنا وهويتنا السورية
فادي غازي طالب: شهداؤنا ارتقوا في صراعنا مع العدو الصهيوني وفي مواجهة الارهاب والمشروع التقسيمي فكان ارتقاؤهم دفاعاً عن الوجود وليس صراعاً على الحدود
أقامت مؤسسة رعاية أسر الشهداء وذوي الاحتياجات الخاصة في الحزب السوري القومي الاجتماعي حفل عشائها السنوي الذي يعود ريعه لدعم أسر الشهداء، وذلك في مطعم “برج الحمام” في برمانا بحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، رئيس المجلس الأعلى للحزب النائب أسعد حردان، النائب ادي معلوف، الوزير السابق بشارة مرهج، المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالعميد جورج المر، المدير العام السابق لوزارة العمل رتيب صليبا، عدد من أعضاء مجلس العمُد والمجلس الأعلى والمسؤولين في “القومي”، أمين عام مؤتمر الأحزاب العربية قاسم صالح، الفنان دريد لحّام وعقيلته، نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، رئيسة المؤسسة نهلا رياشي، وفد من حزب الوعد، عضو قيادة التيار الوطني الحر رمزي دسوم، رؤساء بلديات ومخاتير، ذوي الشهداء والجرحى وحشد من القوميين والمواطنين.
عرّفت الحفل وقدّمت الخطباء جنى رياشي وكانت لها كلمة وجدانية بالمناسبة.
كلمة أسر الشهداء
وألقى فادي غازي طالب كلمة أسر الشهداء أشار فيها الى انّ الشهداء هم “الأبطال الذين رووا بدمائهم تراب أمتنا السورية إيماناً منهم بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكاً لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”.
وقال: “هؤلاء الشهداء ارتقوا في صراعنا مع العدو الصهيوني وفي مواجهة الارهاب والمشروع والتقسيمي الذي هو صناعة هذا العدو عينه فكان ارتقاؤهم دفاعاً عن الوجود وليس صراعاً على الحدود”.
وشدّد على انه “مهما قدّم لأسرهم من رعاية واهتمام فهو لا يعوّض ولو جزءاً بسيطاً من خسارتهم لفلذات أكبادهم، ومؤسسة رعاية أسر الشهداء تقوم مشكورة بواجباتها ضمن الإمكانات المتاحة وهي بحاجة لكلّ أنواع المادي والمعنوي لتستمرّ في مسيرتها”.
كلمة المؤسسة
ثم ألقى الفنان دريد لحام كلمة المؤسّسة استهلها بقول مؤسّس الحزب “انّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”، وتابع: “وجدتها في النسور الشهداء الذين قدّسوا تراب وطني بدمائهم ليصبح كحلاً للعيون، وأصبحت أرواحهم قناديل في السماء تنير لنا الدرب لأنّ الحياة أرادة والنصر إرادة، وقوافل نسور تنتظر دورها على درب العزة والتضحية لتجعل حياتنا أفضل ومستقبلنا أحلى، بكم يا نسور الزوبعة تزهر حياتنا بعبق النصر والكرامة “.
أضاف: “منذ أيام رأيت في منامي شهيداً، وأوصاني أن قل لربعنا، بأننا لا نريد منهم أن يقفوا دقيقة صمت إجلالاً لأرواحنا، بل نريد منهم دقيقة فعل… وتلبيتكم لهذه الفعالية الليلة هي دقيقة فعل لدعم مؤسسة رعاية أسر الشهداء التي تحاول أن تجعل حياة هذه الأسر ممكنة في ظلّ الظروف القاسية، ولذلك فهي بحاجة لدعمكم الدائم لتستطيع ان تؤدّي رسالتها في خدمة هذه الأسر وهو أقلّ ما يمكن وفاء لشهداء الأمة”.
وقال: تحيا سورية ويحيا سعاده الذي أخرجنا من ظلام أمم السماء واللغة والقبائل لنزهو بأمتنا وهويتنا السورية. ويجول بنا في فيافي فهم الإيمان المطلق ويحرّر عقولنا من فخ الطوائف والمذاهب وسطوة من نصّبوا أنفسهم قناصل للسماء على الأرض لتكون طائفتنا الوحيدة هي سورية وذلك حين قال “كلنا مسلمون لرب العالمين، منا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالانجيل ومنا من أسلم بالحكمة”.
وختم موجهاً التحية للحضور.
