“القومي” شارك في مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب القومية والعربية
عبيد: نثني على دور الصين في رفض العدوان على سوريا ودعم حق العودة للفلسطينيين
شارك الحزب السوري القومي الإجتماعي ممثلاً بعميد الخارجية قيصر عبيد، ومدير دائرة السفارات والأحزاب العربية في العمدة حافظ يزبك، في أعمال مؤتمر الحوار الذي عقد في مدينة هانغتشو في جمهورية الصين الشعبية بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب القومية والعربية.
افتتح المؤتمر بكلمة لوزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سونغ تاو الذي أكد أهمية الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب القومية والعربية، معتبراً أن الحوار يستهدف فتح نقاش واسع يرمي الى تحقيق العدل الاجتماعي الذي يشكل حاجة ماسة للشعوب قاطبة، وركز على رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ للاشتراكية وفق الخصائص الصينية. كما ألقيت في الافتتاح كلمات عدة.
جلسة عامة
تلت الافتتاح جلسة عامة للمؤتمر تحدث فيها عدد من المسؤولين الرسميين الصينيين والوفود المشاركة، وقد أجمعت الكلمات على أهمية الحوار، وتعزيز العلاقات بين جمهورية الصين والحزب الشيوعي وبين الأحزاب المشاركة.
جلسة الحوار الأولى
بعد ذلك، عقدت جلسة حوار بعنوان: «الإصلاح والانفتاح.. طريق التنمية وتبادل التجربة»، ترأسها مدير عام مكتب الدراسات لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لوان جيان تشانغ، وتخللت الجلسة كلمات ومداخلات لعدد من المشاركين.
كلمة عميد الخارجية
وقد ألقى عميد الخارجية قيصر عبيد كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي ومما جاء فيها:
انطلاقاً من مفهومنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يعتمد في نظرته للإنسان المجتمع وليس الإنسان الفرد، ننظر الى المجتمعات التي استطاعت ان تنهض من حالة البدائية والتبعية الى حالة التقدّم والفعل الحضاري من أجل البشرية جمعاء ومن أهمّ الأمثلة على ذلك، التجربة الصينية التي أجرت أكبر عملية مراجعة وتحديث فكري عصري جعلها تهتمّ بالإنسان المجتمع الصيني لتحقيق مصالحه العليا. وهنا نودّ تأكيد أننا نرى في هذا التحديث الذي اجترحه القائد دينغ شياو بينغ شجاعة تاريخية كبرى. ونحن نهنّئ الأحزاب التي تقوم بتحديث كهذا من دون أن تلغي فكر المؤسس ماو تسي تونغ الذي قام بالثورة في زمانه وأخرج بلاده من وطأة التبعية. وبالتالي نودّ ان نشير إلى أنّ النهج الذي أصبح سائداً في الصين كما درسناه، هو أقرب ما يكون الى النهج السوري القومي الاجتماعي الذي وضعه أنطون سعاده في مطالع القرن الماضي حين أسّس حزبنا الذي يعتمد على الواقعية في تأسيس النهضة العمرانية والثقافية ووحدة البلاد ضمن الحالة القومية الصحيحة مع مدّ اليد والجسور الى القوميات الأخرى والأمم الأخرى، بحيث دعا بشكل واقعي مثلاً إلى إنشاء جبهة عربية.
أضاف: عبيد نحن ندعو الصين الصاعدة التي نعرف تماماً إسهاماتها الكبيرة لتنمية البلدان والشعوب المقهورة وغير النامية في أفريقيا خاصة ولمتابعة هذا النهج المحبّ للشعوب ومدّ طريق الحرير في مشروع الحزام والطريق الذي أطلقه الرئيس هو جينتاو كي يكون ممتداً الى المناطق التي يمتدّ اليها عبر التاريخ، كما فعله أجدادنا الصينيون والسوريون منذ آلاف السنين ليعود فيمرّ من بكين الى باقي العواصم حتى الوصول الى بغداد ودمشق فبيروت، لأنّ هذا الامتداد الحضاري لن يكون فقط حاملاً اقتصادياً تبنى عليه طرقات سكك الحديد لعبور القاطرات فائقة السرعة التي ستتقل الأشخاص والبضائع بسرعة وتخفض التكاليف وإنما أيضاً تنقل الإرث الحضاري بين شعوبنا بشكل تبادلي وهو ما يجعل العلاقات والمصالح المشتركة فكرة راسخة وجذرية يدافع عنه كلّ فرد ومجموعة تستفيد من التبادل التجاري والاقتصادي والحضاري بين الشعوب المتشاطئة على جوانب الحزام والطريق. وهذه نظرتنا في الحزب السوري القومي الاجتماعي لكيفية تحقيق الاستقرار في منطقتنا حيث دعا حزبنا في ورقته السياسية المعتمدة الى تأسيس اتحاد بين كيانات المشرق تمهيداً لتحقيق التعاون مع باقي الدول.
جلسة الحوار الثانية
كما عقدت جلسة ثانية بعنوان: «الطريق والحزام» ترأسها نائب مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشانغ جيان وي، وتخللها حوار بين المشاركين.
الجلسة الختامية والتوصيات
واختتم المؤتمر أعماله بجلسة ختامية ترأسها تاو، حيث تلا توصيات المؤتمر، «إعلان هانغتشو» وأبرز ما جاء فيه:
نحن الممثلين عن الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول الغربية عقدنا الدورة الثانية لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية في 22 نوفمبر في مدينة هانغتشو بالصين، حيث أجرينا حواراً معمّقاً حول «الإصلاح والانفتاح: طريق التنمية وتبادل التجربة» و»الحزام والطريق: تفاهم الشعوب وتلاقي المصالح» تحت شعار «يداً بيد لبناء عالم أفضل»، وتوصلنا الى توافق واسع النطاق. وعليه نعلن ما يلي:
أولا: على الجانبين الصيني والعربي انتهاز الفرصة السانحة لتعزيز الثقة المتبادلة ودعم المصالح الجوهرية والتمسك بتعدّد الأطراف وتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية ودعم تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار والحفاظ على السلام والاستقرار .
