
عميد الثقافة في “القومي”:
زياد الرحباني.. أسطورة تغادر المسرح لكنها لا تموت
أصدر عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي د. كلود عطية بياناً نعى فيه الفنان القدير زياد الرحباني، وجاء في البيان:
في لحظة غياب زياد الرحباني، لا تغادرنا فقط أنغام موسيقاه ولا تسكت كلمات مسرحيّاته، بل تنطفئ شمعة من مواقدنا الروحيّة، وتنكسر على صخور الزمن قطعة من الخلود الإنسانيّ. رحيله هو الانسحاب الحتميّ لنجم احتلّ فضاءنا الثقافيّ، ليصنع منه سماء لا تُمحَى من ذاكرة التاريخ.
زياد الرحباني لم يكن مجرّد فنان أو ملحن، بل كان نَفَسًا وعيًا متجذرًا في جذر مجتمع لا يتوقّف عن الصراخ. كان لسان الحقيقة المغلّف بالسخرية والمرارة، صوتاً ينبض بثورة ذاتيّة، ينسج من الألم قصيدة حرية، ومن الضحكة مرّ الحقيقة التي لا تُخفى.
رحيل الفنان زياد الرحبانيّ هو إعلان عن موت زمنٍ كان فيه الفن مقاومة، والإبداع سلاحاً يفتك بالجمود، ويقلب الموازين. إنه موتٌ لا يعني الانطفاء، بل ولادة أخرى — ولادة أسطورة تتجذّر في الأعماق، في وعي الأجيال، في وجدان شعب لم يعرف الطيّ والنسيان.
الفن الذي صنعه كان أكثر من مجرّد ألحان أو مسرحيات؛ كان فلسفة حرية، وصرخة رفض تحفر عميقًا في الحجر. فالفن الحقيقيّ لا يموت، بل يعيش ويكبر، يتنفّس ويقاوم.
زياد الرحباني يبقى نهراً لا يجفّ، نجماً لا يغيب، وصوتًا لن يُسكَت مهما علت موجات الزمن، لأن من صنعوا الفن العظيم لا يغادرون، بل يتحوّلون إلى جوهر خالد في روح الأمة.
أحرّ التعازي لعائلته ومحبّيه والسلام لروحه والبقاء للأمة.
26/07/2025 عمدة الإعلام