كلمة الحزب
وألقى عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة كلمة الحزب وجاء فيها: “نلتقي اليوم على اسم الشهداء، “طليعة انتصاراتنا الكبرى”…
يحضرون وجوهاً واسماء، أحياء في نفوسنا لا يرحلون وقد فرضوا حقيقتهم على هذا الوجود..
شهداؤنا، هم عزنا وفخرنا، هم القدوة والمنارة، هم المحطات المضيئة مرصّعة بالدماء الزكية.
هم حكايا المجد، تضحية وبطولة وعنفوانا..
هم خميرة المسيرة المتواصلة صراعاً ومقاومة.
فتحية لشهدائنا ولكلّ شهداء المقاومة في فلسطين والشام والعراق وكلّ الأمة، ولشهداء الجيش في لبنان والشام.
نحن نلتمس العذر من الشهداء، لأننا لم نظفر بشرف الشهادة. ولكننا نؤكد بأننا لم نحد يوماً عن هذا الطريق، لأنها طريقنا إلى العز.. طريقنا الى النصر.
وحين نتحدّث عن الشهداء وبطولات الشهداء، إنما نتحدث عن المقاومة، فلبنان حرّر أرضه بالمقاومة، ولولا المقاومة لكنا اليوم واقفين على أبواب الأمم نستجدي تنفيذ قرار دولي بقي حبراً على ورق طيلة عقدين من الزمن.
لولا المقاومة لما دخل لبنان نادي الأقوياء، ولا صار قوة رادعة بوجه العدو “الإسرائيلي”، ولا تشكلت معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
كلنا يعرف أنّ البعض في لبنان أطلق مقولات الحياد و”قوة لبنان في ضعفه”، ما جعل العدو الصهيوني يرى في هذا البلد ضالة غطرسته وعدوانه وأطماعه، فاحتلّ أرضه وانتهك سيادته وقتل أطفاله ونساءه وشيوخه.
وكلنا يعرف أنّ البعض في لبنان وجد في العدو “الإسرائيلي” ضالته لتفتيت لبنان وتقسيمه وشرذمته، وتحويله الى دويلات طائفية ومذهبية يقتل بعضها بعضها الآخر على الهوية.
وكلنا يعرف أنّ البعض في لبنان، صعد الى السلطة على ظهر الدبابة “الإسرائيلية”، ثم ذهب إلى 17 أيار الخياني خانعاً ومتوهّماً بأنّ الاحتلال قدر لا يُردّ.
لكن شهر أيلول كان حاسماً بالأفعال ورسم المعادلات، وبين أيلول 1982 وأيلول 2019، تكامل أدوار وأفعال، وترسيخ معادلات، فتحية لصانعي المعادلات الكبرى باسم الشعب وباسم الحق والحرية.
ذات أيلول، قال الشعب كلمته، وذات أيلول أطلق البطل خالد علوان رصاصاته فكانت فاتحة تحرير العاصمة بيروت، وفي أيلولنا هذا نفذ المقاومون عملية نوعية ثبتت معادلة الردع…
انها المقاومة، ولولا المقاومة لكان لبنان اليوم محمية “اسرائيلية”.
لبنان استطاع أن يهزم عدوّه وينتصر، واستطاع ان يدحر الإرهاب، ولهذا السبب يُفرض حصار غير معلن على لبنان وتُفرض عقوبات اقتصادية على شخصيات ومؤسسات لبنانية. ولكن، مهما كان حجم الضغوط والعقوبات فإننا لن نفرّط بعناصر قوتنا.
واهمٌ من يعتقد أنّ العقوبات ستجعلنا نتخلى عن خياراتنا وقناعاتنا ومقاومتنا.
واهمٌ من يعتقد أنّ الضغوط قد تثنينا عن القيام بواجب الدفاع عن بلدنا.
وواهم من يعتقد أننا نبيع الكرامة بثلاثين من الفضة.
للواهمين، دولاً كبيرة وأشباه دول وأدوات وعملاء، نقول: لقد اتخذنا المقاومة نهجاً وخياراً، يوم كان الاحتلال جاثماً على أرضنا، وأننا حملنا السلاح وقاومناه، وأجبرناه على الصراخ، “لا تطلقوا النار اننا راحلون”.
لم ترهبنا “نيوجرسي” وبوارج الأطلسي ولا طائرات السوبر اتندار والـ “أف 16″، صمدنا وصبرنا، قاومنا فانتصرنا.
واليوم نؤكد التمسك بخيار المقاومة، وبأنّ سرّ قوة لبنان بالإرادة المصمّمة على مقاومة الاحتلال، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، فلنحم ثالوث القوة، لنحمي لبنان ونصون وحدته وسيادته.
