فجر الثامن من تموز 1949، سقا أنطون سعاده الأرض بدمه، وساق قاتليه إلى مزبلة التاريخ.
لقد ظنّ عملاء العدو وقوى الاستعمار وأدواتهم، أنهم باغتيال سعاده يغتالون القضية التي آمن بها والمشروع المقاوم الذي أطلقه، لكن ظنّهم خاب. فسعاده، شمخ عزاً، وبقي حياً في نفوسنا جيلاً بعد جيل، أمّا قاتلوه، فانتهوا أمواتاً، لا ذكر لهم ولا ذكرى.
قال سعاده: “انا أموت أما حزبي فباق”،.. مات سعاده جسداً،.. لكنه بقي حياً في حزبه، معلماً وهادياً. وها حزبه لا يزال على النهج ذاته، حزباً مقاوماً ضد العدو اليهودي، وضد كل الطغاة والبغاة والمتآمرين.
إنّ الذين ارتضوا أن يكونوا جزءاً من المؤامرة على سعاده وحزبه، غارقون في وحول الذل والخيانة، أما سعاده فمجبول بالعز، مبادؤه تسير بهديها أجيال النهضة، وفكره بات مرجعاً للباحثين والكتاب يعودون اليه، يغترفون من معينه، لأنهم فكر للمستقبل وللحياة الحرة.
فكر سعاده نبع لا يجفّ، والقضية التي عيّنها لا تموت، ونحن أقسمنا بملء الإرادة أن نكون جنداً مخلصين لانتصار قضيتنا ولخلاص أمتنا… تعاقدنا مع سعاده.. وما على المتعاقد الحر إلا أن يعمل بما تعاقد عليه.
خلاص الأمة منوط بنا.. أكتافنا أكتاف جبابرة.. لن نخذل زعيمنا لن نخذل حزبنا، سنقدم أغلى ما عندنا في سبيل إعلاء شأن أمتنا، كي تكون كما أرادها سعاده أمة حرة بين الأمم. ولتحي سورية حرة أبية وليحي سعاده خالداً ابداً في نفوسنا.