ثانياً: تحرص أحزاب الدول العرية على العمل مع الحزب الشيوعي الصيني لتعزيز التنسيق السياسي وتفاهم الشعوب وتفعيل التعاون في مجالات بناء البنية التحتية والتجارة والتمويل والتعاون والانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، بما يخدم مصالح الشعب الصيني والشعوب العربية ويسهم في بناء مجتمع مشترك للصين والدول العربية.
ثالثاُ: تعرب أحزاب الدول العربية عن إعجابها بما يحققه الشعب الصيني من المنجزات في ظلّ قيادة الحزب الشيوعي الصيني وتأمل في تعزيز تبادل الخبرات والانفتاح في سبيل تعزيز الحوكمة والتنمية.
رابعاً: تمثل الأحزاب السياسية مصدراً لاتخاذ القرار وممثلاً لإرادة الشعب ورائداً للرأي العام ومن المفترض ان تلعب دوراً في توجيه المجتمع ومصير البشرية وبناء عالم أفضل.
خامساً: سنبني يداً بيد العلاقات الحزبية من نمط جديد مع ترك الخلافات جانباً والاحترام المتبادل والاستفادة المتبادلة.
مؤتمر الترويج الاقتصادي
كما شارك الوفد القومي في أعمال مؤتمر الترويج الخاص بقصص الحزب الشيوعي الصيني، حيث تحدث عدد من المسؤولين ورجال الأعمال عن التجارب والنجاحات التي حققوها نتيجة تطبيق رؤية الرئيس الصيني. بعد ذلك زار المشاركون مقر مجموعة «علي بابا» واطلعوا على نشاطات المجموعة، وهي كناية عن شركة اقتصادية ضخمة. كما زار المشاركون مركز الخدمات الإدارية والمدنية لمدينة هانغتشو، والتي تسهّل للمستثمرين الصينيين والأجانب تأسيس شركات من دون أية تعقيدات. كما زار المشاركون مقر مجموعة JMA للألومنيوم وأقام محافظ المدينة مأدبة غداء للوفد.
محاضرة هاو
هذا، وعند وصول الوفد القومي الى بكين، شارك الوفد في ندوة حاضر فيها الخبير من المدرسة الحزبية المركزية خوان هاو، تحدّث فيها عن مراحل خمس لتطبيق رؤية الرئيس الصيني بما خص التنمية والازدهار والبحبوحة للشعب الصيني.
مداخلة عبيد
من جهته، قدّم عميد الخارجية قيصر عبيد مداخلة أثنى فيها على التقدم الملحوظ الذي حققته جمهورية الصين الشعبية، وكيفية إثبات حضورها على الساحة الدولية من خلال الدور الاقتصادي الذي تلعبه، وقدرتها في تثبيت هذا الحضور، لافتاً إلى أن ما تحققه الصين من تقدم على المستويات كافة، وخصوصاً الاقتصادية منها، ترى فيه الولايات المتحدة تحدياً لها. وهذا هو المعنى الحقيقي للعقوبات الأميركية التي تفرض على الصين، داعياً إلى وجوب أن تكون هناك هندسة مالية لتقويض مسار العقوبات الأميركية.
.. ومحاضرة في كوانغيتشو
وبعد اختتام المؤتمر نظمت محاضرة في مركز الدراسات التنموية لحكومة مقاطعة قوانقدونغ بمدينة كوانغيتشو، حول منجزات وتجربة المقاطعة في مجالات الإصلاح والانفتاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تحدث فيها مسؤول المركز ومديرو الاقسام فيه.
لقاءات
وعلى هامش المؤتمر التقى الوفد القومي مسؤولي أحزاب مشاركة من العراق وتونس واليمن والشام والجزائر والمغرب ومصر.
كما التقى الوفد القومي نائب مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشانغ جيان وى، بحضور سفيرة لبنان لدى جمهورية الصين الشعبية ميليا جبور، وتحدّث عبيد خلال اللقاء عن دور الحزب القومي في التصدي للإرهاب الذي يستهدف سورية، وأعرب عن تقدير الحزب لموقف الصين في مجلس الامن الدولي من خلال استخدام الفيتو لمنع تشريع العدوان على سورية، وموقفها الداعم لوكالة الأونروا والتمسك بحق عودة الفلسطينيين، خلافاً لموقف الإدارة الأميركية التي حجبت مساهمتها المالية عن الاونروا.
وأكد عبيد على دور الصين المحوري في منع السياسة الأميركية الآحادية سياسياً واقتصادياً، مشدداً على أهمية التحالف الاقتصادي بين الصين وروسيا، وقد اختتم اللقاء بمأدبة عشاء على شرف الوفد.
جولات سياحية
ونظّمت الجهة المضيفة جولات سياحية للوفود المشاركة، شملت سور الصين العظيم، ومعرض التخطيط الإنمائي لمدينة بكين والمدينة المحرمة والقصر الإمبراطوري، وحديقة شيشي للأراضي الرطبة، وزيارة لمقابر شهداء هوانغ هواجانج، ورحلة على متن باخرة في نهر اللؤلؤ، وزيارة معبد تشن جيا، وجولة في مجمع شارع جينهوا السكني، كما لبّى المشاركون دعوة على الغداء من السفير الفلسطيني لدى جمهورية الصين الشعبية فايز مهداوي.