إنّ مواجهة العقوبات الاقتصادية التي تُفرض على لبنان، تتطلب من الحكومة وضع سياسات اقتصادية تخرج البلد من أزماته، وإننا في هذا السياق، نؤكد على مضمون ورقة المقترحات الاقتصادية التي قدمتها الكتلة القومية الاجتماعية في اللقاء الاقتصادي الذي عُقد في قصر بعبدا، والتي تقوم على أساس رفض أية ضرائب جديدة على الفقراء وذوي الدخل المحدود، وتطالب بمعالجات وحلول وتؤكد على حقوق الدولة الحصرية في مجالات الثروات السيادية كالاتصالات والأملاك البحرية والنهرية ومشاعات الدولة، والطاقة النفطية في البحر، والطرق الدولية. وشدّدت على ضرورة تخفيض فوائد الديون المعبَّر عنها بخدمة الدين العام، وعلى أهمية التوازي بين المسار المالي والمسار الاقتصادي بحيث يتقاطعان ويتكاملان وينموان معاً.
لبنان بحاجة إلى أن يسير على طريق تصفير الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والبيئية وغيرها، وهذا يتطلب خطوات مسؤولة تبدأ بتحصين الوحدة الوطنية وحماية الاستقرار والسلم الأهلي، وباستعادة العلاقات المميّزة بين لبنان والشام، وإقامة مجلس تعاون مشرقي بين دول الهلال الخصيب، وهذا كله يتحقق بقانون انتخابات نيابية يعتمد لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي.
الحزب القومي بفكره وعقيدته ونهجه هو حزب مقاوم، ولأنه في هذا الموقع، يتعرّض في كلّ مرة لهجمة من هنا ومؤامرة من هناك، والمتربّصون بالحزب يستخدمون الأبواق والأدوات لتشويه صورته وصورة قياداته. وطبعاً الهجمة اليوم على الحزب لأنّ نجمه يصعد بالإنجازات التي يحققها في مواجهة في مواجهة قوى الإرهاب التي تعمل لمصلحة العدو الصهيوني.
وهنا اسمحوا لي أن أتوجه بالتحية الى نسور الزوبعة الأبطال الذين يسطرون الملاحم مع الجيش السوري في مواجهة الإرهاب ورعاته، ويقدّمون الشهداء دفاعاً عن الأرض والشعب.
إنّ هذا الدور للحزب القومي من خلال “نسور الزوبعة”، أرعب أعداء الحزب، فاستخدموا أدواتهم الصغيرة والوضيعة لاستهداف هذا الدور عبر استهداف قادة في الحزب بالاتهامات والشتائم والنعوت التي لا تصدر إلا عن أشخاص لا يمتون الى الأخلاق بصلة…
إنّ أداة صغيرة نتنة ورديئة برتبة صاحب ورئيس تحرير صحيفة، لا تجرؤ على التطاول على الحزب وعلى قيادات الحزب، ما لم تكن هناك جهة معادية تقف وراء هذا التطاول، وهذا دليل على أنّ هذه الأداة الوضيعة إنما تنفذ أجندات العدو، تحت ستار الوطنية الوهمية.
لذلك، ننبّه المتطاولين على الحزب، إلى أنّ الجهات التي تستخدمهم أبواقاً للشتم والإسفاف وإطلاق الاتهامات، قد تستخدم آخرين ضدّهم، فحذار من الوقوع في فخ ما يخطط له العدو وعملاؤه.
لن أطيل، ولكن تستحق مؤسسة رعاية أسر الشهداء في الحزب التنويه بما تبذل من جهود جبارة من أجل غاية نبيل.
ويستحق الحضور كلّ التحية، على عطاءاته ووقوفه الدائم الى جانب الحزب والمؤسسة.
اختم بالقول: الشهداء بذلوا الدماء وقدّموا التضحيات دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة، دفاعاً عن وجودنا وحقنا وحريتنا.
للشهداء تحية عز وإكبار، وعهد الثبات على المبادئ، حتى انتصار قضيتنا، قضية الأمة والشعب.
للشهداء عهد الوفاء، بأن نبقى على ما نحن عليه، ثابتون على مواقفنا راسخون في إيماننا ولا نبدّل تبديلا.
هذا وتسلمت رئيسة المؤسسة نهلا رياشي مجسّماً لحضرة الزعيم من الفنان النهضوي جان أوريان.
13/9/2019 عمدة الإعلام